حالة من الترقب والحذر بين مستثمري بورصة وول ستريت الأمريكية التي تعقد جلستها الأخيرة اليوم الاثنين قبيل انطلاق الانتخابات الرئاسية غدا الثلاثاء، وهي الانتخابات التي يراها محللون أنها ربما تكون فاصلة لتحديد مسيرة الاقتصاد على مدار السنوات الأربع المقبلة، بينما يرى خبراء آخرون أن الانتخابات مجرد حدث ضئيل الاحتمالات، والأهم يتمثل فيما تنطوي عليه السياسات الاقتصادية والنقدية المقبلة.

ولا تزال استطلاعات الرأي ما تزال حائرة ومتقلبة، فيما توقع بعض المستثمرين حدوث تقلبات في السوق بغض النظر عن النتيجة.

وينتاب المستثمرون القلق من التقلبات الناجمة عن نتيجة الانتخابات التي قد لا تتضح على الفور بسبب تقارب السباق، وفي عام 2020، حاول ترامب إلغاء نتائج خسارته أمام الرئيس جو بايدن، مدعياً أنها نتيجة تزوير الناخبين في ولايات متعددة.

ويبحث المتداولون عن أحدث أنباء عن استطلاعات الرأي وأسواق المراهنات الانتخابية وغيرها من الأخبار لمحاولة معرفة من يتصدر المشهد بين المرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي كاميلا هاريس، بغية توفير الأدوات التي تساعدهم على تحديد مواقعهم في سوق التداول بعيد انتهاء السباق الانتخابي.

وفي استعراض لأجواء وول ستريت في الجلسة الأخيرة تقول بلومبيرج في تقرير لها، إنه بوسعك أن ترى بسهولة في جانب من وول ستريت فريقاً يتكهن بأن ترامب سيعود مجدداً إلى البيت الأبيض، لكن تلك التكهنات لا يصاحبها ضخ أي أموال من جانبهم لعمليات شراء أوراق مالية في السوق، لذا فإن الأمور تبدو هادئة، في هذا الشأن.

ويدرك المحنكون من المستثمرين أن فيضاً من المكاسب قد يهبط عليهم لو تمكنوا من قراءة المشهد ومعرفة من سيفوز في السباق الانتخابي للبيت الأبيض، لكن المشكلة في هذه الانتخابات أن الفارق ضئيل جدا بين المرشحين ويصعب التكهن بالنتيجة التي قد تصيب من يخاطر في مقتل.

وتنقل بلومبيرج عن إريك ديتون، رئيس والمدير الإداري لشركة ويلث أوليانس، قوله لا نتخذ مواقع معينة في السوق في ضوء نتيجة الانتخابات غدا، لأنها مجازفة مثل" رمي النرد، وليس من الحصافة أن نقوم بهكذا رهان.

معظم المتداولين يرون أن جلسات هذا الأسبوع التي تلي الانتخابات مرشحة للتقلبات والهشاشة، ويعود السبب الأكبر في أذهانهم إلى احتمالات حدوث نزاع بشأن نتيجة الانتخابات، ما قد يؤدي إلى إعادة فرز الأصوات وعدها في عملية ربما تستغرق أسابيع أو شهوراً.

ولعل ذلك ما يفسر لماذا قفز مؤشر cboe للهشاشة بنسبة 20 في المائة في الجلسات الأربع الماضية، بما يعكس بصورة جلية حالة التوتر التي تهيمن على سوق الأوراق المالية في وول ستريت.

المعروف أن مؤشر cboe للهشاشة، يقيس مدى تقلب خيارات الأسهم لمؤشر ستاندرد أند بورز 500" على مدار 30 يوماً حتى انتهاء أجل تلك الخيارات، وهو ما يفيد المستثمرين في توقع مستوى تذبذب مؤشر S&P 500 خلال الثلاثين يوماً المقبلة،

ورغم حيرة المتداولين لمعرفة من يتصدر المشهد الرئاسي في استطلاعات الرأي، يرى أحد خبراء التداول في شركة "جونز تريدينج"، ديف لوتز، أن استطلاعات الرأي كانت مخطئة للغاية في الماضي". قائلا "ليس هناك هامش يمكن من خلاله رؤية من الذي سيفوز".

