أجرى مركز أفق للإنتاج الإعلامي وقياس الرأي العام استطلاعاً للرأي على مواقع التواصل الاجتماعي حول السيناريوهات المتوقعة لوقف الحرب في السودان، اختار المركز تطبيقي X وفيسبوك، نسبةً لسهولة الوصول عبرهما إلى مئات الآلاف من السودانيين في كافة بقاع العالم، وقد وصلت الدعوة إلى 5,256 من الناشطين والناشطات المستهدفين.


واستخدمنا تطبيقات فيسبوك والتراسل الفوري" واتساب" على التطبيقين، وبلغ عدد المتفاعلين 1,424، فيما بلغ عدد المشاركين 712 ناشطاً وناشطة.
وضعنا ثلاثة خيارات أمام الأشخاص المستهدفين للتصويت على أحد الخيارات من بينها، وتمثلت في: -
1- انتصار الجيش في الحرب الحالية.
2- انتصار قوات الدعم السريع في الحرب الحالية.
3- إجراء تفاوض يوقف الحرب.
جاءت نتيجة التصويت على الخيارات على النحو التالي
1- حاز إجراء تفاوض يوقف الحرب نسبة 52%
2- حاز انتصار الجيش في الحرب الحالية على نسبة 37%
3- حاز انتصار قوات الدعم السريع على نسبة 11%.

نتوجه بجزيل الشكر إلى جميع الناشطين والناشطات؛ الذين شاركوا بأصواتهم/ن في هذا الاستطلاع، والذين ساهموا في توزيع استبيان الاستطلاع إلى آخرين وأخريات، ونؤكد أن عملية توزيع الاستبيان تمت بشكل عشوائي؛ وذلك بالتوزيع على بعض مجموعات تطبيق الواتساب والأفراد ونشرها عبر الفيسبوك و X مراعاةً للوصول إلى أكبر عددٍ، ومراعاة الاختلافات السياسية والفكرية، و كذلك الفئات الاجتماعية والمهنية، إضافةً إلى فوارق النوع والعمر.
وننوه إلى أنَّ بعض الذين وصلتهم الدعوة للمشاركة، اختاروا عدم التصويت لعدم امتلاكهم لحسابات على تطبيق x فيما أعطى البعض خياراتهم خارج موقعX ، وأبدى البعض ملاحظات مهمة سوف نستفيد منها في استطلاعاتنا القادمة.
نشير إلى أننا سنواصل عملية اجراء استطلاع وقياس الرأي العام بغرض توضح اتجاهات الجماهير في كل قضية لمساعدة صانعي القرارات بتوفير المعلومات الأساسية، ونؤكد أننا في مركز أفق نضع مسألة استطلاع الرأي العام وقياس اتجاهاته ضمن أولوياتنا نسبةً لافتقار العمل الإعلامي في السودان للمعلومات الدقيقة، والإحصاءات في كثير من القضايا مما يعيق عمليات التخطيط المنهجي والتفكير العلمي، ومخاطة القضايا وفق رؤى موضوعية.

