أكّد عدد من الخبراء، أهمية الوعي كعنصر أساسي في مواجهة التحديات الراهنة، محذرين من خطورة الشائعات ودورها في زعزعة الاستقرار المجتمعي واستهداف الثقة بين المواطن والحكومة، موضحين لـ«الوطن» أنّه من الضروري رفع الوعي لدى الفرد والمجتمع بخطورة تلك الأكاذيب من خلال تقديم الحقائق الموضوعية، وهنا يكمن الدور المحوري للإعلام في نقل الحقائق والتصدي للحرب الإعلامية التي تهدد أمن البلاد.

الإعلام وتوعية المواطنين بالمخاطر

بدوره، قال الكاتب الصحفي جمال الكشكي عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، إنَّه في ظل التقدم التكنولوجي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، بات من السهل انتشار الشائعات على نطاق واسع، مضيفًا أنَّ العقد الأخير شهد جهودًا مكثفة لتعزيز الوعي الوطني، من خلال محتوى هادف وقنوات متنوعة لزيادة الوعي العام.

واضاف «الكشكي» أنَّ الوعي يُعد من أقوى الأسلحة في مواجهة التحديات الحالية، ويظل للإعلام دورًا محوريًا في تعزيز ثقة المواطنين وتوعيتهم بمختلف المخاطر المحيطة، إلى جانب التصدي للشائعات وتقديم الحقائق بموضوعية، متابعًا أنَّ الإعلام المصري، وتحديدًا الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية كانت على أتم الاستعداد لمواجهة هذه التحديات عبر تطوير الأدوات، بما في ذلك الوسائل الرقمية، وتفعيل المنصات الرسمية للدولة عبر مواقع التواصل لتفنيد الشائعات وإيصال الحقائق بسرعة وفعالية.

بث السموم والشائعات

من جانبه، أكد الدكتور طلعت عبدالقوي عضو مجلس النواب، أن مصر ما زالت تتعرض لمؤامرات ومخاطر، نتيجة استمرار قوى الشر والظلام والإرهاب في بث الشائعات والأكاذيب ونشر السموم ضدها.

وأضاف «عبدالقوي» أنَّ سلة المهملات هي المكان الطبيعي لتلك الأكاذيب، مشيرًا إلى وجود آلاف الشائعات والأكاذيب التي استهدفت الدولة المصرية ورموزها ومؤسساتها الوطنية، مؤكدًا أن المصريين لم يتأثروا بتلك المحاولات من خلال وعيهم التام بما يحيط بهم.

الشفافية والمصارحة في نقل المعلومات

من جهته، أوضح الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، أنَّ حروب الجيل الرابع تمثل إحدى أخطر الحروب المعاصرة، كونها تسعى إلى تدمير المجتمع من الداخل عبر تقويض الثقة بمؤسسات الدولة ونشرالشائعات والأكاذيب والمعلومات الزائفة، مؤكّدًا أنَّ الغرض من هذه الحروب هو إضعاف الروح المعنوية للمجتمع من خلال شائعات تسعى إلى شل قدرته على مواجهة التحديات.

وأضاف «بدر الدين» أنَّ مواجهة هذه الحرب الشرسة تتطلب تعزيز الوعي المجتمعي كأولوية أساسية وخط دفاع أول ضد مثل هذه الحروب، مشيرًا إلى أن الوعي العام يحمي المواطنين من الانسياق وراء الشائعات والمعلومات المغلوطة، ويعزز الثقة في المؤسسات الرسمية.

وأكّد أستاذ العلوم السياسية أنَّ الشفافية والمصارحة في نقل المعلومات هي من أهم الوسائل لمواجهة الأكاذيب، وأن مصارحة المواطنين تمثل إحدى أدوات التصدي الفعالة للشائعات.

الصحفات الوهمية والسعى لتشويه الوعي

وفي سياق متصل، شدد الدكتور حسام النحاس، أستاذ الإعلام بجامعة بنها، على خطورة الشائعات وتأثيرها على الأمن القومي المصري، مبينًا أن هذه الشائعات تستهدف زعزعة الثقة بين المواطن والدولة، وإشاعة أجواء من القلق وعدم الاستقرار، كما تستهدف قطاعات حيوية مثل الاقتصاد والتعليم والصحة والتموين، حيث تنتشر بشكل خاص في أوقات معينة، كفترات بدء العام الدراسي أو أثناء الأزمات الاقتصادية.

وقال «النحاس» إنَّ مواجهة الشائعات أصبحت ضرورة ملحة في ظل التحديات الراهنة، خاصة في مصر، مشيرًا إلى أنَّ الشائعات تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال مئات الصفحات الوهمية والممولة من الخارج، التي تسعى لتشويه الوعي المصري وإثارة البلبلة، لا سيما في الملفات التي تؤثر على الحياة اليومية للمواطنين.

