واشنطن- قبل أقل من 30 ساعة على انتهاء الاقتراع في سباق الرئاسة الأميركي، ومع تصويت أكثر من 75 مليون ناخب، لا يفوّت المرشحان الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب أي فرصة للظهور في فعاليات انتخابية بالولايات المتأرجحة، من أجل جذب مزيد من الأصوات في ظل تقارب غير مسبوق بين نسبهما للفوز أو الهزيمة.

وقبل ساعات من انتهاء الحملة الرئاسية لعام 2024، تضاربت توقعات أحدث استطلاعات الرأي بين من يمنح الفوز لهاريس ومن أظهر تقدم ترامب. ويعكس التقارب الشديد بينهما حالة من الاستقطاب العميق الذي تشهده الولايات المتحدة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ترامب وهاريس يواصلان المعركة في ساعاتها الأخيرةlist 2 of 2مارغريت أتوود على خطى أورويل.. هل تنبأت برئاسة ترامب الأولى؟end of list

وأكد خبيران متخصصان في الانتخابات الرئاسية، تحدثت إليهما الجزيرة نت، استحالة التنبؤ بهوية المرشح المتقدم في آخر أيام الحملة الرئاسية، وصعوبة معرفة هوية الفائز قبل أسبوع على الأقل من إغلاق مراكز الاقتراع.

تأثير الاستقطاب

واعتبر غريغوري كوجر، مدير مركز جورج هانلي للديمقراطية والأستاذ بقسم العلوم السياسية بجامعة ميامي بولاية فلوريدا، أن الاستقطاب الحاد في السياسة الأميركية سيؤثر على الانتخابات الرئاسية لعام 2024 بصورة غير مسبوقة.

وهو ما يعني -برأيه- أن أغلب الناخبين قد اتخذوا قرارهم مسبقا، ويبقى هناك عدد قليل جدا منهم يتابعون السباق من كثب حتى لحظاته الأخيرة و"هم بطبعهم مترددون جدا". وأوضح أنه في الساعات الأخيرة من السباق، تركز الحملات الرئاسية على التأكد من تصويت مؤيديها وإقناع الناخبين المترددين بالتصويت لهم.

واعتبرت كانديس توريتو، مديرة برنامج التحليلات السياسية التطبيقية بجامعة ولاية ميريلاند، أن طبيعة النظام الأميركي المتمثل في نظام المجمع الانتخابي الفريد من نوعه في العالم تجعل انتظار النتائج أمرا مثيرا، "إذ يلزم كل مراقب أن يكون معه آلة حاسبة لعدّ أصوات كل ولاية تذهب لمرشح أو لآخر".

وبسبب سياسة المرشح الفائز الذي يحصل على كل أصوات الولاية، انعدم وجود فرصة حقيقية أمام مرشحي الأحزاب الثالثة مع صعوبة حصولهم على أغلبية أصوات أي ولاية من الولايات، كما تضيف توريتو.

وحاليا، تمنح 48 ولاية جميع أصواتها في المجمع الانتخابي للفائز بالأغلبية فيها. وتخصص ولايتان فحسب أصواتهما بناء على حصة التصويت، ومن الممكن فيهما فقط أن يكون لمرشح الأحزاب الثالثة قيمة أو فرصة، وفق توريتو.

قواعد صارمة

ورأى كوجر أنه من الوارد جدا أن يستغرق فرز الأصوات أسبوعا أو أسبوعين في بعض الولايات. وفي عام 2020، احتاجت ولايات أريزونا وجورجيا وبنسلفانيا بضعة أيام لفرز ما يكفي من الأصوات حتى تصبح النتيجة مؤكدة.

عند هذه النقطة، سيشعر الخبراء والإعلاميون أنهم يعرفون ما يكفي في عدد كاف من الولايات للتنبؤ بالنتيجة، وقد تؤخرها الطعون القانونية وتخلطها، حسب كوجر الذي توقع أن "إرادة الناخبين ستحدد النتيجة العادلة في النهاية".

أما توريتو فترى أن هناك قواعد صارمة حول تصديق الولايات على النتائج. لذلك، حتى لو كانت هناك تكهنات أو "ثرثرة حول تزوير بين الناخبين أو مخالفات"، فإنها لا تعد أكثر من حجج وليست حتمية قانونية. واعتبرت أن طبيعة استطلاعات الرأي أن تكون قريبة من النتيجة النهائية، لكن "نحن أمام حالة فريدة مع التقارب الشديد فيها".

وأشارت إلى ضرورة تذكر أن الاستطلاعات تنبؤية وليست حتمية النتائج، "فنحن لا نعرف أبدا مدى نجاحنا في التعامل مع هامش الخطأ أو تقدير الناخبين الفعليين، حتى يوم الانتخابات وحتى اللحظة التي يدلون فيها بأصواتهم. نحن نبذل قصارى جهدنا للتخمين، لكن الخطأ متأصل في جميع استطلاعات الرأي دائما".

وبحسب كوجر، فهي تقديرات عامة للرأي العام يتم إجراؤها خلال فترة زمنية محددة، وتشمل عينات عشوائية إحصائية بها هامش كبير للخطأ لم يتعدّ في كل الاستطلاعات حجم الفارق بين هاريس وترامب، وعدّها ظاهرة معروفة بين الناخبين المترددين ممن لم يحسموا خياراتهم مبكرا، محذرا من "تقلبات اللحظات الأخيرة".

