فينوم: الرقصة الأخيرة يحافظ على صدارة شباك التذاكر وذي وايلد روبوت يتقدم
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
واصل فيلم الأبطال الخارقين الجديد "فينوم: الرقصة الأخيرة" (Venom: The Last Dance) تصدّره لشباك التذاكر في أميركا الشمالية، محققًا إيرادات بلغت 26.1 مليون دولار بين الجمعة والأحد، وفق تقديرات صادرة عن شركة "إكزبيتر ريليشنز" المتخصصة.
وجاء الأداء القوي للفيلم على الرغم من تراجع إيراداته مقارنة بالجزء السابق "فينوم: فليكن هناك كارنيج" (Venom: Let There Be Carnage) الذي جمع 96 مليون دولار في أول عطلة نهاية أسبوع في عام 2021.
وحلّ في المرتبة الثانية فيلم "ذي وايلد روبوت" (The Wild Robot)، وهو فيلم تحريكي من إنتاج يونيفرسال ودريم ووركس أنيميشن، وقد جمع 7.5 ملايين دولار في أسبوعه السادس على الشاشات، ويروي قصة روبوت يجد نفسه مجبرًا على التعايش مع مخلوقات غامضة على جزيرة نائية.
أما المركز الثالث فقد كان من نصيب فيلم الرعب "سمايل 2" (Smile 2) الذي حقق إيرادات بلغت 6.8 ملايين دولار، حيث تؤدي ناومي سكوت دور نجمة بوب تعيش كابوسًا قاتمًا بسبب لعنة غامضة.
وجاء في المرتبة الرابعة فيلم الإثارة الديني الجديد "كونكلاف" (Conclave)، بإيرادات قدرها 5.3 ملايين دولار، حيث يؤدي رالف فاينز دور كاردينال يواجه صراعًا داخليا حول إيمانه وطموحاته أثناء مشاركته في انتخاب بابا جديد.
أما المركز الخامس فكان من نصيب فيلم "هنا" (Here) من بطولة توم هانكس وروبن رايت، محققًا 5 ملايين دولار. يستعرض الفيلم رحلة زمنية لزوجين، وقد استخدم الذكاء الاصطناعي لعرض الشخصيات في مراحل عمرية مختلفة.
وفي ما يلي قائمة الأفلام العشرة الأكثر إيرادًا في شباك التذاكر بأميركا الشمالية:
"فينوم: الرقصة الأخيرة" (Venom: The Last Dance) – 26.1 مليون دولار. "ذي وايلد روبوت" (The Wild Robot) – 7.5 ملايين دولار. "سمايل 2" (Smile 2) – 6.8 ملايين دولار. "كونكلاف" (Conclave) – 5.3 ملايين دولار. "هنا" (Here) – 5 ملايين دولار. "نحن نعيش في الزمن" (We Live in Time) – 3.5 ملايين دولار. "مرعب 3" (Terrifier 3) – 3.2 ملايين دولار. "سينغهام أغين" (Singham Again) – 2.1 مليون دولار. "بيتلجوس بيتلجوس" (Beetlejuice Beetlejuice) – 2.1 مليون دولار. "بول بوليا" (Pole Polia) – مليونا دولار.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ملایین دولار ملیون دولار
إقرأ أيضاً:
بأقل من 6 ملايين دولار.. هل يطيح "ديب سيك" الصيني بسوق الذكاء الاصطناعي الأميركي؟
شهدت الأسواق المالية العالمية اضطرابًا غير مسبوق عقب الصعود المفاجئ لتطبيق الذكاء الاصطناعي الصيني "ديب سيك" (deepseek)، الذي تصدَّر متاجر التطبيقات وأثار قلق المستثمرين، لا سيما في الولايات المتحدة.
جاء هذا القلق نتيجة لعدة عوامل، من بينها التكلفة المنخفضة لتطوير التطبيق، وانتشاره السريع، وتأثيره المباشر على أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، وفي مقدمتها عملاق التكنولوجيا الأميركي "إنفيديا".
"ديب سيك".. زلزال مالي وتكنولوجي
وفقًا لتقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإن "ديب سيك"، الذي تم إطلاقه في 20 يناير/كانون الثاني، أظهر قدرة تنافسية عالية مقارنة بنماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة عالميا مثل "شات جي بي تي"، حيث استطاع تقديم أداء متقدم بتكلفة أقل بكثير.
