هل يعد تكرار الطعام الصحي نفسه يوميا مفيدا بالفعل؟
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
يتخذ الإنسان عشرات -إن لم يكن المئات- من القرارات يوميا، من اختيار الكلمات التي يقولها إلى الملابس التي يرتديها. لذلك من الطبيعي أن يكون التخفيف من قرار واحد -مثل اختيار الوجبات وتكرارها يوميا- أمرا مغريا.
يختار البعض تناول الطعام نفسه بانتظام بدافع العادة، ويرى بعض المشاهير والمؤثرين أن تكرار الوجبات يعد حيلة صحية لتبسيط الروتين ودعم استقرار السعرات الحرارية.
ومع أن الالتزام بنمط غذائي ثابت قد يساعد في تبسيط الحياة والتحكم بالوزن، فإنه ينضوي على مخاطر عدة قد تؤثر سلبا على الصحة العامة.
يبقى السؤال: هل الرتابة الغذائية مفيدة؟ أم أنها تحرم الجسم من التنوع الغذائي الضروري للحفاظ على صحة متوازنة؟
هل يجب أن أتناول الطعام نفسه كل يوم؟تناول الطعام نفسه يوميا قد يكون خيارا مناسبا لبعض الأشخاص الذين يفضلون الاستقرار والبساطة في روتينهم الغذائي.
ومع ذلك، يعتمد هذا الخيار على مدى توازن تلك الأطعمة وغناها بالعناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم، إذ يتطلب الحفاظ على الصحة تنوعا في الفيتامينات والمعادن.
كما ينبغي أن يتناسب الطعام مع الاحتياجات الصحية الخاصة، والتي قد يؤدي تجاهلها إلى مشكلات صحية على المدى الطويل.
لكن قبل الخوض في السلبيات، نستعرض فوائد تناول الطعام نفسه يوميا فيما يلي:
نظام غذائي أبسط: يوفر تناول الطعام نفسه يوميا الوقت والجهد المبذولين في التخطيط للوجبات، فبدلا من التفكير المستمر في ما ستأكله، يمكن إعداد وجبات محددة ومكررة بسهولة، مما يجعل التحضير اليومي للوجبات أسرع وأكثر كفاءة. تحكم أفضل بالسعرات الحرارية: عندما يعرف الشخص تفاصيل السعرات الحرارية والقيم الغذائية لكل وجبة يتناولها بشكل يومي، يصبح من السهل متابعة استهلاك السعرات والتحكم في الوزن. ويساعد هذا الروتين في تحقيق أهداف غذائية معينة مثل إنقاص الوزن أو الحفاظ عليه، حيث يتم إزالة عنصر المفاجأة من النظام الغذائي. بناء عادات غذائية جيدة: تكرار الوجبات نفسها يساعد في بناء عادات غذائية ثابتة، فأولئك الذين يتبعون أنظمة غذائية معينة لتحقيق أهداف صحية أو رياضية يجدون الراحة في تناول وجبات مألوفة ومنظمة. هذا النمط يعزز الالتزام، ويقلل من خطر الانحراف عن النظام الصحي. تجنب الإفراط في الأكل: تشير بعض الدراسات إلى أن تنويع الأطعمة بشكل كبير قد يحفز تناول الطعام بكميات أكبر، حيث يميل الأشخاص إلى الإفراط عندما يكون لديهم خيارات متنوعة. واتباع نمط غذائي موحد يمكن أن يساعد في التحكم في الشهية وتجنب الإفراط في تناول الطعام.قد يكون تناول الطعام نفسه يوميا أمرا مريحا للبعض، لكنه قد لا يمثل الحل الأمثل للجميع. فبالإضافة إلى المزايا التي قد يوفرها، هناك العديد من الجوانب السلبية التي يجب أخذها بعين الاعتبار مثل:
نقص التنوع الغذائي: لا يمكن أن يوفر أي طعام واحد جميع الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم. مما يعني أن الاعتماد على الطعام نفسه يوميا سيؤدي إلى نقص عناصر غذائية حيوية مثل المعادن والفيتامينات، ويتسبب في زيادة خطر الإصابة بأمراض مثل فقر الدم، وهشاشة العظام، ومشكلات أخرى تعتمد على النظام الغذائي. الإضرار بالأمعاء: تلعب بكتيريا الأمعاء دورا أساسيا في دعم جهاز المناعة وتعزيز عملية الهضم. ويسهم النظام الغذائي المتنوع في زيادة تنوع البكتيريا النافعة، مما يقوي المناعة، ويحسن امتصاص المغذيات. وتؤكد الدراسات أن الأمعاء تحتاج لتنوع غذائي واسع