فجوة

وبعكس الائتلاف الذي اعتمد عليه الرئيسان الديمقراطيان السابقان باراك أوباما وجو بايدن في فوزهما بانتخابات 2008 و2012 و2020، يعزف كثير من الناخبين الشباب وعدد متزايد من الناخبين الرجال السود واللاتينيين عن التصويت لهاريس لأسباب مختلفة.

ويقول كوجر إن "الرؤساء السابقين اعتمدوا في فوزهم على تصويت أغلبية كبيرة بين الأميركيين من أصل أفريقي (حوالي 90%)، واللاتينيين (60 و70%)، والناخبين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما (60 و70%)".

أما حملة ترامب فاستطاعت تحقيق بعض الاختراقات بين الشباب واللاتينيين والسود، إلا أنه يخسر بكثافة بين الناخبات بغض النظر عن خلفياتهن العرقية والإثنية. وتشهد هذه الانتخابات زيادة الفجوة بين الجنسين بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ولا يُعرف بعد لمن ستصب هذه التفاعلات في النهاية.

وتقول توريتو إن الناخبين الذكور البيض مثلوا تاريخيا قاعدة تحالف ترامب، ولا يمكن التوقع أن تخترق هاريس هذه المجموعة من الناخبين. ورغم استعداد الولايات المتحدة النظري لوصول سيدة إلى البيت الأبيض، لا يرحب كثير من الرجال بهذه الخطوة، ويصوتون بناء على البعد الجندري في المعادلة الانتخابية.

وترى أن موقف الرجال ضد هاريس ينبع من أسس عنصرية بالأساس ويمكن أن يكون هذا انعكاسا لنساء الأقليات اللائي يعشن حياة مختلفة وبعيدا عن حياة الرجال البيض.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

"لوموند": الولايات المتحدة تمثل تهديدا للديمقراطية في أوروبا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اعتبرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن الولايات المتحدة بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمثل تهديدا للديمقراطية في أوروبا.. موضحة أن الهجوم الذي شنه نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس على الديمقراطيات الأوروبية الأسبوع الماضي في ميونيخ، جعل الولايات المتحدة في موقع الخصم الجديد للأوروبيين، ليس فقط على الصعيدين الاقتصادي والجيوستراتيجي، ولكن على المستوى السياسي والأيديولوجي.
وأشارت "لوموند" - في افتتاحيتها اليوم /السبت/ - إلى أن رؤية نائب الرئيس الأمريكي لحرية التعبير غير المحدودة ليست سوى وسيلة للترويج لأيديولوجية يمينية متطرفة تسعى إلى استبدال سيادة القانون بمنطق القوة، وإلغاء السياسات التي تحمي الحقوق الاجتماعية وحقوق النساء والفئات الأخرى التي تعاني من التمييز.. موضحة أن حديث دي فانس في ميونخ ـ الذي يمزج بين الابتزاز الأمني ​​والضغوط السياسية ـ يشكل إشارة إنذار وجودية جديدة للأوروبيين.
وأوضحت الصحيفة "أنه يتعين أولا إدانة النفاق الشديد لهذا الدرس في الديمقراطية الذي قدمه الرجل الثاني في إدارة ترامب الذي أصدر عفوا عن 1500 شخص أدينوا بالهجوم على مبنى (الكابتيول) في السادس من يناير 2021، مما يمثل انقلابا حقيقيا ضد الديمقراطية الأمريكية".
وذكرت "لوموند" أن جيه دي فانس بمعارضته إرداة الشعب بشكل مستمر في المؤسسات والمسئولين السياسيين والقوانين والقضاة المكلفين بتطبيقها وعن طريق المطالبة برفق الحاجز الصحي الذي يبعد اليمين المتطرف عن السلطة في ألمانيا، فإنه يعزز ببساطة الجماعات القومية والشعبوية والاستبدادية التي تخوض حربا ضد سيادة القانون في القارة العجوز.. موضحة أن احتقاره للأحزاب المعتدلة هو جزء من رغبة ترامب في التقسيم من أجل إضعاف أوروبا المبنية على القانون من أجل فرض نموذجه التعاملي القائم على القوة، بحجة الدفاع عن الحريات.
وترى الصحيفة أنه في مواجهة هذه الهجمات غير المسبوقة، يتعين على الأوروبيين الخروج على وجه السرعة من حالة الصدمة التي انتابتهم، فتجربة المآسي في التاريخ تركت لهم ممارسة صارمة للحريات الفردية خاصة حرية التعبير، مع تقييدها فقط بتجريم التشهير والحض على الكراهية وعلى العنف أو التمييز.

مقالات مشابهة

  • ترامب: لن تسمح للمهاجرين غير الشرعيين باحتلال الولايات المتحدة
  • ترامب: لن نسمح للمهاجرين غير الشرعيين باحتلال الولايات المتحدة
  • نائب وزير روسي سابق: تنازلات ترامب لبوتين تفوق توقعات الكرملين
  • بعد عرض فيلم شرق 12 في أسبوع نقاد برلين.. هالة القوصي تناقش هوية التصميم
  • "لوموند": الولايات المتحدة تمثل تهديدا للديمقراطية في أوروبا
  • أسوشيتد برس تقاضي إدارة ترامب جراء منعها من حضورالفعاليات الرئاسية
  • الولايات المتحدة: زيلينسكي سيوقّع "صفقة المعادن النادرة"
  • مطبات جوية تُفزع ترامب خلال تحدثه للصحافة على متن الطائرة الرئاسية.. فيديو
  • الخارجية الصينية تؤكد على أهمية الحوار مع الولايات المتحدة
  • القوى العاملة بالبرلمان تشكر الرئيس السيسي لدعمه مشروع قانون العمل الجديد