وتنتقل بلومبيرج إلى تحد آخر يمنع المستثمرين والمتداولين من تحديد مواقعهم داخل السوق، ويتمثل في العوامل الأخرى التي تحيط بعمملية التصويت، ولاسيما أن يوم الانتخابات سرعان ما يتبعه يوم الخميس الذي سيعلن في مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) قراره بشأن الفائدة، وتنتظر الأسواق مؤتمر رئيسه جبروم باول، الذي يلخص فيه مسيرة المركزي الأمريكي خلال الأشهر المقبلة.

علاوة على ذلك لازالت العديد من الشركات الكبرى في سبيلها لإعلان مكاسبها خلال الأشهر الأخيرة، ومن بينها عملاق صناعة الشرائح الإلكترونية نفيديا المقرر أن تعلن عن أرباحها في 20 من الشهر الجاري.

ولعل تلك الأسباب تفسر أسباب عدم اتخاذ الخبير لوتز موقعاً محدداً في أسواق التداول أثناء الانتخابات، وأوصى في تصريحاته بـاكتناز بعض النقدية التي يمكن استخدامها إذا سنحت فرصة قريبة الأجل، كأن تحدث ردات فعل مرتعشة ومرتبكة من أفراد أو قطاعات في ضوء ما ستسفر عنه الانتخابات.

ويتابع خبير التداول لوتز أستطيع القول إن كثيراً من المستثمرين يتخذون مواقعهم على نفس هذا المنوال.

ورغم التوتر الذي يخيم على وول ستريت في جلستها المقبلة الأخيرة قبيل الانتخابات ونتائجها، فإن هناك نوعية أخرى من المستثمرين الأبعد نظراً ممن يتجاوزن برؤبتهم ما وراء الانتخابات وضجيجها، ويعبر رئيس استثمارات الأصول العالمية في شركة نورثرن تراست لإدارة الأصول، أنويتي باهوجونا، في مقابلة مع بلومبيرج عن هذا التيار في وول ستريت بقوله "المستثمرون بحاجة إلى النظر من خلال المخاطر الانتخابية، أما المتداولون ليس بمقدورهم حتى اتخاذ مواقعهم عن تلك النقطة ما دامت تنطوي على مضاربة شديدة، كما أن المتداولين لا يعرفون بالتحديد ما هي المقترحات السياسية التي سيتمكن أي من المرشحين من تمريرها عبر الكونجرس.

ويرى باهوجونا أن الانتخابات مجرد حدث قليل الاحتمالات، ويستطرد قائلاً لكن في نهاية المطاف ما يعزز من سوق الأوراق المالية، هو المكاسب المعتبرة للمؤسسات، والنمو الاقتصادي القوي، وأن يتراجع التضخم، وأن يخفض مجلس الاحتياط الفيدرالي معدلات الفائدة الرئيسية..

ملف الضرائب.. خطط ترامب وهاريس لكسب أصوات الناخبين

شاهد أول لقاء بين ترامب وهاريس بعد المناظرة الرئاسية «فيديو»

الكرملين يدعو ترامب وهاريس إلى التوقف عن الزج باسم بوتين في الخلافات السياسية بينهما

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: ترامب دونالد ترامب كامالا هاريس برامج الرئيس الامريكي هاريس ترامب وهاريس هاريس وترامب ترمب وهاريس مناظرة هاريس وترامب ترشح هاريس هاريس أم ترامب دعم ترامب استطلاعات الرأی ترامب وهاریس وول ستریت

إقرأ أيضاً:

ترامب يدفع روسيا للخروج من منطقة البحر الأسود.. كيف يجري ذلك؟

نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية تقريرا تساءلت فيه عن العلاقة بين إلغاء الانتخابات في رومانيا، والنزاعات الاقتصادية في أبخازيا، والاختيار المزعوم الموالي لروسيا من قبل الشعب في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في جورجيا.

