عودة ترامب لن تحظى بترحيب في طهران وبكين وموسكو
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
لطالما تباهى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعلاقاته مع الزعماء الأقوياء، الذين كان من الممكن أن يبتعد عنهم رؤساء الولايات المتحدة الآخرون، لكن هذا لا يعني أن استعادته المحتملة للمكتب البيضوي الأسبوع المقبل، ستحظى بالتقدير في موسكو أو بيونغ يانغ أو طهران أو بكين.
ترامب أوضح أنه يريد حل الحرب بسرعة
وكتبت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أن القضايا السياسة الخارجية المطروحة على طاولة المكتب البيضوي، تشمل ما إذا كان ترامب يستطيع أن يفي بادعائه بأنه قادر على إنهاء الحرب في أوكرانيا، والتعامل مع صراع متسع في الشرق الأوسط تلعب فيه الولايات المتحدة دوراً رئيسياً، إلى التهديدات النووية لكوريا الشمالية والصراع التجاري مع الصين.
ووسط مخاوف من أن تتجه واشنطن نحو سياسة خارجية أكثر انعزالية في حالة فوز ترامب غداً، سألت "نيوزويك" عدداً من الخبراء ماذا يعني فوزه بالنسبة لأربع دول تعتبر من الخصوم أو المتنافسين.
وكانت إدارة ترامب الأولى ضمت أشخاصاً يتسمون بالتشدد حيال الصين، وخلال فترة ولايته الأولى، فرض رسوماً جمركية وحواجز أخرى لمعالجة ما قال إنها ممارسات بكين التجارية غير العادلة وسرقة الملكية الفكرية. قلق في بكين
ووفقاً لمدير المركز الآسيوي لأولويات الدفاع ليل غولدشتاين، فإن بكين تشعر بالقلق من عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
وقال للنيوزويك: "هناك بعض الاحتمالات بأن تأخذ العلاقة منعطفاً إيجابياً إذا كان ترامب أكثر ميلاً إلى إبرام صفقات عملية مع بكين، وأقل ميلاً نحو دعم تايوان بشكل مباشر". وأضاف: "شعوري هو أن بكين سترد بمحاولة استمالة الجانب العملي لترامب، لكنها ستعزز نفسها أيضاً تحسباً لتفاقم التوترات على الأرجح".
ومع ذلك، رأى غولدشتاين، إنه إذا تبنت إدارة ترامب سياسة صين واحدة، فإن "بكين سترد بالمثل من خلال خفض التوترات - سواء في مضيق تايوان أو في بحر الصين الجنوبي أيضاً".
ورأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة باكنيل زيكون تشو، إن رئاسة ترامب ستشهد استمراراً لحربه التجارية أو حتى تصعيدها.
Trump will increase the pressure on Iran to please Israel, increase the sanctions and their enforcement - and our regime will be financially paralyzed."
says an Iranian official to Reuters, and adds that a Trump victory would be a "nightmare” for the Islamic Regime.
“Trump's… pic.twitter.com/wjqIcWupLR
وقال ترامب مراراً وتكراراً، إنه سينهي الحرب في أوكرانيا خلال يوم واحد إذا استعاد منصبه. إن إشادة ترامب ببوتين خلال الحرب، ووصفه الرئيس الروسي بأنه "عبقري" في بداية الغزو و"ذكي" حتى يوم 25 أكتوبر (تشرين الأول)، يزيد من المخاوف في شأن ما تعنيه عودته إلى البيت الأبيض بالنسبة لدعم الولايات المتحدة لكييف.
وصرح أستاذ الشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن روبرت أورتونغ للنيوزويك: "أشار ترامب إلى تفضيل قوي لروسيا على أوكرانيا، قولاً وفعلاً... لكن سياساته لا تتماشى مع المصالح الوطنية التقليدية للولايات المتحدة وستؤدي إلى رد فعل قوي عبر الطيف السياسي ومن مجتمعات الاستخبارات والأمن القومي...هذه المجموعات متشككة بحق في النيات الروسية".
ولفت كبير المحللين الأوكرانيين في مجموعة الأزمات الدولية سايمون شليغل، إلى إن ترامب أوضح أنه يريد حل الحرب بسرعة، ويمكن أن يبدأ مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا حتى قبل توليه منصبه بعد الفوز.
