موقع النيلين:
2024-10-04@23:54:37 GMT

سناء حمد: الغرب ومقاربة جديدة ..من السودان

تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT

سناء حمد: الغرب ومقاربة جديدة ..من السودان


‏وقع طبول الحرب الكونية يتصاعد ، من لا يسمعه أصم ، الحريق الكبير تتصاعد السنته و من لا يرى دخانه فهو أعمى ! هنا فقط ساتناول ما يتعلق بالحالة السودانية !
‏افريقياً ، ان حرب السودان ، تتمدد عابرة للحدود ومؤثرة في استقرار الدول التي ظلت تاريخيا تعرف بالسودان !الفرنسي والبريطاني ، وليس آخر ارتداداتها ان نيجريا مقبلة في تقديري على انقلاب عسكري حال انصياع الرئيس بهاري للرغبات الغربية ومشاركته في حصار النيجر ، ثم شن حرب عليها ، وهو الامر الذي سيعصف بالاستقرار في شمال نيجريا حيث النفوذ الغالب لقبيلة الهوسا ، التي تمتد الى النيجر و تشكّل 80% من سكانه !! .


‏اما فرنسا فانها ستتورط في صراعات غرب افريقيا هذه والتي ستتسع دائرتها ، حتى تفقد كل شئ ونجاتها تكمن في بحثها عن فتح صفحة جديدة مع مستعمراتها السابقة والمساهمة بقوة في كسر شوكة القبائل العربية البدوية في الاقليم ومساعدة السودان في الوصول للاستقرار في اسرع وقت !!
‏للاسف فإن الجارة الشقيقة اثيوبيا سيتمدد صراعها وربما في بداية العام المقبل سيكون هناك وجه جديد يصل للحكم عبر الجيش او اتفاق قبلي محمي بالبندقية !!
‏جنوب السودان لن يصمد طويلاً ، فهو يعتمد في اقتصاده على السودان ( الغذاء / النفط/ السلع الاستراتيجية ) استمرار الحرب في السودان سيزيد الاوضاع تعقيداً في جنوب السودان وسيقود الى اتساع دائرة العنف وعدم الاستقرار !!وستواجه تمردٍ ما بعد ان تسرب سلاح وافر من مليشيا الجنجويد للمعارضة الجنوبية التي دعمها حميدتي مؤخرا للاطاحة بالرئيس سلفاكير ! الذي سيخوض سباقاً انتخابيا بعد اشهر لن يكون سهلاً .
‏اما تشاد فهي لا محالة ارض معركة قادمة طالما الجنجويد مسلحون ولديهم مدد عسكري وسند مالي مستمر ..ولديهم طموح في اقصاء قبيلة الزغاوة واستعادة حكم تشاد (في حالة القرعان ) او السيطرة عليها وحكمها في حالة القبائل العربية البربرية ، وطالما هي في قلب سباق السيطرة على السودان الفرنسي !
‏اما مصر ، فإن الوقوف مكتوفي الايادي امام ضائقتها الاقتصادية التي زادها الوضع في السودان تعقيداً ، وانتظار انهيارها لهو خيار سيدفع ثمنه كل الشرق الاوسط ، خاصة اسرائيل ، وينبغي الا يكون امنها واستقرارها محل مساومة .
‏اوربا ، تنتظرها ايام قاسية فهي بين الجفاف والاقتصاد المأزوم والحرب الاوكرانية / الروسية ، ثم موجات غير مسبوقة من المهاجرين ، فبسبب حرب السودان سينفتح الباب واسعا للنزاعات الافريقية من الساحل الغربي وحتى الساحل الشرقي لافريقيا ، وسيتغطى البحر الابيض بالمهاجرين بصورة لا مثيل لها ، لقد استغلت اوربا افريقيا وثرواتها الطبيعية ، و كانت غايةً في الجشع بحيث عرقلت كل نظام حكم سعى لتطوير البلاد ودمرت كل خطة للنهضة وصناعة الاستقرار ، ورفضت ان تسمح لهم بالاستفادة من ثرواتهم ..ولو بنسبة ضئيلة !!! واستحوذت عليها لعقود بأبخس الاثمان !! فلتستعد الان لدفع الثمن ! فالهجرات الكثيفة ستزيد من قوة التيارات الشعوبية والعنصرية التي ستنشئ صراعا وعنفا داخلياً لن يقل اثره عن حرب اوكرانيا علي استقرار واقتصاد وامان دول ومجتمعات القارة ويُرجح ان القارة العجوز ستتداعى تباعاً.. تحت ضغط هذه الازمات.
‏هل ستتوقف الهزات الارتدادية المرتبطة بزلازل السودان عند هذا الحد ، لا ، اذ ان وصول 3000 جندي امريكي للبحر الاحمر ! مؤشر لمستوى جديد من التنافس على المنطقة والممرات التجارية الكبرى التي تخترقها ، فبعد السيطرة شبه الكاملة للروس على غرب افريقيا ، وسيطرة الصينين على الجنوب الشرقي وجزء من شمال شرق افريقيا ، في هذا الوضع تعلو قيمة السودان ومصر ..والبحر الاحمر الذي تمر به 13% من تجارة العالم ، ان امريكا تعلم انها لم تعد بمفردها في الساحة ، بل هي في سباق مع منافسين اقوياء و بلا حمولات تاريخية مع المنطقة ، ويتحركون بقوة لكسب الشعوب والجيوش ! وعلى الولايات المتحدة بذل جهد حقيقي للوصول الى مقاربات جديدة وفهم جديد وسياسات جديدة للتعامل مع العالم ودول المنطقة ، واذا استمرت في نهجها القديم ، وعجزت عن كسب الشعوب فبلا شك ستخسر هذه المنافسة !!

