كيف يناصر علماء الأمة مقاومة غزة في مواجهة العدوان الصهيوني؟
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
أعلن عدد من علماء الأمة أنهم في رباط علمي لدعم طوفان الأقصى بكل ما يحتاجه من خلال بيان "مشروعية المقاومة وبسط فقهه ونشر فتاواه بين الناس، ووجوب السعي لتحرير الأرض واستنقاذ الأسرى، والرد على الشبهات التي يثيرها المنافقون والمخذلون".
وجاء إعلان العلماء استجابة لنداء (أبو عبيدة) الناطق العسكري باسم كتائب القسام في كلمته الأخيرة، بعد مرور عام على عملية طوفان الأقصى، والتي دعا فيها العلماء "إلى تجاوز مرحلة الإدانة اللفظية.
من أبرز الهيئات التي وقعت على البيان هيئة علماء فلسطين، والهيئة العالمية لأنصار النبي صلى الله عليه وسلم، ورابطة علماء أريتريا، ومنتدى العلماء، ورابطة علماء السنة، وجمعية المعالي للعلوم والتربية بالجزائر، والهيئة العالمية لمناصرة فلسطين، ومن أبرز الشخصيات التي وقعت عليه: مفتي ليبيا الشيخ الصادق الغرياني، والشيخ محمد الحسن ولد الددو، والدكتور نواف تكروري، والدكتور محمد الصغير، والدكتور الحسن الكتاني، والدكتور وصفي عاشور، والدكتور عبد الحي يوسف..
وأكدّ الموقعون على البيان "أن سائر فلسطين من البحر إلى النهر أرض المسلمين جميعا، لا يجوز لأحد التفريط فيها ولا التنازل عن شبر منها والمسجد الأقصى المبارك بكل أجزائه ومساحته ومن فوقه ومن تحته حق خالص للمسلمين ليس لغيرهم أدنى حق فيه".
وبينوا في بيانهم أنه "إذا هجم العدو على أرض إسلامية وكانت الحاجة إلى دفعه أكبر من قدرات أهلها منفردين فإن الجهاد يصير واجبا عينيا على أهلها وعلى من يليهم من المسلمين، حتى تتحقق القدرة ويُغلب المحتل، ويتأكد هذا على الداخل الفلسطيني ثم من يليهم من دول الجوار، بل لقد اتسعت دائرة الواجب في حالة فلسطين حتى شملت المسلمين جميعا فالجهاد في فلسطين جهاد دفع وهو واجب عيني بعد أن تيقنا أن الكفاية فيه لا تتحقق إلا بانخراط الأمة جمعاء في المعركة، وهي واجب على الحكام والمحكومين والجماعات والأفراد..".
وجاء في البيان "يجب على رؤساء الدول العربية والإسلامية كافة إعلان النفير وتحريك الجيوش لرد العدوان الصهيوني وتحرير المقدسات فإن لم يفعلوا فأقل الواجب دعم إخوانهم المسلمين في فلسطين بكل الوسائل، كما يجب عليهم مكافحة الوجود الصهيوني في فلسطين، وأهون ما في هذا السبيل وما لا يقبل دونه هو قطع العلاقات السياسية والاتفاقيات التجارية، وإلغاء معاهدات التطبيع المذلة التي أبرمت على خلاف رغبة الأمة ومصالحها..".
بيان علماء الطوفان قياماً بالواجب واستجابة لنداء أبي عبيدة ـ هيئة علماء فلسطين
وعن المهمة التي سيقوم بها العلماء أعلن "العلماء أنهم في رباط علمي لدعم طوفان الأقصى بكل ما يحتاجه من خلال بيان مشروعية المقاومة وبسط فقهها، نشر فتاواها بين الناس، ووجوب السعي إلى تحرير الأرض واستنقاذ الأسرى، والرد على الشبهات التي يثيرها المنافقون والمخذلون، وحثهم على دعم إخوانهم في الأرض المقدسة بل وتقدم صفوف المناصرة فلا قيمة لعلم لا يحمل صاحبه على النصرة التي تليق بالعلماء وتليق بمقام الطوفان".
