نائب رئيس الاتحاد العُماني للجولف: الاستثمار في المراحل العمرية أمرٌ مهم لضمان إيجاد مستقبل واعد للرياضة
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
- المرحلة المقبلة تتطلب تكاتف الجهود للمشاركة في البطولات الإقليمية والدولية
- الاتحاد له دور محوري في دعم المشاركات الخارجية لمنتخبات المراحل السنية
- التنافس الخارجي يتطلب تعزيز البنية الأساسية وتطوير المرافق التدريبية المتقدمة
- العمل على تنظيم بطولات إقليمية لإظهار مواهب الفتيات خليجيًا وعربيًا وإقليميًا
- نعمل على استكشاف فرص الرعاية مع الجهات الخاصة وبناء شراكات إستراتيجية
- رياضة الجولف في سلطنة عُمان تمتلك إمكانات هائلة وبيئة مناسبة للتطور
أكّد فايز محمد رياض، نائب رئيس مجلس إدارة الاتحاد العُماني للجولف، أن الاتحاد يواصل تنفيذ أنشطته وإستراتيجياته بخطط طموحة، وتنفيذ روزنامة مسابقاته، والسعي خلال المرحلة القادمة لإيجاد شراكة حقيقية مع مختلف القطاعات من أجل مواصلة نشر اللعبة في مختلف المحافظات، كما أن انتقال مقر الاتحاد العُماني للجولف إلى مكتبه الجديد بمبنى اللجنة الأولمبية العُمانية والاتحادات الرياضية، الذي تم تجهيزه بمرافق حديثة لدعم عمليات ومبادرات الجمعية، أسهم في تنظيم العمل الإداري والاقتراب أكثر من المؤسسات الرياضية بشكل كبير، حيث من المتوقع أن تعزز مساحة العمل الحديثة التعاون بين أعضاء مجلس الإدارة والموظفين، مما يعزز الكفاءة العامة للاتحاد.
الاستثمار في المراحل العمرية
وأوضح في حديثه لـ«عُمان»، أن الاستثمار في المراحل العمرية يُعد أمرًا بالغ الأهمية بهدف ضمان وإيجاد مستقبل واعد لرياضة الجولف في سلطنة عُمان، كونها الرافد والمنجم للمنتخبات الوطنية خلال المرحلة المقبلة، كما أكّد أن الاتحاد العُماني لديه خطط طموحة لتطوير هذا القطاع المهم، ويواصل الاتحاد عقد شراكات، خصوصًا مع أندية رياضة الجولف في محافظة مسقط لاكتشاف المواهب التي يمكن صقلها وتأهيلها بطريقة صحيحة ووفق أسس علمية، مُضيفًا إن الاتحاد ملتزم وحريص جدًا على تطوير هذه الفئات العمرية من خلال تأسيس برامج فنية متخصصة للناشئين، وإقامة معسكرات تدريبية مكثفة مستمرة على مدار العام، إلى جانب المشاركة في بطولات إقليمية، مؤكدًا أن هذه القاعدة تمثل أساسًا قويًا يدعم المنتخب الوطني ويوفر جيلًا جديدًا يمتلك المهارات اللازمة للمنافسة دوليًا.
وأضاف: «بلا شك، يعد دور الاتحاد العُماني للجولف محوريًا في دعم المشاركات الخارجية لمنتخبات المراحل السنية في رياضة الجولف، وقد آن الأوان لهذه المنتخبات أن تشارك بشكل أوسع على الصعيد الإقليمي لاكتساب الخبرة الميدانية الكافية في بطولات الجولف، وبلا شك أن هذا القطاع يعتبر المنجم والرافد للمنتخبات الوطنية الأولى».
تعزيز البنية الأساسية
وحول سؤال عن الاحتياجات المرتبطة برياضة الجولف العُمانية للوصول إلى المراكز المتقدمة في البطولات الخليجية والعربية، أجاب فايز محمد رياض قائلًا: «للتنافس على أعلى المستويات، سواء على المستوى الخليجي أو المستوى الإقليمي، فإننا بحاجة إلى تعزيز البنية الأساسية، وتطوير المرافق التدريبية المتقدمة، والتعاقد مع مدربين ذوي خبرات دولية، وفي هذا السياق قمنا مؤخرًا بتعيين المدرب الجنوب إفريقي ريتشارد ميشلمور مدربًا جديدًا للمنتخب الوطني ومديرًا لتطوير اللعبة منذ شهرين فقط، وبلا شك فإن تعيين المدرب يأتي في إطار جهود الاتحاد العُماني لتطوير وتعزيز مستوى المنتخب الوطني للجولف وتحقيق المزيد من الإنجازات في المحافل الإقليمية والدولية».