وأوضح أنَّ تجارب بعض الدول أثبتت نجاحها في مواجهة الشائعات، وذلك من خلال توعية مجتمعاتها، مثل تجربة سنغافورة التي طورت برامج وطنية للتوعية بمخاطر الشائعات والأخبار الكاذبة، لافتًا: «لا يمكن تجاهل تأثير التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي في حرب الأكاذيب، فهذه الأدوات أصبحت أساسية في نشر الشائعات وتضليل الجماهير، ومع ذلك، يمكن للتكنولوجيا أيضًا أن تكون أداة إيجابية، إذ تساهم في نشر القيم الإيجابية وتوعية المجتمع بمخاطر الشائعات».

وأكّد حسام النحاس أنَّ الإعلام المصري يقوم بدور رئيسي في مواجهة الشائعات عبر نشر المعلومات الدقيقة من مصادرها الرسمية وتفنيد الشائعات على الفور قبل أن تتوسع وتؤثر في الرأي العام، مشددًا على أهمية التعاون بين المواطن ومؤسسات الدولة لخلق وعي وطني شامل.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الشائعات الوعي الإعلام نواب سياسيون الشائعات والأکاذیب مواجهة الشائعات فی مواجهة من خلال

إقرأ أيضاً:

IBM: الحوسبة الكمومية تستعد لمواجهة التحديات العالمية المستقبلية

قدمت بيترا فلورزين، المديرة العالمية لقسم الحوسبة الكمومية في شركة آي بي إم (IBM)، عرضًا تقديميًا بعنوان "الحوسبة الكمومية – عصر المنفعة"، موضحةً أن شركة IBM تعد من الشركات الرائدة في تطوير مجال الحوسبة الكمومية، حيث تمتلك أقوى نظام بيئي كمّي في هذا المجال.
وأشارت بيترا إلى أنه تم تطوير أكثر من 250 دائرة تعمل على أنظمة الشركة، بينما يضم برنامج IBM Quantum أكثر من 70 عضوًا في شبكته العالمية. كما أفادت أنه منذ عام 2016، تم نشر أكثر من 8 أنظمة كمومية متصلة بالإنترنت في مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى وجود مركزين عالميين للبيانات الكمومية.
وكشفت بيترا أن الشركة تخطط لتوفير 5 أنظمة كمومية قريبة من العملاء بحلول نهاية عام 2024، في خطوة تعكس التزام IBM بتوسيع نطاق استخدام الحوسبة الكمومية وتعزيز الابتكار في هذا القطاع.
وأكدت بيترا أن الحوسبة الكلاسيكية والكمومية تعد أنظمة متكاملة، حيث يعزز كل منهما الآخر لتحقيق قفزات نوعية في معالجة المشكلات، هذه الشراكة تعتمد على استغلال نقاط القوة في كل نوع من الحوسبة، ما يفتح الباب أمام حلول جديدة للتحديات التي يصعب معالجتها بالطرق التقليدية.
وأوضحت بيترا أن أجهزة الكمبيوتر الكمومية تتميز بقوة هائلة مقارنةً بأجهزة الكمبيوتر الكلاسيكية، ما يجعلها أداة فعالة لمحاكاة الطبيعة وتحسين خوارزميات التعلم الآلي، هذه القدرات غير المسبوقة تمهد الطريق لمعالجة مشكلات معقدة لم يكن بالإمكان التعامل معها سابقًا.
من خلال استخدام تقنيات مثل QuanturEY، أشارت بيترا إلى أن الحوسبة الكمومية تتطلع إلى مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية بفعالية أكبر، مما يعزز البحث العلمي والتطور التكنولوجي في مختلف المجالات، كما أن التكامل بين الحوسبة الكلاسيكية والكمومية يعكس مستقبلًا واعدًا لتطوير حلول مبتكرة تدفع عجلة التقدم العالمي.
ولفتت بيترا إلى أن شركة IBM تستثمر مواردها لتعزيز التعليم الكمي وبناء مجتمع عالمي متخصص في الحوسبة الكمومية. وأوضحت أنه في السنوات السبع الماضية، تم تقديم أكثر من 700 فصل دراسي باستخدام أدوات وموارد IBM Quantum، ما ساهم في تطوير معرفة الطلاب في هذا المجال المتقدم.
وكشفت بيترا عن مشاركة أكثر من 22,000 طالب في فعاليات IBM Quantum التي أُقيمت في الجامعات والحرم الجامعي حول العالم، بينما بلغ عدد المتعلمين المستفيدين من برامج الشركة نحو 8.6 مليون شخص على مستوى العالم.
