«مروة» تكتب يومياتها على قبر حبيبها: «خد روحي معاه»
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
داخل منطقة المنيل كان اللقاء الأول الذى سطَّر قصة حب بطلاها «وائل» و«مروة»، كانت ملحمة عنوانها الوفاء، توجت بالزواج الذي استمر 8 أعوام، ورغم أنه بمعايير المجتمع يعتبر سنهما كبيرًا، حيث كان الزوج يبلغ حينها من العمر 41 عاماً، والزوجة 36، إلا أن التفانى كان أكثر ما سيطر على قلب الثنائي، حتى اللحظات الأخيرة للزوج، لتظل الزوجة تحيي ذكراه كل يوم بأن تشاركه تفاصيل حياتها اليومية حتى بعد وفاته بتدوينها على قبره، وكل شهر ترسل له الصدقات والدعوات لفقيد قلبها وعمرها.
تجاوز وفاء هذه القصة كل الحب، إذ إنها مليئة بالإخلاص حسب حديث الزوجة مروة مصطفى البالغة من العمر 47 عامًا، التي لا تزال تعد أيام فراقه، التي بدأت عندما قابلها وائل زايد فى 2013، عندما كانا يعملان معًا، هكذا ظلت حياتهما مليئة بالمحبة والمودة، حتى واجها معًا ابتلاءً، إذ إن الزوج مرض بالقلب تحديدًا منذ ثلاث سنوات، تحكى «مروة» لـ«الوطن» عن تلك اللحظات القاسية: «جات له جلطة في القلب بس معرفش أنا إللى جات لي ولا هو ساعتها، لأن روحي كانت بتروح كل يوم، مفيش رجل في الدنيا زيه ولا فى طيبته ولا حنيته ولا رجولته ولا احترامه ولا تدينه».
تروي «مروة»، التي لم تتزوج ولم تفكر فى رجل آخر غير وائل، رغم أنها لم تنجب أطفال لا تزال وفية لزوجها بعد موته: «ربنا مرزقناش بالأولاد، عملت حقن مجهرى 5 مرات وربنا ما أرادش، لكن هو كان أبويا وكل حاجة ليا، ومحسسنيش أبدًا بفرق»، لم يفارق «وائل» حياتها لحظة حتى باتت تكتب على قبره كل يوم يومياتها وتفاصيل يومها، حتى وصل الأمر إلى أنها تستأذن منه فى الذهاب إلى أي مكان، وتتذكر لحظاتهما السعيدة.
وفاء وأملتبدأ دومًا بـ«السلام عليكم يا وائل» وتبدأ تسرد تفاصيل يومها، ما زالت مروة تتذكر كل لحظاتها بجانبه: «أخدني معاه، الفرق بينى وبينه أنه بقى تحت التراب، لكن إحنا الاتنين ميتين»، وتحدثت عن المواقف التي جمعتهما، حتى ذكرت أنه كان كل يوم يأتي لها بوردة، حتى إنها تحتفظ بآخر وردة أعطاها لها قبل وفاته.
أذرفت دموع «مروة»، وهي ترسل له رسالة تريد أن تصل له: «كل شهر لازم اطلع لك صدقات، وأحكي عنك لكل الناس، هفضل فكراك ومكانك موجود، بس بعمل إللي ربنا بيقدرني عليه، وطول ما أنا ماشيه أي حاجه بطلعها بقول يارب لحساب حبيبي، وحشتني أوي مش عارفة أعيش من غيرك، ياريتني قدرت أديلك قلبي».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حب من طرف واحد ملفات الوطن کل یوم
إقرأ أيضاً:
4 نماذج محتملة لحكم غزة بعد الحرب
على مدى 16 شهراً من الحرب في غزة، ناقش السياسيون والمحللون سيناريوهات الحكم المحتملة للقطاع بعد انتهاء القتال، لكن لم يتبلور اتجاه واضح حتى الآن.
حماس لا تزال تسيطر على معظم الأراضي وتسعى لترسيخ سلطتها
مستقبل غزةكتب باتريك كينغسلي في صحيفة نيويورك تايمز أن وقف إطلاق النار الهش لا يزال صامداً، بينما تستعد إسرائيل وحماس لمفاوضات حول تمديده، وسط تبلور 4 نماذج مختلفة لمستقبل القطاع.
