نتائج الانتخابات تحدد مسار السياسة الخارجية الأمريكية.. 5 ملفات شائكة تنتظر الحسم
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
تتجه أنظار العالم إلى الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، المقررة في الخامس من الشهر الجاري، ولا تقتصر أهمية الانتخابات الأمريكية على الناخبين الأمريكيين، بل تؤثر أيضًا على مصير مناطق الصراع، خاصة في ظل الأزمات المتعددة التي يشهدها العالم، حيث ستحدد نتائج الاستحقاق مسار السياسة الخارجية الأمريكية في ظل الأزمات العالمية الراهنة، بما في ذلك الحرب في غزة ولبنان، والصراع مع إيران، والحرب في أوكرانيا، فضلا عن العلاقات مع الصين وحلف الناتو.
تشهد الساحة السياسية الأمريكية منافسة قوية بين مرشحي الحزبين الديمقراطي والجمهوري. يتنافس مرشح الحزب الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترامب، مع مرشحة الحزب الديمقراطي ونائبة الرئيس الحالية، كامالا هاريس، على رئاسة البيت الأبيض لمدة أربع سنوات مقبلة، ويشير آخر استطلاعات الرأي إلى تقدم طفيف لهاريس على ترامب، حيث حصلت على 48% مقابل 47% لترامب، مع عدم اليقين بشأن الفائز. ومع بدء التصويت المبكر في العديد من الولايات، لا تزال هاريس تحتفظ بميزة متواضعة بفارق 1.2 نقطة على ترامب، فيما يخيم شعور عميق بعدم اليقين بمن سيفوز بتلك الانتخابات لاسيما مع بدء التصويت المبكر الذي بدأ منذ أيام قليلة فى العديد من الولايات.
حرب غزة:
تستمر إسرائيل في ارتكاب الإبادة الجماعية في غزة بدعم أمريكي غير مشروط، وتعهدت مرشحة الحزب الديمقراطي، هاريس، باستمرار الدعم العسكري لإسرائيل في حال فوزها بالانتخابات، رغم تأكيداتها على ضرورة إنهاء الحرب وتسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين، فيما انتقد مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، الرئيس جو بايدن بعد تهديده لرئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو بمنع بعض الأسلحة الهجومية عن إسرائيل.
وأكدت حملة ترامب أن المساعدات العسكرية للكيان الصهيوني ستستمر مهما كانت الظروف، حيث نقل ترامب رسالة لنتنياهو مفادها "أفعل ما عليك فعله". وأشارت السكرتيرة الصحفية لحملة ترامب، كارولين ليفات، إلى أن عودته إلى البيت الأبيض (حال فوزه بالرئاسة) ستضمن حماية إسرائيل، مع التأكيد على أن إيران ستعود إلى الإفلاس وستتواصل «مطاردة الإرهابيين». ويفتخر ترامب بلقب «صانع السلام» متعهدا بتوسيع اتفاقيات إبراهيم التي أبرمت عام 2020، لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية، حيث يرى مراقبون أن هذه الاتفاقيات أسهمت في تهميش الفلسطينيين وأدت إلى تفاقم الأزمة الحالية.
الملف الإيراني:
تعتبر هاريس أن إيران تمثل "أكبر تهديد للولايات المتحدة"، مشيرة إلى الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على إسرائيل في أكتوبر الماضي، عقب مقتل زعيم حماس إسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وأكدت هاريس أن "أيدي إيران ملطخة بدماء أمريكيين" بسبب هذا الهجوم الذي استهدف إسرائيل باستخدام 200 صاروخ باليستي.
وأضافت أن من أولوياتها ضمان عدم قدرة إيران على أن تصبح قوة نووية، حيث تُعتبر هذه القضية من أعلى أولوياتها. يلاحظ المراقبون أن هاريس تشترك مع منافسها ترامب في موقفهما المعادي لبرنامج إيران النووي. وكان ترامب قد انسحب من الاتفاق النووي مع إيران خلال فترة رئاسته، مما يزيد من مخاوف طهران من عودته إلى الحكم. يعتقد العديد من المراقبين أن فوز ترامب في الانتخابات قد يتيح لنتنياهو فرصة تنفيذ خطط لضرب المنشآت النووية الإيرانية.
الحرب الأوكرانية:
تظهر توجهات متباينة بين المرشحين الأمريكيين تجاه الحرب في أوكرانيا. فقد أكدت هاريس، خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي، أنها ستواصل دعم أوكرانيا إذا فازت بالرئاسة. وعندما أعلنت عن تقديم 1.5 مليار دولار من المساعدات الأمريكية لأوكرانيا في يونيو الماضي، تعهدت بتوفير الدعم الكامل لأوكرانيا.