ما أعلنه العلماء والهيئات العلمية والدعوية في بيانهم يستحث علماء الأمة ودعاتها في كل مكان لارتياد كل المجالات المتاحة عمليا للعمل من خلالها لنصرة غزة ومساندة مقاومتها، وهو ما يتطلب جهدا منظما وبرامج عملية مستدامة يجري تعميمها وتنفيذها في أوساط العلماء وطلبة العلم والدعاة.
في هذا الإطار قال الداعية والباحث الشرعي المغربي، أحد المشاركين والموقعين على البيان، حسن الكتاني "نحن في الهيئة العالمية لأنصار النبي صلى الله عليه وسلم استجبنا لنداء الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبي عبيدة، وأصدرنا ذلك البيان التاريخي الذي وقع عليه كبار علماء الأمة الإسلامية، وعلى رأسهم شيخنا العلامة الصادق الغرياني، وكذلك شيخنا الشيخ محمد الحسن الددو، وغيرهم من علماء الأمة".
وأضاف "والمقصود من البيان أولا بيان الحكم الشرعي في الأحداث كلها، بداية من مقاومة العدو المحتل لفلسطين، مرورا بدعم مناصرتهم بسائر أشكال المناصرة، وذكر وبيان حال من يوالي أعداء الله وما إلى ذلك من الأمور، أما مجالات المناصرة فهي مفتوحة على مصراعيها، كل بجهوده وقدراته، فمن استطاع أن يعينهم بالكلمة التي تبين الحكم الشرعي فهذا واجبه، فسيوف العلماء هي أقلامهم وألسنتهم فهم حينما يتكلمون ويبينون فإنهم يقومون بعمل عظيم وكبير".
وواصل حديثه لـ"عربي21" بالقول "فعلى العلماء أن يتكلموا ويبينوا، وعليهم كذلك أن يتابعوا الأحداث وبيان الأحكام الشرعية لكل ما يحدث، ومن المتاح للعلماء حث عامة المسلمين على الإنفاق وجمع الأموال لدعم المقاومة والشعب الصابر الصامد المكلوم في غزة، فهذا أمر واجب على الأمة الإسلامية جمعيا، كل على قدر وسعه وطاقته، وليس من أعمال التطوع".
حسن الكتاني داعية وباحث شرعي مغربي
وعن أهمية تنظيم تلك الجهود والأعمال في إطار برامج عملية منظمة ومستدامة لفت الكتاني إلى أن "واجب العلماء في الدرجة الأولى هي بيان الأحكام الشرعية وتوضيحها، وليسوا كلهم ممن يمكنهم أن يباشروا الأعمال التنفيذية، أما كيفية تنظيم ذلك وتطبيقه عمليا فهو من واجب أبناء الأمة الإسلامية جميعهم بمشاركة من يقدر على ذلك من العلماء، والتحريض الدائم عليه".
وتابع "كل بلد لها وضعها وظروفها وأهلها أدرى بكيفية القيام بذلك وتنفيذه، فكل من يريد ويعزم على نصرة غزة ومقاومتها وأهلها فهو يعرف الطريق الذي يجب عليه أن يسلكه، المهم أن توضع تلك التوجهات موضع التنفيذ حسب الممكن والمقدور عليه".
من جهته قال القيادي بجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، أحمد الزرقان "للعلماء دور كبير في نصرة المقاومة في فلسطين عامة، وغزة خاصة، فالعلماء الصادقون المخلصون العاملون هم محل ثقة الناس في فتاويهم وآرائهم السياسية، وهي محط اهتمامهم بالالتزام بمضمونها".
وتابع في تصريحاته لـ"عربي21": "من واجب العلماء حثُّ عامة المسلمين على المساهمة في نصيبهم من المقاومة بالمال على أنه ليس تبرعا أو صدقة أو هبة، بل هو واجب شرعي على من لا يستطيع المقاومة الفعلية فلا بد أن يقاوم بماله".
