قالت صحيفة غارديان إن الفيضانات المدمرة في إسبانيا الأسبوع الماضي يجب أن تحفز قمة الأرض 29 هذا الشهر على الضغط من أجل اتخاذ إجراءات فورية، لا أن يُتجاهل الأمر، لأن الفيضانات المفاجئة الأكثر فتكا في أوروبا منذ نصف قرن، دليل على حقيقتين لا يمكن إنكارهما، أن أزمة المناخ الناجمة عن الإنسان بدأت في اكتساب الشراسة، وأن صناعة الوقود الأحفوري يجب القضاء عليها قبل أن تقتلنا.

وأوضحت الصحيفة -في مقال بقلم جوناثان واتس- أن رد فعل العالم على الفيضانات في إسبانيا الأسبوع الماضي كان مشابها لرد فعل سائقي الطرق السريعة في مكان الحادث، وهو التباطؤ وتقبل الرعب، والتعبير عن التعاطف ظاهريا، والحمد داخليا لأن القدر اختار شخصا آخر، والقدم على دواسة الوقود.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتبة إسرائيلية: فوز ترامب ستكون له عواقب وخيمة على إسرائيلlist 2 of 2مواطن أميركي يعاون الجيش الروسي في أوكرانياend of list

وهذا هو النمط في عصرنا المضطرب بسبب المناخ عندما أصبحت الكوارث الجوية المتطرفة شائعة جدا لدرجة أننا نخاطر بالتطبيع معها، بدلا من الغضب والعزم على الحد منها، حيث يوجد هناك شعور خبيث بالرضا عن الذات، وكأن هذه الأشياء تحدث لشخص آخر والمسؤول شخص آخر وسوف يصلحها، حسب قولها.

هذه هي الرسالة

وأشار الكاتب إلى أن هذه الكارثة يجب أن تكون هي الرسالة الأساسية في قمة الأرض 29 التابعة للأمم المتحدة التي تفتتح في باكو الأسبوع المقبل، لأن وقف احتراق الغاز والنفط والفحم والأشجار هو السبيل الوحيد لتثبيت المناخ، ولكي يحدث هذا يجب أن نحارب الميل إلى تطبيع مشاهد الكارثة.

أشخاص يمرون في شارع بجوار سيارات متضررة بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة بحدوث فيضانات في غواداسوار، منطقة فالنسيا، إسبانيا، 30 أكتوبر/تشرين الأول 2024 (رويترز)

كانت الصور من فالنسيا وغيرها من مناطق إسبانيا صادمة ومألوفة، فالسيارات تتدحرج في شوارع المدن وتطفو في أنهار من الطين وتتحول إلى مصائد موت، وحدث مثل ذلك في إيطاليا، وقبل ذلك جاء الدور على فرنسا، وقبلها أوروبا الوسطى، حيث توفي 24 شخصا في فيضانات في بولندا والنمسا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا.

وقف احتراق الغاز والنفط والفحم والأشجار هو السبيل الوحيد لتثبيت المناخ، ولكي يحدث هذا يجب أن نحارب الميل إلى تطبيع مشاهد الكارثة.

كانت الفيضانات تحدث دائما، ولكن استخدام الوقود الأحفوري هو الذي يثقل كاهل العالم بالكارثة، وكلما ارتفعت درجة حرارة الغلاف الجوي، زادت الرطوبة التي يمكنه أن يحملها، مما يعني فترات جفاف أطول وهطول أمطار أكثر كثافة، وفي إسبانيا هطلت أمطار عام كامل في أقل من نصف يوم في بعض المناطق، وهذا أسفر عن مقتل 205 أشخاص على الأقل.

وتنقل الصحيفة عن الدكتور إرنستو رودريغيز كامينو، كبير خبراء الأرصاد الجوية وعضو الجمعية الإسبانية للأرصاد الجوية، قوله إن "الأحداث من هذا النوع، كانت تحدث في السابق على فترات متباعدة لعدة عقود، ولكنها أصبحت الآن أكثر تكرارا وغدت قدرتها التدميرية أكبر".

لا أحد يستطيع أن يقول إنه لم يصله تحذير -كما يقول الكاتب- لأن الحكومات وافقت منذ 32 عاما على معالجة المخاوف المناخية في قمة الأرض الأولى في ريو دي جانيرو، ثم بعد ذلك في اتفاق باريس للحد من الانحباس الحراري العالمي إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.