فايز الشيخ السليك
المدير التنفيذي لمركز أفق
الأحد الموافق ٢ نوفمبر ٢٠٢٤

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

السؤال الأصعب حول وقف الحرب في السودان

تعريف وفهم طبيعة حرب الخامس عشر من أبريل/نيسان 2023 كمدخل لبحث كيفية إيقافها، إضافة إلى تعريف الآليات والوسائل المناسبة والممكنة لوقف القتال، ناقشناهما في مقالاتنا السابقة، وهما من ضمن الأسئلة الصعبة التي تشكل جوهر الرؤية المطلوبة كأساس للتفاوض حول وقف الحرب، مع التأكيد على أن صياغة هذه الرؤية هي من صميم عمل القوى المدنية والسياسية السودانية.
ولكن لعل من أهم هذه الأسئلة الصعبة وأشدها صعوبة، ما هو متعلق بمستقبل قيادة القوات المسلحة والخيارات المتاحة لأدوارها بعد توقف الحرب في السودان، وحول إصلاح وتطوير وتحديث القوات المسلحة السودانية والقوات النظامية الأخرى بما يحقق قوميتها ومهنيتها واحتكارها للعمل العسكري والنظامي في البلاد، وبما يتماشى مع المعايير الديمقراطية وتحت إشراف مدني، وضرورة تناول كل ذلك مقرونا بالتقرير في مستقبل قوات الدعم السريع وقوات الحركات والميليشيات المسلحة الأخرى، واستكشاف الخيارات الممكنة أمام هذه القوات على أساس خضوعها لمبدأ بناء الجيش القومي والمهني الواحد في البلاد، وبناء المؤسسات النظامية الأخرى بذات الطبيعة وخضوعا لذات المبدأ، رفضا لتعددية المؤسسات النظامية في البلاد. وهذا ما سنتناوله في مقال اليوم.
بالطبع، فإن وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات يتطلب وجود طرفي الاقتتال، الجيش والدعم السريع، على مائدة التفاوض، في منبر جدة أو أي منبر آخر يتم التوافق عليه، لا بهدف النقاش على أساس ما يقدمه الخبراء الإقليميون والدوليون من الآليات الفنية لوقف إطلاق النار وإعادة نشر القوات فحسب، وإنما أيضا بهدف التفاوض على أساس الرؤية الوطنية التي تتضمن خيارات الإجابات على الأسئلة الصعبة المشار إليها، والتي تقدمها القوى المدنية والسياسية السودانية كمشروع رئيسي لوقف إطلاق النار الدائم. وبالنسبة للسؤال حول مستقبل الطرفين العسكريين، فأعتقد من الضروري البدء بنقاش المسؤولية القانونية حيال الحرب باعتبارها جريمة مركبة من عدة جرائم في حق الوطن والمواطن، تستوجب محاسبة كل من أشعلها وزكى نيرانها، وكل من ارتكب أو ساهم في ارتكاب الانتهاكات الفظيعة التي مورست خلالها. وفي هذا الصدد، فإن ضربة البداية هي تشكيل لجنة تحقيق محلية أو إقليمية أو دولية أو مختلطة، تتقصى وتحقق في كل تفاصيل هذه الجريمة المركبة، بما في ذلك المذابح التي جرت في دارفور، والتوصية بتقديم المتهمين إلى العدالة على ذات النسق الذي تم مع قادة الصرب في حرب البلقان. أما أي حديث عن العفو أو العدالة الانتقالية فيظل محكوما بالقانون الدولي الذي ينص على إنصاف الضحايا وعدم الإفلات من العقاب في جرائم الحرب. ثم بعد ذلك يأتي الحديث عن مستقبل ودور كل من قادة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.

أهم هذه الأسئلة وأشدها صعوبة، ما هو متعلق بمستقبل قيادة القوات المسلحة والخيارات المتاحة لأدوارها بعد توقف الحرب في السودان، وحول إصلاح وتطوير وتحديث القوات المسلحة السودانية

