كاتبة إسرائيلية: فوز ترامب ستكون له عواقب وخيمة على إسرائيل
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
تُظهر استطلاعات الرأي أن التنافس بين مرشحي الحزب الجمهوري دونالد ترامب والحزب الديمقراطي كامالا هاريس على أشده في اليوم الذي قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، فكيف يراها الإسرائيليون؟
تشير استطلاعات الرأي في إسرائيل إلى أن أكثر من 60% سيصوتون لترامب إذا أتيحت لهم الفرصة، مقابل 20% فقط لهاريس.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فيضانات إسبانيا المروعة تكشف: شركات النفط الكبرى تقتلناlist 2 of 2مواطن أميركي يعاون الجيش الروسي في أوكرانياend of listوالإجابة الشائعة التي يحصل عليها المرء من الإسرائيليين المؤيدين للرئيس الأميركي السابق عند سؤالهم عن اختيارهم هي أن "ترامب أفضل لإسرائيل"، وفق ما ورد في مقال رأي بصحيفة جيروزاليم بوست.
وتبدو هذه الإجابة -برأي كاتبة المقال سوزان هاتيس روليف- منطقية تماما في ظاهرها فقط لسببين؛ أولهما أن غالبية يهود إسرائيل اليوم ليسوا ليبراليين ولا تقدميين، وبالتالي فإن كامالا هاريس لا تملك فرصة من حيث المبدأ، في حين أن ترامب المحافظ، "أو بالأحرى غير الليبرالي والرجعي" لديه ميزة أصيلة.
والسبب الثاني أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يفضل بشكل واضح ترامب، ولا تربطه علاقة ودية بهاريس.
لكن روليف -التي عملت في السابق باحثة في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) ومحاضرة في العلاقات الدولية بالجامعة العبرية في القدس- ترى أن فوز ترامب ستكون له عواقب وخيمة على إسرائيل والولايات المتحدة والعالم الحر على حد سواء.
كما تعتقد أن الفرضية القائلة بأن ترامب هو الأفضل لإسرائيل تتطلب استقصاء أكثر جدية. ومع أنها تقر بأن المرشح الجمهوري يروق لبعض الفئات السكانية "لأنه غير ليبرالي ولمواقفه غير التقدمية"، فإنها ترى أنه "غير لطيف، وفظ، ومبتذل، وعنصري، وكاره للنساء، وكذاب أشر، ومفبرك للأخبار الكاذبة".
وواصلت كاتبة المقال هجومها الشرس على ترامب، موجهة حديثها إلى "أولئك الذين لا يزالون يعتقدون أنه في صالح إسرائيل"، قائلة "مع أصدقاء مثل هؤلاء، من يحتاج إلى أعداء؟"، في إشارة إلى أنه هو نفسه العدو.
وأضافت أن بعض أقوال وتصريحات ترامب تشي بأنه يميل إلى الفاشيين والنازيين، واستندت في ذلك إلى أحداث وقعت إبان رئاسته للولايات المتحدة؛ من بينها دفاعه عن القوميين البيض والنازيين الجدد الذين شاركوا في تجمع "توحيد اليمين" في مدينة تشارلوتسفيل، بولاية فيرجينيا، في أغسطس/آب عام 2017 حيث قُتلت امرأة كانت تتظاهر ضد التجمع.
وعندما يتعلق الأمر بانحياز نتنياهو لترامب في الانتخابات، فإن روليف تورد مسألتين مهمتين لتفسير ذلك. فالأمر الأول، باعتقادها، أن هذا التحيز قد يكون مرتبطا بحقيقة أن نتنياهو نفسه قد يُنظر إليه على أنه "مستبد جديد" في طور التكوين، ويجد أنه من المناسب التعامل مع قادة من النوع نفسه.
والثاني هو أن ترامب ربما يكون قد قطع وعودا لرئيس الوزراء الإسرائيلي، في لقاءاتهما، لم يُفصح عن كنهها للعامة.
ومع ذلك، فهي ترى أنه ليس سرا أن ترامب لديه ميول انعزالية لا تنسجم مع استمرار التورط الأميركي المفرط في دعم إسرائيل في حربها الحالية ضد إيران و"وكلائها".