وأردف الزرقان "على العلماء أن يحثوا الناس ويحرضوهم على المشاركة في الفعاليات المساندة للمقاومة وحاضنتها الشعبية، حتى يشعروا أن وراءهم أمة تقف من خلفهم، ولو فتحت الحدود وأُزيلت الحواجز لكانوا معهم في الخنادق، وميادين الجهاد" على حد قوله.
أحمد الزرقان قيادي بجماعة الإخوان المسلمين في الأردن
ونبَّه على أهمية دور العلماء في "الدعم المعنوي بكل أشكاله من محاضرات ودروس وندوات وفيديوهات ومقالات تصب في دعم المجاهدين وتحث الناس على جميع أنواع الدعم، وتقوم برفع معنويات المقاومين وحثهم على الصبر والمصابرة، ومتابعة الجهاد بكل قوة وقدرة لتحقيق إما النصر أو الشهادة".
وأكدّ على أن من واجب العلماء "فضح العملاء والمطبعين والمساندين للعدو سواء ماديا أو معنويا، وكشف مخططاتهم الخبيثة في الوقوف مع العدو، والتحذير كذلك من الإعلام المتصهين الذي يشوه صورة المجاهدين، ويسوق رواية العدو الصهيوني".
وأنهى كلامه بالإشارة إلى ضرورة قيام العلماء "بمباركة كل عمل في العالم العربي والإسلامي يدعم المقاومة في غزة ويساندها، ويخفف عنهم في معركتهم مع العدو الصهيوني، ويرفع معنوياتهم للاستمرار بهذا الجهاد المبارك المجيد".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير تقارير علماء فلسطين غزة دور احتلال فلسطين غزة علماء حرب تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة علماء الأمة فی فلسطین
إقرأ أيضاً:
مناقشة الخطة الإعلامية للمؤتمر الثالث ( فلسطين قضية الأمة المركزية)
وتطرق الاجتماع الذي ضم وزير الإعلام هاشم شرف الدين، ونائبه الدكتور عمر داعر، ورئيس اللجنة التحضيرية الدكتور عبدالرحيم الحمران، ونائبه الدكتور أحمد العرامي، وأعضاء اللجنة، إلى الخطة الإعلامية المقدمة من وزارة الإعلام المتصلة بتغطية المؤتمر إعلامياً، والمتضمنة التغطية الإعلامية ومواكبة أعمال المؤتمر والتعريف بأهمية انعقاده في ظل الظروف الحالية التي تمر بها الأراضي الفلسطينية مع تزايد الحملات الصهيونية الساعية طمس الهوية الفلسطينية.
واستعرض الاجتماع بحضور نائب رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية سبأ - نائب رئيس التحرير محمد عبدالقدوس الشرعي، ومسؤولي المؤسسات الإعلامية التلفزيونية والصحفية والإذاعية، أهداف الخطة الإعلامية لتوضيح الرؤية القرآنية تجاه القضية الفلسطينية وتسليط الضوء على طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني وخطورة التطبيع معه وحشد جهود الإعلام لدعم فلسطين وإبراز التحديات والمخاطر التي تواجهها القضية.
وأقر الاجتماع الخطة الإعلامية الهادفة تسليط الضوء على دور اليمن بقيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في دعم القضية الفلسطينية سياسياً وعسكرياً وإعلامياً ومساندة الشعب الفلسطيني في كافة المراحل، وإبراز دور القوات المسلحة اليمنية في معركة طوفان الأقصى والدعم المعنوي والعسكري للقضية الفلسطينية كجزء من المشروع التحرري للأمة.
وتضمنت الخطة إعداد المواد الإعلامية قبل وأثناء المؤتمر والترويج له عبر بث برامج حوارية عن الروابط التاريخية والدينية بين اليمن وفلسطين، وإنتاج فلاشات قصيرة وإعلانات تعريفية وفقرات خاصة عن معركة "طوفان الأقصى" وعمل هاشتاقات موحدة لتعزيز الزخم الإعلامي الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي وإعلام الشارع، ومرحلة التغطية الإعلامية الواسعة المواكبة لفعاليات المؤتمر.