على الجانب الآخر، اعتبر ترامب أن الجمهوريين في الكونجرس ينبغي عليهم حجب المساعدات العسكرية عن أوكرانيا، كوسيلة للضغط عليها للتعاون مع التحقيقات المتعلقة بالرئيس بايدن وعائلته. ويؤكد ترامب أنه يعتزم "تسوية" الحرب في أوكرانيا قبل توليه المنصب، مشيرًا إلى تفكيره في خطة لإنهاء النزاع من خلال الضغط على أوكرانيا للتنازل عن بعض الأراضي لصالح روسيا.
العلاقة بالناتو:
تشعر دول حلف الناتو بالقلق من احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، نظرًا لتصريحاته السابقة حول الانسحاب من الحلف خلال فترة رئاسته. ويُظهر ترامب فخره بجهوده لإجبار الدول الأعضاء على تحقيق أهداف الإنفاق الدفاعي المحددة بنسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي، رغم أن 23 دولة فقط من أصل 30 عضوًا تمكنت من تحقيق هذا الهدف بحلول عام 2024. وتبقى تصريحاته مصدر قلق لدول الحلف.
في المقابل، تملك نائبة الأمين العام السابقة لحلف الناتو، روزماري جوتيمويلر (Rose Gottemoeller) وجهة نظر مختلفة، حيث تعتقد أن "حلف شمال الأطلسي سيكون في أيدٍ أمينة" إذا فازت كاملا هاريس بالرئاسة، مشيرة إلى أنها ستكون ملتزمة بالتعاون مع الناتو والاتحاد الأوروبي لتحقيق النصر في أوكرانيا.
معاداة الصين:
تتسم السياسة الأمريكية تجاه الصين بالعدائية، حيث تُعتبر بكين عدوًا تجب مواجهته في السنوات المقبلة. على الرغم من أن دونالد ترامب يتبنى موقفًا أكثر تشددًا، إلا أن هذه السياسة تتوافق مع توجهات الدول الغربية، التي ترى أن غزو الأسواق العالمية بالسلع الصينية يمثل تهديدًا وجوديًا. وقد اقترح ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 60% على جميع البضائع الصينية في حال عودته إلى البيت الأبيض.
من جهة أخرى، لا تعبر هاريس عن تصريحات معادية للصين، لكنها تدعم خططًا عسكرية لمواجهة هذا التهديد المحتمل. ويرى بعض المراقبين أن فوز هاريس سيمثل استمرارًا للإدارة الحالية، حيث لم تعلن عن تغييرات جذرية في سياسة بايدن. بينما يتوقع آخرون أن تشهد السياسة الأمريكية بعض الاضطرابات في حال تولي ترامب الرئاسة مجددًا، مثلما حدث خلال فترة رئاسته السابقة، حيث أثار بعض قراراته جدلًا واسعًا. ومع ذلك، تبقى المبادئ الأساسية للسياسة الأمريكية ثابتة ولا تتغير بتغير الرؤساء، نظرًا لأنها تعتمد على مؤسسات قوية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: دونالد ترامب إيران الانتخابات الأمريكية اقتراب الانتخابات الرئاسية الناخبين الأمريكيين دونالد ترامب البیت الأبیض فی أوکرانیا الحرب فی
إقرأ أيضاً:
تقارير: ترامب سيقلب 80 عاما من السياسة الخارجية الأميركية
رجحت تقارير إعلامية غربية أن تكون الولاية الثانية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أكثر اضطرابا من ولايته الأولى، وستصوغ رؤية جديدة للسياسة الخارجية بدلا من تلك التي ظلت مهيمنة منذ الحرب العالمية الثانية.
وسيبدأ دونالد ترامب ولايته الجديدة بعد غد الاثنين 20 يناير/كانون الثاني الجاري.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موندويس: وقف إطلاق النار في غزة يكشف هشاشة إسرائيل وقوة المقاومةlist 2 of 2تايمز: ما يريده ترامب من صفقة أوكرانيا جائزة نوبل للسلامend of listفمن جانبها، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن وزير الخارجية الأميركي المرتقب ماركو روبيو أن تظل الولايات المتحدة، في ظل إدارة ترامب الجديدة، عند التزامها بحلفائها الأساسيين مثل إسرائيل وتايوان، وستتبع إستراتيجية أكثر عدوانية لمواجهة الصين، وستتبنى نهجا أكثر واقعية في التعامل مع أوكرانيا والمساعدات الإنسانية والأزمات العالمية الأخرى إذا لم تعزز تلك الدول المصالح الأميركية.
قيم جديدةوتوقعت الصحيفة في تقريرها أن يظفر روبيو (53 عاما) بموافقة مجلس الشيوخ على تعيينه في المنصب في جلسة استماع لشرح رؤية الإدارة المقبلة لسياسة خارجية شعارها "أميركا أولا".
ولقد جادل الزعماء الأميركيون بأن قوتهم مستمدة من مسؤولية بلادهم باعتبارها مدافعا "لا غنى عنه" عن عالم أصبح أكثر استقرارا واعتدالا بفضل الديمقراطية والحدود المستقرة والقيم العالمية.
