4 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة: تعمل بغداد بنشاط على إنهاء الوضع شبه المستقل لإقليم كردستان العراق، مستهدفة دمجه بالكامل عبر مجموعة من التدابير القانونية والاقتصادية، بما في ذلك سن قانون موحد جديد للنفط، وفق موقع “أويل برايس” الأميركي.

تأتي هذه الجهود في إطار محاولات العراق لتعزيز سيطرته على الموارد النفطية في الإقليم، مع تفاقم الضغوط الدولية التي تواجهها.

إفادات تحليلات عدة أكدت أن القوى الخارجية، مثل إيران وتركيا وروسيا والصين، تدعم هذه التحركات، في محاولة لتقليل النفوذ الغربي في المنطقة.

وقد عززت روسيا والصين استثماراتهما في قطاع النفط العراقي، مما يعكس تحولًا استراتيجيًا في العلاقات الإقليمية.

ووفقًا لخبير في الشؤون النفطية، فإن “الوضع الراهن يتيح لهذه الدول تعزيز نفوذها بينما يُضعف بشكل واضح قدرة كردستان على السعي نحو الاستقلال”.

وأفاد ناشط سياسي كردي على تويتر قائلاً: “ما نراه الآن هو مجرد محاولة لبغداد لاستعادة السيطرة، بينما يرفض المواطنون في الإقليم التراجع عن مكاسبهم”.

ومع ازدياد التعقيدات، حذرت مصادر مطلعة من أن الحل المستدام لإنهاء الحظر المفروض على مبيعات النفط المستقلة من كردستان إلى تركيا يتطلب بشكل أساسي إنهاء أي إجراءات ذات معنى لتحقيق استقلال الإقليم. ويذكر تحليل: “التاريخ يعيد نفسه، والآن تتكرر السيناريوهات، مما يضع الأكراد أمام خيارات محدودة للغاية”.

التدخل التركي كان له تأثير واضح في هذا السياق، حيث هدد الرئيس رجب أردوغان بقطع خط أنابيب كركوك-جيهان الذي ينقل النفط من كردستان إلى تركيا، مما يزيد من الضغط الاقتصادي على الإقليم. بينما يعتبر عراقيون أن “مستقبلنا مرتبط بمستقبل كردستان، وفقدانهم للنفوذ سيؤثر علينا جميعًا”.

وفي هذا الوقت، يتزايد الحديث عن القانون الموحد للنفط الذي يهدف إلى إدارة كافة موارد النفط من بغداد، وهو ما يُعتبر خطوة جديدة في إطار محاولات فرض السيطرة الكاملة على الإقليم. وتحدثت مصادر اقتصادية عن أن هذه الخطوات تأتي في إطار خطة مدروسة تهدف إلى تقليص الإيرادات الناتجة عن مبيعات النفط في كردستان، وبالتالي، تقليل قدرتهم على اتخاذ قرارات مستقلة.

وقالت مواطنة كردية تعبر عن قلقها من التطورات الأخيرة: “نحن نريد أن نكون أحرارًا في قراراتنا، لكن يبدو أن هناك دائمًا من يحاول السيطرة علينا”. فيما اعتبر مختصون أن هذه الأحداث تمثل تحذيرًا واضحًا للسياسيين الأكراد بأن الحفاظ على استقلالهم يتطلب منهم إعادة تقييم استراتيجياتهم في مواجهة الضغوط المتزايدة.

تظهر هذه الديناميات بشكل واضح في المواقف المتباينة بين الأكراد والدول الكبرى، حيث كان الغرب قد قدم سابقًا وعودًا بالدعم، إلا أن الواقع يشير إلى تحول هذه العلاقات. وفقًا لمحلل سياسي، “قد يكون من الصعب على الأكراد الاعتماد على الدعم الغربي في المستقبل القريب، خاصة مع دخول الصين وروسيا كقوى رئيسية في المنطقة”.

في الوقت الذي تتصاعد فيه هذه التوترات، يبدو أن العراق مصمم على تعزيز سيطرته، مما قد يؤدي إلى تحولات جذرية في العلاقة بين بغداد وكردستان.

عوامل قوية لوحدة العراق

وصرح رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني بأن قانون النفط الموحد سيحكم إنتاج النفط والغاز في العراق وكردستان، مما يمثل “عوامل قوية لوحدة العراق”.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

إيران:حجم بضاعتنا للعراق من خلال كردستان بلغت أكثر من مليار دولار خلال الأشهر الثلاثة الماضية

آخر تحديث: 12 مارس 2025 - 12:29 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- كشف مدير عام شؤون الحدود والمناطق الحدودية في وزارة الداخلية الإيرانية، مهدي حسن عباسي، اليوم الأربعاء، أن 112 معبراً رسمياً في إيران يمارسون نشاطاً اقتصادياً مع الدول بينها العراق، مشيراً إلى أن معبر برويزخان الحدودي يعد من أهم المعابر التجارية لمرور وتصدير السلع إلى إقليم كوردستان العراق.وقال عباس، خلال زيارته الميدانية، إلى معبر برويزخان، وفقاً لما نقلته وكالة مهر الإيرانية، إن “التنسيق بين الجهات المعنية يسير بشكل إيجابي، مما يعزز من حجم التبادلات التجارية عبر هذا المعبر الحيوي”.وكشف عباسي، عن “خطة تطوير شاملة للمعبر”، موضحاً أن “الممرات الخاصة بحركة المسافرين ستكتمل خلال 3 إلى 4 أشهر، إلى جانب تركيب أجهزة أشعة سينية حديثة بالتنسيق مع الجمارك، بهدف تسهيل عمليات التفتيش وتسريع عبور السلع”.وأضاف عباسي، أن “معبر برويزخان يعد من أهم المنافذ التجارية لتصدير السلع غير النفطية إلى إقليم كوردستان العراق”.وأشار عباسي، إلى “أهمية دور الكولبري (حمالو البضائع عبر الحدود) في معيشة سكان المناطق الحدودية”، معرباً عن أمله في أن “يسهم دعم المنطقة الحرة في قصر شيرين في تعزيز البنية التحتية وتحسين مشاكل الازدحام والفوضى على جسر برويزخان”.من جهته، كشف محمد شفيعي، القائم بأعمال محافظة قصر شيرين، أن “معبر برويزخان سجل صادرات بأكثر من مليار دولار منذ بداية العام”، متوقعاً “زيادة هذا الرقم مع تنظيم المعابر الرسمية في المدينة وفق جدول زمني محدد”.

مقالات مشابهة

  • إقليم كردستان يؤكد بيع نفطه عبر سومو: أموالنا سنعطيها لبغداد
  • حكومة كردستان تؤكد التزامها بتصدير وبيع نفط الإقليم عبر شركة سومو
  • المالية النيابية تحمل حكومة إقليم كردستان مسؤولية عدم الالتزام بالاتفاق النفطي
  • إيران:حجم بضاعتنا للعراق من خلال كردستان بلغت أكثر من مليار دولار خلال الأشهر الثلاثة الماضية
  • بارزاني يطالب بإجراء تصويت لضم كركوك إلى إقليم كردستان العراق
  • رئاسة كوردستان: الإقليم ملاذ آمن ومستقر لمسيحيي العراق
  • السياسة النقدية في العراق وفرص الاستقرار النقدي والتحول الرقمي
  • قائد الحرس الثوري الإيراني يؤكد أن اليمن نموذج واضح للمقاومة
  • رونالدو ودوران يقودان هجوم النصر السعودي في مواجهة استقلال طهران
  • أكثر من (95) مليون برميل نفط حجم الصادرات العراقية لأمريكا خلال 2024