ومع ذلك، تستمر درجات الحرارة في الصعود إلى مستويات قياسية، وترتفع الانبعاثات بشكل أسرع من المتوسط ​​​​خلال العقد الماضي، وهذا يعني أن القدم لا تزال على دواسة الوقود، لأن الحكومات تواصل التركيز على السرعة الاقتصادية بدلا من سلامة المناخ.

نمط مزعج

وذكّر الكاتب بأن العالم يعيش في زمن من الأحداث المناخية المتطرفة والمزعجة، حيث كان العامان الأخيران الأكثر سخونة في تاريخ العالم المسجل، وكان الحريق الأكثر فتكا في الولايات المتحدة وأكبر حريق في أوروبا وأكبر حريق في كندا، وأسوأ جفاف في غابات الأمازون المطيرة.

وقد تنبأ العلماء والأمم المتحدة بأن الفيضانات والحرائق ليست حالات معزولة، بل هي جزء من نمط مزعج، وسببها واضح وعلاجها كذلك، وقد أظهر العلماء في مؤسسة "نسب الطقس العالمي" مدى شدة العواصف والجفاف والفيضانات والحرائق واحتمال حدوثها نتيجة للاضطرابات المناخية الناجمة عن أنشطة بشرية.

أوتو: في مؤتمر الأرض 29 يحتاج زعماء العالم إلى الاتفاق، ليس فقط على تقليل حرق الوقود الأحفوري، بل وقفه أيضا، مع تحديد تاريخ نهائي.

وقال مؤلفو هذه الدراسات إن كل هذا يحدث مع 1.3 درجة مئوية فقط من الانحباس الحراري العالمي، وبالتالي يجب أن يكون تحذيرا عاجلا لخفض الانبعاثات، وقال فريدريك أوتو، رئيس قسم إسناد الطقس العالمي في مركز السياسة البيئية بلندن "في مؤتمر الأرض 29″: يحتاج زعماء العالم إلى الاتفاق، ليس فقط على تقليل حرق الوقود الأحفوري، بل وقفه أيضا، مع تحديد تاريخ نهائي".

وخلص الكاتب إلى أن التنافر بين الاستجابة البطيئة والمشاهد المروعة في إسبانيا وأماكن أخرى، يجب أن يكون بمثابة صدمة للوعي العالمي، ويتعين علينا أن نستوعب ونستجيب حقا لرعب ما يمر به العالم، وأن نتوقف عن التظاهر بأننا قادرون على الاستمرار كالمعتاد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات الوقود الأحفوری فی إسبانیا الأرض 29 یجب أن

إقرأ أيضاً:

تغير ألوان البحيرات في العالم.. اضطراب كبير بالنظام البيئي

على مدار الأربعين عاما الماضية، تغير لون غالبية بحيرات العالم، وفقًا لدراسة جديدة، حللت الدراسة 32 مليون صورة التقطتها الأقمار الصناعية لأكثر من 67 ألف بحيرة، ويُعتقد أن التغيرات الكبيرة في النظم البيئية للبحيرات هي السبب.

البحيرات مكونات أساسية للنظام البيئي للأرض، فهي توفر موائل للأنواع المائية والبرية، وتدعم التنوع البيولوجي، وتساعد في الحفاظ على التوازن البيئي، كما أنها ضرورية لتوفير مياه الشرب، ودعم الزراعة، والتأثير على المناخ من خلال تأثيرها على درجة الحرارة والرطوبة والعمليات الجوية.

يعد لون البحيرات مؤشرا مهما على صحتها، إذ تكشف درجاتها المختلفة عن الحالة البيئية للبحيرات والعمليات الفيزيائية والكيميائية الجارية فيها.

في دراسة نشرت بمجلة Water Resources Research، قام فريق من الباحثين بتحليل 32 مليون صورة التقطتها الأقمار الصناعية لأكثر من 67 ألف بحيرة من عام 1984 فصاعدا.

بعد مقارنة بيانات المناخ والسكان، وجد الباحثون أن 14% فقط من البحيرات المدروسة حافظت على ثبات ألوانها مع مرور الوقت.

اضطراب كبير في النظام البيئي

ويشير تغير ألوان العديد من البحيرات إلى اضطراب كبير في النظام البيئي ناجم عن تغيرات في جودة المياه، وتركيزات الطحالب، وتدفق المواد العضوية المذابة، وعوامل أخرى مساهمة.

