سواليف:
2025-01-29@14:59:41 GMT

أين هو مشروع الأردن؟

تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT

أين هو مشروع الأردن؟

أين هو #مشروع_الأردن؟ / #ماهر_أبوطير

أكثر دولة عربية صنعت كفاءات اعلامية وهجرتها الى الخارج هي الأردن، وهي اكثر دولة عربية فشلت في ادامة صورتها الانطباعية الايجابية، وتركتها لإعادة الصناعة والتشكيل.

والكلام على حدته صحيح، فهذا البلد قام بتصدير مئات الاسماء، على مستويات مختلفة الى الاعلام العربي والدولي، من المذيعين الى الكتاب الصحفيين، مرورا بالمحررين والمصورين والمنتجين وغيرهم من مهن فرعية في الاعلام المكتوب والتلفزيوني والمسموع والالكتروني وغير ذلك، وكل هذه الأسماء تحسنت ظروفها في الخارج، وابدعت الى حد كبير، بل ان بعضها يقود مؤسسات اعلامية عربية، او مؤسسات دولية معروفة في نسخها المعربة.

هذا المخزون تم التفريط به بطبيعة الحال، وبالمقابل، لم يتمكن الأردن خلال عقود من الحفاظ على سمعته الاعلامية برغم انه منتج اساسي لكل هذه القدرات الاعلامية، لأننا هنا في الأردن، لا مشروع اعلاميا لدينا بالتالي، سوى الاعلام التقليدي، والتركيز على تجاوز الجدل والاثارة وصناعة المشاكل، وتسكين القضايا والملفات، تاركين سمعة الأردن لتتشكل وفقا لأهواء من يزور الأردن، مثلا، او لمن يتعمد انتقاص الأردن في مناسبات مختلفة.
قد يقال هنا ان الصورة السلبية في الاعلام العربي، سببها تراجعات حقيقية هنا في الأردن، فلا يمكن ان تتحدث عنك وسيلة اعلام دولية معربة بخير، وقد يقال ايضا ان الصورة لا تتشكل عبر التوهيم، وبالتالي لا يمكن تعزيز صورة الأردن ومن يزوره يجد اهم القطاعات من التعليم الى الصحة، وغيرهما في حالة تراجع، والاصل هنا تحسين البنى التحتية في كل القطاعات ليكون الانعكاس طبيعيا، وليس من خلال الحشد والتحشيد.
الجدل في هذا الموضوع طويل، لكن المؤكد هنا ان الرؤية غائبة، وربما غيابها يعود الى مدرسة جديدة في هذه البلاد، لا تريد شيئا سوى النجاة والسلامة في الداخل ومع الجوار، ولم يعد لديها طموحات سياسية بالزهو والتمدد المبني على منجزات منافسة وفقا لمعايير هذا الزمن، وليس على اساس الذكريات، واننا كنا كذا وكذا، في زمن لا ينفع فيه الكلام.
نحن بحاجة الى اعادة تعريف انفسنا، ومشروعنا الداخلي، والاقليمي، ومن خلال اعادة التعريف سنعرف جميعا ما هو مطلوب منا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، والى اين نمضي، وبدون اعادة التعريف، سنبقى ندور حول انفسنا، ونسمح ايضا لمن يريد حشرنا في كينونة صغيرة تعاني اقتصاديا مع الاستسلام لشروط هذه الكينونة المستحدثة، والمصنوعة ايضا.
الدول الهشة والضعيفة تعاني من فشلها في صناعة سمعتها العربية والعالمية، كونها خربة اساسا، لكننا هنا جلسنا نتفرج على بلد كان مزدهرا، والتراجعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تتنزل عليه، بشكل بطيء ومتدرج، وبالتالي اصبحنا امام فشل طبيعي في صناعة الصورة الاعلامية على المستوى العربي، خصوصا، مع فوضى وسائل التواصل الاجتماعي، التي اساءت للأردن، وساهمت بتقديمه بصورة سيئة لا تليق به اصلا.
هل هذا الكلام في سياق نفخ الوطنيات وبيعها على الجماهير، والسؤال مهم، واجابته متوفرة، فهذا ليس نفخا للوطنيات، ولكنه اقرار بعدم وجود مشروع داخلي-اقليمي مؤثر وعميق، يشارك به الكل، بعد ان استبدلناه بمجرد عيش يومي بكل هذا الضنك الذي فيه.
الدول اربعة انواع، إما دولة رفاه اقتصادي، او دولة عقيدة ايديولوجية ومشروع شمولي، وإما دولة مشروع وطني داخلي حيوي، وإما دولة تواجه عدوا حقيقيا او تخترعه لرص الصفوف، فأي نموذج هو نحن، واي ارتداد بالتالي عبر الاعلام سيكون امامنا؟!.
صناعة السمعة، ليست شعارات دعائية، بل تأتي على اساس عوامل الجذب والتمكين المتوفرة فعليا، وتعزيزا لهما، بما يدعم التنافسية بين الدول، والاستقرار والبقاء من حيث النتيجة.