وأضاف: «يمتلك المدرب الجديد سيرة مهنية متميزة وسجلًا حافلًا في تنمية المواهب وتعزيز العمل الجماعي، كما يحمل ريتشارد ميشلمور خبرة كبيرة ورؤية جديدة لمنتخباتنا الوطنية، ونحن واثقون من أنه بقيادته سيحقق لاعبونا مستويات جديدة من التألق، والدور المزدوج لريتشارد ميشلمور كمدرب ومدير للتطوير سيكون أساسيًا في توجيه برنامجنا وتعزيز عملياتنا، ونتطلع إلى التأثير الإيجابي الذي سيُحدثه وجود المدرب الجديد لدى لاعبي المنتخب الوطني، وخلال الشهرين الماضيين، أثرت خبرات المدرب الجديد إيجابًا على اللاعبين، ونحن واثقون من أن توجيهاته ستسهم في تجهيز لاعبي الجولف العُمانيين بالمهارات والخبرات اللازمة للتفوق وتحقيق النتائج المرجوة في البطولات الخليجية والعربية».
مشاركة عربية مشجعة
وأشار نائب رئيس الاتحاد إلى أن مشاركة المنتخب الوطني للناشئين والشباب في البطولة العربية بتونس مؤخرًا كانت مشجعة للغاية، موضحًا أن التنافس على الساحة الدولية يقدِّم خبرات مميزة للاعبين، وقال: «نحن فخورون بالجهود والمستويات الفنية التي قدَّمها اللاعبون في هذه البطولة»، وأكّد أن هناك مجالًا أكبر للتطوير والنمو في المستويات الفنية بشكل أكبر، مشيدًا بمستويات اللاعبين الذين أظهروا قدرات وإمكانيات عالية، مما يدفعنا للاستثمار فيهم بشكل أكبر وتطويرهم في المستقبل القريب.
وتابع حديثه قائلًا: «خلال المشاركات السابقة للمنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها، برهن اللاعبون من خلال هذه المشاركات الخارجية على عطائهم الفذ وقدرتهم الكامنة على المشاركة في شتى التظاهرات الإقليمية والدولية، متى ما تفجرت طاقاتهم وآمنوا بموهبتهم ولمع بريق توهجهم وشقوا طريقهم نحو النجومية في عالم رياضة الجولف، كما أن هذه المشاركات الإقليمية والدولية تضمن لنجوم المنتخبات احتكاكًا أكبر ومعادلات أعلى من الخبرة والاستفادة القصوى في قادم الوقت، وهذا ما نعمل عليه حاليًا بكل جهد وتفانٍ وإخلاص».
تطوير القطاع النسائي
وتطرّق فايز محمد رياض إلى إستراتيجية الاتحاد العُماني للجولف فيما يخص القطاع النسائي للجولف، حيث ذكر أن الاتحاد حريص كل الحرص على تطوير رياضة الجولف للنساء في سلطنة عُمان من خلال تشجيع الفتيات على ممارسة هذه الرياضة بمختلف الأعمار والمستويات.
وأضاف: «إن هناك العديد من المبادرات، ومنها إقامة معسكرات تدريبية، وبرامج اكتشاف المواهب، والبطولات النسائية الخاصة، ونأمل أن تقدِّم هذه المبادرات الكثير لتطوير رياضة الجولف على مستوى الفتيات».
وثمّن رياض المهارات والقدرات الفنية المميزة للفريق النسائي الذي يقدِّم مستويات واعدة في المسابقات والبطولات الأخيرة، مشيرًا إلى أن الاتحاد يعمل حاليًا على تنظيم بطولات لتسليط الضوء بشكل أكبر على مواهب الفتيات العُمانيات على المستويات الخليجية والعربية والإقليمية.