وحماس، رغم ضعفها، لا تزال تسيطر على معظم الأراضي، وتسعى لترسيخ سلطتها.
وبموجب شروط الهدنة، يُفترض أن تنسحب إسرائيل تدريجياً، لكنها لا تزال تحتل مناطق رئيسية، بينما يدعو قادتها اليمينيون إلى توسيع تلك السيطرة، ولو باستئناف الحرب.
Who Will Govern Postwar Gaza? Four Competing Models Are Emerging. - The New York Times https://t.co/hbniLZENPK
— Karel Valansi (@karelvalansi) February 4, 2025في المقابل، تقدم مجموعة من المقاولين الأمنيين الأجانب نموذجاً آخر، إذ يقيمون، بدعوة من إسرائيل، نقطة تفتيش شمالي غزة لتفتيش السيارات بحثاً عن أسلحة. ويعتقد بعض المسؤولين الإسرائيليين أن هذا النموذج قد يتطور إلى إشراف دولي أوسع، بمشاركة دول عربية.
أما في الجنوب، فبدأ ممثلو السلطة الفلسطينية تجهيز معبر رفح، بالتعاون مع مسؤولين أوروبيين، في محاولة لاستعادة السيطرة التي فقدتها لصالح حماس عام 2007، وهو نموذج ثالث محتمل.
لكن أيًّا من هذه النماذج لم يُحسم بعد، إذ من المرجح أن تعتمد النتيجة على مواقف أطراف رئيسية، مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يبحث القضية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، والسعودية التي قد تؤثر في المشهد إذا وافقت على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل مقابل اتفاق بشأن غزة.
تحليل النماذج الأربعة: 1- بقاء حماس في السلطةفي حال استمرّت حماس في الحكم، فسيكون من الصعب إعادة إعمار غزة دون دعم خارجي.
ومع رفض الجهات المانحة تمويل القطاع تحت سيطرة الحركة، قد تضطر حماس إلى تسليم السلطة إلى قيادة فلسطينية بديلة، ربما عبر لجنة من التكنوقراط، لكنها لن تتخلى عن جناحها المسلح.
2- الاحتلال الإسرائيلي الممتدتحتفظ إسرائيل بمنطقة عازلة داخل غزة، ويصعب تصوّر انسحابها منها في ظل رفض أطراف الائتلاف الحاكم.
استمرار الاحتلال، أو توسيعه، قد يكون خيار نتانياهو لتجنب انهيار حكومته، لكنه قد يحتاج دعم إدارة ترامب، التي تميل إلى تمديد الهدنة للإفراج عن جميع الرهائن.
3- إشراف أمني دوليفي ظل انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المناطق، بدأ متعاقدون أمنيون أجانب، بقيادة حراس أمن مصريين، الإشراف على عمليات التفتيش عند نقاط محددة لمنع تهريب الأسلحة.
ويرى بعض المسؤولين الإسرائيليين أن هذا النموذج قد يتوسع بدعم مالي وعربي، لكن أي مشاركة عربية رسمية قد تتطلب موافقة السلطة الفلسطينية.
4- عودة السلطة الفلسطينيةبدأت السلطة الفلسطينية العمل بهدوء في بعض مناطق غزة، ما قد يشير إلى استعداد إسرائيلي غير معلن لمشاركة السلطة، خصوصاً إذا ضغطت إدارة ترامب والقادة الخليجيون باتجاه ذلك.
وقد يكون هذا النموذج أكثر ترجيحاً إذا اقترن بقوات حفظ سلام أو متعاقدين أمنيين دوليين.
أي نموذج سيفرض نفسه؟لا يزال المشهد غير محسوم، لكن أي اتفاق نهائي سيعتمد على التوازنات الدولية والإقليمية، خاصة بين إسرائيل، أمريكا، والدول العربية. ومع تزايد الضغوط، قد يجد نتانياهو نفسه مضطراً لقبول حلول لم يكن يرغب بها سابقاً.