«الماليات في وزارة الثقافة كانت صعبة جدًا، وكان دائما يتردد تنفق على إيه، على رغيف العيش، ولا على الثقافة، وبالنسبة لهم، كان الإنفاق على رغيف العيش أهم، أما بالنسبة لي كان الإنفاق على الثقافة أهم»، هكذا بدأ وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني حديثه، في الحلقة الرابعة التي طرحها مؤخرًا بعنوان «صندوق التنمية الثقافية» من سلسلة «سنوات الفن والثقافة»، التي يجريها في أفلام وثائيقية عن إنجازاتها في الثقافة خلال عمله كوزير للثقافة لأكثر من 20 عامًا.

في هذه الحلقة، يكشف الفنان فاروق حسني ذكرياته عن الدوافع التي دفعته للتفكير في إنشاء صندوق التنمية الثقافية وكواليس تأسيسه، والدور الكبير الذي لعبه الصندوق في دعم الثقافة وحماية الآثار، وذلك خلال فترة توليه منصب وزير الثقافة والآثار.

وقال فاروق حسني: «جاءتني الدكتورة رتيبة الحفني، التي كانت تتولى منصب رئيس دار الأوبرا المصرية، وطلبت دعما للأوبرا بمبلغ 300 ألف جنيه،  وهذا الرقم صدمني، لأنه لم يكن متوفرًا، وقلت لها أجبلك منين».

وتابع فاروق حسني: «ردت رتيبة الحفني، يبقى الأوركسترا هيتم تسريحه، لأن هذا المبلغ مرتبات سنة لهم»، وذكر: « قلت لها هكلم رئيس الوزراء، وكان عاطف صدقي آنذاك، والذي صدم أيضًا من الملبغ، وقال هجيب منين، فرد عليه فاروق وأنا هجيب منين، أومال بانيين الأوبرا ليه، ومعنى عدم توفير هذه المبالغ يعني إن مفيش أوبرا، فطلب رئيس الوزراء وزير الإقتصاد آنذاك، ووزير المالية، وأخطرهم إنني أريد 300 ألف للأوبرا، واستطاعوا توفيرها».

وأكمل حسني: «من هنا تمثلت في ذهني كل الوزارة، وكل المشروعات التي تدور في ذهني، من أين سنأتي لها بأموال، ومن هنا فكرت في مشروع صندوق التنمية الثقافية، ووضعت له سستم، ومن أين سيتم تمويله، وحدد له أن يكون دخله 10% من دخل وزراة الثقافة جميعا، والتي كانت تضم الآثار أيضًا وقتها، حيث أنهما كانوا وزارة واحدة في السابق، فذهبت إلى رئيس الوزراء بالمشروع، وبالتبعية عرضه رئيس الوزراء على رئيس الجمهورية، الذي وافق على المشروع، وأصبح لدى وزارة الثقافة رصيد من الأموال».

وتابع: «ساعدتني أموال صندوق التنمية الثقافية، في بناء مشروعات عظيمة تكلفت المليارات، سواء مكتبات ملئت بها محافظات مصر، أو متاحف، أومراكز إبداعية، أو غيرها، وكان الصندوق داعما لكل المشروعات الثقافية».

هذا، كان حديث، وزير الثقافة الأسبق، حول مشروع صندوق التنمية الثقافية، الذي أصبح آلان بلا دور حقيقي، في الثقافة، خاصة بعدما تنازل وزير الثقافة الأسبق حلمي النمنم في 2016 عن نسبة الـ10%، التي كان يتلقاها الصندوق من وزارة الآثار، كدعم له، لتمويل المشروعات الثقافية.

والحقيقة بعد هذا القرار الغير مدروس من وزير الثقافة الأسبق حلمي النمنم، أصبح صندوق التنمية الثقافية، يعاني، كثيرًا ماديًا، ولا يقوم بالدور الحقيقي المنوط به، المذكور على الموقع الرسمي لصندوق التنمية الثقافية، والذي يتمثل في مد جسور التحاور الخلاق بين المثقفين والفنانين بعضهم البعض وبينهم وبين الجمهور العريض، أوالكشف عن المواهب الشابة فى مختلف المحافظات ودعمها ووضعها على طريق التميز والإبداع، أو دعم الفنون والثقافة والارتقاء بها ونشرها لدى مختلف فئات الشعب، من خلال المكتبات العامة والمراكز الثقافية، فى مختلف القرى والنجوع والأحياء الشعبية، حيث أن الصندوق أصبح غير قادرًا على إنشاء أي مكتبة، أو مركزًا ثقافيًا، على الرغم من أنه قبل التنازل عن نسبة الـ10%، كان قد بلغ عدد المكتبات التى أنشأها الصندوق فى أماكن لم يكن من المتصور إقامة مثل هذه المكتبات بها حوالى 90 مكتبة .

كما الصندوق من خلال الرصيد المالي الذي كان متوفرًا فيه، من نسبة الـ10% التي كانت يتلقاها من عائد وزارة الثقافة والتي كانت تضم أيضًا الآثار، استطاع تحويل المواقع الأثرية –بعد ترميمها–إلى مراكز إبداع فنى كان لها عظيم الأثر فى تنمية المستوى الثقافى لجموع السكان المحيطين بهذه المراكز، وخصوصاً أنه تم إمداد هذه المواقع بكافة المتطلبات التى تكفل لها أداء دورها الثقافى والفنى، وقد بدأت التجربة عام 1996 ببيت الهراوى وامتدت حتى وصل عدد المواقع الأثرية التى تم تحويلها إلى مراكز إبداع فنى تابعة للصندوق إلى (16 ) مركزاً، لكن مع عدم الإهتمام والإنفاق على هذه المراكز أصبح البعض منها مهجورًا، ولا يدخلها أحد.

