وقاية.. منصة جديدة من الأوقاف لبناء الوعي المجتمعي والتماسك الأسري
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
أطلقت وزارة الأوقاف العدد الأول من نشرتها الإلكترونية الشهرية «وقاية»، وهي أول نشرة إلكترونية تهدف إلى معالجة القضايا المجتمعية وبناء الإنسان، بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين. تأتي هذه النشرة تحت رئاسة الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، في إطار جهود الوزارة المستمرة لإيقاظ الوعي المجتمعي وتعزيز قيمة بناء الإنسان، بتقديم حلول مبتكرة تهدف لإحداث نقلة نوعية تعكس رؤية الدولة المصرية، وتتوافق مع رسالة الوزارة في تعزيز شخصية الفرد ليصبح عنصراً قوياً وواعياً، يسهم في بناء الوطن ونشر الخير للإنسانية.
ركز العدد الأول من «وقاية» على قضية التفكك الأسري وأثره على الأفراد والمجتمع، حيث طرحت حلولاً فكرية من أجل تعزيز الترابط المجتمعي والمساهمة بفعالية في جهود التنمية المستدامة وحماية الوطن.
وافتُتحت النشرة بكلمة معالي الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، حيث أكد على دور «وقاية» كمنصة توعوية تسعى الوزارة من خلالها لمعالجة القضايا المجتمعية الملحة التي تواجه مصر كل شهر، مسلطة الضوء على المشكلات الصحية والاجتماعية التي تؤثر في المجتمع.
وأشار نائب رئيس مجلس الوزراء إلى أهمية الوعي كركيزة لبناء مجتمع سليم ومعافى، مؤكداً أن التوعية بأهمية الوقاية والصحة العامة تدعم الاستراتيجيات الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة.
وعبر عن أمله في أن تكون «وقاية» منصة للتغيير الإيجابي ونشر المعرفة التي يحتاجها المجتمع لتحقيق حياة أفضل لهم ولأجيالهم المقبلة.
وفي مقاله بنشرة «وقاية»، قال وزير الأوقاف، أن الوزارة تعمل على إيقاظ الوعي المجتمعي من خلال طرح حلول مبتكرة تُحدث نقلة نوعية تتماشى مع رؤية الدولة المصرية. وأكد على أهمية الأسرة في الإسلام، حيث تمثل النواة الأساسية للمجتمع، وتُعتبر رعايتها المؤشر الدقيق لقوة المجتمع وصلاحه، مشدداً على أن دعم الأسرة وحمايتها من الضرر ضرورة للحفاظ على تماسك المجتمع.
وفي تحليل معمق، رصد الدكتور نبيل السمالوطي، في قضية العدد، 6 أسباب رئيسية للتفكك الأسري، محذراً من التسرع في اختيار شريك الحياة، وداعياً لزيادة الوعي الديني والثقافي في المجتمع. وأكد ملف العدد على آراء نخبة من العلماء والخبراء في مجالات علم النفس والاجتماع والشريعة، الذين حذروا من خطورة تفكك الأسرة على المجتمع وأهمية الحوار الأسري لمعالجة المشكلات، مشيرين إلى خطورة إدمان مواقع التواصل الاجتماعي على الروابط الأسرية.
وتضمنت «وقاية» مقالات لعدد من كبار العلماء، منهم الدكتور علي جمعة، والدكتور أحمد عمر هاشم، والشيخ خالد الجندي، والدكتور عمرو الورداني، حيث ناقشوا تأثير التفكك الأسري على المجتمع وأهمية التماسك الأسري.
واختتمت النشرة العدد بخمس توصيات لتعزيز الترابط الأسري ونشر المودة، منها ضرورة إقامة ندوات توعوية للتحذير من مخاطر المخدرات، وعرض فيديوهات تثقيفية عن خطورة الإدمان عبر وسائل الإعلام بالتعاون مع وزارات التعليم العالي والشباب والرياضة والتضامن الاجتماعي وصندوق مكافحة الإدمان.