ووفقًا لتشنج دوان، الباحث في الجغرافيا الطبيعية بجامعة لوند: “تُظهر نتائجنا وجود علاقة قوية بين تغيرات ألوان البحيرات وتغير المناخ والتأثير البشري، وقد اكتشفنا أن 60% من البحيرات شهدت تغيرات ملحوظة في ألوانها”.

ألوان البحيرات تختلف باختلاف موقعها

تختلف ألوان البحيرات باختلاف موقعها، تتواجد البحيرات الزرقاء بشكل رئيسي في المناطق الواقعة على خطوط العرض الشمالية، بينما تكثر البحيرات الخضراء في المناطق المكتظة بالسكان الواقعة على خطوط العرض الوسطى، مثل جنوب أوروبا، أما البحيرات المائلة إلى الحمرة والأصفر فتتواجد بشكل رئيسي في نصف الكرة الجنوبي.

في الدراسة وجد الباحثون أن معظم البحيرات قد تحولت نحو أطوال موجية أقصر (نحو الأزرق) على مدى الأربعين عامًا الماضية.

وتشير البحيرة ذات اللون الأزرق عمومًا إلى مياه أكثر صفاءً، وقد تعكس حالة بيئية أكثر صحة، مع أن هذا يختلف باختلاف الخصائص الطبيعية للبحيرة ومحيطها.

ومع ذلك، فإن التغيرات الكبيرة في لون البحيرة قد تشير إلى اضطرابات بيئية، مثل زيادة الأحمال الغذائية أو عوامل أخرى تؤثر على الخصائص الفيزيائية والكيميائية الحيوية لمياه البحيرة. وكانت الاختلافات بين المناطق ملحوظة.

يقول دوان: “أظهرت البحيرات في مناطق خطوط العرض العليا، مثل أمريكا الشمالية وشمال أوروبا، تغيرًا أكثر وضوحًا في اللون مقارنةً بتلك الموجودة عند خط الاستواء وفي نصف الكرة الجنوبي، لا نعرف سبب ذلك تحديدًا، يشير هذا التباين الإقليمي إلى أن تغير المناخ والنشاط البشري يؤثران على النظم البيئية بطرق معقدة ومحلية.

رسم خرائط عالمية لألوان البحيرات

من خلال رسم خرائط عالمية لألوان البحيرات، تُسلّط الدراسة الجديدة  الضوء على كيفية تأثير تغيّر المناخ والنشاط البشري على النظم البيئية للبحيرات، مما يُؤثّر بشكل كبير على إنتاج الغذاء وإمدادات المياه والترفيه، إن فهم هذه التغييرات يُساعد المجتمعات وصانعي السياسات على اتخاذ قرارات مدروسة بشأن إدارة موارد المياه والحفاظ عليها وحماية البيئة.

وعلاوة على ذلك، تظهر الدراسة كيف يمكن للاستشعار عن بعد المستند إلى الأقمار الصناعية أن يكون أداة قابلة للتطوير وفعالة من حيث التكلفة لرصد التغير البيئي بمرور الوقت، وهو أمر بالغ الأهمية للتنمية المستدامة في عالم سريع التغير.

ويقول دوان: “إن النهج القائم على الاستشعار عن بعد يقدم حلاً لمراقبة جودة المياه والاستقرار البيئي على المدى الطويل، ما يسمح بالتدخل المبكر”.

مقالات مشابهة

  • تغير ألوان البحيرات في العالم.. اضطراب كبير بالنظام البيئي
  • الاتحاد من أجل المتوسط يحذر من الاختفاء السريع للأنهار الجليدية قبل اليوم العالمي للمياه
  • الحوثيون يبيعون وقودًا مغشوشًا
  • إخلاء المنازل.. الفيضانات توقف الحياة في إسبانيا
  • أكثر من 150 كارثة مناخية غير مسبوقة ضربت العالم في 2024
  • ارتفاع أسعار النفط العراقي رغم التراجع العالمي
  • إخلاء 350 منزلًا.. الفيضانات توقف الحياة في جنوب إسبانيا
  • إيدلمان تثير شبهة تضارب مصالح بمؤتمر المناخ المقبل بالبرازيل
  • الولايات المتحدة تنسحب من صندوق تعويض الدول الفقيرة عن الاحتباس الحراري العالمي
  • ارتفاع أسعار النفط في السوق العالمي بعد الهجوم الأمريكي على الحوثيين