تراوح مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة مكانها، بسبب العراقيل التي يضعها رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، كلما اقتربت فرصة لوقف العدوان وتبادل الأسرى، كظاهرة مستمرة منذ بداية جولات المفاوضات، التي جرت على مدار عام.

رغم تحذيرات متكررة من خبراء عسكريين إسرائيليين بشأن مرحلة حرب الاستنزاف التي يواجهها جيش الاحتلال، ومطالبتهم باستثمار الإنجازات المحققة في غزة لتجنب المزيد من الخسائر، تظل أصوات المتطرفين في حكومة نتنياهو هي «الأعلى» مما يتماشى مع رغبته في استمرار العدوان لأهداف شخصية، خوفا على مستقبله السياسي.

جولة المفاوضات الأخيرة عانت من نفس مصير سابقتها، حتى المبادرة المصرية التى تدعم الوقف المؤقت لإطلاق النار لمدة أيام، يتم خلالها تبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية، تليها مفاوضات لوقف دائم وإجلاء كامل للجيش الإسرائيلي من غزة، لكن رغم الترحيب الأولي بالمبادرة التى حركت حالة الجمود، فإن حكومة إسرائيلية وضعت عراقيل وشروطًا يصعب الموافقة عليها.

أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر قدمت اقتراحًا لوقف إطلاق النار لفترة محدودة، يشمل الإفراج عن أربعة محتجزين إسرائيليين مقابل عدد من السجناء الفلسطينيين وإدخال مساعدات إنسانية، يتبع ذلك استئناف المفاوضات خلال عشرة أيام لتحويل الهدنة إلى دائمة.

رغم الترحيب بالمقترح المصري في الأوساط السياسية الإسرائيلية، فإن رئيس الوزراء نتنياهو أعرب عن اعتراضاته، خاصة أنه جاء بعد شهرين من الجمود في المفاوضات. ورغم اعتبار المحلل رفيف دروكر أن الصفقة عبقرية، فقد رفض نتنياهو تمريرها. ويأتي هذا الاقتراح وسط ظروف إنسانية قاسية، حيث أسفرت الحرب عن أكثر من 143 ألف شهيد وجريح فلسطيني.

كشف القيادي في حركة حماس، سامي أبو زهري، عن بوادر فشل جديدة في المفاوضات الجارية حاليًا، والتي بدأت قبل أكثر من أسبوع بلقاءات في القاهرة بين قادة الوفود المشاركة والوسطاء، تلتها لقاءات في الدوحة، وأن حركته معنية بوقف المحارق والإبادة الجماعية في قطاع غزة، مؤكدا التعاطى بإيجابية للتوصل إلى اتفاق لوقف المجازر، دون أن ندير ظهورنا لأي اتفاق.

وقال أبو زهري (في تصريحات صحفية معممة): هدفنا هو وقف دائم لإطلاق النار، مع التركيز على الانسحاب وإبرام صفقة تبادل عادلة وعودة النازحين. الجانب الأمريكي يسعى إلى اتفاق شكلي فقط بشأن غزة، وبما أننا نرغب في صفقة تبادل عادلة وعودة النازحين، فلا يمكننا تسليم الاحتلال أسراه بينما يواصل قتل أبناء شعبنا. نعتقد أن الاحتلال غير جاهز لإبرام اتفاق حقيقي حتى الآن.

نقلت وسائل إعلام عن أحد قياديي حماس أن الحركة تلقت أفكارًا من مصر وقطر بشأن هدنة لفترة محدودة، وزيادة المساعدات، وتبادل جزئي للأسرى. لكنه أكد أن هذه المقترحات لا تعالج احتياجات الشعب الفلسطيني للأمن والإغاثة والإعمار، ولا تتضمن فتح المعابر، خصوصًا معبر رفح. كما أشار إلى أن المقترحات لا تشمل وقفًا دائمًا للعدوان، أو انسحاب الاحتلال من قطاع غزة، أو عودة النازحين ورفع الحصار، دون اعتراض من الحركة على تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735، مع توفير مقومات الحياة، وإعادة الإعمار، وتحقيق تبادل يخفف المعاناة عن الأسرى الفلسطينيين.

على الجانب الآخر، وقف الجناح المتطرف في حكومة نتنياهو، ممثلاً بوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسئيل سموتريتش، اللذين رفضا وقف إطلاق النار حتى لو ليوم واحد، مطالبين بمزيد من الضغط العسكري على قطاع غزة والمقاومة، وفي المقابل، تسعى الإدارة الأمريكية الحالية جاهدة لتحقيق أي تقدم في المفاوضات، خصوصًا مع وجود عدد من الأمريكيين ذوي الجنسيات المزدوجة بين المحتجزين.

ترى الإدارة أن إحراز تقدم في هذا الملف قد يُعزز موقف مرشحة الحزب الديمقراطي، التي تواجه منافسة شديدة من مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، المدعوم من نتنياهو، والذي يأمل في فوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة غدًا الثلاثاء، فيما روجت إسرائيل لفكرة أن رحيل قائد حماس، يحيى السنوار، سيفتح الطريق لمفاوضات سهلة مع فصائل المقاومة الفلسطينية، ولكن الحركة تمسكت بنفس شروط السنوار في المفاوضات، ورفضت أي تنازلات عما التزمت به سابقًا.

