رباح المهدي: حبيبي الأمير.. اختلفت معك كثيراً في تقديراتك السياسية
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
يستبد الشوق إليك، ويحرق فؤادي القلق عليك، فأنكر اللهب وأنكر الرماد معاً، يا حبيبي الأمير. اختلفت معك كثيراً في تقديراتك السياسية، وكل ما زادت الخلافات وسعاً زادت المحبة طابقاً، على قول أبي الزهور (كل ما ازددتم لغطاً زدناه طابقاً).. إذ مهما استغربت منطقك لا يزحف الشك نحو معدنك ولا قلبك..
حفظك الله وزوجك وذريتك، وأنتم تحت القصف ونحن نرقب حزانى مشفقين من على الرصيف، وجمعنا الله وإياكم في وطن يسعنا جميعاً رغم خلافاتنا، ويفاقم محباتنا لبعض والأهم محبتنا له وولاءنا لرفعته لا رفعة الذوات الزائلة، وطن غير هذا الذي يتحكم فيه العبث الآن، والأحقاد، ويكون من هو مثلك من خبرات عسكرية ووطنية تحت مراصد اللؤم ومرامى الجرم، حفظك الله، وحفظ الله السودان وأهل السودان.
أهدي لك كلمات عثرت عليها وأنا أقلب ملفاتي القديمة، كتبتها في حقك.. وعنوانها “للأمير”.. في 20 نوفمبر 2004م.
لتحمل وزر الكرام
ووزر الكرام افتضاح الكرم
وحسد اللئام.. وركم الظُلَم
تكسّر حولك كل النصال
فأنت سليل البلاء الكبير
وأنت الذي فأله
كان فيض الخميس الشهير*
نعم يا أمير
فأنت الذي
مثل فارع طولك فاضت سجاياك
ومثل اصطبارك يأتي “الحِجام”
يجرّب فيك الفوارس سيفا
وتزداد فيك الرمايات بأسا
وأنت “تشيل” عليك “الدبر”
شاهق كالقمر
لا يضيرك أنك أصل النظام
وأن “الرقابة”** ضلت إليك الأثر
فمنذا الذي
يبلغ البحر وسعا؟
ومنذا الذي
إليه المكارم تسعى؟
يا أمير سواك
لنحمل عنك جميعا بلاك
وتمشي خفيفا
وكل الذي فيه خيرٌ.. رآك.
* إشارة لما حدث في الخميس الأول من أغسطس 1988م يوم الأمطار الأشد في الخرطوم. كان حبيبنا الإمام عليه الرضوان حدثنا نحن أبناءه وبناته قبل بدء موسم الأمطار ذاك، بأن مرصدا جويا عالميا تنبأ بنوبة جفاف تضرب السودان ذلك العام، فأشفق على حال الناس بعد سنوات الجفاف الطويلة أيام المخلوع الأخيرة، وقال لنا إنه صلى للرحمن ركعتي حاجة، وطلب عشر مطرات في أم درمان كل واحدة بفأل واحد من أبنائه وبناته، وذلك كما قال لأن “أم درمان صنقور الخريف”. فكنا نترقب الأمطار بترتيبنا العمري، وكانت أمطار عبد الرحمن هي الأشد، وقد قضى الليلة ينقذ ضحايا ذلك الغيث، ضحاياه! وكما قال الحبيب عليه الرضوان (الخير غرقنا).
** بعد أن انسلخ جماعة سوبا في 2002م سرعانما تفرقوا أيدي سبأ وتشتتوا وأعلن بعضهم انشقاقا عن الشق، فذهب الأمير ليحضر المؤتمر الصحفي سعيداً بتحقق تقديرات الإمام وهزيمة المنشقين، لم يذهب مناصرا لجهة، لكن هيئة الضبط ورقابة الأداء عاقبته على ذلك، وشعر بظلم كبير لكنه قبله ومضى في طريقه لم ينبس ببنت شفة، وكانت كلماتي للتخفيف عليه.. وها هو حتى الآن محط السهام.
رباح المهدي
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
مفوض حقوق الإنسان: الرعب الذي يتكشف في السودان لا حدود له
قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن العواقب الكارثية للحرب في السودان على حقوق الإنسان هي واقع يومي يعيشه ملايين السودانيين، مضيفا أن الرعب الذي يتكشف هناك لا حدود له، وفي بيان صادر عن مكتبه اليوم الخميس، أفاد تورك بأن قوات الدعم السريع شنت قبل ثلاثة أيام فقط، هجمات منسقة من جهات متعددة على مدينة الفاشر المحاصرة ومعسكر أبو شوك، مما أسفر عن مقتل 40 مدنيا على الأقل.
وبذلك، يرتفع عدد المدنيين الذين قُتلوا في شمال دارفور إلى 542 على الأقل خلال الأسابيع الثلاثة الماضية فقط، ومن المرجح أن يكون عدد القتلى الفعلي أعلى بكثير.
وقال المسؤول الأممي: "تزداد مخاوفي في ظل التحذير المشؤوم الذي أطلقته قوات الدعم السريع من إراقة الدماء قبل المعارك الوشيكة مع القوات المسلحة السودانية والحركات المسلحة المرتبطة بها". وشدد على ضرورة بذل كل جهد ممكن لحماية المدنيين المحاصرين وسط ظروف مأساوية في الفاشر ومحيطها.
ونبه إلى أن التقارير عن عمليات الإعدام خارج نطاق القضاء في ولاية الخرطوم مقلقة للغاية، مشيرا إلى مقاطع فيديو مروعة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر ما لا يقل عن 30 رجلا بملابس مدنية يُعتقلون ويُعدمون على يد مسلحين يرتدون زي قوات الدعم السريع في الصالحة جنوب أم درمان.
وأضاف أن هذا يأتي في أعقاب تقارير صادمة أخرى في الأسابيع الأخيرة عن إعدام خارج نطاق القضاء لعشرات الأشخاص المتهمين بالتعاون مع قوات الدعم السريع في جنوب الخرطوم، والتي يُزعم أن لواء البراء ارتكبها.
وقال تورك: "إن قتل مدني أو أي شخص لم يعد يشارك بشكل مباشر في الأعمال العدائية عمدا يُعد جريمة حرب".
وأوضح أنه نبه شخصيا كلا من قادة قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية إلى العواقب الكارثية لهذه الحرب على حقوق الإنسان.
///////////////////////