سودانايل:
2025-05-01@23:20:31 GMT

انهيار تحالف “الفلاقنة” والفلول.!!

تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT

يحمد للباحث والمفكر السوداني عبد المنعم سليمان عطرون رئيس مركز دراسات السودان المعاصر، أن نفض الغبار عن المصطلح "فلقناي" من غبار أرفف آثار التراث السلطاني، للمالك القديمة التي نهضت وازدهرت على أرض دارفور، المفردة التي يخطئ الكثيرون من أبناء هذا الجيل فينطقونها "فلنقاي"، والأصح "فلقناي" والأكثر صحة "فولكونجاي"، والتي تعني حامل الإبريق وماسح الجوخ وحارق البخور، في قصور الملوك والسلاطين بدارفور القديمة، ولقد جسّد قادة الحركات المسلحة المساندين لجيش الاخوان المسلمين، دور "الفلقناي" في ابهى تجلياته، فحملوا الأباريق للجنرالات الذين أذاقوا أهلهم ومجتمعاتهم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، في حالة سيكولوجية وجب على علماء النفس والاجتماع بحثها بكل جدية، حالة فاقت متلازمة استوكهولم – عشق الضحية للتعذيب الذي يمارسه عليها قاهرها، وتجاوزت هذه الحالة العصيبة ما لحق بدجاجة ستالين، تلك الدجاجة التجربة التي قدمها ستالين لجنده، مثبتاً لهم بالدليل القاطع أن المقهور لابد وأن يستجيب لقاهره في آخر المطاف، فقام ستالين بنتف ريش الدجاجة بكل عنف، وقذفها بها على الأرض، وما لبثت ان عادت إليه في استسلام كامل وهو يقدم لها حبات القمح، ما قام به "فلاقنة" المشتركة "المرتزقة" من انبطاح تحت وطأ جنرالات جيش الاخوان ببورتسودان، فاق حدود الوصف، ولك أن تتصور زخم الحملات الإعلامية التي قادها القادة المشتركون هؤلاء قبل عشرين عاماً، وكيف أوصلوا قوائم جنرالات جيش الاخوان للمحاكم الدولية، والذين من بينهم السفّاح أحمد هرون مجرم الحرب المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، الذي يشارك قادة الحركات المسلحة نفس المركب اليوم، هل تنازل المشتركون عن شرف الدارفورية المغتصبة من قبل جيش الاخوان في قرى الإقليم، الذي يدّعون أنّهم يقومون على أمر تحريره.


