هدنة لبنان مقابل التخلي عن غزة.. هل تتراجع أولويات حزب الله؟
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
تتصاعد في الآونة الأخيرة تكهنات حول إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، مما قد يوفر للأخيرة فرصة للتركيز على غزة، حيث تسعى منذ بدء التصعيد قبل أكثر من عام لإنهاء ما تعتبره تهديداً مستمراً على جبهتها الجنوبية.
وفقاً لصحيفة "إسرائيل اليوم"، يعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد جلسة مشاورات اليوم لمناقشة إمكانية إنهاء المواجهة على الجبهة اللبنانية.
وفقاً لموقع "أكسيوس"، فإن الاتفاق المحتمل يتضمن عدة بنود، من أبرزها:
وقف إطلاق النار يعقبه فترة انتقالية لمدة 60 يوماً.التزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.نقل أسلحة حزب الله الثقيلة شمال نهر الليطاني بعيداً عن الحدود الإسرائيلية.انتشار الجيش اللبناني بحوالي 8,000 جندي على طول الحدود.انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية إلى الجانب الإسرائيلي من الحدود.في 21 أكتوبر الجاري، التقى المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين برئيس البرلمان اللبناني نبيه بري في بيروت، حيث صرح هوكشتاين أن زيارته تهدف إلى تعزيز أسس إنهاء النزاع، من خلال تطبيق القرار 1701 بموضوعية وشفافية. ويؤكد هوكشتاين أن مستقبل لبنان لا يجب أن يكون مرتبطاً بالنزاعات الإقليمية.
وأوضح محمود القماطي، نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله، أن الحزب لم يتلقَّ أي مشروع رسمي أو مبادرة سياسية، مؤكداً أن الأولوية الحالية للحزب هي للميدان، وأنه لن يقبل بأي تفاوض تحت النار. في وقت سابق، شدد نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة قبل مناقشة أي حلول مع إسرائيل.
ومنذ بداية التصعيد الإسرائيلي على غزة في أكتوبر العام الماضي، تبنّى حزب الله موقفاً داعماً للمقاومة في القطاع. وعلى الرغم من تكبده خسائر كبيرة، بما في ذلك اغتيال الأمين العام حسن نصر الله وبعض القادة البارزين، لم يتراجع الحزب عن مواقفه، حيث يرفض الفصل بين جبهات المقاومة، ويرى في الدفاع عن غزة جزءاً من معركته العقائدية والمبدئية.
وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن شهر أكتوبر الحالي كان بمثابة "أكتوبر الأسود" لإسرائيل، حيث تكبدت قوات الاحتلال خسائر بشرية كبيرة. وأشارت تقارير إلى إرهاق الجيش الإسرائيلي بعد تحقيقه مكاسب عسكرية واستخباراتية مؤثرة في الأشهر الأخيرة، مما يجعل القيادة العسكرية ترى في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار فرصة سانحة لإنهاء الحرب واستعادة الأسرى الإسرائيليين.
و تتجه الأنظار نحو تطورات الأيام المقبلة، في ظل المساعي الأميركية للوصول إلى تهدئة بين حزب الله وإسرائيل، والتي قد تؤدي إلى انحسار النزاع على الجبهة اللبنانية، في وقت تستمر فيه التعقيدات على جبهة غزة.
من جانبه، قال أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، الدكتور جهاد أبو لحيّة، إن تمسك لبنان بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي أكده كل من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، يعكس حرص لبنان على استعادة الهدوء بعد العدوان الإسرائيلي الذي خلف آلاف الضحايا ودمارًا واسعًا في المساكن والبنية التحتية.
وأضاف أبو لحيّة في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن القرار 1701 يمثل إطارًا دوليًا يدعمه لبنان ويستند إليه، إذ يطالب حزب الله بتطبيقه دون أي تعديلات جوهرية على بنوده، وفي ظل هذا التوجه، يسعى لبنان إلى التوصل لاتفاق تهدئة، خاصة مع تزامن المحادثات الجارية حول وقف إطلاق النار في غزة. ويرى أبو لحيّة أن تمسك حزب الله بربط جبهة لبنان بغزة قد يُسهّل الوصول إلى تهدئة شاملة على كلا الجبهتين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حزب الله إسرائيل غزة نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي آموس هوكشتاين المبعوث الامريكي حزب الله وإسرائيل وقف إطلاق النار حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
غضب شعبي وتنديد دولي بتجدد العدوان الإسرائيلي على غزة
عواصم - الوكالات
توالت التصريحات المنددة بتجدد العدوان الإسرائيلي على غزة اليوم الثلاثاء، وطالبت دول عدة بالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار وتوفير الحماية للمدنيين في القطاع.
واستأنفت إسرائيل فجر اليوم الثلاثاء عدوانها على قطاع غزة بسلسلة من الغارات العنيفة أسفرت إلى غاية الآن عن 356 شهيدا وعشرات المصابين، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وقال وزير خارجية النرويج إسبن بارث إن ما يجري حاليا في غزة "كابوس".
ودعا بارث إلى "وقف القتال فورا حتى يتسنى استئناف المفاوضات بشأن استمرار اتفاق وقف إطلاق النار".
وعبر وزير الخارجية البلجيكي برنارد كوينتين عن إدانته الغارات الإسرائيلية الجديدة، وقال إن ما تسببه من خسائر بشرية يهدد تحقيق الأهداف من اتفاق وقف إطلاق النار.
من جانبها، دعت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وقالت "لا يمكن للمدنيين الفلسطينيين أن يدفعوا ثمن هزيمة حماس".
وطالبت الصين باتخاذ خطوات لمنع "كارثة إنسانية" في غزة، وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ إن "الصين تشعر بقلق بالغ من الوضع الحالي بين إسرائيل وفلسطين"، داعية طرفي النزاع إلى "تجنب أي أعمال قد تؤدي إلى تصعيد الوضع ومنع كارثة إنسانية أوسع نطاقا".
واعتبر وزير شؤون مجلس الوزراء البريطاني بات ماكفادن أن "لإسرائيل الحق في أن تدافع عن نفسها، لكن لا نريد أن نرى حرمان السكان من المساعدات".
وأضاف "كنا نأمل أن يدوم وقف إطلاق النار، وسنستخدم أي نفوذ لدينا لمحاولة إعادة فرضه".
وأكدت متحدثة باسم اليونيسف في غزة أن استئناف العدوان الإسرائيلي سبقه نقص في المساعدات وتدمير الرعاية الصحية في غزة.
وقالت إن حقوق أطفال غزة لا تحترم على الإطلاق، وهم محاصرون في دائرة العنف منذ بداية الحرب.
ودعت المتحدثة إلى وقف الضربات فورا، ودعت جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي الإنساني.
وطالب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة مهند هادي بالعودة لوقف إطلاق النار في غزة فورا.
وقال هادي في بيان "شهد قطاع غزة منذ ساعات الصباح الأولى موجات من الغارات الجوية، إن هذا جائر، ويتعين العودة إلى وقف إطلاق النار فورا".
بدورها، دعت الخارجية السويسرية إلى العودة فورا إلى وقف إطلاق النار، وطالبت بإطلاق سراح جميع المحتجزين وتسليم المساعدات دون عوائق وحماية المدنيين