طرحت نشرة «وقاية» سؤالاً تفاعلياً لجمهورها، مقدمةً جوائز قيمة، بهدف تشجيع المتابعين على المشاركة والاستفادة من محتواها القيم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدكتور أسامة الأزهري وزير الاوقاف منصة وقاية وزارة الأوقاف
إقرأ أيضاً:
عضو مجلس الأمناء: الحوار الوطني منصة تجمع أطياف المجتمع والقوى السياسية
أكد الكاتب الصحفى جمال الكشكى، عضو مجلس أمناء الحوار الوطنى، أن فلسفة الحوار الوطنى تقوم على إتاحة مساحات مشتركة، لترسيخ مفهوم احترام الرأى والرأى الآخر، وكشف عن تفاصيل الجلسات المتعلقة بملف «الأمن القومى»، فى ظل التحديات الإقليمية والعربية، وأشاد «الكشكى»، فى حوار مع «الوطن»، بالمكاسب التى تحققت منذ إطلاق الجلسات الأولى للحوار الوطنى، مشيراً إلى أنه سيتم طرح قضية «حرب الشائعات» على طاولة مجلس الأمناء، بوصفها واحدة من أخطر الأسلحة التى تستخدم لضرب مفهوم الدول الوطنية.. وإلى نص الحوار:
فى البداية، ما أهمية الحوار الوطنى وما الفرق بينه وبين البرلمان؟
- جاءت مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى يوم 26 أبريل من عام 2023، لتؤكد أن الأمم الحية هى التى تبادر وتستكشف دروب المستقبل، وتقرأ المعطيات الوطنية ببصيرة نافذة، وتدرك المتغيرات الدولية الجامحة، ثم إنها تستبق هذه المعطيات، وتلك المتغيرات، بخطوات فكرية واسعة، وأعتقد أن مبادرة الرئيس السيسى بفتح النوافذ والأبواب للحوار الوطنى بين أطياف المجتمع المصرى كافة، جاءت فى هذا الإطار الجامع، خاصة حين تستضيفه مؤسسة وطنية خالصة هى الأكاديمية الوطنية للتدريب، وقد أعلنت من منطلق وطنى أنها سوف تتيح الحرية لجميع الآراء دون تدخل، ودعت الجميع إلى الحوار دون تردد، حول مختلف القضايا الوطنية والاجتماعية والاقتصادية، للوصول إلى نقاط اتفاق بين أطياف العمل السياسى فى مصر.
فى رأيك ما الفلسفة التى تكمن وراء المبادرة؟
- نحن إزاء جمهورية جديدة، معنى ومبنى، استطاعت أن تحارب فى مسرحين معاً، مسرح الحرب الشاملة على الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله، ثم مسرح البناء العملاق والإعمار الراسخ، غير المسبوق فى العصور الحديثة، لتستأنف به ما تركته أو أهملته خلال قرن كامل، لأسباب داخلية أو خارجية، أو نتيجة لتقاعس فكرى، وتمزق هويات متنافرة فى مركز النخبة، ولا نجافى المنطق والتاريخ، فجاءت مصر ثم جاء التاريخ، وحفظ هذا التاريخ لنا كثيراً من المواقف السباقة للعقل المصرى الجامع، خاصة فى القرنين الماضيين، وتكوين الدولة الحديثة، ولعل تحديث مصر وتخليصها من الجهل والفقر والمرض، وإرسال البعثات إلى الخارج، لتحديث مصر، عبر مشروع نهضوى كبير، يؤكد منحى العقل الاستباقى المصرى، ولنا فى مبادرتى الحرب والسلام، كمبادرتين مصريتين خالصتين، فاجأتا العالم كله، مثال ناصع على تلك العقلية المبادرة، فقد جاءتا دليلاً على حيوية العقل المصرى الشجاع، على مدار التاريخ.
وماذا عن التعاون بين الحوار الوطنى ومجلس النواب؟
- البرلمان مؤسسة تشريعية لها كل الاحترام والتقدير، ووفقاً للدستور يكون للبرلمان السلطة الكاملة فيما يتعلق بإصدار التشريعات والقوانين، أو إلغائها، فالبرلمان هيئة تمثل السلطة التشريعية فى الدول الدستورية، والحوار الوطنى فهو منصة تضم كل أطياف المجتمع والقوى السياسية، وهو ليس جهة تنفيذية، ولا ينافس أى مؤسسة، بل هو يحرص على المشاركة والتكامل من خلال التوصيات والمخرجات، التى يرفعها للرئيس السيسى، الذى يتولى بدوره إحالتها إلى الحكومة، إذا كانت تحتاج إلى قرارات تنفيذية، أو البرلمان إذا كانت تحتاج إلى قرارات تشريعية، ومن ثم أستطيع القول إن دعوة الرئيس للحوار الوطنى بمثابة نقلة مهمة، وتدشين لمرحلة جديدة فى المسار العام للدولة المصرية، من أجل رفعة وتقدم واستقرار الوطن، وخطوة على طريق الإصلاح السياسى، تساعد فى تحديد أولويات العمل الوطنى، وتدشن لجمهورية جديدة تقبل الجميع، ولا يمكن فيها أن يُفسد الخلاف فى الرأى للوطن قضية.