جوانب تسويقية واستثمارية
وعن الجوانب التسويقية والاستثمارية للاتحاد، وعن مدى وجود خطط لزيادة الإيرادات عبر التسويق الحديث والشراكات الخاصة، قال نائب رئيس الاتحاد العُماني للجولف: «إن التسويق والاستثمار من أولوياتنا لضمان الاستدامة والنمو، والاتحاد في طور استكشاف فرص الرعاية مع الجهات الخاصة وبناء شراكات إستراتيجية قوية؛ فرياضة الجولف لا تمثل مجرد رياضة تنافسية، بل تعد وسيلة للتعاون الدبلوماسي بين الدول، ومن خلال المشاركة في البطولات الدولية وبناء الشراكات، يمكننا تعزيز العلاقات مع الدول الأخرى، وتشجيع التبادل الثقافي، وتعزيز مكانة سلطنة عُمان على المستوى العالمي، وهذه الجهود ستساعد في تمويل البطولات المحلية ودعم فرقنا الوطنية، مما يجعل الجولف العُماني أكثر اعتمادًا على موارده الذاتية وأقل اعتمادًا على التمويل الحكومي السنوي».
وأوضح أن هناك تعاونًا وثيقًا بين الاتحاد العُماني للجولف والقطاع الخاص، وذلك من خلال إقامة حزمة من البطولات والمسابقات المهمة، ومن بين هذه البطولات ما يزيد عمرها عن 50 عامًا، وهي بطولات عريقة تقام بشكل سنوي وتحظى بمشاركة خليجية واسعة من نجوم اللعبة، كما أن الاتحاد العُماني للجولف دأب على تنظيم بطولة عُمان المفتوحة للجولف، التي تحظى هي الأخرى بوجود لاعبين من دول مجلس التعاون الخليجي ومن الدول العربية، وقد أسهم القطاع الخاص خلال الفترة الماضية بشكل كبير في إقامة عدد من البطولات، مُشيرًا إلى أن الاتحاد العُماني للجولف لديه خطط تسويقية حديثة وفريق عمل يجتمع مع عدد من شركات القطاع الخاص.
أهداف إستراتيجية
وأشار إلى أن رياضة الجولف في سلطنة عُمان تمتلك إمكانات هائلة وبيئة مناسبة للتطور والنمو، مؤكدًا أن الاتحاد العُماني ملتزم بتحقيق كافة الأهداف الإستراتيجية للوصول إلى التطور المنشود للجولف العُماني، مؤكدًا أن رياضة الجولف قادرة على إلهام الشباب، وتعزيز الروح الرياضية، ورفع ثقافة الرياضة في عُمان نحو آفاق عالية، ومع استمرار تفاني اللاعبين والشركاء والداعمين، نتطلع إلى مستقبل مشرق وناجح للعبة الجولف في سلطنة عُمان، كما أن مستقبل الجولف العُماني في المرحلة القادمة سيكون واعدًا، والاتحاد سيعمل على تكثيف الجهود في تطوير الناشئين والمراحل السنية، والاهتمام بشكل أكبر بالرياضة النسائية، وتعزيز البنية الأساسية، وزيادة الحضور المميز للاعب العُماني في البطولات الإقليمية والدولية.
دعم واهتمام متواصل
واختتم فايز محمد رياض، نائب رئيس مجلس إدارة الاتحاد العُماني للجولف، حديثه لـ«عُمان» بالقول: «المرحلة المقبلة تتطلب تكاتف وتضافر كافة الجهود من مختلف الجهات من أجل مواصلة نشر لعبة الجولف، وأيضًا الحضور في البطولات الإقليمية والدولية، ونؤكد أن هذه الرياضة ستتطور وستعمل على تأهيل العديد من المواهب الاستثنائية لسلطنة عُمان».
وقدَّم الشكر الجزيل لصاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد، وزير الثقافة والرياضة والشباب، لدعمه المستمر للرياضة العُمانية عمومًا، ولرياضة الجولف خصوصًا، مشيرًا إلى أن هذا الدعم يعتبر ركيزة أساسية في جهود الاتحاد للارتقاء برياضة الجولف في سلطنة عُمان على كافة المستويات.
كما قدَّم الشكر لصاحب السمو السيد عزان بن قيس آل سعيد، رئيس مجلس إدارة الاتحاد العُماني للجولف، لدعمه وقيادته المميزة للاتحاد وتحقيق الرؤية المنشودة من خلال بناء شراكات قوية، وفتح المسارات أمام المواهب الناشئة، وتعزيز التفاعل المجتمعي.