وأشارت روليف أيضا إلى أن ترامب دعا نتنياهو إلى وضع حد لحربه في غزة ولبنان، والكف عن تبادل الهجمات مع إيران بأسرع ما يكون، قبل أن يتولى منصبه في يناير/كانون الثاني المقبل، إذا فاز في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ترامب (يمين) في لقاء مع نتنياهو عندما كان رئيسا للولايات المتحدة الأميركية (رويترز)وعلى الرغم من أنها هي نفسها والعديد من الإسرائيليين يرحبون بتلك الدعوات من قبل ترامب، فإن نتنياهو وحكومته يعارضون بشكل قاطع إنهاء الصراع قبل أن تحقق إسرائيل "النصر التام".
واعتبرت الباحثة السابقة في مقالها أن الوعد الذي قطعه ترامب للناخبين المسلمين في عدة ولايات محورية بأنه سيجلب السلام إلى الشرق الأوسط حال فوزه، يثير القلق في دوائر الحكومة الإسرائيلية، ذلك أنه عُرف عن الرئيس الأميركي السابق إيمانه بأن إقامة دولة فلسطينية في النهاية هي جزء من عملية السلام.
كما نوهت إلى تصريحه الذي حذر فيه اليهود الأميركيين من أن فوز هاريس في الانتخابات سيتحملون هم وزره، بل إنه قال أيضا إن "أي يهودي يصوت للديمقراطيين يجب أن يخضع لفحص قدراته العقلية".
ومع أن روليف تتوقع، في ختام مقالها، أن هزيمة ترامب ربما تثير الاضطرابات وحتى العنف في الولايات المتحدة إذا رفض مرة أخرى الاعتراف بنتائج الانتخابات، فإنها -مع ذلك- ترى أن خسارته أفضل من انتصاره.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات أن ترامب ترى أن
إقرأ أيضاً:
يديعوت: هذه هي الملفات التي سيناقشها نتنياهو مع ترامب
من المتوقع أن يغادر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد المقبل في زيارة سياسية إلى الولايات المتحدة، حيث ستكون النقطة الأهم فيها هي لقاء شخصي مع الرئيس دونالد ترامب.
وجاء في تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أعده مراسلها السيسي إيتمار آيخنر، أنه وفي هذا اللقاء المرتقب "سيحاول الزعيمان وضع سياسة مشتركة بشأن العديد من المواضيع، بما في ذلك إيران ومستقبل قطاع غزة".
وذكر التقرير أنه "في إسرائيل يُعطى هذا الاجتماع أهمية كبيرة ويُنظر إليه كفرصة لصياغة سياسة تجاه المنطقة، حيث أن ترامب على الرغم من أن له غريزته الخاصة ويتحدث عن الشرق الأوسط قبل توليه المنصب وبعده، إلا أن العديد من القرارات لم تُتخذ بعد في إدارته، لذلك، يأمل نتنياهو أن يتمكن من التأثير على صياغة سياسة ترامب خلال الاجتماع".
وأوضح أن "الموضوع الأول من حيث الأهمية بالنسبة لإسرائيل هو التهديد الوجودي من إيران، بينما بالنسبة لترامب، فإن القضية الإيرانية تُدرج ضمن الهيكلية الإقليمية، وفي الوقت نفسه، تعتبر وضعية طهران وأوضاعها مهمة أيضًا بالنسبة لدول أخرى في الشرق الأوسط، مثل السعودية والإمارات والبحرين، ولدى الولايات المتحدة التزامات بشأن هذه القضية لا تتعلق فقط بإسرائيل".
ويذكر أن "إسرائيل" ترغب في رؤية عقوبات أمريكية قاسية ضد إيران، مع وجود خيار عسكري موثوق.
خلال ولايته السابقة، فرض ترامب عقوبات صارمة على إيران، ولكن لم يُقِم تهديدا عسكريا موازيا، في الوقت نفسه، الرسالة التي أرسلها ترامب هي أن طهران لن تحصل على قنبلة نووية، والنقاش يدور حول كيفية ضمان تحقيق هذا الهدف.
وأكد التقرير إنه "من غير المتوقع أن يبدأ ترامب في القيام بعمل عسكري ضد إيران، لأنه في رؤيته لا يريد فتح حروب وإيران ليست حربه، لكنه بالتأكيد يمكنه مساعدتهم في حروب الآخرين، وبذلك يحرر ترامب نفسه من التناقض بين الرغبة في أن يكون صانع سلام وقدرته على مساعدة إسرائيل في الفوز في حروبها".