ما أبرز المكاسب التى حققها الحوار الوطنى منذ إعلان المبادرة؟
- لعل أهم هذه المكاسب أن الحوار، منذ بدايته، صنع حالة غير مسبوقة من تبادل الآراء، واحترام الرأى الآخر، ورسّخ مفهوم وثقافة الحوار، فمن يتابع الجلسات العلنية التى كانت تذاع على الهواء مباشرةً، يتأكد له أن الحوار فتح أفقاً وآفاقاً لم تكن معتادة بهذا النسق من قبل، فلم تكن هناك خطوط حمراء، وفى ذات الوقت تحدث الجميع بكل حرية ومسئولية، لم يتم منع أحد من الحديث، أو التعبير عن وجهة نظره، وبالتالى هذه الروح التى ضمها الحوار، انعكست إيجابياً على الشارع السياسى، وعلى الأحزاب والقوى السياسية، وكل شرائح المجتمع بالشكل الذى أنعش الحياة السياسية، ومد جسور الحوار، وخلق مساحات مشتركة بين الجميع وفق أولويات العمل الوطنى.
من خلال تجربتك كعضو بمجلس الأمناء، كيف انتقل الحوار من العملية الإجرائية إلى مفهوم الحوار التفاعلى؟
- هذا سؤال مهم، حالة الحوار التى شهدتها مصر، من خلال جدول أعمال الحوار الوطنى، أكدت أننا أمام واقع حقيقى لفكرة مؤسسية جادة، ومشروع سياسى وطنى، يؤسس لبداية مسار جديد، ينطلق من الإيمان بالدستور واحترام المؤسسات الوطنية للدولة، وأن الحوار ليس عملية إجرائية، بل إنه حوار تفاعلى، يهدف إلى تطبيق نتائجه ومخرجاته، وفق القانون والدستور، وأن هذه الجلسات التى شهدناها تؤكد المساحات المشتركة للرأى والرأى الآخر، من منظور وطنى، وأريد أن أشير إلى التمثيل العمرى المشارك فى جلسات الحوار، فأغلب المشاركين من جيل الشباب والوسط وكبار السن، يؤكد على تواصل الأجيال، وحرص الجميع على المشاركة فى بناء الجمهورية الجديدة، والتأسيس لمستقبل أفضل للأجيال المقبلة، فالمتحدثون صاغوا مشهداً لم تعرفه مصر من قبل، عبر تجاربها السابقة، فقد تحدثت الجلسات عن نفسها، عندما أتاحت الفرصة كاملة للمتحدثين من اليمين إلى اليسار، مروراً بالوسط، بل وطالبتهم إدارة الحوار بتقديم مقترحات إضافية، بما يسهم فى الوصول إلى أفضل مكاسب لهذه النقاشات.
وكيف ترى حالة الحوار التى تتم فى مصر؟
- حالة الحوار، بكل تفاصيلها التى شهدناها، تقول إننا أمام أمة بحجم مصر، تملك قوة ذاتية نابعة من مسارها الطويل، ما يؤكد على وحدة المصريين فى مواجهة التحديات الجديدة أو المستجدة، وإعادة بناء التماسك الداخلى بين جميع القوى السياسية والشبابية، من خلال إعادة بناء مصر، لكى تحظى بمكانتها الطبيعية الإقليمية والدولية، كما يليق بها، فضلاً عن أن المبادرة تركت أثراً كبيراً فى الشارع المصرى، ويمكن استثمارها والبناء عليها فى مختلف المجالات، لاسيما أن مجلس الأمناء، بكل تنويعاته السياسية، استقر منذ جلساته الأولى، على الانطلاق فى نقاشاته من ثلاثة محاور، وهى السياسى والاقتصادى والمجتمعى، وهذا التنوع يعطى المساحة الواسعة للتجول بين أولوية العمل الوطنى، ومن ثم إلى وضع المواطن أولوية كبرى فى النقاشات التى شهدتها كل جلسات الحوار الوطنى منذ انطلاقه حتى الآن، وبالتالى فإن تضافر الجهود من كل القوى السياسية، والمضى قدماً فى تعميق مفهوم الحوار، إنما هى رسالة عميقة تؤكد الحرص الجماعى على صياغة مستقبل ينحاز انحيازاً كاملاً للمصلحة العامة، ويؤسس لثقافة كانت قد اختفت قبل إطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسى مبادرة الحوار الوطنى، يوم 26 أبريل من عام 2022.