تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة هدى سلطان التي لقبت بـ"وتد" الدراما المصرية التي تربعت لسنوات طويلة على عرش أفلام "الترسو" مع الفنان فريد شوقي، لتترك إرثا كبيرا من الفن بين سحر القصة وقوة الآداء لتحقق قمة المجد الفني خلال تلك الفترة وتكون نجمة شباك الترسو.

وقد ولدت "بهيجة عبد السلام عبد العال الحو" في 15 أغسطس 1925، وترعرعت وسط عائلة إقطاعية، بقرية كفر أبو جندي التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية، وكانت الثالثة بين 5 أبناء أكبرهم شقيقها الفنان محمد فوزي الذى يكبرها بـ7 سنوات، تلته شقيقتهما الفنانة هند علام، وبدأت حياتها الفنية عام 1950 من خلال فيلم 'ست الحسن'، بعدها مثلت في عشرات الأفلام السينمائية والمسرحيات والمسلسلات التلفزيونية.

وقد حفظت القرآن الكريم كاملا في صغرها بكتاب قريتها، حيث اعتاد والدها استقدام شيخة تقرأ القرآن للنساء صباحًا وبشكل يومي، وكان يفعل نفس الشيء لأشقائها الذكور، وبمرور الأيام نمت لديها هواية الغناء والتلاوة، وازداد طموحها لاحتراف الغناء في القاهرة مثلما فعل قبلها شقيقها محمد فوزي.

وغنت هدى سلطان لأول مرة أمام الجمهور عام 1937 في إحدى حفلات المدرسة التي أقيمت على مسرح البلدية في طنطا، بأغنية لأم كلثوم، وعندما بدأت تلمح برغبتها في الغناء وأن تكون مطربة مثل شقيقها، زوجتها عائلتها من شخص يدعى محمد نجيب، وهي لا تزال في عمر 14 عاما، وأنجبت ابنتها الكبرى "نبيلة".

انتقلت بغد ذلك إلى القاهرة بصحبة زوجها في منتصف الأربعينيات، وأصرت على اقتحام مجال الفن، فتم طلاقها بعد أقل من عامين بسبب غيرته الشديدة ورغبته في اعتزالها الفن والتفرغ للمنزل، وانتقلت للعيش مع شقيقها محمد فوزي الذي وقف معها وساعدها وتعرفت على الفنانين والشعراء والموسيقيين من خلاله، وبدأت ممارسة هوايتها بالغناء في حفلات أعياد الميلاد والخطوبة والزواج.

درست "سلطان" على يد الملحن أحمد عبد القادر الذي وصل بها فيما بعد للاعتماد كمطربة في الإذاعة، وسمعها الموسيقار رياض السنباطي فتنبأ لها بمستقبل باهر في عالم الغناء وأبدى استعداده للتلحين لها واختارها لمشاركته بطولة فيلمه السينمائي الوحيد "حبيب قلبي" عام 1952، إخراج حلمى رفلة، وبعد ذلك انطلق صوتها من الإذاعة بأغنية "حبيبي مالقيتش مثاله سلطان على عرش جماله".

وبدأت بعد ذلك مشوارها السينمائي عام 1950، ووقعت عين المنتج جبرائيل نحاس عليها، وأعجب بموهبتها، وعرض عليها أن تعمل في فيلم "ست الحسن" للمخرج نيازي مصطفى، وعرض عليها عقد احتكار لـ3 أفلام دفعة واحدة، ووافقت "هدى" دون تردد.. وقدمت العديد من الأفلام في السينما أشهرها "امرأة في الطريق" الذي نالت على دورها فيه الكثير من الجوائز، إلى جانب أفلام "السكرية" و"جعلوني مجرماً" و"فتوات الحسينية"، و"كهرمان"، و"وداعا بونابرت" و"الابن الضال" "بدور" و"بورسعيد" و"سوق السلاح".

وقدمت مع الفنان فريد شوقي خلال فترة زواجهما أكثر من 20 فيلماً قبل انفصالهما بعد رفضها السفر معه وقد استمر زواجهما فترة طويلة وأنجبت منه ابنتيها ناهد ومها.. وقبل زواجها من فريد شوقي تزوجت الفنانة هدى سلطان من منتج سينمائي لكن ُطلقت منه بسبب غيرته من شهرتها، ثم فؤاد الجزايرلي وساعدها كثيرًا، ثم تزوجت من فؤاد الأطراش شقيق الفنان فريد الأطرش، وكانت زيجتيها الأخيرة من المخرج حسن عبد السلام.

كان آخر دور سينمائي ظهرت فيه بعد 20 عاماً من انقطاعها عن السينما في فيلم "نظرة عين" مع الفنانة منى زكى وظهرت كضيفة شرف.. كما أدت العديد من الأدوار في الدراما التلفزيونية من أهمها "زينب والعرش" و"أرابيسك" و"زيزينيا" و"الليل وآخره" و"الوتد" و"ليالي الحلمية" و"رد قلبي" و"زي القمر" و"للثروة حسابات أخرى"، وكان آخر مسلسلاتها "سلالة عابد المنشاوي".

وقد قفت هدي سلطان على خشبة المسرح عدة مرات وقدمت أفضل العروض التي مازلت عالقة في أذهان الكثيرين منها: "سيد درويش، وبمبة كشر، و المالك الأزرق، والحرافيش، وداد الغازية، دقة قلب، ألوان السماء السابعة، كان زمان".