ووجه الشكر كذلك لسعادة باسل بن أحمد الرواس، وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للرياضة والشباب، على الاهتمام المتواصل بالارتقاء برياضة الجولف، كما شكر أندية اللعبة، والقطاع الخاص الذي يواصل دعمه لتطوير اللعبة، والشكر موصول لوسائل الإعلام المختلفة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الإقلیمیة والدولیة المنتخب الوطنی القطاع الخاص تعزیز البنیة فی البطولات نائب رئیس بشکل أکبر من خلال إلى أن کما أن
إقرأ أيضاً:
79 مشروعًا تنمويًا في محافظة الداخلية بأكثر من 10 ملايين ريال عُماني
هلال الحجري: مساعٍ لتنفيذ 14 مشروعًا جديدًا خلال المرحلة القادمة بتكلفة تتجاوز 13.4 مليون لتعزيز التنمية المستدامة
تشهد محافظة الداخلية نهضة تنموية ملحوظة تعكس التزام الحكومة بتحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة للمواطنين، مع نقلة نوعية في المشروعات الخدمية في مجالات الطرق والحدائق والأسواق والميادين والمماشي الصحية.
وأشارت الإحصاءات الأخيرة إلى أنه تم تنفيذ 79 مشروعًا بمحافظة الداخلية بتكلفة تقديرية تبلغ 10 ملايين و997 ألف ريال عُماني؛ لتسهم في تعزيز البنية الأساسية للمحافظة وخدمة جميع الجوانب المجتمعية فيها.
كما يجري حاليًّا تنفيذ 68 مشروعًا بالمحافظة بتكلفة تصل إلى 30 مليونًا و593.4 ألف ريال عُماني، حيث ستلعب دورًا حيويًّا في تحسين جودة الخدمات المقدّمة للمجتمع، وتشمل تحسين شبكة الطرق والمماشي الصحية والحدائق.
بالإضافة إلى ذلك، هناك 36 مشروعًا في مراحل إجراءات التعاقد بتكلفة تقديرية تبلغ 19 مليونًا و867.4 ألف ريال عُماني.
وأكّد سعادةُ الشيخ هلال بن سعيد الحجري، محافظ الدّاخلية، أن هذا العدد الكبير من المشروعات يشير إلى الجهود المبذولة لتطوير مشروعات جديدة تلبي احتياجات المواطنين، مع التركيز على تسريع عملية التعاقد لضمان التنفيذ في أقرب وقت وفق المعطيات التعاقدية.
وقال سعادتُه في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إن محافظة الداخلية تسعى إلى تنفيذ 14 مشروعًا جديدًا خلال المرحلة القادمة بتكلفة إجمالية تتجاوز 13.4 مليون ريال عُماني، تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة وتحسين مستوى المعيشة، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن تسهم هذه المشروعات في تعزيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل جديدة وتحسين الخدمات الأساسية.
وأضاف سعادتُه: إن الإستراتيجية التي تعمل عليها المحافظة ترتكز على النهوض بالمقومات الطبيعية والتراث الثقافي والطبيعي، وتحقيق شراكة فاعلة بين القطاعين العام والخاص من أجل إيجاد فرص استثمارية تسعى من خلالها إلى تحقيق عائد اقتصادي وتنموي وتعزيز القيمة المضافة، مشيرًا إلى أن المحافظة تسعى إلى تفعيل الإدارات المحليّة للولايات من خلال إشراكها في إعداد خطط وفرق العمل المشتركة.
وأشار سعادتُه إلى أن المحافظة تسعى خلال المرحلة القادمة لتعزيز البنية الأساسية بالولايات التابعة لها لاستقطاب المستثمرين، مع التركيز على تجربة الزائر للمحافظة واستدامة النشاط السياحي على مدار العام، موضّحًا أن المحافظة أطلقت العديد من المشروعات التي توفر فرصًا للمستثمرين، من بينها مشروع تطوير مدخل ولاية نزوى، الذي تم الانتهاء من تنفيذه خلال هذا العام، ومشروع حديقة نزوى العامة، الذي تم الشروع في تنفيذه وفق البرنامج الزمني.