ونتيجة لهذا النجاح، تراجعت أسهم "إنفيديا" بنسبة 17%، مما أدى إلى خسارتها حوالي 600 مليار دولار أميركي من قيمتها السوقية في يوم واحد، وهو أكبر انخفاض يومي في تاريخ الأسواق المالية الأميركية.
ووفقًا لصحيفة "فايننشال تايمز" أيضا، فإن هذا التراجع دفع مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات للهبوط بنسبة 9.2%، بينما سجل مؤشر "ناسداك" انخفاضًا تجاوز 3%، مما زاد من المخاوف حول مستقبل شركات الذكاء الاصطناعي الأميركية الثلاثاء.
ويرى "ستيفن يو"، كبير المحللين في مؤسسة "بلو ويل غروث"، أن "هذه الخسائر تعكس مدى تأثر السوق بقدرة الشركات الصينية على الابتكار بتكاليف أقل، مما يدفع المستثمرين لإعادة تقييم إنفاقهم على الذكاء الاصطناعي".
لماذا يتخوف المستثمرون الأميركيون من "ديب سيك"؟
برز "ديب سيك" كأحد أكثر الابتكارات إثارة للجدل في الأسواق العالمية، ليس فقط بسبب أدائه المتقدم، ولكن أيضًا بسبب تداعياته الاقتصادية الواسعة.
فقد كشف إطلاق هذا النموذج الصيني عن تغيرات جذرية في موازين القوى بين شركات التكنولوجيا الغربية ونظيراتها الصينية، مما جعل المستثمرين الأميركيين يشعرون بقلق متزايد إزاء مستقبل استثماراتهم في هذا القطاع.
يعتمد هذا القلق على عدة عوامل رئيسية، أبرزها قدرة "ديب سيك" على تحقيق نتائج مذهلة بتكاليف تطوير منخفضة، الأمر الذي يهدد استدامة النماذج الأميركية التي تعتمد على استثمارات ضخمة.
إلى جانب ذلك، فإن التقدم السريع للصين في هذا المجال قد يؤدي إلى فقدان الشركات الأميركية تفوقها التكنولوجي، مما يجعلها عرضة لخسائر اقتصادية هائلة.
تكلفة التطوير المنخفضة
وفقًا لتحليل نشرته وكالة "بلومبيرغ"، فإن "ديب سيك" تم تطويره بتكلفة لا تتجاوز 6 ملايين دولار أميركي -بعض التحليلات القادمة من آسيا تقدر أن التكلفة الحقيقة لا تتجاوز نصف هذا الرقم- مقارنة بالتقديرات التي تشير إلى أن تطوير "جي بي تي 4" كلَّف أكثر من 100 مليون دولار أميركي.
هذه الفجوة الكبيرة في التكلفة أثارت تساؤلات جوهرية حول مدى جدوى الاستثمارات الضخمة التي تضخها الشركات الأميركية في تطوير الذكاء الاصطناعي.
ويرى الخبير الاقتصادي "دان هوتشيسون" من مؤسسة "تيك إنسايتس" أن "خفض التكاليف بهذا الشكل الكبير يعيد تشكيل سوق الذكاء الاصطناعي، حيث لم يعد الأمر يعتمد فقط على امتلاك التكنولوجيا المتقدمة، بل أيضًا على كيفية استغلال الموارد المحدودة بكفاءة لتحقيق نتائج مماثلة".
تحدي الهيمنة الأميركية في الذكاء الاصطناعي
وفي خطوة تدعم الطموحات الصينية، أعلن الرئيس الصيني "شي جين بينغ" أن تطوير الذكاء الاصطناعي يعد أولوية وطنية، مما يعزز من فرص الصين في المنافسة عالميا.
وفي المقابل، تحاول الولايات المتحدة فرض قيود صارمة على تصدير الشرائح الإلكترونية المتقدمة إلى الصين، لكن "ديب سيك" أثبت أن الصين قادرة على تجاوز هذه القيود.
وبحسب تحليل "كونتر بوينت ريسيرش"، فإن "السياسات الأميركية للحد من تصدير الشرائح لم تؤثر بشكل كبير على الشركات الصينية، بل دفعتها إلى تبني إستراتيجيات جديدة تعتمد على كفاءة البرمجيات بدلاً من القوة الحوسبية الهائلة".
