سناء حمد: الغرب ومقاربة جديدة ..من السودان
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
وقع طبول الحرب الكونية يتصاعد ، من لا يسمعه أصم ، الحريق الكبير تتصاعد السنته و من لا يرى دخانه فهو أعمى ! هنا فقط ساتناول ما يتعلق بالحالة السودانية !
افريقياً ، ان حرب السودان ، تتمدد عابرة للحدود ومؤثرة في استقرار الدول التي ظلت تاريخيا تعرف بالسودان !الفرنسي والبريطاني ، وليس آخر ارتداداتها ان نيجريا مقبلة في تقديري على انقلاب عسكري حال انصياع الرئيس بهاري للرغبات الغربية ومشاركته في حصار النيجر ، ثم شن حرب عليها ، وهو الامر الذي سيعصف بالاستقرار في شمال نيجريا حيث النفوذ الغالب لقبيلة الهوسا ، التي تمتد الى النيجر و تشكّل 80% من سكانه !! .
اما فرنسا فانها ستتورط في صراعات غرب افريقيا هذه والتي ستتسع دائرتها ، حتى تفقد كل شئ ونجاتها تكمن في بحثها عن فتح صفحة جديدة مع مستعمراتها السابقة والمساهمة بقوة في كسر شوكة القبائل العربية البدوية في الاقليم ومساعدة السودان في الوصول للاستقرار في اسرع وقت !!
للاسف فإن الجارة الشقيقة اثيوبيا سيتمدد صراعها وربما في بداية العام المقبل سيكون هناك وجه جديد يصل للحكم عبر الجيش او اتفاق قبلي محمي بالبندقية !!
جنوب السودان لن يصمد طويلاً ، فهو يعتمد في اقتصاده على السودان ( الغذاء / النفط/ السلع الاستراتيجية ) استمرار الحرب في السودان سيزيد الاوضاع تعقيداً في جنوب السودان وسيقود الى اتساع دائرة العنف وعدم الاستقرار !!وستواجه تمردٍ ما بعد ان تسرب سلاح وافر من مليشيا الجنجويد للمعارضة الجنوبية التي دعمها حميدتي مؤخرا للاطاحة بالرئيس سلفاكير ! الذي سيخوض سباقاً انتخابيا بعد اشهر لن يكون سهلاً .
اما تشاد فهي لا محالة ارض معركة قادمة طالما الجنجويد مسلحون ولديهم مدد عسكري وسند مالي مستمر ..ولديهم طموح في اقصاء قبيلة الزغاوة واستعادة حكم تشاد (في حالة القرعان ) او السيطرة عليها وحكمها في حالة القبائل العربية البربرية ، وطالما هي في قلب سباق السيطرة على السودان الفرنسي !
اما مصر ، فإن الوقوف مكتوفي الايادي امام ضائقتها الاقتصادية التي زادها الوضع في السودان تعقيداً ، وانتظار انهيارها لهو خيار سيدفع ثمنه كل الشرق الاوسط ، خاصة اسرائيل ، وينبغي الا يكون امنها واستقرارها محل مساومة .
اوربا ، تنتظرها ايام قاسية فهي بين الجفاف والاقتصاد المأزوم والحرب الاوكرانية / الروسية ، ثم موجات غير مسبوقة من المهاجرين ، فبسبب حرب السودان سينفتح الباب واسعا للنزاعات الافريقية من الساحل الغربي وحتى الساحل الشرقي لافريقيا ، وسيتغطى البحر الابيض بالمهاجرين بصورة لا مثيل لها ، لقد استغلت اوربا افريقيا وثرواتها الطبيعية ، و كانت غايةً في الجشع بحيث عرقلت كل نظام حكم سعى لتطوير البلاد ودمرت كل خطة للنهضة وصناعة الاستقرار ، ورفضت ان تسمح لهم بالاستفادة من ثرواتهم ..ولو بنسبة ضئيلة !!! واستحوذت عليها لعقود بأبخس الاثمان !! فلتستعد الان لدفع الثمن ! فالهجرات الكثيفة ستزيد من قوة التيارات الشعوبية والعنصرية التي ستنشئ صراعا وعنفا داخلياً لن يقل اثره عن حرب اوكرانيا علي استقرار واقتصاد وامان دول ومجتمعات القارة ويُرجح ان القارة العجوز ستتداعى تباعاً.. تحت ضغط هذه الازمات.
