سواليف:
2025-03-04@10:37:43 GMT

أين هو مشروع الأردن؟

تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT

أين هو مشروع الأردن؟

أين هو #مشروع_الأردن؟ / #ماهر_أبوطير

أكثر دولة عربية صنعت كفاءات اعلامية وهجرتها الى الخارج هي الأردن، وهي اكثر دولة عربية فشلت في ادامة صورتها الانطباعية الايجابية، وتركتها لإعادة الصناعة والتشكيل.

والكلام على حدته صحيح، فهذا البلد قام بتصدير مئات الاسماء، على مستويات مختلفة الى الاعلام العربي والدولي، من المذيعين الى الكتاب الصحفيين، مرورا بالمحررين والمصورين والمنتجين وغيرهم من مهن فرعية في الاعلام المكتوب والتلفزيوني والمسموع والالكتروني وغير ذلك، وكل هذه الأسماء تحسنت ظروفها في الخارج، وابدعت الى حد كبير، بل ان بعضها يقود مؤسسات اعلامية عربية، او مؤسسات دولية معروفة في نسخها المعربة.

هذا المخزون تم التفريط به بطبيعة الحال، وبالمقابل، لم يتمكن الأردن خلال عقود من الحفاظ على سمعته الاعلامية برغم انه منتج اساسي لكل هذه القدرات الاعلامية، لأننا هنا في الأردن، لا مشروع اعلاميا لدينا بالتالي، سوى الاعلام التقليدي، والتركيز على تجاوز الجدل والاثارة وصناعة المشاكل، وتسكين القضايا والملفات، تاركين سمعة الأردن لتتشكل وفقا لأهواء من يزور الأردن، مثلا، او لمن يتعمد انتقاص الأردن في مناسبات مختلفة.
قد يقال هنا ان الصورة السلبية في الاعلام العربي، سببها تراجعات حقيقية هنا في الأردن، فلا يمكن ان تتحدث عنك وسيلة اعلام دولية معربة بخير، وقد يقال ايضا ان الصورة لا تتشكل عبر التوهيم، وبالتالي لا يمكن تعزيز صورة الأردن ومن يزوره يجد اهم القطاعات من التعليم الى الصحة، وغيرهما في حالة تراجع، والاصل هنا تحسين البنى التحتية في كل القطاعات ليكون الانعكاس طبيعيا، وليس من خلال الحشد والتحشيد.
الجدل في هذا الموضوع طويل، لكن المؤكد هنا ان الرؤية غائبة، وربما غيابها يعود الى مدرسة جديدة في هذه البلاد، لا تريد شيئا سوى النجاة والسلامة في الداخل ومع الجوار، ولم يعد لديها طموحات سياسية بالزهو والتمدد المبني على منجزات منافسة وفقا لمعايير هذا الزمن، وليس على اساس الذكريات، واننا كنا كذا وكذا، في زمن لا ينفع فيه الكلام.
نحن بحاجة الى اعادة تعريف انفسنا، ومشروعنا الداخلي، والاقليمي، ومن خلال اعادة التعريف سنعرف جميعا ما هو مطلوب منا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، والى اين نمضي، وبدون اعادة التعريف، سنبقى ندور حول انفسنا، ونسمح ايضا لمن يريد حشرنا في كينونة صغيرة تعاني اقتصاديا مع الاستسلام لشروط هذه الكينونة المستحدثة، والمصنوعة ايضا.
الدول الهشة والضعيفة تعاني من فشلها في صناعة سمعتها العربية والعالمية، كونها خربة اساسا، لكننا هنا جلسنا نتفرج على بلد كان مزدهرا، والتراجعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تتنزل عليه، بشكل بطيء ومتدرج، وبالتالي اصبحنا امام فشل طبيعي في صناعة الصورة الاعلامية على المستوى العربي، خصوصا، مع فوضى وسائل التواصل الاجتماعي، التي اساءت للأردن، وساهمت بتقديمه بصورة سيئة لا تليق به اصلا.
هل هذا الكلام في سياق نفخ الوطنيات وبيعها على الجماهير، والسؤال مهم، واجابته متوفرة، فهذا ليس نفخا للوطنيات، ولكنه اقرار بعدم وجود مشروع داخلي-اقليمي مؤثر وعميق، يشارك به الكل، بعد ان استبدلناه بمجرد عيش يومي بكل هذا الضنك الذي فيه.
الدول اربعة انواع، إما دولة رفاه اقتصادي، او دولة عقيدة ايديولوجية ومشروع شمولي، وإما دولة مشروع وطني داخلي حيوي، وإما دولة تواجه عدوا حقيقيا او تخترعه لرص الصفوف، فأي نموذج هو نحن، واي ارتداد بالتالي عبر الاعلام سيكون امامنا؟!.
صناعة السمعة، ليست شعارات دعائية، بل تأتي على اساس عوامل الجذب والتمكين المتوفرة فعليا، وتعزيزا لهما، بما يدعم التنافسية بين الدول، والاستقرار والبقاء من حيث النتيجة.