تراجع كارثي لـ"إنفيديا"
وتلقى قطاع صناعة الرقائق في الولايات المتحدة ضربة قاسية بعد أن كشفت التقارير أن "ديب سيك" لم يعتمد على أحدث الشرائح من "إنفيديا"، بل استطاع تطوير خوارزميات برمجية جديدة تعتمد على رقائق أقل تطورًا لكنها أكثر كفاءة من حيث التكلفة.
ونتيجة لذلك، سجلت "إنفيديا" انخفاضًا في قيمتها السوقية، حيث خسرت موقعها كأكبر شركة أميركية لصالح "آبل" و"مايكروسوفت".
ويرى "ديلان باتل"، المحلل في "سيمي أناليسيس"، أن "ما يحدث حاليًا ليس مجرد تراجع في أسهم شركة ما، بل هو إعادة تشكيل لصناعة الذكاء الاصطناعي بأكملها، حيث يمكن أن تصبح الشركات الصينية اللاعب الرئيسي في هذا المجال خلال السنوات المقبلة".
وكانت الصين قد شهدت صعودًا صاروخيًّا في مجال السيارات الكهربائية خلال العقد الأخير، حيث تجاوزت شركاتها المحلية مثل "بي واي دي" و"نيو" العديد من المنافسين العالميين عبر تقديم سيارات ذات تقنيات متطورة وبأسعار تنافسية ما جعلها المسيطر الرئيسي في القطاع.
هذا النجاح يعكس إستراتيجية الصين في تحقيق الهيمنة على الأسواق العالمية من خلال الابتكار المدعوم بتكاليف إنتاج منخفضة.
ويرى خبراء أن السيناريو ذاته قد يتكرر في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن أن تحذو "ديب سيك" حذو شركات السيارات الصينية، مما سيؤدي إلى إعادة توزيع القوى التكنولوجية على مستوى العالم، ودفع الشركات الأميركية إلى تبني إستراتيجيات جديدة لمواجهة هذا الكابوس المتصاعد.
تأثير "ديب سيك" على القطاعات المختلفة
مع التقدم السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، لم يعد تأثير هذه التطورات مقتصرًا على قطاع التكنولوجيا وحده، بل امتد ليشمل مختلف القطاعات الاقتصادية والصناعية.
ويُعد "ديب سيك" أحد أبرز الأمثلة على هذا التحول، حيث تشير العديد من التحليلات إلى أن انتشاره وتأثيره لا يقتصران فقط على الشركات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، بل ينعكسان على أسواق المال، والخدمات المالية، والتصنيع، والتجارة العالمية.
هذا التأثير المتنامي يفرض تحديات جديدة على الشركات في مختلف القطاعات، حيث تحتاج إلى إعادة تقييم إستراتيجياتها لمواكبة التحولات السريعة التي يفرضها الذكاء الاصطناعي الصيني.
ومع تصاعد الدور الصيني في هذا المجال، تتزايد المخاوف من فقدان الهيمنة الأميركية على الابتكار الرقمي، مما قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في المشهد الاقتصادي العالمي.
ونستعرض هنا أهم القطاعات الاقتصادية التي تأثرت بإطلاق "ديب سيك" الصيني:
قطاع التكنولوجيا والابتكار
تسارع الشركات الأميركية الكبرى مثل "مايكروسوفت" و"غوغل" نحو تطوير نماذج ذكاء اصطناعي أكثر تطورًا لمواجهة تهديد "ديب سيك". ويرى محللون أن هذه الشركات قد تضطر إلى تقليل أسعار منتجاتها الذكية أو تحسين كفاءتها للحفاظ على مكانتها في السوق.
القطاع المالي
أشارت تقارير من "رويترز" إلى أن العديد من المؤسسات المالية بدأت إعادة تقييم إستراتيجياتها الاستثمارية في مجال الذكاء الاصطناعي. ويتخوف المستثمرون من احتمال ظهور فقاعة اقتصادية في هذا القطاع، مما قد يؤدي إلى خسائر ضخمة على غرار أزمة "دوت كوم" في أوائل الألفية.
الصناعة والتصنيع الذكي
ويشير تقرير نشره "وول ستريت جورنال" إلى أن "ديب سيك" قد يؤدي إلى إعادة تشكيل قطاع التصنيع الذكي، حيث بدأت شركات السيارات والمصانع في آسيا باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي الصينية لخفض التكاليف وزيادة الكفاءة الإنتاجية.
