أين هو #مشروع_الأردن؟ / #ماهر_أبوطير
أكثر دولة عربية صنعت كفاءات اعلامية وهجرتها الى الخارج هي الأردن، وهي اكثر دولة عربية فشلت في ادامة صورتها الانطباعية الايجابية، وتركتها لإعادة الصناعة والتشكيل.
والكلام على حدته صحيح، فهذا البلد قام بتصدير مئات الاسماء، على مستويات مختلفة الى الاعلام العربي والدولي، من المذيعين الى الكتاب الصحفيين، مرورا بالمحررين والمصورين والمنتجين وغيرهم من مهن فرعية في الاعلام المكتوب والتلفزيوني والمسموع والالكتروني وغير ذلك، وكل هذه الأسماء تحسنت ظروفها في الخارج، وابدعت الى حد كبير، بل ان بعضها يقود مؤسسات اعلامية عربية، او مؤسسات دولية معروفة في نسخها المعربة.
هذا المخزون تم التفريط به بطبيعة الحال، وبالمقابل، لم يتمكن الأردن خلال عقود من الحفاظ على سمعته الاعلامية برغم انه منتج اساسي لكل هذه القدرات الاعلامية، لأننا هنا في الأردن، لا مشروع اعلاميا لدينا بالتالي، سوى الاعلام التقليدي، والتركيز على تجاوز الجدل والاثارة وصناعة المشاكل، وتسكين القضايا والملفات، تاركين سمعة الأردن لتتشكل وفقا لأهواء من يزور الأردن، مثلا، او لمن يتعمد انتقاص الأردن في مناسبات مختلفة.
قد يقال هنا ان الصورة السلبية في الاعلام العربي، سببها تراجعات حقيقية هنا في الأردن، فلا يمكن ان تتحدث عنك وسيلة اعلام دولية معربة بخير، وقد يقال ايضا ان الصورة لا تتشكل عبر التوهيم، وبالتالي لا يمكن تعزيز صورة الأردن ومن يزوره يجد اهم القطاعات من التعليم الى الصحة، وغيرهما في حالة تراجع، والاصل هنا تحسين البنى التحتية في كل القطاعات ليكون الانعكاس طبيعيا، وليس من خلال الحشد والتحشيد.
الجدل في هذا الموضوع طويل، لكن المؤكد هنا ان الرؤية غائبة، وربما غيابها يعود الى مدرسة جديدة في هذه البلاد، لا تريد شيئا سوى النجاة والسلامة في الداخل ومع الجوار، ولم يعد لديها طموحات سياسية بالزهو والتمدد المبني على منجزات منافسة وفقا لمعايير هذا الزمن، وليس على اساس الذكريات، واننا كنا كذا وكذا، في زمن لا ينفع فيه الكلام.
نحن بحاجة الى اعادة تعريف انفسنا، ومشروعنا الداخلي، والاقليمي، ومن خلال اعادة التعريف سنعرف جميعا ما هو مطلوب منا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، والى اين نمضي، وبدون اعادة التعريف، سنبقى ندور حول انفسنا، ونسمح ايضا لمن يريد حشرنا في كينونة صغيرة تعاني اقتصاديا مع الاستسلام لشروط هذه الكينونة المستحدثة، والمصنوعة ايضا.
الدول الهشة والضعيفة تعاني من فشلها في صناعة سمعتها العربية والعالمية، كونها خربة اساسا، لكننا هنا جلسنا نتفرج على بلد كان مزدهرا، والتراجعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تتنزل عليه، بشكل بطيء ومتدرج، وبالتالي اصبحنا امام فشل طبيعي في صناعة الصورة الاعلامية على المستوى العربي، خصوصا، مع فوضى وسائل التواصل الاجتماعي، التي اساءت للأردن، وساهمت بتقديمه بصورة سيئة لا تليق به اصلا.
هل هذا الكلام في سياق نفخ الوطنيات وبيعها على الجماهير، والسؤال مهم، واجابته متوفرة، فهذا ليس نفخا للوطنيات، ولكنه اقرار بعدم وجود مشروع داخلي-اقليمي مؤثر وعميق، يشارك به الكل، بعد ان استبدلناه بمجرد عيش يومي بكل هذا الضنك الذي فيه.
الدول اربعة انواع، إما دولة رفاه اقتصادي، او دولة عقيدة ايديولوجية ومشروع شمولي، وإما دولة مشروع وطني داخلي حيوي، وإما دولة تواجه عدوا حقيقيا او تخترعه لرص الصفوف، فأي نموذج هو نحن، واي ارتداد بالتالي عبر الاعلام سيكون امامنا؟!.
صناعة السمعة، ليست شعارات دعائية، بل تأتي على اساس عوامل الجذب والتمكين المتوفرة فعليا، وتعزيزا لهما، بما يدعم التنافسية بين الدول، والاستقرار والبقاء من حيث النتيجة.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: مشروع الأردن
إقرأ أيضاً:
إسرائيل.. مشروع قانون يفرض عقوبة السجن بسبب رفع العلم الفلسطيني
ذكرت "هيئة البث الإسرائيلية"، أن اللجنة الوزارية للتشريع في الكنيست، ستناقش، الأحد، مشروع قانون يفرض عقوبات على رفع العلم الفلسطيني في المؤسسات الممولة من إسرائيل.
وحسب النص المتقرح، فإنه سيتم حظر رفع علم "دولة عدو، بما يشمل (علم) السلطة الفلسطينية، خلال تجمع من شخصين فما فوق، في مؤسسات ممولة أو مدعومة من الدولة".
ووفقا لنص القانون الذي قدمه عضو الكنيست نيسيم فاتوري، من حزب الليكود، "سيكون من الممكن تفريق تجمع من هذا القبيل، وحتى معاقبة محتجين يرفعون الأعلام بالسجن مدة أقصاها عام وغرامة تبلغ 10 آلاف شيكل على الأقل".
وحسب تقرير نشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية في مارس الماضي، فإن القانون لا يمنع رفع العلم الفلسطيني، لكن الشرطة الإسرائيلية تعتقل من يفعل ذلك "بدعوى تعكير صفو السلام، وهي سياسة اتبعها وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير ومفوض الشرطة، كوبي شبتاي".
غوتيريش يعلق على تصويت الكنيست ضد قيام دولة فلسطينية أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، الخميس، أن انطونيو غوتيريش يشعر "بخيبة أمل كبيرة" بعد تبني الكنيست الإسرائيلي قرارا يرفض فيه "قيام دولة فلسطينية".وكان بن غفير قد أشاد بالشرطة لاعتقالها مشجع كرة قدم بعد أن لوح بالعلم الفلسطيني خلال مباراة لكرة القدم، في مارس الماضي، بإسرائيل، قائلا: "في عهدي، سيتم التعامل مع أي شخص يؤجج النيران ويدعم الإرهاب بقسوة ودون تسامح مطلقا".
واستجوبت الشرطة ذلك الشاب البالغ من العمر 18 عاما، وهو من سكان أم الفحم في شمال إسرائيل، في إطار تحقيق بملابسات رفعه العلم في بداية مباراة فريق هبوعيل أم الفحم ومكابي حيفا.
وقال تقرير لموقع "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلي، إن رفع العلم الفلسطيني "أثار غضب الضيوف والمشجعين في الملعب"، لكن لم تحدث أعمال عنف أو اضطرابات.
وأطلقت الشرطة سراح الشاب بشروط بعد استجوابه.