كما تنفذ المحافظة حاليًّا مشروع حديقة الجبل الأخضر العامة ومشروع ميدان الداخلية «بوليفارد الداخلية» الذي وصل إلى مرحلة نهائية في الإسناد والبدء في تنفيذه، ومشروع واجهة جبل شمس «جراند كانيون»، حيث وقّعت المحافظة على عقد تنفيذ الخدمات الاستشارية للمشروع، ومشروع «محطة النقل العام التكاملية بولاية نزوى» الموقّع عليه مع أحد المطورين العقاريين لتنفيذه كأول محطة للنقل العام في سلطنة عُمان (بنظام الاستثمار)، ومشروع «أصالة في بهلا».
وقد سعت المحافظة إلى تعزيز السياحة التراثية في بعض ولايات المحافظة لرفع كفاءة البنية الأساسية والخدمات العامة في تلك المواقع، حيث تُنفذ المحافظة حاليًّا مشروع ترميم سور حارة العقر ومشروع تبليط الممرات بالحارة، كما أعلنت عن مناقصة تطوير وتأهيل الخدمات في مسفاة العبريين بولاية الحمراء، ومناقصة تطوير وتأهيل واحة بهلا، وتأمل المحافظة من خلال هذه المشروعات في تحقيق ورفع المؤشرات السياحية بالمواقع التاريخية والتراثية، إضافة إلى الفعاليات والمهرجانات المختلفة مثل صيف الجبل الأخضر والفعاليات الشتوية ومنها سباق «همم» للجري الجبلي ومهرجان سمائل وغيرها من الفعاليات في الحدائق والمتنزهات.
وبيّن سعادةُ الشيخ محافظ الداخلية أن هناك تعاونًا وثيقًا بين المحافظة ووزارة الإسكان والتخطيط العمراني، كونها أحد أهم الشركاء المعنيين بالتخطيط الحضري، نتجت عنه العديد من المشروعات والمبادرات، مثل مشروع المخطط الهيكلي لـ«نزوى الكبرى» الذي تم الانتهاء من المرحلة الأولى من إعداد المخطط الهيكلي بالتعاون مع قطاعات مختلفة، مثل التعليم العالي والبحث العلمي والخدمات التجارية وقطاع السياحة الطبيعية والتراثية.
ومن أبرز المشروعات الإسكانية التطويرية مشروع الواجهة الجبلية بولاية الجبل الأخضر، ومشروع حصن الزين بولاية بدبد الذي يهدف إلى إيجاد بيئة سكنية مستدامة لسكان المحافظة، ومشروع واجهة جبل شمس «جراند كانيون» في ولاية الحمراء على ارتفاع 3 آلاف متر عن سطح البحر وبمساحة إجمالية تبلغ 148 ألف متر مربع، وقد اختير كأفضل مشروع إنمائي ضمن منافسة المحافظات لعام 2024م، تنفيذًا للتوجيهات السامية في تنمية المحافظات ومواءمة برامجها مع مستهدفات «رؤية عُمان 2040»، بالإضافة إلى مشروعات الأحياء السكنية حيث أُنْشِئ عدد من الأحياء السكنية في «ردة البوسعيد» بولاية نزوى.
وأوضح سعادتُه أن محافظة الداخلية نالت نصيبها في مشروعات التجديد الحضري في ولاية الحمراء، وتتمثل في مشروع «تجديد حارة الحمراء القديمة» عبر مزج تاريخ الحمراء الغني واحتياجات الاقتصاد الحديث، مما يضمن الحفاظ على التراث المعماري الفريد لسلطنة عُمان وإرساء الأساس للنموّ المستقبلي، ومن المتوقع أن تصبح الحارة القديمة نموذجًا للتجديد الحضري المستدام.
وأشار سعادتُه إلى أنه تم تهيئة عدد من المواقع ذات الأهمية لجعلها أماكن نابضة بالحياة لإبراز مقوماتها الحضرية بما يلائم تطلعات وزارة التراث والسياحة لتصبح واجهة سياحية رائدة تخدم الأهالي وأبناء المحافظة بشكل عام، مؤكدًا أن هناك دراسات وبحوث تخطيطية قيد الإجراء لاستحداث مواقع استثمارية جديدة في محافظة الداخلية، سيتم الإعلان عنها لاحقًا وفق سياسات الإستراتيجية العُمرانية الشاملة و«رؤية عُمان 2040».