واستطاعت هدى سطان أن تؤسس لنفسها مكانة خاصة في عالم الفن، حيث تعد من أشهر الفنانات في السينما والدراما المصرية، وأعمالها تركت بصمة خاصة، كما تمكنت من أن تكون من أبرز الفنانات اللاتي جسدن دور الأم على الشاشة فهي حالة فنية متكاملة.

رحلت هدي سلطان عن عمر ناهز الـ80 عاما بسبب إصابتها بمرض السرطان في الخامس من يونيو عام 2006،

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فرید شوقی

إقرأ أيضاً:

مار ثيوفيلوس كورياكوس ناعيا البابا فرنسيس: "فقدت الإنسانية قائدًا روحيًا فريدًا"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نعت الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، ممثلةً بالمطران مار ثيوفيلوس كورياكوس، البابا فرنسيس، واصفة إياه بالقائد الإنساني والروحي العظيم الذي ترك أثرًا لا يُمحى في تاريخ الكنيسة والعالم. 

وقال نيافة المطران: إن وفاة البابا فرنسيس تمثل “خسارة للبشرية جمعاء، وليس فقط للكنيسة الكاثوليكية”، مشيرًا إلى أن محبته، تواضعه، ونضاله من أجل العدالة ستبقى حية في الذاكرة الإنسانية.


صوت الفقراء والمهمشين


ووصف المطران كورياكوس البابا الراحل بأنه “صوت الفقراء والمهمشين”، مؤكداً أنه لطالما وقف إلى جانبهم، وعبّر عن مآسيهم في المحافل الدولية. وأضاف: “لقد اتخذ مواقف أخلاقية جريئة، كانت في كثير من الأحيان سابقة لعصره، وصعبة على المعايير السائدة استيعابها”.


داعم لوحدة المسيحيين


وأكد المطران في كلمته على التزام البابا فرنسيس العميق بتعزيز العلاقات المسكونية بين الكنائس، لاسيما مع الكنائس الأرثوذكسية. وأشار إلى لقائه السنوي مع البابا ضمن فعاليات مسكونية مختلفة، حيث لمس في كل مرة “رؤية محبة شاملة وشعورًا أخويًا صادقًا بوحدة الجسد المسيحي”.


علاقة خاصة مع الكنيسة السريانية الأرثوذكسية

أشار المطران إلى العلاقة الخاصة التي ربطت البابا فرنسيس بالكنيسة السريانية الأرثوذكسية، مستذكرًا لقاءً بارزًا عام 2015 جمع البابا مع قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني، ومجموعة من القيادات الروحية، بمن فيهم المثلث الرحمات البطريرك الكاثوليكوس مار باسيليوس توماس الأول، وقداسة البطريرك الكاثوليكوس مار باسيليوس يوسف. وقال المطران إن البابا استقبل الوفد بـ”حب واحترام بالغين”، واصفًا البطريرك بـ”أخي الأكبر”، رغم أنه أصغر منه سنًا بكثير، في لفتةٍ تعكس عمق تواضعه.

لحظة لن تُنسى

وتحدث المطران عن لحظة مؤثرة جمعته بالبابا خلال اجتماع في روما، عندما تحدث عن مأساة اختطاف المطران إبراهيم حلاق، مطران حلب. وقال: “لم أنتظر أن أنهض وأقبّل يده، فقد سبقني هو، وقام من مقعده وعانقني بحرارة مواسيًا. لن أنسى أبداً ذلك العناق”.

تعاز  باسم الكنيسة السريانية الأرثوذكسية

واختتم المطران مار ثيوفيلوس كورياكوس بيانه بتقديم أحر التعازي باسم كاثوليكوس الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، والأساقفة، والإكليروس، وجميع المؤمنين، إلى الكنيسة الكاثوليكية وجميع من يشعرون بالحزن على فقدان “رسول السلام”. ودعا للصلاة من أجل راحة نفس البابا فرنسيس، مشددًا على أن إرثه سيظل حيًا في ضمير الإنسانية.

 

مقالات مشابهة

  • سعادة بالغة.. تعليق بسمة بوسيل على تكريمها في إيمي غالا
  • بملابس كاجوال.. نانسي عجرم تحتفل بعيد ميلاد ابنتها أيلا
  • المستشار محمد شوقي ينعي ببالغ الحزن وكيل النائب العام محمد صلاح الألفي
  • اكتشاف أثري فريد.. أول طريقة نقل استخدمها الإنسان
  • محسن جمال.. 4 عقود من الإبداع ساهمت في تشكيل الغناء المغربي
  • فى ذكرى وفاتها.. قصة زواج نعيمة عاكف ومرضها
  • مار ثيوفيلوس كورياكوس ناعيا البابا فرنسيس: "فقدت الإنسانية قائدًا روحيًا فريدًا"
  • أحمد فريد يجهّز لأغنيته الجديدة "طبع النصيب"
  • بسيوني بسيوني.. محمد لطفي يحتفل بعيد ميلاد كريم عبد العزيز
  • التنمية المحلية: التصالح يخلق شهادة ميلاد جديدة للعقار ويحافظ على قيمة الأصول