عصب الشارع
صفاء الفحل
بعد أن وجد بأن كل ما يمكن قوله قد (قيل) وأصبح مستهلكاً وبلا قيمة تحول نائب رئيس اللجنة الإنقلابية ياسر العطا إلى (الهمز واللمز) معلنا أن بعض أعضاء مجلس السيادة صاروا يدعمون القحاطة والدعم السريع ورغم إنه لم يوضح (خجلا أو خوفا) من هم هؤلاء الأعضاء المقصودين من حديثه إلا أن الأمر لا يحتاج لذكاء (اينشتاين) وهو أشبه بحكاية الفتاة التي حاولت اخفاء اسم حبيبها وقالت إن أول حرف من اسمه (صلاح) حيث اقترب أن يقول بأن أول حرف من اسمه جبريل.
ولا نريد اتهام الرجل بإنه وصل مرحلة الشك المرضي (شفاه الله) وهو يواصل تصريحه لعدد من الصحفيين الكيزان الذين رافقوه في جولة بمنطقة كرري المعروفة مجازا ب(ولاية الخرطوم) بأن وجود (الجنجويد والقحاطة) بوزارة الخارجية والداخلية وبنك السودان وديوان الضرائب والجمارك والنيابة العامة هو ما يقف حائلا أمام حسم المعارك وإن التمرد تعمل داخل مفاصل الدولة تحت حماية ورعاية شخصيات نافذة بمجلسي السيادة والوزراء وهذه النقطة تحديدا التي لم نجد لها تفسيرا منطقياً فهل ينوي سيادتة إستبدال كافة موظفي الدولة للقضاء على القحاطة فهو لم يفصح بفكرتة العبقرية لحسم المعارك.
ولم يوضح سيادته في معرض حديثه من هم الخونة والعملاء المقصودين..!!
ولكنه تحدث بمرارة عن قيود تمنع النيابة العامة من القيام بواجباتها في فتح بلاغات في مواجهتهم والقبض عليهم وايداعهم السجون كما إنه لم يوضح هل هذه القيود إجرائية أم قانونية تتعلق بتغيير القوانين السائرة وإطلاق الأحكام العرفية متجاهلا تعطل ما يقارب من 80% من الأجهزة العدلية منذ بداية هذه الحرب اللعينة، بينما يعمل ما تبقى منها حسب أهواء ورغبة اللجنة الأمنية الانقلابية بمعاقبة ومحاكمة كل من ينادي بإيقاف الحرب واعتباره قحاطي خائن عميل متآمر متعاون مع الدعم السريع.
أننا نكرر ورحمة بهذا الشعب المسكين المناداى بمطلب دكتور بلدو بالكشف على القوى العقلية للمجموعة التي تقود السياسة بالبلاد اليوم والأمر ليس عيباً، وهو أمر متبع في العديد من دول العالم ونحن أحوج الدول لذلك حتى لا يتمدد الجنون أكثر، فيكفي ما نعانيه من قتل بلا رحمة أو أخلاق..
ويكفي أن هناك مرضى ما زالوا يرددون : بل بس
وثورة الوعي أبداً لن تتوقف..
والقصاص قادم لا محالة ..
والرحمة والخلود للشهداء ..
الجريدة
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
كيف غيرت نظرية الفوضى العالم.. علي جمعة يوضح
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق في حديث مثير عن تطبيقات نظرية الفوضى وتأثيرها المتشعب في مختلف مجالات الحياة، يستعرض الدكتور علي جمعة قصة اكتشاف العالم إدوارد لورنز لهذه النظرية التي أحدثت ثورة علمية وفكرية.
البداية من معادلة مناخيةوجاء ذلك عبر صفحته الرسمية على الفيس بوك أنه في عام 1961، حاول لورنز، عالم الأرصاد الجوية، التأكد من بيانات توقعاته المناخية. ولتوفير الوقت، بدأ الحساب من منتصف العملية بإدخال أرقام مشابهة لما كان يستخدمه الكمبيوتر، لكنها كانت مختصرة إلى ثلاث خانات عشرية بدلاً من خمس. كانت النتيجة مذهلة: تغييرات بسيطة للغاية في الأرقام أدت إلى اختلاف كبير في النتائج النهائية.
وتابع جمعة أنه قد خرج لورنز بنظرية مفادها أن "الاختلافات البسيطة قد تُحدث نتائج شديدة الاختلاف"، وهو ما تطور لاحقًا إلى مفهوم "تأثير الفراشة"، الذي يشير إلى أن رفرفة جناحي فراشة قد تؤدي إلى تغيير جذري في توقعات الطقس.
تطبيقات متعددة لنظرية الفوضىوأضاف جمعة أنه لم تقف هذه النظرية عند حدود الفيزياء والأرصاد الجوية؛ بل امتدت إلى مجالات أخرى. ففي مجال الترفيه، ظهرت ألعاب فيديو مثل Tom Clancy's Splinter Cell: Chaos Theory وSonic the Hedgehog مستوحاة من النظرية.
أما في الصناعة، فاستفادت شركة Goldstar الأمريكية من النظرية في تصميم غسالات تعتمد على "الفوضى" في تحريك المياه، مما يُنتج ملابس أكثر نظافة وأقل تشابكًا. ورغم الانتقادات التي طالت هذه المنتجات بسبب تأثيرها السلبي على عمر الأقمشة، إلا أنها حققت نجاحًا لافتًا كأول تطبيق صناعي للنظرية.
الفوضى في السياسة والفنوقد تخطت النظرية حدود العلوم الصلبة لتؤثر في السياسة، حيث تُستخدم لفهم ديناميكيات الأنظمة السياسية غير المستقرة. كما كان لها أثر كبير في مجالات الفن والموسيقى والأدب، حيث ألهمت المبدعين لإنتاج أعمال تُظهر جمال العشوائية والتعقيد.
تأثير ممتد عبر الزمنواختتم جمعة حديثه أن نظرية الفوضى تقدم نظرة عميقة لفهم العلاقة بين التفاصيل الصغيرة والنتائج الكبرى، مما يجعلها واحدة من أكثر النظريات إلهامًا في عصرنا الحديث