وأضاف: "يجد الكثير من الأوكرانيين العزاء في عدم القدرة على التنبؤ بما سيفعله ترامب، وأيضاً لأنه ليس من الواضح ما الذي يعنيه فوز كامالا هاريس بالنسبة لأوكرانيا".
وإبان رئاسة ترامب، تصاعدت التوترات بين واشنطن وطهران بعد انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة، التي فرضت قيوداً على البرنامج النووي الإيراني.
وبعد ذلك بعامين، أصدرت إيران مذكرة اعتقال بحق ترامب ومساعديه بعد مقتل الجنرال الإيراني البارز قاسم سليماني في غارة جوية أمريكية بالعراق.
وقال الزميل الباحث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية حميد رضا عزيزي، إنه لا توجد رؤية موحدة في الجمهورية الإسلامية حول ما قد يعنيه فوز ترامب. لكن الرأي السائد بين النخبة السياسية في طهران، هو "أن الوضع سيزداد سوءاً بالنسبة لإيران".
وأضاف إن ذلك يرجع إلى تاريخ ترامب في ممارسة "أقصى قدر من الضغط" على إيران، وتحالفه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ودعمه لإسرائيل "وعدم القدرة على التنبؤ".
WHAT A TRUMP VICTORY COULD MEAN FOR THE WORLD
Billions of people will be affected by the outcome of next week’s US election
When America elects a president, the whole world watches – not just for the spectacle and the drama, but because such is the United States’s global… pic.twitter.com/WTmCzoZ0xq
وتعتقد مجموعة ثانية في إيران، أن العداء الشامل بين طهران وواشنطن سيظل قائماً، بصرف النظر عمن في البيت الأبيض. ومع ذلك، فإن أقلية تأمل في أن تكون رئاسة ترامب أفضل لإيران "لأنه أكثر انفتاحاً على الأعمال، وإذا كنت ستعقد صفقة مع ترامب، فسيكون الأمر أسهل معه من كامالا هاريس"، بحسب عزيزي.
واستناداً إلى جين موران خبير الأمن القومي والمستشار السابق لرئيس الأركان المشتركة، فإنه "مع ترامب، هناك فائز وخاسر. لا توجد منطقة رمادية، ولا توجد منطقة ديبلوماسية، في الواقع، لذلك أعتقد أننا قد نرى نهجاً أكثر جرأة مع إيران".
والإشارات التي أرسلها ترامب حتى الآن، يمكن أن تشجع نتانياهو، على اتخاذ الخطوة التالية في الصراع مع إيران بين الانتخابات وأداء اليمين.
وقال عزيزي: "أخشى أنه في هذا السيناريو - حتى في الفترة ما بين نوفمبر ويناير - سنشهد حرباً فعلية بين إيران وإسرائيل".
وباعتباره أول رئيس أمريكي يدخل على الإطلاق إلى كوريا الشمالية، قال ترامب لمذيع البودكاست جو روغان، إنه "ينسجم بشكل رائع" مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون.
وبحسب الباحث المختص بدراسات آسيا في مجلس شيكاغو للشؤون الخارجية كارل فريدهوف، فإنه إذا تم انتخاب ترامب، فلن يكون هناك سوى القليل من التنسيق بين الوكالات الأمريكية، وهو ما يمكن لبيونغ يانغ الاستفادة منه.
وأضاف: "أعتقد أننا من المحتمل أن نشهد فوضى. سنشهد تقلبات شديدة من التوترات الشديدة إلى الديبلوماسية الشخصية المنسقة للغاية بين القادة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الانتخابات الأمريكية الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
التايمز: إيران "المكشوفة" تخشى الانتقام من إسرائيل
عندما نفذت إسرائيل غارتها الجوية الثانية على إيران الشهر الماضي، رداً على هجوم صاروخي إيراني، قللت طهران من أهمية الغارات الجوية التي استهدفت العاصمة ووصفتها بأنها "محدودة".
طهران حذرة من الرد بينما دفاعاتها الجوية معطلة
ومع ذلك، فقد توعدت طهران بالرد، وقالت هذا الأسبوع إن الانتقام سيكون "حاسماً".