‏إن الهزات الارتدادية بسبب ما يحدث في قلب افريقيا ، في السودان ستتمدد وستكون مضرة للغاية بعدة دول …لن نبالغ ان قلنا ان استقرارها واستمرارها لن يكون مضمونا .
ولذلك على الغربيين التراجع ومراجعة السياسات المتبعة مع الدول الافريقية ، ولابد من العمل بدايةً لاجل وقف التدخل المضر في السودان و ( السماح ) باستقرار السودان وفق ارادة السودانيين ، ودعم الدولة و الحكومة التي ستتشكل حتى يعود المهجرون وليعود الاستقرار لغرب افريقيا والساحل تدريجياً ، هذا او الطوفان .
سناء حمد

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

القومي للمرأة يشكر الدكتورة مايا مرسي على جهودها طوال الـ 8 سنوات

عقد المجلس القومي للمرأة اجتماعه الدورى برئاسة المستشار سناء خليل نائب رئيسة المجلس،  وبحضور عضوات وأعضاء المجلس ، و ايمان خليفة الأمينة العامة للمجلس ، وذلك لمناقشة جهود المجلس خلال الفترة الماضية وخطة عمله القادمة.

مسؤولون أمريكيون يكشفون موقف إسرائيل من الرد على إيران وتحذيرات دولية

 قدم المستشار سناء خليل بالنيابة عن جميع عضوات وأعضاء المجلس وأمانته العامة ولجانه وفروعه بالمحافظات خالص التهانى الى الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيسة المجلس سابقا لتقلدها حقيبة وزارة التضامن الاجتماعى، مؤكدا انه منصب مستحق وبجدارة لتاريخها الحافل بالانجازات والنجاحات ولكفائتها المهنية وخبراتها الدولية الكبيرة، كما قدم الشكر والتقدير لجهودها العظيمة خلال قيادتها المجلس على مدار ثمان سنوات متمنين لها دوام النجاح والتوفيق.

 وقد تضمن الاجتماع مناقشة ما تم من جهود و إنجازات خلال الفترة الماضية، وخطة عمله القادمة،خاصة خلال حملة ال16 يوم من الأنشطة للقضاء على العنف ضد المرأة والتى يطلقها المجلس كل عام خلال الفترة من 25 نوفمبر وحتى 10 ديسمبر.

 

مقالات مشابهة

  • هيئتا «الدواء» و«المنتجات الصحية» بجنوب افريقيا يتفقان لتسهيل إجراءات تسجيل المستحضرات الحيوية
  • حجم المياه الذي وصل لبحيرة ناصر من حصة السودان حتى اليوم ومنذ بداية الحرب في إبريل 2023 يزيد عن (25 مليار متر مكعب)
  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • من يكون الفلسطيني الضحية الوحيد الذي سقط بصواريخ إيران في الضفة الغربية؟(صورة)
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة
  • القومي للمرأة يشكر الدكتورة مايا مرسي على جهودها طوال الـ 8 سنوات
  • السفارة الأمريكية: نشعر بالقلق من الأضرار التي لحقت بمقر سفير الإمارات في السودان
  • عاجل : صنعاء تكشف إدخال منظومة صواريخ جديدة في الهجوم الذي طال مواقع الاحتلال اليوم وهذه هي التفاصيل
  • روسيا تعلن السيطرة على بلدة جديدة في مقاطعة دونيتسك شرقي أوكرانيا
  • إيران تعلن رسمياً عن الأهداف التي قصفتها صواريخها الباليستية في “إسرائيل” (فيديوهات جديدة)