سلط تقرير فريق الخبراء الأممي الضوء دعم إيران للمتمردين الحوثيين في اليمن، وتحولهم من مجموعة محلية مسلحة ذات قدرات محدودة، إلى منظمة عسكرية قوية.

 

وقال التقرير الذي جرى تقديمه إلى مجلس الأمن الدولي، إن الحوثيين استغلوا الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس في قطاع غزة الفلسطيني، حيث عمدوا على تعزيز مكانتهم فيما يعرف بـ"محور المقاومة" الذي تقوده إيران، وتسعى من خلاله لزيادة نفوذها في المنطقة وخارجها.

 

وكشف تحليل الخبراء للبيانات الصادرة عن المنظمة البحرية الدولية والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، عن تنفيذ ما لا يقل عن 134 هجومًا من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون ضد السفن التجارية والسفن الحربية الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن، بين 15 نوفمبر 2023 و31 يوليو 2024.

 

وقال خبراء الأمم المتحدة: "إن تحوّل المجموعة إلى الأعمال في البحر زاد من نفوذها في المنطقة"، لافتين  إلى أنه "لم يحدث مثل هذا النطاق من الهجمات، باستخدام أنظمة الأسلحة على السفن المدنية، منذ الحرب العالمية الثانية".

 

وأضاف الخبراء أن الحوثيين استخدموا في هجماتهم صاروخًا باليستيًا جديدًا لم يتم الكشف عنه سابقًا، وهو من طراز "حاتم- 2"، وفق وكالة أسوشيتد برس.

 

وتضم اللجنة الأممية المكونة من 5 أعضاء، خبراء في الأسلحة والتمويل والشؤون الإقليمية والقانون الإنساني الدولي والجماعات المسلحة.

 

وينحدر الخبراء من الهند ومصر وسويسرا وبلجيكا والرأس الأخضر.

 

وقد أبلغت مصادر سرية اللجنة، بأن الحوثيين ينسقون العمليات مع ما يعرف بـ"تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية"، ويعززون العلاقات مع جماعة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة في الصومال، حسب ما أفاد موقع "صوت أميركا" الإخباري.

 

وقال خبراء الأمم المتحدة إن الصراع في اليمن، الذي بدأ كقتال داخلي وامتد إلى مواجهة إقليمية، "تصاعد الآن إلى أزمة دولية كبرى".

 

وحسب الخبراء، فإن عدد مسلحي الحوثيين يقدر بنحو 350 ألف عنصر الآن، مقارنة بـ 220 ألف مسلح عام 2022، و30 ألف عنصر عام 2015.

 

وذكر التقرير أن "اللجنة تلاحظ تحوّل الحوثيين من جماعة مسلحة محلية ذات قدرات محدودة، إلى منظمة عسكرية قوية توسّع قدراتها العملياتية إلى ما هو أبعد من الأراضي الخاضعة لسيطرتها".

 

وقال الخبراء إن التحوّل أصبح ممكنا "بفضل نقل المواد العسكرية والتدريب الذي قدمه فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وحزب الله (اللبناني) والمتخصصين والفنيين العراقيين".

 

وأشار خبراء عسكريون ومسؤولون يمنيون وحتى مسؤولون مقربون من الحوثيين، إلى أن الجماعة المتمردة "لا تستطيع إنتاج أنظمة أسلحة معقدة" مثل الصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة وطائرات المراقبة والهجوم بدون طيار وأنظمة الدفاع الجوي المحمولة والمناظير الحرارية، والتي استخدموها دون دعم أجنبي، وفق خبراء الأمم المتحدة.

 

وتابعوا: "حجم وطبيعة ومدى عمليات نقل المواد العسكرية والتكنولوجيا المتنوعة المقدمة للحوثيين من مصادر خارجية، بما في ذلك الدعم المالي وتدريب مقاتليها، غير مسبوق".

 

وأوضحت اللجنة أنها لاحظت أوجه تشابه بين العناصر العسكرية المتعددة التي يستخدمها الحوثيون، وتلك التي تنتجها وتشغلها إيران أو حلفاؤها فيما يعرف بـ"محور المقاومة"، الذي يضم حزب الله وحماس وجماعات مسلحة في العراق وسوريا.

 

وقالت إن "مراكز العمليات المشتركة تم إنشاؤها في العراق ولبنان مع ممثلي الحوثيين، بهدف تنسيق الأعمال العسكرية المشتركة لمحور المقاومة".

 

وأضافت اللجنة أن الحوثيين يكثفون العمليات العسكرية ضد الحكومة داخل اليمن، مردفة أن "الوضع العسكري الداخلي هش، وأي محفز داخلي أو خارجي قد يؤدي إلى افتراض المواجهات العسكرية".

 

وزادت أن الحوثيين يجندون أيضًا أعدادًا كبيرة من الشباب والأطفال اليمنيين، بالإضافة إلى استغلال المهاجرين الإثيوبيين، وإجبارهم على الانضمام إلى القتال ضد الحكومة، والانخراط في الاتجار بالمخدرات.