هل ستتوقف الهزات الارتدادية المرتبطة بزلازل السودان عند هذا الحد ، لا ، اذ ان وصول 3000 جندي امريكي للبحر الاحمر ! مؤشر لمستوى جديد من التنافس على المنطقة والممرات التجارية الكبرى التي تخترقها ، فبعد السيطرة شبه الكاملة للروس على غرب افريقيا ، وسيطرة الصينين على الجنوب الشرقي وجزء من شمال شرق افريقيا ، في هذا الوضع تعلو قيمة السودان ومصر ..والبحر الاحمر الذي تمر به 13% من تجارة العالم ، ان امريكا تعلم انها لم تعد بمفردها في الساحة ، بل هي في سباق مع منافسين اقوياء و بلا حمولات تاريخية مع المنطقة ، ويتحركون بقوة لكسب الشعوب والجيوش ! وعلى الولايات المتحدة بذل جهد حقيقي للوصول الى مقاربات جديدة وفهم جديد وسياسات جديدة للتعامل مع العالم ودول المنطقة ، واذا استمرت في نهجها القديم ، وعجزت عن كسب الشعوب فبلا شك ستخسر هذه المنافسة !!
إن الهزات الارتدادية بسبب ما يحدث في قلب افريقيا ، في السودان ستتمدد وستكون مضرة للغاية بعدة دول …لن نبالغ ان قلنا ان استقرارها واستمرارها لن يكون مضمونا .
ولذلك على الغربيين التراجع ومراجعة السياسات المتبعة مع الدول الافريقية ، ولابد من العمل بدايةً لاجل وقف التدخل المضر في السودان و ( السماح ) باستقرار السودان وفق ارادة السودانيين ، ودعم الدولة و الحكومة التي ستتشكل حتى يعود المهجرون وليعود الاستقرار لغرب افريقيا والساحل تدريجياً ، هذا او الطوفان .
سناء حمد
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی السودان
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يعلن عن انتصارات جديدة و يستعيد بلدة التروس في الفاشر أخبار السبت 15 مارس 2025
وأفادت مصادر ميدانية وشهود عيان بأن قوات الجيش استعادت بلدة التروس الواقعة بين ولايتي النيل الأبيض وسنار، وأعلن الجيش في بيان، اليوم (الجمعة)، أنه يتقدم بمحور منطقة التروس بعد هزيمة الدعم السريع.
ولفتت المصادر إلى أن قوات الدعم السريع كانت تتخذ من بلدة التروس الحدودية مع جنوب السودان منطلقا لشن هجماتها على الجيش في سنار والنيل الأبيض.
وذكرت أن قوات الدعم السريع قصفت مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان لليوم السادس على التوالي، مؤكدة أن القصف تزامن مع وقت الإفطار واستهدف وسط المدينة.
وأفاد إعلام الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني بمدينة الفاشر بأن الجيش مستمر في التقدم بالميدان بجميع محاور القتال.
وذكر أن الجيش نصب كمينا محكما بالمحور الشرقي للمدينة، تمكن خلاله من قتل 30 عنصرا من المليشيات.
وقال إن قواته دمرت 4 مركبات للدعم وقتلت عناصرها التي كانت بها. وأضاف أن الجيش بالتنسيق مع القوات المشتركة والشرطة والمخابرات وقوات العمل الخاص واصلوا عمليات التمشيط والهجوم المباغت على أوكار العدو في المحاور الجنوبية الشرقية والغربية للفاشر، التي أسفرت عن الاستيلاء على كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر.
وحسب البيان، فإن طيران الجيش شن غارات استهدفت مطار نِيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور وعدة مواقع إستراتيجية للعدو مكبداً إياه خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وفق البيان.
من جانبها، اتهمت مجموعة «محامو الطوارئ» قوات الدعم السريع بقتل 8 مدنيين بينهم سيدتان في أحياء بري اللاماب والجريف غرب، شرقي الخرطوم.
وأضافت المجموعة الحقوقية في بيان أمس أن قوات الدعم السريع نفذت خلال الأسبوع الماضي مداهمات واسعة لمنازل المدنيين في هذه الأحياء، وفرضت حصارا خانقا على أحياء البراري وامتداد ناصر ومنعت المدنيين من الخروج وسط نقص حاد في الغذاء والدواء وانقطاع الاتصالات، وهذا أدى لوفاة عدد من الأطفال جراء الجوع وانعدام الرعاية الصحية.
ودانت هذه الجرائم وطالبت بمحاسبة المسؤولين عنها وفتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال الغذاء والدواء للمدنيين المحاصرين.
في غضون ذلك، حذرت مديرة برامج الطوارئ باليونيسيف لوشيا المي من أن أطفال السودان يمثلون واحدة من أسوأ المآسي الإنسانية على وجه الأرض، مؤكدة أن الصراع والنزوح والجوع دمروا حياة الكثيرين.
وكشفت أن نحو 16 مليون طفل في السودان في حاجة للمساعدات، وأن 17 مليونا خارج مقاعد الدراسة لعامين، في حين يعاني 3.2 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد هذا العام، من بينهم 770 ألفا من الأطفال يواجهون سوء التغذية الحاد الوخيم، وهو أشد أشكال الجوع فتكاً