مقالات ذات صلة من أقوال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان 2023/08/14

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: مشروع الأردن

إقرأ أيضاً:

كيف سيواجه الأردن مشروع ترامب لتهجير الفلسطينيين؟ استنساخ لـصفقة القرن

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول تهجير فلسطينيين إلى الأردن، ومصر، رفضا رسميا وشعبيا قاطعا.

وقال ترامب في حديث للصحفيين إنه يتعين على الأردن ومصر استقبال مزيد من الفلسطينيين من قطاع غزة، بعد أن تسببت الحرب الإسرائيلية على القطاع في أزمة إنسانية.

وتحدث ترامب عن اتصاله بالعاهل الأردني عبد الله الثاني قائلا "أخبرته أنني أود منك أن تستقبل المزيد، لأنني أنظر إلى قطاع غزة بأكمله الآن وهو في حالة من الفوضى، إنها فوضى حقيقية".

واللافت أن هذه التصريحات تشكل ضغطا إضافيا على الأردن بعد خبر تعليق المساعدات الخارجية للولايات المتحدة، حيث أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية تجميد كل المساعدات الخارجية لمدة 90 يوما، باستثناء مصر وإسرائيل.

والأردن موقع مع الولايات المتحدة مذكرة تفاهم في 2022 لمدة 7سنوات بقيمة 10.15 مليار دولار أمريكي.

ولم يتأخر الرد الرسمي الأردني على تصريحات ترامب، إذ أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، أنّ حل القضية الفلسطينية في فلسطين، وأضاف "الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين".

وقال الصفدي في تصريحات صحفية إن موقف الأردن يتمثل بأن حل الدولتين هو السبيل لتحقيق السلام ورفضنا للتهجير ثابت لا يتغير.

ورغم ذلك، قال الصفدي إن "الأردن يتطلع إلى العمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة ويدعم مساعي السلام في المنطقة".


"استنساخ لصفقة القرن"
الأكاديمي الأردني بدر ماضي، أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الألمانية الأردنية، قال إن تصريحات ترامب لا تعتبر طرحا جديدا، وإنما أعيد تجديدها، وهي استنساخ لمشروع "صفقة القرن" الذي كشف عنه في حقبته الأولى.

ماضي، وفي حديث لـ"عربي21"، قال إن ترامب دائما ما يريد التخفيف عن حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية، ويلعب بورقة "القنبلة الديموغرافية السكانية" التي تخشاها إسرائيل دائما، وتسعى لمواجهتها بمشاريع الاستيطان التوسعية.

ولفت ماضي إلى أن تصريحات ترامب جاءت صادمة لدولتين (الأردن ومصر)، بعد بذلهما كل ما في وسعهما لمحاولة تثبيت الاستقرار في المنطقة.

وأشار إلى أن مصر واجهت ضغوطات تهجير الغزيين إلى أراضيها على مدار 15 شهرا، ونجحت في ذلك بالفعل، مانعة إفراغ القطاع من سكانه.

خيارات المواجهة
لفت بدر ماضي إلى أن الأردن سيواجه بكل قوة أي طرح لتهجير الفلسطينيين إلى المملكة، أو حتى إلى مصر، حتى لو تم ربط ذلك بالمساعدات الخارجية إليه.

وأوضح أن الأردن لديه علاقات ممتازة في المؤسسات العميقة الأمريكية، سواء في الجيش أو الكونغرس، وسيقوم بعمل دبلوماسي شاق ومضني، وسيرمي بثقله الدبلوماسي في محاولة منه إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى دونالد ترامب.

وقال ماضي إن ترامب يبدو أنه "لا يفهم واقع العلاقات المتشابكة في المنطقة، ولا يوجد لديه قراءة حقيقية لارتباطات السكان بأراضيهم، وبمصيرهم وبهويتهم الوطنية، سواء الفلسطينيين أو الأردنيين أو المصريين".

وأوضح أن على الأردن التحرك أولا بشكل ثنائي مع مصر، ثم ثلاثي مع فلسطين، لمواجهة المشروع الذي تحدث عنه ترامب.


المطلوب من دول الجوار
أمين عام حزب العمال الأردني، والنائب في البرلمان، رلى الحروب، قالت إن على الحكومة الأردنية إقناع دول الخليج لا سيما السعودية، بعدم الاستجابة لرغبة ترامب بالاستثمار الضخم في الولايات المتحدة، ما لم يوافق الأخير على إعلان دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس.