 

وتابعت: "وفقا للتقارير، فقد استغل الحوثيون معدلات الأُمية المرتفعة، خاصة في المناطق القبلية، ليعمدوا إلى تجنيد الصبية الذين لا تتجاوز أعمارهم 10 أو 11 عاما،  على الرغم من معارضة الآباء في كثير من الأحيان".

 

وحسب التقارير، فقد زاد تجنيد الأطفال بعد بدء الحرب في غزة والغارات الجوية الأميركية والبريطانية  على مواقع وأهداف للحوثيين في اليمن، ردا على هجمات الجماعة على السفن في البحر الأحمر.

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن ايران الحوثي فريق الخبراء مجلس الأمن أن الحوثیین فی الیمن

إقرأ أيضاً:

خبراء يحذّرون من عواصف «مدمّرة وقاتلة» في أمريكا

في تكرار محتمل لسلسلة العواصف المدمرة التي ضربت البلاد العام الماضي 2024، حذر خبراء في الأرصاد الجوية العالمية، “من أن سواحل الولايات المتحدة على المحيط الأطلسي قد تشهد موسم أعاصير نشطا وديناميكيا هذا العام 2025”.

وبحسب “نيويورك بوست”، ووفقا لتقرير صادر عن “أكيو ويذر”، “من المتوقع أن تجتاح ما يصل إلى 18 إعصارا شرق الولايات المتحدة بعد بدء الموسم العاصفي في الأول من يونيو، ومن بين تلك العواصف، سيصل أو يتجاوز ما بين ثلاثة إلى ستة أعاصير قوة الفئة الثالثة في الولايات المتحدة القارية خلال عام 2025، وستكون المناطق الأكثر عرضة لهذه العواصف القوية هي ساحل الخليج، والجانب المطل على المحيط من منطقة “بان هاندل” في فلوريدا، وكارولاينا، وكندا الأطلسية”.

وقال عالم الأرصاد الجوية في “أكيو ويذر”، إسحاق لونغلي: “هذه هي المناطق الرئيسية، لكن لا يزال من الممكن أن نشهد إعصارًا يضرب أي منطقة بين هذه المناطق، ومع ذلك، قد تكون نيويورك في مأمن”.

وأضاف لونغلي: “من الصعب جدا أن ينعطف نظام إعصار على طول الساحل الشرقي ويصل فعليا إلى اليابسة، يجب أن يتزامن مع نظام عاصفة آخر يتحرك عبر البلاد”، وقال: “أحد العوامل الرئيسية التي تحدد قوة وشدة العواصف هو درجة حرارة مياه المحيط الأطلسي، حيث يقول الخبراء إنها حاليا فوق المعدل الطبيعي”.

وقال لونغلي: “درجات حرارة المياه عبر معظم المحيط الأطلسي، خاصة في وسط شمال الأطلسي وعبر منطقة البحر الكاريبي وخليج أمريكا، أعلى من المعدل الطبيعي بما يتراوح بين درجة إلى درجتين مئويتين، ووفقا لمقياس “الطاقة التراكمية للإعصار” (ACE)، من المتوقع أن تبلغ القوة التراكمية للعواصف في موسم 2025 ما بين 125 و175، وهو أعلى من المتوسط التاريخي البالغ 123 خلال الثلاثين عاما الماضية”، وبحسب الخبراء، “سينتهي موسم الأعاصير لعام 2025 في 30 نوفمبر”.

يذكر أنه “في العام الماضي2024، أودت عاصفتان رئيسيتان، وهما “ميلتون” و”هيلين”، بحياة مئات الأمريكيين وتسببتا في أضرار بمليارات الدولارات عبر فلوريدا وتكساس وجنوب شرق البلاد”، وفي 23 مارس الجاري، اجتاحت أعاصير وسط وجنوب الولايات المتحدة مخلفة 31 قتيلا حيث كانت ولاية ميسوري الأكثر تضررا وشهدت مصرع 12 شخصا على الأقل”.

مقالات مشابهة

  • وزير الثروة الحيوانية يستقبل وفد خبراء المركز الافريقي لدراسات الحوكمة والسلام والتحول
  • هكذا غيَّر ترامب إستراتيجية واشنطن العسكرية ضد الحوثيين
  • خبراء "الفاو" يحلون بتونس لتقييم مدى انتشار الجراد الصحراوي جنوب البلاد
  • الحوثي: أمريكا فاشلة ولن تؤثر على عمليات اليمن العسكرية في البحر أو بالقصف الصاروخي للكيان الإسرائيلي
  • 30 غارة أمريكية تستهدف مواقع الحوثيين في اليمن
  • جمعية الخبراء: توطين صناعة العطور ينتظر التيسيرات الضريبية
  • ماذا كشفت تسريبات سيغنال عن الهجمات الأمريكية على الحوثيين في اليمن؟
  • أمريكا تشن أكثر من 40 ضربة جوية استهدفت بها الحوثيين في اليمن
  • خطة ترامب العسكرية لليمن: هل تنجح في إنهاء تهديد الحوثيين؟.. صحيفة أمريكية تجيب
  • خبراء يحذّرون من عواصف «مدمّرة وقاتلة» في أمريكا