يشير محللون إسرائيليون إلى أن الجيش الإسرائيلي دخل مرحلة تآكل الإنجازات، وأن فشل المفاوضات سيزيد من هذا التآكل. فالإنجازات التي حققها الجيش على الأرض لا يمكن تعزيزها، ولا يمكن تحقيق أهداف كبرى جديدة. ما يحدث حاليًا هو حرب استنزاف للجيش الإسرائيلي، ومن المرجح أن يؤدي الاستمرار في الحرب إلى مزيد من الخسائر.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار بنيامين نتنياهو مفاوضات تبادل الأسرى وقف العدوان مفاوضات وقف إطلاق النار رئيس حكومة إسرائيل استمرار العدوان فی المفاوضات قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

حماس وإسرائيل.. هل تستأنف المفاوضات أم الحرب؟

كشف تقرير إخباري نشره موقع "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي أن المباحثات بشأن غزة المنعقدة في القاهرة مؤخراً لم تحقق أي تقدم، وأن رئيس حكومة "إسرائيل" بنيامين نتنياهو يجري مشاورات عقب رفض حماس تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق.

اقرأ ايضاًشهداء وجرحى وحملة اعتقالات في طولكرم نتيجة العدوان الإسرائيلي

وأضاف المسؤول أن إسرائيل "قد تتخذ إجراءات مثل خفض المساعدات الإنسانية لغزة، لافتا إلى أن نتنياهو لم يتخذ أي قرار بشأن اتفاق غزة حتى الآن".

بدورها، قالت حركة حماس في وقت سابق، السبت، إن "إسرائيل تحاول إجهاض مفاوضات المرحلة الثانية"، مؤكدة رفضها أي تمديد للمرحلة الأولى التي تنتهي الليلة.

وفي سياق ذي صلة، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، أرجأ زيارته إلى المنطقة مجددا، في ظل توقعات بأن يزور إسرائيل نهاية الأسبوع المقبل لمتابعة مسار التفاوض وتثبيت وقف إطلاق النار في غزة.

تأتي تلك التطورات في ظل ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن العودة إلى الحرب بالنسبة لإسرائيل "ليست مناورة تفاوضية"، وإن هناك تفاهمات مع واشنطن لدعم تحركات تل أبيب إذا اختارت العودة للقتال.

 

 

 

⬅️ شاهد ..
تظاهرات للمستوطنين في "تل أبيب" للمطالبة باستكمال صفقة تبادل الأسرى pic.twitter.com/Ny9SZxUasa

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) March 1, 2025

 

 

 

بموازاة ذلك، طالب أهالي الأسرى الإسرائيليين في غزة، الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمنع نتنياهو من "تخريب" صفقة التبادل ووقف إطلاق النار "لاعتبارات سياسية".

 

وأكدوا في بيان لهم على وجوب إعادة باقي المختطفين الـ59 من غزة دفعة واحدة.

وفي وقت سابق، أكدت حركة حماس، استعدادها الإفراج عن الأسرى المتبقين لديها دفعة واحدة في مقابل شروط يتعين على إسرائيل تنفيذها.

اقرأ ايضاًعملية دهس وطعن جديدة قرب حيفا.. 10 مصابين بينهم جنديان

من جانب آخر، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، السبت، إلى العودة للمفاوضات بين حماس وإسرائيل بدلا من العودة للحرب، محذّرًا من أن احتمال تجدد القتال في قطاع غزة سيكون "كارثيا".

وقال المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك في بيان إن "وقفا دائما لإطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن أمر ضروري لتجنب التصعيد والمزيد من العواقب المدمرة على المدنيين". 
 

المصدر: وكالات


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

عمر الزاغ

محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي. ‎

الأحدثترند حماس وإسرائيل.. هل تستأنف المفاوضات أم الحرب؟ أول رد لحماس على "جرائم الاحتلال بطولكرم" وهذه رسالتها للقمة كيفية صلاة التراويح في البيت شهداء وجرحى وحملة اعتقالات في طولكرم نتيجة العدوان الإسرائيلي الأغذية العالمي: يجب استمرار وقف إطلاق النار في غزة Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • حماس ترفض تمديد المرحلة الأولى من اتفاق صفقة التبادل
  • مظاهرات أمام منزل «نتنياهو» رافضة عدم التقدم في مفاوضات المرحلة الثانية
  • نتنياهو يصدر قرارات عاجلة بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار
  • القسام تنشر فيديو لـ أسير إسرائيلي يطلب من نتنياهو إتمام اتفاق غزة
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو أخلّ بالاتفاق مع حماس ويفتعل الأزمات 
  • حماس وإسرائيل.. هل تستأنف المفاوضات أم الحرب؟
  • حماس: "لا تقدم يُذكر" في مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة
  • نتنياهو يعقد مشاورات أمنية بشأن اتفاق غزة
  • إسرائيل تحدد "هدفها" بمفاوضات اتفاق غزة.. وإعلان طلب حماس
  • هذا ما قاله ترامب بشأن فرص نجاح المرحلة الثانية من الصفقة في غزة