وتقول صحيفة "التايمز" البريطانية إن هذا التهديد قد لا يتحقق في ظل تفكير إيران في موقفها الهش، فقد دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية في 26 أكتوبر (تشرين الأول) جميع بطاريات الدفاع الجوي الروسية الصنع من طراز إس 300، والعديد من منشآت الرادار على طول ممر يترك البلاد تحت رحمة إسرائيل، وفقاً لمسؤول غربي مطلع على الأضرار.
وقال: "ستستغرق إعادة بناء الدفاعات الجوية عاماً كاملاً. وهذا سيجعلهم يفكرون مرتين قبل ضرب إسرائيل".
Tehran is wary of retaliation while its air defences are crippled — and unrest is growing among a population weary of hardline Islamist rulehttps://t.co/bJOjewhhJA
— The Times and The Sunday Times (@thetimes) November 21, 2024
وجاءت الغارات الجوية ردا على إطلاق إيران عدة مئات من الصواريخ الباليستية على منشآت عسكرية في إسرائيل، في أعقاب اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، إلى جانب مسؤول عسكري إيراني كبير. وتسببت هذه الاغتيالات، أثناء الهجوم الإسرائيلي الذي دمر الميليشيا المدعومة من إيران، في إحراج طهران بشدة، التي انتقدها أنصارها لعدم تدخلها.
ولكن إيران تدرك أن التفاوت لم يكن قط أكثر وضوحاً بين قوة مثل إسرائيل، وجيشها ضعيف التسليح ودفاعاته الجوية المتقادمة والميليشيات المتحالفة معها. ففي موجة واحدة من الغارات الجوية، نجحت إسرائيل في شل الدفاعات الجوية الإيرانية وعرقلة برنامج تصنيع الصواريخ لديها.
Systemic Failure of Israel’s Air Defense systems. Hebrew media had a black out on casualties right now.
In case of a response, Iran has vowed to send 1000 more… pic.twitter.com/lUnjSSeQIH
ولكن إيران تخشى أن تكون الضربة التالية أكثر تجرؤاً. فقد أشارت إسرائيل إلى أنها قد تضرب المنشآت النووية الإيرانية. وقال بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، هذا الأسبوع إن أحد الأهداف في الضربات التي شنت في أكتوبر (تشرين الأول) أصاب "مكوناً" في البرنامج النووي الإيراني، في إشارة إلى منشأة بارشين. وقد نفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تكون المنشأة نووية.
وتلفت الصحيفة إلى أن مخاوف إيران تمتد إلى ما هو أبعد من برنامجها النووي الضعيف. ففي خطابين مسجلين بالفيديو موجهين إلى الشعب الإيراني، شجع نتانياهو الإيرانيين على الانتفاضة ضد النظام غير الشعبي الذي يقوده المرشد الأعلى آية الله خامنئي، الذي يبلغ من العمر 85 عاماً، والذي ينشغل بمسألة خلافته.
ويفضل المرشد ابنه مجتبى لهذا المنصب بعد وفاة المرشح الآخر، الرئيس إبراهيم رئيسي، في حادث تحطم مروحية في وقت سابق من هذا العام. وأدى الصراع مع إسرائيل في خضم الاستعدادات الجارية للخلافة إلى مزيد من التوتر.
أدرك النظام الإيراني دائماً يدرك أنه يقاتل على جبهتين: جبهتان خارجيتان، في الأساس ضد إسرائيل من خلال وكلائها الضعفاء الآن، وحرب داخلية ضد غالبية مواطنيه، الذين يعارضون حكمه الإسلامي المتشدد.
اضطرابات اجتماعية
وسادت موجة من الاضطرابات الاجتماعية في البلاد في أعقاب وفاة مهسا أميني في عام 2022، التي توفيت في مركز احتجاز للشرطة بعد أن ألقت الشرطة الأخلاقية القبض عليها بزعم عدم ارتدائها الحجاب.
وفي الوقت نفسه، أجبرت إعادة فرض العقوبات الأمريكية في عام 2018 الحكومة على زيادة الضرائب على شعبها وإدارة عجز ميزانية متضخم، مما أبقى التضخم السنوي قريبًا من 40 في المائة. وسجلت انتخابات البرلمان والرئاسة هذا العام رقماً قياسياً في انخفاض نسبة المشاركة حيث دعت المعارضة إلى المقاطعة.