وفيما يخص القطاعين السياحي والتراثي، بيّن سعادتُه أن محافظة الداخلية ركزت على تحسين وتطوير المواقع السياحية بمختلف ولاياتها بالتعاون مع إدارة التراث والسياحة بالمحافظة والتنسيق المشترك لإقامة مهرجانات سياحية في المواسم الصيفية والشتوية، كما تم طرح مناقصات ومزايدات في مجال تطوير قطاع الحدائق والتشجير، مشيرًا إلى أن المحافظة تعمل على تهيئة الطرق لتسهيل الوصول إلى المواقع السياحية، إضافة إلى تهيئة المواقع الأثرية أمام الحركة السياحية.
وأكّد سعادتُه أن المحافظة تولي اهتمامًا كبيرًا بالقطاع السياحي لما تتميز به من مقومات سياحيّة متفرّدة ومعالم طبيعيّة وتاريخيّة وثقافيّة، فهي مقصد للسياح من داخل سلطنة عُمان وخارجها طيلة العام، ومن هذه المواقع قلعة نزوى، وقلعة بهلا التي تم إدراجها في قائمة التراث العالمي، وحصن جبرين، وحصن سمائل، وفلج دارس وفلج الخطمين وفلج الملكي التي تم إدراجها أيضًا في قائمة التراث العالمي.
وقال سعادتُه: إن المحافظة تشتهر بالعديد من الأسواق التقليدية مثل أسواق نزوى وبهلا وفنجاء، إضافة إلى الحارات القديمة، والنزل السياحية التي تمتاز بها المحافظة وتوفر تجربة استثنائية تُعرف بأصالة الحضارة العُمانية، مشيرًا إلى أن الجبل الأخضر يعد أحد أهم المزارات السياحية بفضل مناخه المعتدل وجمال مفرداته الجيولوجية، حيث تم تطوير قرية السوجرة بالجبل الأخضر لتكون رافدًا سياحيًّا خاصة لمحبّي سياحة المغامرات، إضافةً إلى المواقع السياحية الأخرى مثل جبل شمس وقرية مسفاة العبريين في ولاية الحمراء، وكهف الهوتة وغيرها.
وأضاف سعادتُه: إن «متحف عُمان عبر الزمان» بولاية منح بمحافظة الداخلية يمثل أيقونة عمرانية تعرّف الزوار بتاريخ سلطنة عُمان ونهضتها والنقلة النوعية بين ماضيها وحاضرها ومستقبلها.
ونوَّه سعادةُ الشيخ محافظ الداخلية إلى أن أبرز ما تحقق في سياق إستراتيجية العمل الاجتماعي هو ما تقوم به المديرية العامة للتنمية الاجتماعية في محافظة الداخلية من خلال تنفيذ مختلف برامجها ومشروعاتها في سبيل تحسين أدائها وإجادة خدماتها المقدمة للفئات المستفيدة، مبينًا أن إجمالي الحالات المستفيدة من المساعدات المالية الشهرية خلال هذا العام في المحافظة يقارب 85 ألف حالة بمبلغ 659.5 ألف ريال عُماني، بينما بلغ إجمالي عدد حالات المساعدات المالية الطارئة وحالات الكوارث والأجهزة التعويضية حتى سبتمبر الماضي ما يقارب 926 حالة بمبلغ 379.4 ألف ريال عُماني.
وفيما يتعلق بالاستثمار في الموارد الخاصة بالمحافظة من أجل تحقيق التنمية المستدامة وإيجاد فرص عمل للمواطنين، قال سعادتُه: إن هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تواصل أعمالها في دعم وتمكين المؤسسات الصغرى والصغيرة والمتوسطة للنمو والتوسع ورفع قدرتها التنافسية من خلال برامج مبتكرة ومستدامة لرواد الأعمال والحرفيين وتزويدهم بالمهارات، موضحًا أن عدد الطلبات الجديدة لبطاقة ريادة خلال هذا العام في محافظة الداخلية بلغ 2727 طلبًا، بينما بلغ عدد المجدّدين للبطاقة 2222.
وبيّن سعادتُه أن عدد العاملين العُمانيين في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالمحافظة بلغ 7604 عمّال، منهم 5353 عاملًا في المؤسسات الصغرى، و1926 عاملًا في المؤسسات الصغيرة، و325 عاملًا في المؤسسات المتوسطة.