الثقة منعدمة بين "الفلاقنة" والفلول بسبب التباعد الوجداني بين المشروعين – الاسلامو عروبي والافريقاني، الاختلاف الفكري الكبير بينهما يحتم حدوث لحظة الانفجار، والاستعلاء العرقي الفلولي الكامن في النفس المركزية، لا يسمح بمنح الحارس والبواب والمرتزق والبائع لشرف أهله أكثر من فتات الموائد، والروح الانهزامية للجنود والضباط "الفلاقنة" لا تسمح باستمرار التحالف، فالفلاقنة لا توجد لديهم دافعية قوية يقاتلون على اساها، وقد يكون الدافع الوحيد للجندي "الفلقناي" بعض بقايا ترسبات عرقية، ونزعات قبلية ماضية تسوقه للثأر من حدث وقر في صدره، نتاج حرب طاحنة في تلك الأزمنة السابقة، لذا نرى "فلاقنة" معارك الفاشر أكثر شراسة من "الفلاقنة" الآخرين، الذين وضعوا تحت الظلال الشحيحة لأشجار النخيل على أرض غريبة لا تشبه أرضهم، ومع مجتمعات ترمقهم بنظرات الاحتقار لمفهوم اجتماعي قديم ينشط الدونية فيهم، فكل المتغيرات النفسية والبيئية والتضاريسية لا تخدم صمود هذا التحالف الهش، الشبيه بخليط الماء والزيت، والمثيل لمرج البحرين الذين يلتقيان لكن لا يبغيان، فالبرزخ الفاصل بين الفلاقنة والفلول عميق، وهو العامل الذي هدم مداميك الوحدة بين شمال وجنوب الوطن الحبيب، فالفلول يعتبرون امتداداً طبيعياً لمشروعي الطيب مصطفى وعبد الرحيم حمدي، اللذين قالاها صراحة لا يمكن أن نتعايش مع السرطان – جنوب السودان، وفي إحدى شطحاته أفصح الخال الرئاسي آنذاك عن نظرته المجرّدة للفلاقنة حينما كانوا متمردين، حين وصفهم بالصداع الذي هو أقل ألماً من السرطان، هذه الانطباعات الشخصية لرموز دولة النهر والبحر (مثلث حمدي)، هي الأجندة الحقيقية التي يعمل على تنفيذها الاخواني والشيوعي والجمهوري والانصاري والختمي، ولا مكان للفلاقنة غير حمل الإبريق وبسط السجادة أمام الرمز الفلولي المركزي.
استخبارات جيش الحكم الثنائي – جيش الاخوان، هادم ملذات الوطنيين الشرفاء منذ ثورة اللواء الأبيض، تعمل الآن في شرق السودان على استنساخ "جنينة" أخرى بديار البجا، فقد أصدرت التوجيهات لإشعال النعرة العرقية بين المكونات لطرد "المرتزقة" من ميناء السودان، وخرج فلول الشرق المؤدلجون لتنفيذ الخطة (ج)، القاضية بتضييق الوجود العسكري لقادة الحركات المسلحة وجيوشهم، وكأنما كتب الله على هؤلاء "المرتزقة" أن يكونوا مشردين داخل وخارج وطنهم، لقد قاتلوا مع القذافي فكسبوا العتاد الحربي لكنهم لم يحصلوا على أرض، وناصروا الرئيس التشادي السابق في مواجهة المعارضة المسلحة، فرد عليهم بنكته الساخرة القائلة (العرس للعريس والفرح للمطاميس)، ربما تلاحق أمراء الحرب هؤلاء لعنة سمنار، الذي وبعد أن شيّد القصر بتر الملك يده، لكنها عدالة السماء والقصاص من رب الكون، فما فعله هؤلاء بأهلهم قبل أهل السودان لا تتحمله صفحات الكتب، لقد أخرجوا مجتمعاتهم إلى المخيمات اللاجئة والنازحة، وأسسوا الشركات العابرة للقارات بمال الارتزاق وبيع الدماء، وها هي ارهاصات فشل اتفاق القط والفأر تبدو للعيان، والسؤال البديهي: أين تذهب هذه الحركات المسلحة بعد أن تتلقى الضربة القاضية من ستالين؟، هل تقبل أن تتناول فتات حبات القمح على قلتها وهي ذليلة مهينة؟، أم أن قادتها سيسرّحون الجنود وضباط الصف ويهربوا ليعيشوا على ما ادّخروه من مال الارتزاق، في بلدان الشرق الآسيوي البعيدة عن الأنظار؟.

إسماعيل عبد الله

ismeel1@hotmail.com

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحرکات المسلحة جیش الاخوان

إقرأ أيضاً:

الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية

يأخذك الحديث وأنت تتأمل فيلم غيوم لمُزنة المسافر إلى التطور الفني والموضوعي في تجربتها، موضوعا التعددية الثقافية والعرقية في المجتمع العماني كمصدر ثراء غني، تتجه إليه مزنة في استقصائها الطويل، مزيلة وهم ما يفصل بيننا، عبر البحث عن ما يجمع بيننا ويأتلف في نسيج اجتماعي واحد. عبر هذا الثراء العرقي واللغوي نخلق تجانسنا الحقيقي، التجانس المميز لمجتمعنا منذ جذوره التاريخية البعيدة. فنيا يشكل فيلم غيوم تحولا نوعيا تخرج به مزنة عن الطرح الأفقي للتجربة، عن أحكام البداية فتتسلسل الأحداث وصولا إلى نهايتها. فيلم غيوم يخرج عن القوالب التقليدية في السينما منحازا إلى شاعريتها، الغائب والماضي والمفقود هم من يشكل وهج الأحداث، ويدفع بشخوصه إلى المحبة والأسى والفراق والندم، محكومة بالماضي الذي تسدل ظلال أحداثه على الحاضر والمستقبل معا. فنيا ينحاز السيناريو إلى الصورة السينمائية عنه إلى الحوار، الصورة خاصة في تجسيدها المباشر لملامح شخوص الفيلم، قادرة حقا على نقل عواطفهم واختلاجات قلوبهم، سينمائيا تضفي هذه اللغة الجمال السينمائي، الذي تريد مزنة إيصاله إلينا، ما لا يستطيع الحوار نقله عبر السينما.

اختيار مُزنة لطرح تجربتها جبال ظفار، عائدة بنا إلى عام ١٩٧٨م، أي بعد ثلاثة أعوام من نهاية حرب الجبل بعد حرب طويلة استمرّت عشرة أعوام. هذه الحرب هي الماضي الذي يثقل أرواح رعاة الجبل، الماضي الذي يسدل على الحياة مشاعر الفقدان والخوف من عودة الحرب ثانية. الحرب التي تركت في كل منزل قتيلًا، أو قريبًا لقتيل، أحرقت المراعي وفتكت بالإبل مصدر حياة سكانه، والأثقل أنها تركت روح الفرقة بين أبناء الجبل، نظرا لتغير مواقفهم من موقع إلى آخر، ذلك ما نقرأ ثقله في حياة بطل الفيلم دبلان الذي يتحول بعد الحرب إلى رجل منطو على نفسه، يرفض مشاركة الناس أفراحهم وأحزانهم ويقضي معظم وقته في العناية ببندقيته، وملئها بالرصاص حتى تكون جاهزة للقضاء على النمر في أي وقت تتكرر عودة الحرب ثانية إلى جبال ظفار.