هل نشهد نهاية فقاعة الذكاء الاصطناعي؟
شهدت السنوات الأخيرة استثمارات ضخمة في قطاع الذكاء الاصطناعي، حيث راهنت الشركات العالمية على الإمكانات الهائلة التي يمكن أن يوفرها هذا المجال في مختلف القطاعات.
ومع ذلك، فإن ظهور "ديب سيك" وتداعياته الاقتصادية جعل العديد من الخبراء والمستثمرين يعيدون التفكير في مدى استدامة هذا النمو وما إذا كنا بالفعل أمام فقاعة اقتصادية شبيهة بما حدث مع أزمة شركات الإنترنت في أوائل الألفية.
يؤكد تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" أن "ديب سيك" قد يكون بداية لموجة جديدة من الابتكارات الذكية منخفضة التكلفة، ووفقًا للخبيرة "مارينا تشانغ" من جامعة التكنولوجيا في سيدني، فإن "ما نشهده اليوم هو إعادة هيكلة لسوق الذكاء الاصطناعي، حيث تتزايد الضغوط على الشركات الأميركية لإثبات أن استثماراتها الضخمة تحقق عوائد حقيقية".
مؤشرات الفقاعة.. مبالغة في القيمة؟
يشير بعض المحللين إلى أن الاستثمارات الضخمة التي تدفقت إلى قطاع الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الأخيرة قد لا تكون مدعومة بعوائد مالية كافية، مما قد يؤدي إلى انهيار مفاجئ للسوق.
وفقًا لتقرير صادر عن بلومبيرغ، فقد ارتفع حجم التمويلات الموجهة إلى شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة بنسبة 150% خلال السنوات الثلاث الماضية، في حين أن نسبة الأرباح الفعلية لمعظم هذه الشركات لم تتجاوز 10% من التوقعات الأولية.
ويقول إدوارد موير، كبير المحللين في مورغان ستانلي: "إننا نشهد حالة غير مسبوقة من المبالغة في تقدير قيمة الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو ما يذكرنا بما حدث مع فقاعة الإنترنت في التسعينيات، عندما تم ضخ استثمارات هائلة في شركات لم تكن تملك نماذج أعمال مستدامة".
كيف يؤثر "ديب سيك" على تصحيح السوق؟
ومع ظهور "ديب سيك" منافسا قويا بأسعار تطوير منخفضة، تتزايد الضغوط على الشركات الأميركية لتبرير إنفاقها الضخم على تقنيات الذكاء الاصطناعي. فعلى سبيل المثال، أعلنت مايكروسوفت عن استثمار 10 مليارات دولار أميركي في شراكتها مع "أوبن إيه آي"، بينما تمكنت "ديب سيك" من بناء نموذج منافس بميزانية لم تتجاوز 6 ملايين دولار أميركي.
وفقًا لجاكوب ليفينسون، خبير الاستثمار في بنك غولدمان ساكس، "إذا استمر الاتجاه الحالي، فقد نشهد موجة خروج جماعي لرأس المال الاستثماري من بعض شركات الذكاء الاصطناعي الأميركية، حيث سيتوجه المستثمرون نحو نماذج أكثر كفاءة من حيث التكلفة مثل "ديب سيك".
وقد يكون أحد أخطر تداعيات انهيار فقاعة الذكاء الاصطناعي هو تأثيره على سوق العمل، حيث يقدر تقرير صادر عن شركة ماكينزي للاستشارات أن حوالي 30% من الوظائف التقنية الناشئة تعتمد على الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي. وإذا حدث تصحيح حاد في السوق، فقد يؤدي ذلك إلى فقدان آلاف الوظائف وتباطؤ الابتكار في هذا المجال.
فقاعة أم تصحيح طبيعي؟
ويرى بعض المحللين أن ما نشهده ليس انهيارًا وشيكًا للقطاع، بل مجرد تصحيح طبيعي للأسعار، خاصة مع دخول منافسين جدد مثل "ديب سيك" الذي يجبر الشركات الغربية على إعادة تقييم نماذج أعمالها.
وتقول مارينا تشانغ من جامعة التكنولوجيا في سيدني: "ما نراه الآن هو تحول في طبيعة سوق الذكاء الاصطناعي، حيث يتم استبدال بالنماذج عالية التكلفة نماذج أخرى أكثر كفاءة، وليس بالضرورة انهيارًا تاما للسوق".