وأضاف أنه "في إسرائيل، يتوقعون سماع خطط ترامب بشأن القضية الإيرانية، وهل ينوي الدخول في حوار دبلوماسي معهم في محاولة للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، والقضية الإيرانية مرتبطة أيضًا بخطط ترامب بشأن السعودية، وفقًا لرغبة الأمريكيين في توسيع اتفاقات أبراهام، ومندوب ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، زار السعودية هذا الأسبوع، بعد أسبوع من تنصيبه".
وأشار التقرير إلى أن "الموضوع المركزي الآخر الذي سيُطرح هو الأسرى ومستقبل قطاع غزة، إذ يُعتبرون قضية ملحة، مقارنة برؤية عامة حول غزة، لأنه من الواضح للجميع أن قضية القطاع لن تُحل في غضون 19 يومًا، وهي الفترة المخصصة للمفاوضات حول المرحلة الثانية من صفقة الأسرى، من اليوم الـ16 حتى اليوم الـ35 من قرار وقف إطلاق النار، وحتى ويتكوف لم يحدد موقفه بعد بشأن الموضوع، ويكرر الأمريكيون موقفهم بأنه يجب التأكد من أن غزة لن تكون ملاذًا آمنًا للإرهابيين، في ظل الحاجة الملحة لإنقاذ جميع الأسرى".
من المتوقع أن يحاول ترامب ونتنياهو التوصل إلى تفاهم حول التوتر بين الموضوعين خلال اجتماعهما.
ويذكر أن الرئيس المنتهية ولايته، جو بايدن، والرئيس الجديد ترامب تعهدا أمام نتنياهو (شفهيًا وكتابيًا) أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن استمرار صفقة الأسرى، فلن تُعتبر العودة إلى القتال انتهاكًا للاتفاق.
ومع ذلك، من الواضح لجميع الأطراف أن الموضوع أكثر تعقيدًا: الأمريكيون منشغلون ببناء أعمدة السياسة الاستراتيجية، حيث أن كل قضية تتداخل مع الأخرى، ويريد ترامب التحدث مع نتنياهو بشأن الأمور لتشكيل السياسة العامة، ومن المحتمل جدا أن يطلب منه عدم العودة إلى القتال، على الأقل لفترة زمنية معينة.
وأكد التقرير "في إسرائيل تفاجأوا جدًا من تصريحات ترامب حول إمكانية نقل نصف سكان غزة إلى الأردن أو مصر لإعادة إعمار القطاع، ولم تتم مناقشة هذا السيناريو بجدية في إسرائيل، وليس من الواضح مدى إيمان ترامب بأن هذه الخيار واقعي، وربما هو يطلق بالون اختبار ليرى ردود الفعل على الفكرة، والتي قوبلت في العالم العربي والإسلامي ببرود شديد حتى الآن، بينما يعتزم ترامب مناقشة موضوع ما بعد القتال مع نتنياهو، ومن المتوقع أن يسأله بشكل صريح: "ما هي خططك؟".
وأضاف التقرير "أوضح السعوديون لإسرائيل أنهم لن يتمكنوا من المضي قدمًا في التطبيع دون وقف إطلاق النار، والآن بعد أن تم التوصل إلى وقف إطلاق نار هش، سيكون السعوديون في موقف صعب إذا عادت إسرائيل إلى القتال، وسط توقعات إسرائيلية من ترامب تحرك وفريقه حول وضع الموضوع السعودي بالتحديد، بينما يعتقد كبار المسؤولين في إسرائيل أنه قد يكون من الصعب إغلاق التطبيع قبل إتمام المرحلة الأولى من الصفقة".
ومن المتوقع أن يناقش ترامب ونتنياهو أيضًا أوامر الاعتقال الصادرة ضده وضد وزير الحرب السابق، يوآف غالانت، من قبل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وكذلك فرض العقوبات على المدعي العام، كريم خان، وأعضاء فريقه.
وسيناقش الطرفان أيضا استمرار نقل الأسلحة من الولايات المتحدة إلى "إسرائيل"، ووقف إطلاق النار في لبنان، وكذلك الحكومة الجديدة في سوريا.