الحروب أشارت في حديث لـ"عربي21"، إن المطلوب من الدول العربية الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، والمساهمة في إعادة إعمار قطاع غزة.

وتابعت أن دول الخليج لا سيما السعودية بيدها أوراق ضغط كبيرة على إدارة ترامب، وحكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية، وأهم ورقة هي عدم انضمام المملكة إلى اتفاقيات "أبراهام" التطبيعية مع
الاحتلال، وتلويح الدول المنخرطة فيها بالانسحاب منها.

الانفتاح مطلوب
قالت رلى الحروب، إن الموقف يتطلب من الحكومة انفتاحا داخليا وخارجيا، يتمثل في توحيد الصف الداخلي، ومنح مساحة للحريات، والتخلي عن نهج التضييق الأمني، إضافة إلى وقف كافة أشكال التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأضافت أن الانفتاح الخارجي المطلوب يتمثل في التنسيق مع الاتحاد الأوروبي، مضيفة "يعاني مثلنا من اضطهاد ترمب وسيدفع ثمنا باهظا في سنوات حكمه".

وأشارت إلى أنه من الضروري التفكير في التنسيق مع باقي دول العالم المتضررة من سياسات ترامب،  وتشكيل جبهة عالمية مناوئة لسياساته، على غرار كتلة "عدم الانحياز" إبان حقبة الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر.

ولفتت إلى أن التنسيق يجب أن يتوسع ليشمل الدول الإسلامية الكبرى، مثل تركيا، وإيران، وباكستان، وماليزيا، وإندونيسيا، من أجل إعلان مواقف موحدة ضد مشروع ترامب.

قادر على التخلي عن المساعدات
وحول قضية المساعدات الخارجية، واحتمالية استخدامها كورقة ابتزاز من قبل الإدارة الأمريكية، قال بدر ماضي إن الأردن قادر على التخلي عن المساعدات رغم كلفة ذلك على اقتصاده.

وأضاف "الأردن لم يحصل على المساعدات في السنوات الأخيرة من الأشقاء العرب، وسارت الأمور رغم ذلك إلى حد كبير جداً بحدها الأدنى".

وأوضح أن "المساعدات الأمريكية مهمة سواء للمجتمع المدني أو للدولة الأردنية، لكن يمكن الاستغناء عنها حتى وإن أحدثت صعوبات بالغة في البنية المالية والاقتصادية للدولة الأردنية، وسيكون لها تأثير في السنوات القادمة".

وأكد أن "الأردن يمكن أن يخرج بأقل الخسائر، لا سيما في حال أسرع بإنجاح مشروع تحالف أردني سعودي سوري تركي في التجارة والصناعة".


خط أحمر وضعه الملك
كرر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في تصريحات عدة خلال الأعوام الماضية، على رفض أي خطة لتهجير الفلسطينيين إلى المملكة.

وكانت آخر تلك التصريحات في أيلول/ سبتمبر الماضي، حيث أعرب عن رفضه لما "يروج" له ممن أسماهم بـ"المتطرفين" في إسرائيل لفكرة تحول الأردن كـ"وطن بديل" للفلسطينيين، قائلاً إن "هذا لن يحدث أبداً"، ووصف عملية "التهجير القسري" للفلسطينيين، بأنها "جريمة حرب".

وأضاف الملك في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنه "لسنوات، مدّ العالم العربي يده إلى إسرائيل عبر مبادرة السلام العربية، مستعداً للاعتراف بها وتطبيع العلاقات معها، مقابل السلام، إلا أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة اختارت المواجهة، نتيجة للحصانة التي اكتسبتها عبر سنوات في غياب أي رادع لها".

مقالات مشابهة

  • "شراكات من أجل المستقبل".. معرض الكتاب يناقش تطور العلاقات المصرية الأسيوية
  • مشروع ترامب لتهجير أهالي غزة.. رفض أردني ومصري وجدل واسع
  • تحقّقْ: أي دولة أوروبية تمنح أبناء المهاجرين حق المواطنة بالولادة
  • الأردن في مواجهة العواصف: صمود وطني وإرادة لا تلين
  • واشنطن بوست: ترامب يهدد دولة تلو الأخرى بالأسلحة الاقتصادية الأميركية
  • إسرائيل اليوم: إدارة ترامب تدرس كيفية إقناع الدول بقبول اللاجئين من غزة
  • بحضور 35 دولة.. انطلاق اجتماع القاهرة الثامن لرؤساء المحاكم الدستورية الأفريقية
  • الجامعة العربية رداً على ترامب: ترحيل الفلسطينيين "تطهير عرقي"
  • الشوبكي يدعو إلى اتخاذ 7 خطوات لمواجهة مشروع ترامب
  • كيف سيواجه الأردن مشروع ترامب لتهجير الفلسطينيين؟ استنساخ لـصفقة القرن