مزنة في هذا الفيلم العميق والشاعري في آن تبتعد عن تقديم الرصاص والقصف والقتلى، كما أن المرأة القتيلة لم تظهر في الفيلم أبدا، رغم ظهور ذكراها المتواصل، كهاجس يومي يلازم حياة الأب وابنه عمر وابنته سلمى، المرأة ومقتلها الغامض هي السر المكتوم في الفيلم، ابنها عمر كل ليلة ينام في حضن أخته الكبرى، متخيلا والدته تنام على سحابة بعيدة في السماء، يراقب أباه يوميا أثناء تنظيف وتعمير بندقيته، محاولا أكثر من مرة خطفها منه، دون أن يتبين لنا السبب المباشر لذلك، حتى نجاح اختطافه البندقية في مشهد سينمائي أخاذ، يوجّه فيه عمر البندقية إلى صدر أبيه طالبا منه فك لغز اختفاء أمه، تكون الفرصة مؤاتية آنذاك للأب للاعتراف لابنه وابنته أن الأم قد توفيت برصاصة طائشة أثناء معارك الجبل، دون أن يحدد من أي طرف جاءت الرصاصة، ذكاء مزنة يوقف التجربة برمتها أمام تقييم جديد يكشفه التاريخ في مستقبل الأيام، والوقت ما زال باكرا لإدانة طرف ضد آخر، فقط الخوف من عودة الحرب ثانية، هي النمر الذي يستعد دبلان يوميا لمواجهته. وأخيرا لتعليم ابنه طريقة استخدام البندقية لقتل النمر وحش الحرب قبل وصوله إلى الجبال.

مصدر إيحاء غيوم هي مجموعة من الصور الوثائقية التقطها والدها الفنان موسى المسافر، الذي دون شك عاصر مرارة تلك الأحداث، تكشف لنا جانبا مهما من حياة أبناء الجبل في ظفار أثناء الحرب وبعد انتهائها. من تلك الصور الوثائقية استمدت مزنة هذا الإلهام المتدفق، وصاغت سيناريو فيلم غيوم، الذي يأتي ليس لإدانة طرف دون آخر، بل لإدانة الحروب البشرية برمتها، ذلك لأنها نظرت لنتائجها الوخيمة في عيني دبلان رب العائلة الذي مع خروجه حيا منها إلا أنه خرج مهزوما فاقد القدرة على الحياة، معذبا بالماضي الذي قدمته مزنة كنمر يفترس كل ما أمامه دون تمييز ورحمة.

مزنة تعي جيدا آثار الحروب على تغيير العلاقات الاجتماعية بين البشر، العلاقة بين دبلان وشيخ القبيلة بعد الحرب، ليست هي العلاقة إياها قبل الحرب، يتقدم شيخ القبيلة المتقدم في العمر لخطبة سلمى صبية دبلان، المرتبطة بعلاقة عاطفية مع سالم الصبي الجبلي من جيلها. يقف دبلان وهو راعي الإبل الجبلي موقفا متقدما عندما يرفض تزويج ابنته شيخ القبيلة الثري، مزوجا إياها الصبي الفقير مع مباركة الأب له بحبات من شجرة اللبان الأسطورية والتي تصل محبة أبناء الجبل لها إلى درجة التقديس، نظرا لارتباط استخدامها بطقوس دينية في معابد الأديان الهندية بل وفي معابد الأديان السماوية قديما.

الفيلم ناطق بالشحرية لغة رعاة الجبال بظفار، كان ذلك ضروريا، هذا ما أدركته مزنة، منذ بداية اشتغالها على المشهد السينمائي العماني، بما يحمله من تنوع عرقي وثقافي أخاذ منذ قديم الزمان. قبلها قدمت فيلم شولو الناطق بالسواحيلية وفيلم بشك الوثائقي الناطق بالبلوشية. هي السينمائية التي لا تعترف بفوارق وهمية بين أبناء الوطن الواحد، القادرة على اكتشاف النسيج الاجتماعي المخفي، الرابط أبناءه روحيا على أرض واحدة، وتحت سماء واحدة.

