صحيفة التغيير السودانية:
2025-04-07@07:48:04 GMT

صنّاع الأكاذيب يوماتي آفة الشعب

تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT

صنّاع الأكاذيب يوماتي آفة الشعب

خالد فضل

أرأيت كيف تفرق مواقف عن مواقف , ومحجوب شريف عليه فيوض الرحمات بحدائه المتجاوز :

صنّاع الحياة اليوماتي

ملح الأرض

نبض الشعر والموسيقى والتلوين

سلّموا لي عليهم جُملة

حتى اللسه قبل الخلق والتكوين

دفاعا عن حياض السلم والإفصاح , وهل بغير السلم تنهض الأمم , وأنّى للسلم أن يسود بدون الحق في التعبير , الإفصاح عن الوقائع ,الهواجس ,الآلام , المظالم والتطلعات .

وإفراد المساحات للأحلام , وفي كل خير .

والمسكوت عنه هو أكثر ما يفرقنا , عبارة شفّافة وواقعية أطلقها د. فرانسيس دينق في واحد من مساهماته الفكرية النيّرة , سارت مسرى الحكمة . الإفصاح يخرج مكنون الدواخل , وإذا كان السودانيون جميعهم_إلا من عصم_ يتبادلون الشكوى والتهم الجزافية , جميعهم يرمون الآخرين بكل منقصة ونادرا ما ينظرون إلى (عوجة رقبتهم) كما في المثل السائد عن الجمل الما بشوف عوجة رقبتو  فإن ذلك يقدح مباشرة في مصداقية تلك التهم بالنقص عند الآخرين , ومعادله الموضوعي تمام كمالي .

نحن في بلد منكوب بالكذب وهو سبب الحروب والنهب  , هذه فرضية قد لا تحتاج إلى شواهد , لأنها أوضح من أن يشار إليها , صنّاع الأكاذيب اليومية هم من يتسيدون المشهد , الحقائق مسكوت عنها , ورغم القول السائد عن (حبل الكضب قصيّر) إلا أنّه هو الآخر قول كاذب فيما يبدو , حبل الكذب عندنا أطول مما يتصوره عقل , حبل جرجار , نعلّمه الأطفال وهم على سجية البراءة (صدّيقين)  , هلا فكّر الكبار في هذا , ومحجوب شريف عليه الرحمة , في كتابة له مائزة عبر إصارة (نفاج) قبل أكثر من عشرين عاما يشير إلى كيف أنّ المدرسة , وبعض مفردات المقرر تنمي في الأطفال وتعلّمهم الكذب , ونندهش عندما يصبح هؤلاء الصغار اليوم من كبار الكذابين في الغد . يصنعون الأكاذيب التي تؤهلهم عن جدارة لتولي المناصب , في وظيفة الناطقين الرسميين باسم الكَذَبّة المخادعين . يقول الشريف محجوب إنّه لاحظ أثناء عمله في وزارة التربية والتعليم مربيا , وفي شأن المناشط التربوية مبدعا , وفي واحدة من المدارس الطرفية البائسة في الخرطوم , أنّ عنوان الدرس في المطالعة كان (حجرة الفصل) , للأسف كان الأطفال متكومين على الأرض , والسعيد منهم من يجلس على حجر شبه مستوُ , السبورة كأنما أصابها جدري القرود فخلّف فيها نتؤات وحفر وأخاديد ومع ذلك (غبشاء) كأن لم تمر عليها بطلاء فرشاة . المعلم المسكين يلزمه تدريس القصة في الحصة , , والقصة تحكي عن فصل , والتلميذ الشاطر يقرأ بصوت خفيض , أو يجهر بالكلمات ( أنا أجلس في الفصل , على كرسي صغير , أمامي طاولة أكتب عليها وأضع فيها حقيبتي , أمامي سبورة جميلة نظيفة , والفصل مضاء , واسع ونظيف , .. إلخ . بعد نهاية الحصة يقول محجوب , انتحيت بالمعلم جانبا , قلت له أنا لست موجها , وليس من اختصاصي إرشادك  لكنني زميل لك أود تنبيهك فقط , درسك ممتاز وجهدك مرموق , لكن نسيت شيئا واحدا عصف بمصداقية كل هذا الجهد , فقط لو نبّهت الأطفال إلى أنّهم الآن لا يجلسون في (الفصل) المعني بدل السكوت وجعلهم يعيشون في الوهم , ذلك مدعاة لتربيتهم على الكذب على أنفسهم بمغالطة الواقع عوضا عن التعامل معه والسعي لتغييره إلى الأفضل . ترى كم من معلم/ة  اليوم يغرسون في الأدمغة الصغيرة النشطة المتطلعة (الأكاذيب) آفة الشعب . كم من إعلامي اليوم ينشرون الأوهام والأكاذيب فينالون التقدير والتوزير ! كم من أشباح توزّع الكذب والخبال وتصير لدى البعض (وطن) وفي زحمة الفضاء المسمم بالإدعاء والزور والبهتان كم من فعل نبيل يضيع , ومن قول سديد لا يصل , كم يا ترى , و  دفعولك كم عشان تقلبا دم , بعد أن حشدوا الحشود  , من الجنينة لبورتسودان !!