مقالات ذات صلة من أقوال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان 2023/08/14

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: مشروع الأردن

إقرأ أيضاً:

«الهلال الأحمر» تدشن مشروع إفطار صائم في حضرموت

حضرموت/ وام
دشنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، مشروعها السنوي لتوزيع وجبات إفطار الصائم بمدينة المكلا في محافظة حضرموت، وذلك ضمن خطة البرامج الإنسانية والإغاثية الخيرية التي تقدمها دولة الإمارات لأشقائها في اليمن.
وتقدم حميد راشد الشامسي، مستشار التنمية والتعاون الدولي ممثل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في محافظة حضرموت، بالتهنئة لأبناء محافظة حضرموت واليمن والأمة العربية والإسلامية كافة، بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، سائلاً الله أن يعيده علينا جميعاً بالخير والأمن والإيمان.
وأكد أن هذا المشروع يعكس التزام دولة الإمارات بتقديم المساعدات الإنسانية، ويعزز قيم الإخاء والتعاون بين الشعبين الشقيقين.
حضر تدشين المشروع، أحمد سالم باظروس، مدير عام مكتب وزارة الشؤون والعمل بساحل حضرموت، الذي أشاد بدور هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في تقديم المساعدات الإنسانية، مؤكداً أهمية هذه المبادرات في تعزيز التعاون بين المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني.
واستفاد من توزيع الوجبات مئات من المواطنين، الذين ثمنوا هذه المبادرة الكريمة من دولة الإمارات العربية المتحدة التي لها أثر إيجابي في توفير الوجبات الرمضانية الجاهزة للأسر والمارة بالمدينة والتي تخفف عن معاناتهم، معبرين عن تقديرهم للهلال الأحمر على هذه المبادرة الإنسانية في الشهر الفضيل.
ويعكس هذا المشروع الذي تنفذه هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، قيم التكافل الاجتماعي والتضامن الإنساني، ويسهم في تخفيف الصعوبات التي يواجهها الأشخاص المحتاجون خلال شهر رمضان.

مقالات مشابهة

  • مؤشر الديمقراطية 2024.. أين حلت الدول العربية؟
  • محسن عثمان: مصر نجحت في كسر الهالة الإعلامية لدولة الاحتلال
  • «الهلال الأحمر» تدشن مشروع إفطار صائم في حضرموت
  • «الشارقة الخيرية» تبدأ توزيع 300 ألف وجبة إفطار في 43 دولة
  • خيرية الشارقة تبدأ توزيع 300 ألف وجبة إفطار صائم في 43 دولة
  • مشروع مشبوه
  • تضمّ نحو 390 مليون شخص.. 19 دولة عربية تواجه تحديات «الشح المائي»
  • علوم بيت المقدس.. مشروع معرفي وصل 25 دولة
  • دولة عربية خالفت كل الدول العربية في إعلان بداية رمضان
  • رمضان 2025.. دولة تتمتع بأقصر ساعات صيام.. ما علاقة خط الاستواء بالوقت؟