لتحقيق توازن صحي، حيث يعتمد تنوع وقوة البكتيريا الجيدة على تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة. التعرض المفرط لبعض المواد الضارة: إذا كان الطعام المكرر يحتوي على مكونات ضارة مثل الملح المفرط أو المعادن الثقيلة (مثل الزئبق الموجود في بعض الأسماك)، قد يؤدي ذلك إلى مشاكل صحية مع الوقت. فقدان الوزن بسهولة أكثر: أظهرت دراسات علمية وجود علاقة عكسية بين التنوع الغذائي الصحي والسمنة، حيث تبيّن أن زيادة تنوع الأطعمة الصحية قد يساعد البالغين الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن على فقدان الوزن وتقليل الدهون. ويمكن أن يكون إدخال أطعمة صحية جديدة طريقة فعالة لجعل الأنظمة الغذائية المقيدة أكثر جاذبية وتنوعا. كيف يؤثر الطعام على نفسيتك؟تقول المختصة النفسية الدكتورة جيل سالتز إن تناول الطعام نفسه يوميا قد يكون علامة على مشكلة في الصحة العقلية، حيث يمكن أن يكون هذا السلوك أحد أعراض اضطراب الأكل، الذي قد يتطور إلى اضطراب فعلي.
وتشير سالتز إلى أن تكرار الوجبة نفسها قد يولّد شعورا بالتوتر بسبب الحاجة إلى الالتزام بنمط معين، مما يحد من المشاركة في المناسبات الاجتماعية، وقد يثير شعورا بالذنب عند كسر الروتين.
ومع ذلك، لا يعني هذا بالضرورة اضطرابا إذا كان الشخص يفضل البساطة في نظامه الغذائي. بل يُنصح بالانتباه إلى العلامات غير الصحية، مثل الشعور بالقلق من تناول أطعمة خارج النظام المعتاد، حيث إن الأمر يرتبط بطبيعة العلاقة مع الطعام.
هذا بالإضافة إلى أن تكرار تناول الوجبات نفسها يمكن أن يؤدي إلى الملل، مما يقلل من الاستمتاع بالأكل، ويؤثر على الالتزام بنظام غذائي صحي. كما قد يشعر البعض بفقدان الدافع لتحضير الوجبات الصحية، مما يدفعهم للجوء إلى الخيارات السريعة وغير المغذية.
فإذا كانت طبيعة حياتك تفرض عليك تناول الأطعمة نفسها باستمرار، فحاول إجراء بعض التغييرات لتحصيل أقصى فائدة ممكنة.
تغييرات بسيطة عليك القيام بهايؤكد خبراء التغذية على أهمية تنوع الوجبات الغذائية، وفي حال كانت مهامك اليومية مزدحمة وتجد صعوبة في تدبير أمورك، يمكنك اتباع بعض النصائح البسيطة لتحسين نظامك الغذائي:
خطط لوجباتك مسبقا: بدلا من التفكير يوميا في ما ستتناوله، حاول إعداد قائمة طعام وتخصيص يوم معين للتسوق لجميع المكونات. وبهذه الطريقة، ستخفف عن نفسك من ضغوط التوتر والفوضى. نوع المكونات الأساسية: لا تقتصر على تناول نوع واحد من البروتين يوميا، بل يمكنك التبديل بين الدجاج، السمك، التوفو، أو حتى البروتينات النباتية. وهذا سيزيد من تنوع وجباتك. استخدم طرق طهي متنوعة: استمتع بتجربة طرق طهي مختلفة مثل الشوي والتبخير لإضفاء نكهات وقوام متميزين على المكونات نفسها. أضف التوابل والأعشاب: استخدم التوابل والأعشاب لتغيير نكهة الأطباق، بالإضافة إلى فوائدها الصحية، مثل مضادات الأكسدة الموجودة في الكركم والقرفة. اعتمد على المنتجات الموسمية: اختر الفواكه والخضروات الموسمية، فإنها لا تساعد فقط في تحقيق تنوع في نظامك الغذائي، بل تزود جسمك أيضا بمغذيات إضافية.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قد یکون یمکن أن
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء: فكرة البورصة السلعية موجودة بالفعل في مختلف دول العالم
عقب الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على ما تم طرحه من أسئلة للصحفيين والإعلاميين خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مساء اليوم بعد انتهاء اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي.