ما الذي يمكن أن يحدث خلال السنوات المقبلة؟
يمكن أن تتخذ التطورات المستقبلية عدة مسارات، تتراوح بين استمرار الهيمنة الغربية على تقنيات الذكاء الاصطناعي أو انتقال مركز الابتكار إلى الصين، وهو ما قد يعيد رسم خريطة القوى الاقتصادية العالمية.
صعود الصين قوةً تكنولوجية مهيمنة
إذا استمرت الصين في تطوير تقنيات ذكاء اصطناعي عالية الكفاءة وبتكاليف منخفضة كما هو الحال مع "ديب سيك"، فقد نشهد تفوقًا واضحًا للصين في هذا المجال.
وفقًا لتقرير صادر عن مركز أبحاث الذكاء الاصطناعي العالمي، فإن الاستثمارات الصينية في الذكاء الاصطناعي تجاوزت 50 مليار دولار أميركي عام 2023، ويتوقع أن تصل إلى 120 مليار دولار أميركي بحلول عام 2027.
وهذا التوسع السريع، المدعوم بسياسات حكومية قوية، قد يمنح الشركات الصينية قدرة تنافسية غير مسبوقة على المستوى الدولي.
إعادة هيكلة السوق وتغير نماذج الاستثمار
من المرجح أن يؤدي التأثير الكبير لـ"ديب سيك" على السوق إلى إعادة تشكيل نماذج الاستثمار في قطاع الذكاء الاصطناعي.
ويتوقع أن تتحول استثمارات الشركات الكبرى مثل "غوغل" و"مايكروسوفت" نحو مشاريع أكثر استدامة، مع زيادة التركيز على تقنيات الذكاء الاصطناعي منخفضة التكلفة.
ويقول جاكوب ليفينسون، محلل التكنولوجيا في بنك غولدمان ساكس: "سوق الذكاء الاصطناعي يمر الآن بمرحلة تحول كبيرة، حيث سيتعين على الشركات الكبرى إما خفض تكاليف البحث والتطوير أو البحث عن شراكات جديدة للحفاظ على تنافسيتها".
احتمال اندماجات كبرى بين شركات التكنولوجيا
يشير تقرير صادر عن فايننشال تايمز إلى أن العديد من شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة قد تجد صعوبة في الاستمرار بسبب التغيرات الحادة في السوق.
ومن المحتمل أن نشهد موجة من عمليات الاندماج والاستحواذ خلال السنوات المقبلة، حيث ستسعى الشركات الكبرى مثل "أوبن إيه آي" و"أمازون" إلى شراء الشركات الناشئة الواعدة لتعزيز قدراتها في هذا المجال.
تغيرات في أسواق العمل ووظائف المستقبل
الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية متقدمة؛ بل هو عامل مؤثر قد يغير أسواق العمل بشكل جذري. ووفقًا لتقرير شركة ماكينزي للاستشارات، فإن 30% من الوظائف التقنية قد تصبح مؤتمتة بالكامل بحلول عام 2030، مما سيؤثر على ملايين العاملين في القطاعات التقليدية مثل البرمجة، التحليل المالي، وخدمة العملاء.
في المقابل، من المتوقع أن تنشأ وظائف جديدة في مجالات تحليل البيانات، وإدارة أنظمة الذكاء الاصطناعي، وأمن البيانات، مما يتطلب تغييرات جذرية في أنظمة التعليم والتدريب المهني.
ما هو مؤكد أن السنوات المقبلة ستكون حاسمة في تحديد الاتجاه الذي سيتخذه قطاع الذكاء الاصطناعي. وسواء كان ذلك من خلال استمرار التفوق الأميركي، أو صعود الصين كقوة رائدة، أو حتى حدوث تصحيح اقتصادي يؤدي إلى إعادة تقييم قيمة استثمارات هذا القطاع، فإن الذكاء الاصطناعي سيظل في قلب التحولات التكنولوجية والاقتصادية لعقود مقبلة.
ومع كل هذه التطورات، يظل السؤال الكبير: هل سيعيد "ديب سيك" تشكيل خريطة الذكاء الاصطناعي العالمية؟ وهل ستكون الشركات الغربية قادرة على مواكبة هذا التحدي غير المتوقع؟
الأيام المقبلة ستكشف عن تأثير هذا الزلزال التكنولوجي على الاقتصاد العالمي ومستقبل الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة والصين.