إعلانبيد أن إيكونوميست تقول إن ترامب سيتخلى عن القيم ويركز على امتلاك النفوذ واستغلاله، مضيفة أن نهجه في الحكم سيكون موضع اختبار وتحديدا في 3 صراعات، هي الشرق الأوسط وأوكرانيا وحرب أميركا الباردة مع الصين.
وستتجلى موهبته التي يتعذر التكهن بما ستتفتق عنه من نهج في صراع الشرق الأوسط، الذي شهد في الآونة الأخيرة توصل الإسرائيليين والفلسطينيين إلى اتفاق بشأن غزة.
وتؤمن الإيكونوميست بأن ما تسميه "الاستخدام الانتهازي" للسلطة له فوائده، إذ سيواصل ترامب مضايقة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) لحملها على إنفاق مزيد من الأموال للدفاع عن أنفسهم ضد روسيا.
"الطغاة"ومضت في توقعاتها إلى القول إن من وصفتهم بالطغاة سيشعرون بالارتياح من تراجع الإدارة الأميركية الجديدة عن القيم العالمية.
فإذا ضم ترامب كندا وغرينلاند وبنما إلى مجال النفوذ الأميركي، فسوف يدعي هؤلاء الطغاة أن هذا إقرار لمبدئهم الخاص بأن العلاقات الدولية كانت على الدوام اختبارا للقوة في أرض الواقع، وهو أمر ملائم لهم عندما تطمع روسيا مثلا في جورجيا، أو تطالب الصين بالسيادة على بحر جنوب الصين.
وحذرت المجلة من أن ازدراء ترامب لمؤسسات مثل الأمم المتحدة، التي تجسد القيم العالمية، سيدفع الصين وروسيا إلى فرض هيمنتهما عليها بدلا من ذلك، وتستغلانها كقنوات لتحقيق مصالحهما الخاصة.
وعندما يكون استخدام السلطة غير مقيد بالقيم، يمكن أن تكون النتيجة فوضى على نطاق عالمي، طبقا للمقال.
وبدورها، ركزت صحيفة واشنطن بوست في تقريرها على أقوال وزير الخارجية المحتمل ماركو روبيو في جلسة الاستماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، الأربعاء الماضي، لشرح رؤية الإدارة المقبلة لسياسة الولايات المتحدة الخارجية.
تنافس شرس مع الصينوتطرقت إلى هيمنة الصين على سلاسل التوريد العالمية المهمة، ناقلة عن ماركو روبيو وصفه لها بأنها منافس لبلاده في مجالات العلوم والتكنولوجيا، والأسواق العالمية، وفي محاولات بسط النفوذ السياسي والعسكري.
إعلانوتقول الصحيفة إن الصين تختلف تماما عن الاتحاد السوفياتي السابق وغيره من الخصوم الذين واجهتهم الولايات المتحدة.
وتخيل روبيو أن المؤرخين عندما يؤلفون كتابا عن القرن الـ21، فسوف يخصصون فصولا عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنه يتصور أن "الجزء الأكبر من هذا الكتاب لن يكون عن الصين فحسب، بل عن العلاقة بين الصين والولايات المتحدة والاتجاه الذي سارت فيه".
وتابع روبيو: "علينا إعادة بناء قدرتنا الصناعية المحلية، والتأكد من أن الولايات المتحدة لا تعتمد على أي دولة أخرى في أي من سلاسل التوريد الحيوية لدينا".
وحول الحرب في أوكرانيا، لفت المرشح لتولي حقيبة الخارجية إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن أنفقت مليارات الدولارات لدعم دفاع كييف "المستميت" عن أراضيها ضد روسيا، مشددا على أنه حان الوقت لأن تكون أميركا واقعية.
الشرق الأوسطوفي تعليقه على الاتفاق الفلسطيني الإسرائيلي، أكد روبيو في جلسة الاستماع بمجلس الشيوخ أن "هناك فرصا الآن في الشرق الأوسط لم تكن متاحة قبل 90 يوما، سواء كان ذلك ما حدث في لبنان، أو ما حدث في سوريا، أو ما نأمل أن يحدث مع وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى".
ولكن في حين قال الديمقراطيون في جلسة الاستماع، إنهم يقدرون معرفة روبيو الواسعة بالسياسة الخارجية، وبآرائه الشخصية المعتدلة، فقد عانى للإجابة عن الأسئلة القليلة التي استفزت استعداده لاتخاذ موقف ضد الرئيس، إذا لزم الأمر.
لكن الصحيفة ذكرت أن روبيو تهرّب من الإجابة عن سؤال حول ما إذا كانت التشابكات التجارية العالمية الواسعة لترامب ستتعارض مع مهمته كوزير للخارجية، كما أنه تهرّب من التأكيد على أن وزارة الخارجية ستحافظ على سلطتها في مواجهة مختلف شركاء ترامب الشخصيين الذين انتدبهم الرئيس المنتخب للعمل مبعوثين.