بالنسبة للقوات المسلحة، فإن الخيارات متعددة وتتراوح ما بين الإعفاء واستراتيجية الخروج، والمساهمة في الحل عبر «مجلس الدفاع والأمن» أو «مجلس الأمن القومي» برئاسة رئيس السلطة المدنية، رئيس مجلس الوزراء، والذي يتأسس وفق قانون يحدد مهامه وصلاحياته التي من ضمنها إعداد سياسات الأمن القومي وتنسيق السياسات الأمنية في البلاد بما يخدم وحدة السودان وسلامة وأمن أراضيه، كما يشرف على عمليات الدمج والتسريح، وعلى الترتيبات الأمنية والعسكرية المتفق عليها مع الحركات المسلحة، ويخطط وينفذ برامج بناء وتطوير وتحديث القوات المسلحة السودانية وقوات الشرطة والأمن، والإيفاء باحتياجاتها وتأمين مواردها. أما بالنسبة لقوات الدعم السريع، فأعتقد لا مجال سوى حلها وإلغاء قانونها، والتطبيق الفوري لإجراءات نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج بالنسبة لأفرادها ما دون المستويات القيادية، بحيث يتم استيعاب هولاء الأفراد في القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى ومؤسسات الخدمة المدنية، ولكن وفقا لقانون وشروط الالتحاق بالقوات المسلحة أو القوات النظامية الأخرى، وكذلك قوانين وشروط الالتحاق بالخدمة المدنية. كما يتم البدء في تنفيذ الترتيبات الأمنية الشاملة بالنسبة لحركات الكفاح المسلح الأخرى، وانتقالها إلى الحياة المدنية، بما في ذلك تحول من يرغب منها إلى تنظيمات سياسية. وبالنسبة للاستثمارات والموارد الاقتصادية التابعة للقوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، فتتم تبعيتها للسلطة التنفيذية المدنية، وتستثمر لصالح إعمار ما دمرته الحرب ولتعويض ضحايا الحرب والمتضررين منها، ولتطوير وتحديث القوات المسلحة السودانية والقوات النظامية الأخرى.
هذه مجرد أفكار أولية في معرض الإجابة على أكثر أسئلة الرؤية صعوبة، قابلة للنقض والتطوير، ولا شك أن هناك العديد من الخيارات الأخرى يمكن طرحها على طاولة التفاوض، ولكن بالضرورة أن تحكمها بوصلة البحث عن مخرج يحقق وقف القتال، وكذلك ضرورة أن تحكم هذه الخيارات المتعلقة بمستقبل ودور كل من قادة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، نقطتان جوهريتان: النقطة الأولى هي ارتباط هذه الخيارات مقرونة بالمساءلة والمحاسبة القانونية على ارتكاب جريمة الحرب، أما النقطة الثانية فهي لا خيارات بدون مقابل.
وبالتأكيد، فإن المسألة مرتبطة بعملية الإصلاح العسكري والأمني، وهذا ما يمكن تناوله بالتفصيل في مقال آخر، ولكن تحضرنا هنا بعض المبادئ التي تحكم هذه العملية:
أولا، هدفها الرئيسي تصالح القطاع الأمني والعسكري مع القوى المدنية واستعادة الثقة المفقودة بينهما. ثانيا، ليس مجرد التفكيك والإحلال، وإنما تطوير وتحديث القطاع حتى يتماشى مع مفاهيم التحول المدني.
ثانيا، لا تتم بضربة واحدة وخلال فترة زمنية قصيرة، وإنما هي سلسلة عمليات مركبة تُبتدر خلال الفترة الانتقالية، لكن استكمالها واعتماد نتائجها تقوم به المؤسسات المنتخبة.
ثالثا، ترتبط بالإصلاح الشامل لكل مؤسسات الدولة الأخرى.
رابعا، هي ليست مجرد قرارات أو إجراءات سياسية أو إدارية أو فنية، ولا تخضع للمزايدات السياسية والإعلامية وإنما تستند إلى مفاهيم علمية متوافق عليها دوليا، وتستهدي بالتجارب الناجحة التي تمت في البلدان الأخرى.
خامسا، تنفيذها من داخل المؤسسات العسكرية والأمنية وبواسطة منسوبيها، على أن تخضع إلى رقابة المؤسسات المدنية من حكومة ومجلس تشريعي.

نقلا عن القدس العربي  

مقالات مشابهة

  • حرب ١٥ ابريل و الامبريالية (الجديدة) (5 من 6)
  • استمرار نهب الذهب الدموي بعد الحرب
  • حكومة المنفى «2».. تحدي العبث العسكري وتحديد مهام حكومة المنفى
  • كيف ممكن تنتهي الحرب السودانية ؟؟؟
  • السؤال الأصعب حول وقف الحرب في السودان
  • تحشيد حول الفاشر ومدني.. والبرهان يجدد رفض التفاوض
  • الصراع أثناء الحرب الحالية يأوي إلي “السودان المفيد”
  • ميقاتي يوجه نداء إلى اللاجئين السوريين في لبنان
  • استطلاع ياباني: تراجع نسبة تأييد حكومة إيشيبا إلى 36.5%
  • مكالمة الوداع!!