وردا على تساؤل حول ملف البورصة السلعية وأهمية تفعيلها لتعظيم الاستفادة منها، أشار رئيس الوزراء، في هذا الصدد، إلى الاجتماع الذي عقده الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية بحضور عدد كبير من المسؤولين والمعنيين بهذا الملف المهم جدا، لافتا إلى أن دور البورصة السلعية هو حوكمة وتنظيم الأسواق وضمان التداول السليم والعادل دون استغلال للسلع الرئيسية الموجودة في الدولة المصرية، موضحا أن لدينا موروث كبير جدا، في هذا الصدد، وهو ما كان يعرف في الماضي باسم بورصة القطن وبعض السلع، والتي تميزت بالنجاح في هذا اليوم.
وأضاف رئيس الوزراء: نعمل من خلال موضوع البورصة السلعية على استعادة مرة أخرى هذه الفكرة، موضحا أننا نعاني في مصر من موجود العديد من الحلقات الوسيطة بين المنتج إلى المستهلك، ونتيجة لذلك يحصل ارتفاع غير مبرر في أسعار السلع، مشيرا إلى أن وجود البورصة السلعية من شأنه أن يكون هو هذا المكان الذي يتم من خلاله تداول هذه السلع الاستراتيجية المهمة، سواء كانت سلعا غذائية، أو منتجات مهمة في الدولة المصرية بطريقة أكثر شفافية تضمن تسعيرا عادلا ومحوكما لهذه السلع، وذلك بدون أن يحدث أي تدخل بإجراءات إدارية.
وأشار رئيس الوزراء إلى توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأهمية اتخاذ ما يلزم من إجراءات لسرعة تنفيذ هذه الآلية على أرض الواقع، موضحا ما تم اتخاذه من خطوات في هذا الصدد، ومؤكدا أن هذه الآلية ستسهم في تحقيق الأمن الغذائي، وتوفير الحماية لصغار المزارعين والمنتجين، وحصولهم على سعر عادل لمنتجاتهم، هذا بالإضافة إلى أن هذه البورصة ستكون نافذة أيضا لاستيراد وتصدير بعض المنتجات المهمة، وتحديدا السلع الغذائية التي تحتاجها الدولة، وذلك سعيا للخفض من تكاليف الفاتورة الاستيرادية، وليس التقليل من الكميات.
وأضاف رئيس الوزراء أن فكرة البورصة السلعية موجودة بالفعل في مختلف دول العالم ودول كثيرة جدا سبقتنا حتى في المنطقة في هذا الأمر، مشيرا إلى ما تم اتخاذه من إجراءات تتعلق بإقامتها، وتزامن ذلك مع فترة انتشار فيروس كورونا، والتحديات والتداعيات المصاحبة لهذه الازمة، منوها إلى توجيه فخامة الرئيس بالإسراع بمعدلات التنفيذ.
وفى رده على سؤال بشأن إمكانية إضافة اسم الأم إلى بطاقة الرقم القومي، لإنهاء معاناة من تتشابه أسماؤهم مع آخرين، أشار رئيس الوزراء إلى أنها فكرة تأخذ في الاعتبار، ويتم الرجوع في ذلك للجهات المعنية، لمناقشة مدي إمكانية تفعيلها وتطبيقها، لافتا إلى أن المنظومة الحالية عند الكشف على الجهاز يظهر مختلف البيانات الخاصة بالشخص.