كما أن صندوق التنمية الثقافية كان يتولى إدارة وتنظيم ودعم العديد من المهرجانات الثقافية والفنية فى السينما والمسرح والفنون التشكيلية والتى تعمل على دعم هذه الفنون والدفع بها فى عملية التنمية والتطوير ومنها: المهرجان القومى للسينما المصرية، المهرجان القومى للمسرح، مهرجان المسرح التجريبى، سمبوزيوم النحت الدولى بأسوان، مهرجان سينما الطفل.

كما كان يقوم الصندوق فى سبيل تحقيق التنمية الثقافية الشاملة بتقديم الدعم المادى للعديد من الجهات والهيئات والمراكز الثقافية والفنية الأهلية والحكومية وكذلك يقوم بدعم شباب الفنانين والأدباء فى مختلف فروع الثقافة، وآلان أصبح هذا الدعم غير موجودًا، فكان الصندوق في السابق، أشبه بوزارة مالية داخل وزارة الثقافة، يعمل على دعم كافة المشروعات الثقافية، والأفكار الإبداعية الجديدة، دون أن يحمل الدولة أي أعباء إضافية، أم الآن، فأصبح الصندوق عبئًا على الدولة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وزارة الثقافة صندوق التنمية الثقافية وزير الثقافة والآثار صندوق التنمیة الثقافیة وزیر الثقافة الأسبق وزارة الثقافة رئیس الوزراء فاروق حسنی التی کانت التی کان

إقرأ أيضاً:

"الثقافة الفلسطينية" تباشر الرصد الميداني وتوثيق أضرار المواقع الثقافية في غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال وزير الثقافة الفلسطيني  عماد حمدان إن طواقم وزارة الثقافة في المحافظات الجنوبية باشرت أعمال رصد وتوثيق الأضرار التي لحقت بالمواقع الثقافية في قطاع غزة، إذ أظهرت التقارير الأولية حجم الدمار الهائل الذي طال المكتبات والمواقع التاريخية والفضاءات والمراكز الثقافية، مما يهدد الإرث الثقافي والهوية الفلسطينية.

وأكد الوزير حمدان إن هذا التدمير الممنهج يأتي ضمن محاولات الاحتلال الإسرائيلي لطمس الهوية الثقافية والتاريخية للشعب الفلسطيني وحرمانه من حقوقه الثقافية. 
وأضاف أن ما يحدث ليس مجرد تدمير للمباني، بل محاولة لفرض واقع جديد بما يتماشى مع الرواية الإسرائيلية المزيفة.

وحث الوزير حمدان الجهات الدولية والعربية على التحرك العاجل لحماية التراث الثقافي الفلسطيني، الذي يتعرض لكافة أشكال الإبادة، في تحدٍ صارخ للقوانين الدولية التي تنص على حماية الموروث الثقافي خلال الحروب.

ورصدت الوزارة تعرض مكتبة الجامع العمري (مكتبة الظاهر بيبرس) لأضرار جزئية، شملت تشققات وتدمير أرفف وأبواب خارجية، إلا أن الكتب والمخطوطات بدا أنها ما زالت في حالة جيدة، رغم الحاجة إلى التحقق من اكتمال محتويات المكتبة وعدم تعرضها للنهب. 
 

في المقابل، دُمّرت مكتبتا منصور واليازجي بالكامل، كما تم حرق قسم الأرشيف في بلدية غزة، الذي يحتوي على وثائق تعود لأكثر من 150 عاماً.

ووثقت الوزارة الأضرار التي طالت قبة المخطوطات القديمة التابعة لوزارة الأوقاف، إضافة إلى تدمير العديد من البيوت التاريخية مثل بيت العلمي القديم وبيت السقا وبيت الغصين، التي كانت تستضيف الفعاليات الثقافية والأدبية والفنية.

كما شمل الاستهداف الإسرائيلي جميع مكتبات الجامعات، مكتبة الكلمة، مكتبة أبو شعبان، مكتبات البلديات، ومكتبة مركز التخطيط التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي تضم أرشيف الثورة الفلسطينية. كما تعرض منزل الرئيس الراحل ياسر عرفات، بما يحتويه من مكتبة قيّمة للتدمير.

مقالات مشابهة

  • صندوق النقد العربي ودوره في العراق
  • المؤتمر: دعم الدولة للمشروعات الصغيرة ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية
  • صندوق تنمية الموارد البشرية يساهم في توظيف 437 ألف مواطن بالقطاع الخاص خلال عام 2024م بنسبة نمو 17%
  • «العمل»: 2.3 مليار جنيه دعمًا من صندوق إعانات الطوارئ لـ425 ألف عامل
  • وزير العمل يترأس مجلس إدارة صندوق إعانات الطوارئ للعمال
  • صندوق إعانات الطوارئ: 300 ألف جنيه دعمًا لنحو نصف مليون عامل
  • "الثقافة الفلسطينية" تباشر الرصد الميداني وتوثيق أضرار المواقع الثقافية في غزة
  • وزارة الثقافة تباشر توثيق الأضرار التي لحقت بالمواقع الثقافية في قطاع غزة
  • صندوق الأمل
  • مسئول عماني: معرض القاهرة للكتاب من أهم المعارض الثقافية عالميا