فيلم تشولو، تناقش مُزنة فيه تجربة الانتماء الوطني والحنين إلى الجذور البعيدة خلف البحار، تدور أحداثه في زنجبار، موطن أساسي لهجرة العمانيين عبر التاريخ لقرون مضت، يستقبل تشولو الصبي أخاه عبدالله القادم من عُمان، يعيشان معا توافق البحث عن جذورهم المشتركة، يتعرضان للاعتداء من رجال أفارقة بسبب انتماء عبدالله العربي الواضح في لونه، تتراءى عمان وطنا بعيدا مجهولا لتشولو، أرضا سحرية لن يعود إليها أبدا، يعود عبدالله مع أبيه ويظل تشولو ينظر إلى البحر، إلى السفن وهي تبحر عائدة إلى عمان التي لن يراها أبدا، هكذا تتكرر تجربة الماضي الساكن كقيد يرتبط به المرؤ. ولكن بشكل إيجابي في تشولو عنه في غيوم، مزنة تتجاوز تجربة الحنين النوستالجي إلى الماضي، في الفيلمين تنظر إلى الماضي كقيد يجب علينا كسره والانطلاق إلى المستقبل دون الالتفات إليه. خاصة في مرارة أحداثه كما هو في فيلم غيوم، حيث يبقى الدم الأفريقي العماني المشترك، تجربة حضارة مشتركة أيضا، تغذي النسيج الاجتماعي العماني بخصوبة العطاء في فيلم تشولو، أي أنها تنطلق من الإيجابي في ثراء الوجود العماني بشرق إفريقيا، الثراء الذي دفع بالأفارقة إلى ما هو مثمر، حيث حمل العمانيون معهم الأساليب الحديثة في الزراعة، وارتياد آفاق العمل التجاري، ونشر الدين الإسلامي وغيرها من الدلائل الحضارية المهمة، التي تؤكد إيجابية وجودهم المبكر في شرق إفريقيا. وحش الماضي الذي يصوب له دبلان وابنه عمر البندقية لمواجهته، يحتفظ له تشولو وأخيه عبدالله بمئة قطعة من المندازي الذي خبزته لهما جدتهم الإفريقية، يحشوان فم النمر المفترس بها حتى لا يكون قادرا على افتراسهما معا. ذلك دون شك مشهد طفولي ساحر يؤكد وحدة الأخوين ضد وحش الحرب المأساوية بين العمانيين والأفارقة، أي من المحبة المشتركة بينهما نخلق إمكانية التعايش المشترك والوحش الذي يطعمه الطفلان العماني والأفريقي المندازي، هي الحرب التي خلقت روح الكراهية بينهما، وآن لنا جميعا طي صفحاتها الدموية، نحو خلق عالم أجمل لأجيالنا القادمة.

مُزنة التي جاءت بعد ستين عاما على مأساة خروج العمانيين من شرق إفريقيا بطريقة مأساوية فقد فيها العمانيون الآلاف من أبنائهم ثم أنها جاءت بعد خمسين عاما أيضا بعد نهاية حرب الجبل بظفار، تنصت إلى أوراق التاريخ التي تحفظ لنا ما فقد وتم نسيانه، مؤهلة حقا للذهاب أبعد مستقبلا، نحو تقديم تجارب العطاء العماني المتدفق عبر التاريخ، ورفد السينما العمانية الناشئة بلغة شاعرية متميزة، ذلك حقا جوهر الفن الطليعي الجاد، يضيء كالنجوم ترشد المسافرين في ليل البحار إلى المجهول.

فيلم غيوم /روائي قصير /ناطق بالشحرية/ جائزة أفضل فيلم روائي قصير /المهرجان السينمائي الخليجي ٢٠٢٤م. إخراج مزنة المسافر.

فيلم تشولو/ روائي قصير/ ناطق بالسواحيلية /جائزة أفضل سيناريو /مهرجان أبوظبي السينمائي ٢٠١٤ م. إخراج مزنة المسافر.

سماء عيسى شاعر عُماني

مقالات مشابهة

  • مفوض حقوق الإنسان: الرعب الذي يتكشف في السودان لا حدود له
  • البرهان.. حديث “البندقية و”اللساتك”
  • تاريخ يعيد نفسه… أوروبا تلبس ثوب “الرجل المريض” الذي خاطته للعثمانيين
  • “السودان والإسراف في الإحسان”
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • “غروندبرغ” يدعو لتحقيق شفاف في الغارة التي استهدفت مركز احتجاز بصعدة
  • مصدر سياسي:مقتدى كل دقيقة له “موقف”يختلف عن الدقيقة التي قبلها وسيشارك في الانتخابات المقبلة
  • ما هو صاروخ “بار” الذي استخدمه الاحتلال لأول مرة في غزة؟
  • “حسام شبات” الذي اغتالته إسرائيل.. لكنه فضحهم إلى الأبد
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية