تعيين خالد الأعيسر وزيرًا لإعلام الحرب – تحديات خطاب توحيد الشعب
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
في تطور جديد بالساحة السياسية السودانية، تم تعيين الصحافي خالد الأعيسر، المعروف بمناصرته للجيش ودفاعه المستمر عنه في القنوات الإعلامية العربية، وزيرًا للإعلام في الحكومة السودانية. لكن التحدي الأبرز الذي يواجه الأعيسر هو نجاحه أو فشله في بناء خطاب إعلامي قادر على توحيد الشعب السوداني خلف الجيش، في وقت يعاني فيه السودان من انقسامات شديدة على الصعيدين السياسي والاجتماعي.
شخصية خالد الأعيسر ودوره الإعلامي
يمتاز الأعيسر، الصحافي الرياضي السابق، بحضوره الإعلامي المستمر في وسائل الإعلام العربية، حيث دأب على الدفاع عن دور الجيش في السودان وتقديمه كضامن للأمن والاستقرار. إلا أن هذا الحضور ارتبط بفئة معينة من جمهور الجيش، ما جعل خطابه يلقى تأييدًا من أنصار القوات المسلحة وبعض الدوائر الإسلامية، لكنه في المقابل لم يجد قبولًا واسعًا لدى فئات أخرى من الشعب السوداني، التي ترى أن الجيش والنخب السياسية الحليفة له قد فشلت في تحقيق تطلعاتهم.
صعوبات صناعة خطاب إعلامي شامل
يكمن التحدي الأساسي أمام الأعيسر في قدرة خطابه الإعلامي على تجاوز الانقسامات الحادة داخل المجتمع السوداني، الذي يعيش حالة من الاستقطاب بين مؤيدين للجيش ومعارضين لدوره في الساحة السياسية. إن توحيد الشعب حول الجيش ليس بالأمر اليسير، خاصةً أن هناك انعدام ثقة بين فئات واسعة من المجتمع السوداني تجاه المؤسسة العسكرية وحلفائها، وهو أمر يتطلب استراتيجية إعلامية شاملة ونزيهة تتجاوز مجرد الدفاع عن الجيش لتشمل كذلك مخاطبة تطلعات وآمال السودانيين كافة، لا سيما الفئات المتضررة من النزاعات.
انحيازه لدوائر محددة في الجيش والحركة الإسلامية
تزيد هذه التحديات تعقيدًا مع وجود انطباع واسع في الشارع السوداني بأن الأعيسر، بسبب خلفيته الفكرية وظهوره المتكرر في الإعلام، قد يكون مناصرًا لفئات معينة داخل الجيش، ذات طابع عقائدي، ما يجعله أقل قبولاً لدى قطاعات أخرى واسعة من الشعب السوداني. يعتبر هذا الانحياز - ولو كان غير معلن - نقطة ضعف في قيادته لوزارة الإعلام، التي يفترض بها أن تنتهج سياسة شاملة وشفافة توازن بين مصلحة الدولة ودور الجيش في حماية الوطن، وفي ذات الوقت تمنح كافة السودانيين شعورًا بالمساواة وعدم الانحياز لأي جهة.
تحديات الدور الوزاري والضغوط الداخلية
إلى جانب التحديات الشعبية، سيواجه الأعيسر تحديات داخلية تتعلق بالضغط من مراكز النفوذ داخل الدولة، لا سيما أن هناك قوى متنازعة داخليًا في مؤسسات الدولة، ومن ضمنها الجيش نفسه. إن التوفيق بين الدور الإعلامي وضرورة الحفاظ على علاقات جيدة مع الأطراف النافذة ليس بالأمر السهل، خاصةً إذا استمر في تبني خطاب أحادي يخدم جهة معينة، ما قد يفاقم من عزلة الحكومة الحالية بدلاً من تحقيق الوحدة التي يحتاجها السودان في هذا الوقت الحرج.
هل ينجح خالد الأعيسر في تجاوز الخطاب التقليدي؟
إن المسؤولية التي يحملها خالد الأعيسر تتجاوز دوره كوزير إعلام للدفاع عن الجيش فقط، بل تمتد إلى كونه صانعًا لخطاب وطني شامل يسعى إلى ردم الهوة بين مختلف الأطراف السودانية، وخاصةً في أوقات الصراع. إن نجاحه أو فشله في هذا الدور يعتمد على قدرته في الابتعاد عن انحيازاته التقليدية، والانفتاح على كافة الأطياف في السودان.
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: خالد الأعیسر
إقرأ أيضاً:
السودان: «خالد عمر يوسف» استهداف الدعم السريع للبنية التحتية بالطائرات المسيّرة «مدان ومستنكر»
وصف يوسف هذه الهجمات بأنها “مدانة ومستنكرة”، مشدداً على ضرورة حماية الأعيان المدنية والبنية التحتية وعدم استهدافها من قبل أي طرف من أطراف النزاع.
الخرطوم: التغيير
أدان نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني والقيادي بتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم)، خالد عمر يوسف، هجمات قوات الدعم السريع بالطائرات المسيّرة على محطات الكهرباء في عدة مناطق بالسودان، مؤكداً أنها ضاعفت معاناة المدنيين الذين يدفعون ثمناً باهظاً لاستمرار الحرب.
ووصف يوسف هذه الهجمات بأنها “مدانة ومستنكرة”، مشدداً على ضرورة حماية الأعيان المدنية والبنية التحتية وعدم استهدافها من قبل أي طرف من أطراف النزاع.
وأشار في منشور له على منصة (فيسبوك) إلى أن استمرار الحرب يغرق السودان في دمار شامل، متسبباً في تفاقم الكراهية، تمزيق النسيج الاجتماعي، انهيار الدولة، وزيادة تأثير الفاعلين الخارجيين على حساب القرار الوطني.
وأكد أن الحل الوحيد للخروج من هذا النفق المظلم هو اعتزال الحرب وإعلاء صوت السلام، مع التركيز على حماية المدنيين أولاً. ودعا إلى حل سلمي شامل يُعالج جذور الأزمة الوطنية بصورة منصفة وعادلة ومستدامة.
الوسومآثار الحرب في السودان خالد عمر يوسف هجوم الطائرات المسيرة