وأكّد سعادتُه أن المسيرة التعليمية في المحافظة شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الماضية من خلال تعزيز البنية الأساسية التعليمية وتطوير المناهج والسلاسل بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل، بالإضافة إلى توجيه الاهتمام نحو تنمية قدرات الطلبة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والبدء في تنفيذ عدد من حاضنات الابتكار داخل مدارس المحافظة بالشراكة مع القطاع الخاص، موضحًا أن هناك العديد من المؤسسات التعليمية والأكاديمية في المحافظة، من بينها معهدُ السُّلطان قابوس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها الذي استقبل منذ تأسيسه في عام 2012م وحتى الآن أكثر من 1508 طلاب من 62 دولة حول العالم.
وحول القطاع الصحي في محافظة الداخلية، أشار سعادتُه إلى أن وزارة الصحة متمثلة في المديرية العامة للخدمات الصحية في محافظة الداخلية عملت خلال هذا العام على تنفيذ العديد من المشروعات والخدمات الصحية لتعزيز جودة الرعاية الصحية بمختلف المؤسسات الصحية بالمحافظة، اشتملت على مشروعات توسعة وصيانة وتأهيل المستشفيات والمراكز الصحية بمختلف ولايات المحافظة، منها مشروع توسعة مستشفى نزوى (المرحلة الثانية)، ومن المؤمّل التوقيع على الاتفاقية قبل نهاية هذا العام مع الشركة المصمّمة والمنفذة للمشروع، ومشروع توسعة مبنى مجمع بهلا الصحي، ومشروعات صيانة وتأهيل المباني الصحية في كل من نزوى وبهلا وسمائل وإزكي والجبل الأخضر، وجارٍ العمل أيضًا على مشروعات تأهيل غرف الأشعة المقطعية بمستشفى نزوى، وتأهيل مبنى الطوارئ بمستشفى إزكي.
وأضاف سعادتُه: إن من المشروعات الجديدة الجاري تنفيذها مشروع مستشفى سمائل الجديد الذي بدأت به الأعمال الإنشائية، ومشروع الدراسات الاستشارية لمستشفى بهلا الجديد، ومشروع مركز سيح المعاشي الصحي، ومشروع الممر الذي يربط مبنى الطوارئ والأقسام بمستشفى سمائل، حيث تم تسليم الموقع للشركة المنفذة، ومشروع وحدة غسيل الكلى بمستشفى أدم، ويجري العمل به، ومن المؤمّل الانتهاء منه خلال النصف الثاني من العام القادم، مشيرًا إلى أن المديرية العامة للخدمات الصحية في محافظة الداخلية قامت بتشغيل مشروعي مركز رأس الجبل الصحي، وعيادة العلاج الطبيعي بولاية أدم.
وفيما يتعلق بقطاع النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، أشار سعادتُه إلى أن وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات ركزت على استكمال والبدء في عدد من مشروعات الطرق بمحافظة الداخلية لضمان توفير بنية أساسية عالمية المستوى وربط مكونات القطاع اللوجستي والقطاعات الأخرى، لتعظيم الفائدة المرجوة منها والمحافظة على جودة الطرق وتصنيفها العالمي المتقدم ضمن أولوية تنمية المحافظات والمدن المستدامة في «رؤية عُمان 2040»، مبينًا أن الوزارة قاربت الانتهاء من مشروع إضافة الحارتين الثالثة والرابعة على طريق الرسيل/نزوى «الرسيل - بدبد»، والبدء في استكمال الأعمال المتبقية من مشروع طريق سيح قطنة بولاية الجبل الأخضر، والبدء في مشروع إعادة تأهيل بعض الأجزاء المتأثرة على طريق «بدبد - نزوى» وإسناد أعمال إنشاء عبارات صندوقية بولاية أدم.
وأوضح سعادةُ الشيخ محافظ الداخلية أنه من المشروعات المهمة التي تم إسنادها مشروع ازدواجية طريق «فرق - حي التراث - إزكي»، وطريق جبل شمس، وطريق عقبة عافري بمحافظة الداخلية، والوصول إلى المراحل النهائية للدراسة الاستشارية لمشروع ازدواجية طريق نزوى - بهلا «مرفع دارس - جبرين» بمحافظة الداخلية بعد الانتهاء، ومراجعة التصاميم النهائية اللازمة لإنشائه، مشيرًا إلى أنه تمّ إسناد مشروع لصيانة الطرق الإسفلتية بمحافظة الداخلية، ويجري العمل على الصيانة الدورية لها ومعالجة الأضرار التي لحقت بمكونات الطرق من أجل الحفاظ على أصول الطرق واستدامتها.