المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة: المنتدى الحضري العالمي تحالف كبير نسعى فيه للتغلب على مشاكل الإنسان
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت آنا كلوديا روسباخ، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، المنتدى الحضري العالمي يعتبر تحالف كبير نسعى فيه للتغلب على مشاكل الإنسان، وإيجاد حلول للتحديات التي تواجه العالم.
وأضافت "آنا كلوديا" في كلمتها خلال المؤتمر الصحفي للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، والذي أقيم على هامش المنتدى الحضري العالمي، أنه تم مناقشة الكثير من القضايا الخاصة بالمدن والتراث وأن مصر دولة بها ثقافة وتراث.
وتابعت، أنه لابد من تشكيل مستقبل مجتمعاتنا لمواجهة التحديات الحضرية، مؤكدًة: "هدفنا تحقيق الأهداف الإنمائية وتوطينها".
وانطلقت صباح اليوم، الإثنين، فعاليات المنتدى الحضري العالمي في دورته الثانية عشر بالقاهرة، المنعقد تحت شعار "كل شيء يبدأ محليًا - لنعمل معًا من أجل مدن ومجتمعات مستدامة"، وذلك بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية الامم المتحده مصر رئيس الوزراء المنتدى الحضری العالمی
إقرأ أيضاً:
أكذوبة "الإنسان العالمي"
كيف لنا أن نقتبس من إجابة سقراط شعاعاً معرفيّاً
في حلم هو أقرب للرؤيا، رأى أنه يسافر إلى أمة أخرى غير أمته في أقصى الأرض، وقد تغير جواز سفره الأصلي من ناحية الشكل، حيث امتدّ طولاً، وظل ثابتاً عرضاً، ولكنه لم يفقد جواز سفره الأصلي، فقد حملهما معاً، وبقي التعريف به موزعاً بين الإثنين، وبهما تم التعرف عليه، وتعريف نفسه أيضاً على طول رحلته، حيث كان يرافقه صحفياً شاباَ، وعد أن يذهب إلى مسافة أبعد.. إلى أرض عوالمها لا تزال مجهولة، سعْياً لمزيد من المعرفة.تساءل، حين أيقظه الحلم قبل أن يصل إلى نهايته في الثالثة فجراً، تكدّر لأنه لم يتمّه، ولم يعرف نهايته، وحاول تفسيره، ولكنه لم يكن بتأويل الأحلام من العالمين، غير أنه توجَّس خيفة من ظنه القائل: "إنه رسالة تغيير مقبلة من عالم الغيب إلى برزخ ما قبل عالم الشهادة"، لكنه لم يعد إليه بعد ذلك على غير عادته في السنة الأخيرة من عمره، حيث كانت الأحلام تطارده، رفقة أحبَّة من الأموات، حتى غدوا في الأيام الأخيرة أكثر حضوراً من الأحياء، وهو ما كان يخيفه، لأنه لم يُنْهِ بعد التزامات كبرى تتعلق بحقوق الغير.
لم يكن بالنسبة له مُهمّاً أن يتذكر ما رأى في الحلم إلا أمراً واحداً وهو الحديث عن"الإنسان الكوني"، ضمن خطاب رائج يقصد به "الإنسان العالمي"، الذي يكون متخلصاً من عبء الأديان والثقافات والأوطان، وواضعاً عن نفسه أغلال القوانين والنظم والجغرافيا وأوزار الحروب، لكنه بالتأكيد لن يحمل حكمة سقراط ـ منذ القرن الخامس قبل الميلاد ــ الذي قال: "أنا لست أثينيّاً ولا يونانيّاً، أنا مواطن عالميّ"، وذلك إجابة عن سؤال وُجّه إليه ـ لا ندري إن كان من الخاصة أو من العامة ـ من أنت يا سقراط؟.
يرى البعض ممن أدركتهم فلسفة سقراط خلال تعاقب الأزمنة؛ وخاصة في عصرنا الحالي أن "إجابة سقراط جاءت منسجمة مع تفكيره ومبادئه الفلسفية والأخلاقية"، وهم محقون في ذلك إلى حدّ بعيد، ولكن كيف لنا أن نقتبس من إجابة سقراط شعاعاً معرفيّاً، ومرجعية نستند إليها اليوم في قراءة وتحليل واقعنا العالمي، أو تكون لنا القدرة على تحويلها إلى خطاب، ثم فعل، يصدران عن كثير من البشر في حياتنا المعاصرة، خاصة المستضعفين منهم، أولئك الذين يهزهم الشوق، وتغريهم الأماني بقوة بعد ضعف، وبحرية بعد استعباد، وبغنى بعد فقر؟
قد نجد الإجابة على المستوى النظري بخصوص البشر في تحقيق صفة "الكونيّة" في ذلك الخروج الظاهر للإنسان المعاصر ـ خاصة في الدول المتخلفة ـ من قوقعته الثقافية الصغيرة، وتجاوز جميع الانتماءات العرقية والوطنية والدينية الضيقة، وأحياناً يصل إلى درجة التمرد على ثقافته الأصلية وتطويع نفسه لثقافة أخرى يراها أفضل في إتاحة الحرية والكسب المادي والعيش بسلام، حتى لو كانت في الماضي عدائية له.
قد تمثل اختيارات البشر في بحثهم عن سبل الخروج من المحلية ـ الوطنية إلى ما أصبح يعرف بالكونية أو العالمية ـ القائمة على فكرة عدم التفريق بين الدول والثقافات والأعراق ـ هروباً ليس فقط من الأوطان والبشر، ولكن من الذات أيضاً.
الهروب من الذات والثقافة والوطن والقوم والأمة، يمثل أكذوبة كبرى ووهماً لما يطلق عليه "الإنسان العالمي"، لأن الاختيارات هنا تقوم على فكرة "صراع الأمم"، ما يعني أنه لا وجود لثقافة كونية واحدة، وإنما هناك اختلاف يؤدي إلى التعارف بين البشر والألسن والثقافات والأديان، ربما يتيح لنا فرصة الاختيار، أو تبديل واقع بآخر قد يكون أسوأ، ناهيك عن أن ذلك يعدّ اختياراً فردياّ، يرى فيه صاحبه؛ من حيث يدري أو لا يدري، أن السعي إليه هدفاً خاصّاً، لا صلة له بالكونيَّة.