وفيما يتعلق بالتزام الشركة بالتعليم المفتوح، أشارت بيترا إلى أن IBM خصصت حوالي 100 مليون دولار في السنوات الخمس الماضية لدعم تعليم الحوسبة الكمومية، مما يبرز دور الشركة الريادي في تمكين الأجيال القادمة وإعدادهم لتحديات المستقبل في عالم التكنولوجيا المتقدمة.
وتوقعت بيترا أن المنظمات التي تستثمر في التكنولوجيا في وقت مبكر ستكتسب ميزة تنافسية كبيرة في المراحل المتقدمة من التطوير. وأكدت أن هذه المنظمات قد طورت بالفعل الخبرات والخوارزميات والملكية الفكرية اللازمة، مما يضعها في وضع قوي يمكنها من الهيمنة على قطاعاتها.
وأضافت أن المنظمات التي لم تستثمر أو تأمل في التعويض عن الوقت الضائع ستواجه تحديات كبيرة، حيث إن المتبنين الأوائل سيحصلون على حصة كبيرة من القيمة، حيث تشير التقديرات إلى أن 90% من القيمة ستذهب إلى هؤلاء المستخدمين الأوائل. وهذا يعكس أهمية الاستثمار المبكر في الابتكار والتكنولوجيا.
وأظهرت بيترا أن أجهزة الكمبيوتر الكمومية تتبنى نهجًا جديدًا في التعامل مع تعقيد المشكلات، مع إمكانية إيجاد حلول لا تستطيع أجهزة الكمبيوتر العملاقة الكلاسيكية التعامل معها بمفردها. وأشارت إلى أن قادة الصناعة مثل إكسون موبيل بدأوا في استكشاف كيفية الجمع بين تقنيات الحوسبة الكلاسيكية والكمومية لمواجهة التحديات العالمية الكبيرة والمعقدة.
جاء ذلك على هامش اليوم الثالث من فعاليات النسخة الثامنة والعشرين لمعرض ومؤتمر مصر الدولي للتكنولوجيا بالشرق الأوسط وإفريقيا Cairo ICT’24، تحت رعاية  فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، خلال الفترة من 17 إلى 20 نوفمبر 2024، بمركز مصر للمعارض الدولية، وبرعاية الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وتقام فعاليات Cairo ICT’24 بتنظيم شركة تريد فيرز انترناشيونال، والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تحت شعار  "The Next Wave “حيث اكتشاف الموجة التالية من التقدم التكنولوجي وأحدث التقنيات والاتجاهات المستقبلية التي ستعيد تشكيل الصناعات والاقتصادات والمجتمعات بحضور كبرى المؤسسات العالمية وقادة التكنولوجيا.
ويأتي المعرض برعاية كل من شركة دل تكنولوجيز ومجموعة إي فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية، والبنك التجاري الدوليCIB   مصر، وشركة هواوى، وشركة اورنچ مصر، وشركة مصر للطيران، بالإضافة إلى رعاية المصرية للاتصالات وماستر كارد، وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا"، وشركة فورتينت.
كما تضم قائمة الرعاة كل من إي آند إنتربرايز، ومجموعة بنية وشركة خزنة، وشركة سايشيلد، ومجموعة شاكر، وشركة ICT Misr و IoT Misr، ونتورك انترناشيونال، وCassava Technologies، وإيجيبت تراست.

مقالات مشابهة

  • وزير الاستثمار: الحكومة تعمل على إزالة التحديات التي يواجها مجتمع الأعمال
  • أحزاب تكشف كيفية مواجهة الشائعات قبل انتشارها.. خطوات استباقية ودور توعوي
  • IBM: الحوسبة الكمومية تستعد لمواجهة التحديات العالمية المستقبلية
  • السوداني يدعو لعدم الالتفات إلى الشائعات التي تحاول إفشال التعداد بالعراق
  • الأعلى للإعلام يطلق حملة "امسك مزيف" لمواجهة الشائعات
  • امسك مزيف.. أداة جديدة من «الأعلى للإعلام» لمواجهة الشائعات على الإنترنت
  • الأعلى للإعلام يؤكد على ضرورة مواجهة الكتائب الإلكترونية بنشر الوعي بين المواطنين واتخاذ إجراءات صارمة
  • “الأعلى للإعلام” يطلق حملة "أمسك مزيف" لمواجهة الشائعات والحسابات المزيفة
  • إعلاميون: مواجهة انتشار الشائعات جزء أساسي من الحفاظ على الأمن القومي
  • وزيرة التنمية المحلية تعرض أمام النواب أولويات العمل لمواجهة التحديات التي تواجه المحليات