واعتبر النائب الأول لرئيس الوزراء، انعقاد المؤتمر الثالث لفلسطين - قضية الأمة المركزية ظاهرة نوعية يجب إبرازها والإعداد الجيد للتغطية الإعلامية الواسعة والترويج له قبل انعقاده وكذا التغطية المواكبة لفعاليات المؤتمر وتوزيع المهام والأدوار على مختلف وسائل الإعلام.
وشدد على ضرورة أن يكون المؤتمر هذا العام مختلفاً عن سابقيه بحكم الأحداث الجارية والخبرات التي اكتسبت خلال المؤتمرات السابقة، مبيناً أن قوة التغطية الإعلامية وتناولها للمؤتمر يزيد من أهميته بما في ذلك توثيق الأحداث التي يجب أن يتناولها المؤتمر.
وأشار مفتاح إلى ضرورة تسليط الضوء على تداعيات الأحداث في غزة على سقوط الحزب الديمقراطي الأمريكي واليميني الفرنسي والبريطاني وانكشاف الأنظمة العربية وضعف وهشاشة الموقف الرسمي العربي ومسار القمم العربية والإسلامية وهزالتها والتركيز على كلمات قائد الثورة ومواكبتها للأحداث.
بدوره أكد وزير الإعلام، أهمية اضطلاع وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية بدورها في التغطية الإيجابية للمؤتمر الثالث "فلسطين قضية الأمة المركزية"، وإبراز مظلومية غزة والأراضي المحتلة وإبراز الموقف اليمني بقيادة قائد الثورة في دعم ومساندة القضية الفلسطينية على مختلف الصعد.
ووجه وسائل الإعلام بالاهتمام بأعمال المؤتمر وتسليط الضوء على محاوره وإبراز أوراق العمل المقدمة من قبل المشاركين في المؤتمر، والمساهمة في إنجاحه لما تمثله فلسطين من محور ارتكاز للأمة والشعب اليمني بوجه خاص.
وأكد شرف الدين الحرص على تجويد الرسالة الإعلامية، موضحًا أن المؤتمر تكمن أهميته في إحياء القضية الفلسطينية التي تمثل قضية الأمة الأولى والمركزية رغم محاولات تصفيتها وشيطنة المقاومة الفلسطينية التي تسطر أروع الملاحم البطولية في مواجهة الصهاينة.
واعتبر مؤتمر فلسطين في دورته الثالثة، أحد مظاهر التحرك العملي اليمني للدفاع عن القضية الفلسطينية، ويمثل في الوقت ذاته عملاً ثقافيا وعلميا لإيصال الرسالة إلى العالم خاصة مع مشاركة عدد من الباحثين والشخصيات الأجنبية، مبينًا أن صوت الشعب اليمني حالياً هو الصوت الأعلى في الدفاع عن الفلسطينيين المظلومين..
فيما أكد رئيس وأعضاء اللجنة التحضيرية الحرص على انعقاد المؤتمر بصورة تتناسب مع موقف اليمن المناصر للشعب والقضية الفلسطينية، وإقامة الندوات والأنشطة المصاحبة التي تُبرز مظلومية الشعب الفلسطيني وجرائم الحرب والإبادة الجماعية وضد الإنسانية التي يتعرض لها، وكذا الدور المحوري اليمني في الدعم والإسناد.
وشددوا على أهمية المواكبة الإعلامية للمؤتمر الذي يستمر أربعة أيام بمشاركة عشرات الباحثين والأكاديميين من الداخل والخارج، إضافة إلى الأنشطة التحضيرية والندوات التي ستقام ابتداءً من شهر رجب المقبل، وصولاً إلى المؤتمر وتتويجه بإحياء يوم القدس العالمي.