موقع النيلين:
2025-03-17@06:36:38 GMT

سناء حمد: الغرب ومقاربة جديدة ..من السودان

تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT

سناء حمد: الغرب ومقاربة جديدة ..من السودان


‏وقع طبول الحرب الكونية يتصاعد ، من لا يسمعه أصم ، الحريق الكبير تتصاعد السنته و من لا يرى دخانه فهو أعمى ! هنا فقط ساتناول ما يتعلق بالحالة السودانية !
‏افريقياً ، ان حرب السودان ، تتمدد عابرة للحدود ومؤثرة في استقرار الدول التي ظلت تاريخيا تعرف بالسودان !الفرنسي والبريطاني ، وليس آخر ارتداداتها ان نيجريا مقبلة في تقديري على انقلاب عسكري حال انصياع الرئيس بهاري للرغبات الغربية ومشاركته في حصار النيجر ، ثم شن حرب عليها ، وهو الامر الذي سيعصف بالاستقرار في شمال نيجريا حيث النفوذ الغالب لقبيلة الهوسا ، التي تمتد الى النيجر و تشكّل 80% من سكانه !! .


‏اما فرنسا فانها ستتورط في صراعات غرب افريقيا هذه والتي ستتسع دائرتها ، حتى تفقد كل شئ ونجاتها تكمن في بحثها عن فتح صفحة جديدة مع مستعمراتها السابقة والمساهمة بقوة في كسر شوكة القبائل العربية البدوية في الاقليم ومساعدة السودان في الوصول للاستقرار في اسرع وقت !!
‏للاسف فإن الجارة الشقيقة اثيوبيا سيتمدد صراعها وربما في بداية العام المقبل سيكون هناك وجه جديد يصل للحكم عبر الجيش او اتفاق قبلي محمي بالبندقية !!
‏جنوب السودان لن يصمد طويلاً ، فهو يعتمد في اقتصاده على السودان ( الغذاء / النفط/ السلع الاستراتيجية ) استمرار الحرب في السودان سيزيد الاوضاع تعقيداً في جنوب السودان وسيقود الى اتساع دائرة العنف وعدم الاستقرار !!وستواجه تمردٍ ما بعد ان تسرب سلاح وافر من مليشيا الجنجويد للمعارضة الجنوبية التي دعمها حميدتي مؤخرا للاطاحة بالرئيس سلفاكير ! الذي سيخوض سباقاً انتخابيا بعد اشهر لن يكون سهلاً .
‏اما تشاد فهي لا محالة ارض معركة قادمة طالما الجنجويد مسلحون ولديهم مدد عسكري وسند مالي مستمر ..ولديهم طموح في اقصاء قبيلة الزغاوة واستعادة حكم تشاد (في حالة القرعان ) او السيطرة عليها وحكمها في حالة القبائل العربية البربرية ، وطالما هي في قلب سباق السيطرة على السودان الفرنسي !
‏اما مصر ، فإن الوقوف مكتوفي الايادي امام ضائقتها الاقتصادية التي زادها الوضع في السودان تعقيداً ، وانتظار انهيارها لهو خيار سيدفع ثمنه كل الشرق الاوسط ، خاصة اسرائيل ، وينبغي الا يكون امنها واستقرارها محل مساومة .
‏اوربا ، تنتظرها ايام قاسية فهي بين الجفاف والاقتصاد المأزوم والحرب الاوكرانية / الروسية ، ثم موجات غير مسبوقة من المهاجرين ، فبسبب حرب السودان سينفتح الباب واسعا للنزاعات الافريقية من الساحل الغربي وحتى الساحل الشرقي لافريقيا ، وسيتغطى البحر الابيض بالمهاجرين بصورة لا مثيل لها ، لقد استغلت اوربا افريقيا وثرواتها الطبيعية ، و كانت غايةً في الجشع بحيث عرقلت كل نظام حكم سعى لتطوير البلاد ودمرت كل خطة للنهضة وصناعة الاستقرار ، ورفضت ان تسمح لهم بالاستفادة من ثرواتهم ..ولو بنسبة ضئيلة !!! واستحوذت عليها لعقود بأبخس الاثمان !! فلتستعد الان لدفع الثمن ! فالهجرات الكثيفة ستزيد من قوة التيارات الشعوبية والعنصرية التي ستنشئ صراعا وعنفا داخلياً لن يقل اثره عن حرب اوكرانيا علي استقرار واقتصاد وامان دول ومجتمعات القارة ويُرجح ان القارة العجوز ستتداعى تباعاً.. تحت ضغط هذه الازمات.
‏هل ستتوقف الهزات الارتدادية المرتبطة بزلازل السودان عند هذا الحد ، لا ، اذ ان وصول 3000 جندي امريكي للبحر الاحمر ! مؤشر لمستوى جديد من التنافس على المنطقة والممرات التجارية الكبرى التي تخترقها ، فبعد السيطرة شبه الكاملة للروس على غرب افريقيا ، وسيطرة الصينين على الجنوب الشرقي وجزء من شمال شرق افريقيا ، في هذا الوضع تعلو قيمة السودان ومصر ..والبحر الاحمر الذي تمر به 13% من تجارة العالم ، ان امريكا تعلم انها لم تعد بمفردها في الساحة ، بل هي في سباق مع منافسين اقوياء و بلا حمولات تاريخية مع المنطقة ، ويتحركون بقوة لكسب الشعوب والجيوش ! وعلى الولايات المتحدة بذل جهد حقيقي للوصول الى مقاربات جديدة وفهم جديد وسياسات جديدة للتعامل مع العالم ودول المنطقة ، واذا استمرت في نهجها القديم ، وعجزت عن كسب الشعوب فبلا شك ستخسر هذه المنافسة !!