الوسومخالد فضل

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: خالد فضل

إقرأ أيضاً:

في اليوم العالمي لكتاب الطفل.. قصص صغيرة تصنع أجيالاً كبيرة

يلتفت العالم في الثاني من أبريل كل عام، إلى أحد أهم عناصر الطفولة وأكثرها تأثيرًا في تشكيل الوعي المبكر، وهو كتاب الطفل، الذي تحتفل مكتبة القاهرة الكبري بالزمالك به، باعتباره مناسبة سنوية يحتفل بها العالم بالتزامن مع ذكرى ميلاد الكاتب الدنماركي الشهير هانز كريستيان أندرسن، صاحب أشهر الحكايات الخيالية التي ألهمت أجيالًا من الأطفال حول العالم مثل: «البطة القبيحة» و«عروس البحر الصغيرة».

تأتي هذه المناسبة تحت رعاية الهيئة الدولية لكتب الأطفال والشباب (IBBY)، والتي تختار كل عام دولة عضوًا لتصميم شعار ورسالة موجهة لأطفال العالم، يُعاد نشرها بلغات متعددة، في محاولة لغرس عادة القراءة منذ الصغر، وتقدير قيمة الكتاب في تنمية شخصية الطفل.

الكتاب الورقي.. رفيق الطفولة الأول

على الرغم من هيمنة التكنولوجيا في حياة الأطفال اليوم، ما زال كتاب الطفل الورقي يحتفظ بمكانة خاصة، إذ يجمع بين المعرفة والمتعة والخيال في آنٍ واحد، فالقصص التي تحملها هذه الكتب ليست مجرد تسلية، بل أدوات تعليمية وتربوية تغرس القيم وتبني الشخصية، وتفتح أمام الطفل آفاقًا واسعة لفهم العالم.

وتؤكد رانيا شرعان، مديرة مكتبة مصر العامة، على أهمية هذه المناسبة بقولها: «كتاب الطفل هو أول صديق في رحلة التعلّم، وأول نافذة يرى من خلالها الطفل الحياة، كل حكاية تحمل بين طيّاتها رسالة، وكل صورة تشعل شرارة الخيال، علينا أن نمنح أطفالنا فرصة التعرّف على العالم من خلال الكتاب قبل أن يتعاملوا مع الشاشات».

فعاليات متنوعة لدعم القراءة

في العديد من دول العالم، تُنظم بمناسبة اليوم العالمي لكتاب الطفل فعاليات وورش عمل وحفلات قراءة جماعية، بمشاركة كُتّاب ورسامي كتب الأطفال، إلى جانب تنظيم معارض كتب مخصصة لهذه الفئة العمرية، كما تُطلق بعض المؤسسات مسابقات للكتابة والرسم تشجع الأطفال على التعبير عن أفكارهم وإبداعاتهم بحرية.

وفي مصر، باتت مكتبات عامة وخاصة تولي اهتمامًا متزايدًا بهذه المناسبة، وتخصص أيامًا مفتوحة للأطفال تتضمن قراءة القصص، وسرد الحكايات، والأنشطة الفنية المرتبطة بمحتوى الكتب.

رسالة إلى أولياء الأمور والمعلمين

يحمل اليوم العالمي لكتاب الطفل رسالة واضحة إلى أولياء الأمور والمعلمين، مفادها أن غرس حب القراءة لا يبدأ في المدرسة فقط، بل في البيت أيضًا، فالطفل الذي يرى والديه يقرؤون، غالبًا ما يحاكيهم ويكتسب هذه العادة تلقائيًا.

كما أن تخصيص وقت يومي للقراءة مع الأطفال، أو زيارة مكتبة عامة بانتظام، يمكن أن يصنع فارقًا كبيرًا في بناء علاقة دائمة بينهم وبين الكتاب.

مقالات مشابهة

  • نقابة تدعو الشغيلة التعليمية استكارا لجرائم الصهاينة في حق الشعب الفلسطيني
  • "الخارجية الفلسطينية" تحذر من مخاطر تعميق نظام الفصل العنصري
  • «الخارجية الفلسطينية» تحذر من مخاطر تعميق نظام الفصل العنصري
  • عمرو الجنايني يرد على شائعات انتقال زيزو للأهلي: لا تصدقوا الأكاذيب
  • في اليوم العالمي لكتاب الطفل.. قصص صغيرة تصنع أجيالاً كبيرة
  • هل يجوز الكذب خوفا من الحسد .. علي جمعة يوضح الموقف الشرعي
  • الشيوخ يناقش تعديلات قانون التجارة .. اليوم
  • الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي يحتفي بيوم الطفل الفلسطيني
  • فرحة العيدية واللعب مع الأصدقاء.. "اليوم" ترصد العيد بعيون الأطفال
  • نتنياهو: اتهامات رئيس الشاباك بحقي “نسج من الأكاذيب”