‏إن الهزات الارتدادية بسبب ما يحدث في قلب افريقيا ، في السودان ستتمدد وستكون مضرة للغاية بعدة دول …لن نبالغ ان قلنا ان استقرارها واستمرارها لن يكون مضمونا .
ولذلك على الغربيين التراجع ومراجعة السياسات المتبعة مع الدول الافريقية ، ولابد من العمل بدايةً لاجل وقف التدخل المضر في السودان و ( السماح ) باستقرار السودان وفق ارادة السودانيين ، ودعم الدولة و الحكومة التي ستتشكل حتى يعود المهجرون وليعود الاستقرار لغرب افريقيا والساحل تدريجياً ، هذا او الطوفان .
سناء حمد

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

عاجل | واشنطن بوست عن مصادر: إسرائيل تطبق قواعد جديدة صارمة على منظمات الإغاثة التي تساعد الفلسطينيين

واشنطن بوست عن مصادر:

إسرائيل ستطبق قواعد جديدة تشمل التأشيرات وتسجيل المنظمات الإنسانية في الأراضي الفلسطينية. الضوابط الإسرائيلية الجديدة تأتي في إطار جهود أوسع لتقليص مساحة عمل المنظمات الإنسانية. ضوابط إسرائيل تشمل مراجعة إن كانت منظمات الإغاثة أو موظفوها قد دعوا لمقاطعة إسرائيل. منظمات إغاثة: القيود الإسرائيلية الجديدة تقوض جهودنا في الضفة الغربية وقطاع غزة. منظمات إغاثة: قلقون بشكل خاص من إلزامنا بتقديم أسماء وأرقام هويات موظفينا الفلسطينيين. بيان إسرائيلي: الرقابة على منظمات الإغاثة ستضمن تنفيذ أعمالها بطريقة تتسق مع مصالح إسرائيل. وزير الشتات الإسرائيلي: النظام الجديد يهدف لمنع استغلال العمل الإنساني لتقويض الدولة. مصدر قانوني: المكلفون بتطبيق الضوابط الجديدة لا يفهمون التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي. منظمات إغاثة بالأراضي الفلسطينية: هذا الوقت من أكثر اللحظات إثارة للقلق منذ فترة طويلة. منظمات إغاثة: قيود إسرائيل قد تجبرنا على التوقف عن العمل وهذا لن يكون في صالح أحد. محامون: إسرائيل تعتبر من يدافع عن تطبيق القانون الدولي مناهضا لها. عمال إغاثة: قيود إسرائيل الجديدة يمكن استخدامها لمعاقبة من انتقد سلوكها في غزة. موظف إغاثة كبير: ضوابط إسرائيل الجديدة خطيرة بالنسبة لغزة وسابقة على مستوى العالم. موظف إغاثة كبير: لا نعلم إن كنا سنبقى هنا بعد بضعة أشهر والوضع محبط للغاية ولا نعرف ماذا سنفعل. إعلان

مقالات مشابهة

  • تجربة درع السودان وتجارب كل التشكيلات العسكرية التي ساهمت (..)
  • العدوان الأمريكي.. هزيمة جديدة لواشنطن ومؤشر على حجم الضرر الذي ألحقه اليمن بالكيان الصهيوني
  • عاجل | وزير الخارجية السوداني للجزيرة نت: الحكومة الموازية وُلدت ميتة ولن يكون لها دور في مستقبل السودان
  • ???? عبد الرحمن عمسيب ، الرائدُ الذي لا يكذبُ أهلَه
  • السؤال الذي يعرف الغرب الإجابة عنه مسبقا
  • بمواصفات خيالية.. هل يكون «OnePlus» الحاسب الذي ننتظره؟
  • كيكل: الوحدة التي حدثت بسبب هذه الحرب لن تندثر – فيديو
  • عاجل | واشنطن بوست عن مصادر: إسرائيل تطبق قواعد جديدة صارمة على منظمات الإغاثة التي تساعد الفلسطينيين
  • الدول التي تدرس إدارة ترامب فرض حظر سفر عليها
  • قاصرون يعترضون سبيل مهاجرين من دول جنوب افريقيا بالقليعة