وأوضحت الصحيفة أنه في قسم "تحليل الأخبار"، ذكرت وكالة الأنباء التركية الحكومية أن روسيا فقدت اليوم نفوذها العسكري والاقتصادي السابق في العالم؛ حيث تقول الوكالة: "هذه الحقيقة تلقي بظلال من الشك على المفاهيم السابقة حول القوة العسكرية لروسيا، وربما تقلل من تصورها كتهديد لدول المنطقة". 

وذكرت الصحيفة أن النص المتعلق بعدم جدوى روسيا الحديثة على موقع وكالة الأنباء التركية الحكومية بجوار خبر مفاده أن تبليسي تطلب الآن من تركيا ضمان "اندماج جورجيا في الناتو"؛ حيث نقل الأتراك عن وزيرة الخارجية الجورجية ماكا بوتشوراشفيلي قولها خلال زيارتها لأنقرة يوم الأربعاء 26 شباط/ فبراير الماضي: "نحتاج إلى دعم تركيا لدمج جورجيا في الناتو"، وأكدت أنه في عملية اندماج جورجيا في الناتو، يحتاجون إلى دعم مستمر من تركيا. وقالت بوتشوراشفيلي: "نحن نرى تركيا كدولة مهمة ورائدة للغاية في المنطقة. تركيا صديق خاص لجورجيا". 


وأفادت الصحيفة أنه عشية الذكرى الثمانين للانتصار في الحرب الوطنية العظمى في آيار/ مايو 2025، تنظم جورجيا مناورات لحلف شمال الأطلسي على أراضيها، والتي وافق عليها بالفعل القائد الجديد لمركز تدريب القوات المشتركة التابع لحلف الناتو، اللواء بوجدان ريتزرسكي. وسيشارك في هذه التدريبات جنود من أذربيجان وألبانيا وبلغاريا وألمانيا واليونان وفرنسا والمجر وبولندا وسلوفاكيا وتركيا والولايات المتحدة، ومن المقرر مشاركة أرمينيا في التدريبات بصفة مراقب.

وبينت الصحيفة أنها كانت قد أوضحت أن الإستراتيجية الأمريكية لإخراج روسيا من منطقة البحر الأسود قد تمت الموافقة عليها في عام 1992، ثم اتخذ المجمع الصناعي العسكري الأمريكي قرارًا إستراتيجيًا بعزل وإخراج روسيا ما بعد البيريسترويكا من منطقة البحر الأسود.

وكان من المفترض أن يؤدي إدراج أوكرانيا وجورجيا في الناتو، إلى جانب رومانيا وبلغاريا وتركيا، إلى ضمان تنفيذ هذه الخطة طويلة الأجل، عندها أصبحت خطة إخراج روسيا من منطقة البحر الأسود جزءًا من العقيدة الرسمية للولايات المتحدة، والآن يتم تنفيذ استراتيجية الإخراج هذه دون أي انحرافات على أراضي جورجيا وأبخازيا ورومانيا.

وفي منتصف شباط/ فبراير، انتقد نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية في رومانيا، حيث فاز المرشح المستقل جورجيسكو في الجولة الأولى. ولكن بعد انتقادات نائب الرئيس الأمريكي، تم اعتقال المرشح جورجيسكو أيضًا، لضمان عدم فوزه.

ربما لم يسمع جي دي فانس تفسير الخبراء الأمريكيين، الذين يربطون بشكل مباشر قمع جورجيسكو بانتقاده لبناء القاعدة الأمريكية الجديدة في رومانيا، أو أنه يتظاهر بأنه لم يسمع بذلك.

وبغض النظر عن خطاب أعضاء فريق دونالد ترامب، فمن الواضح اليوم أن الإستراتيجية الأمريكية لإخراج روسيا من منطقة البحر الأسود يتم تنفيذها بضغط لا يلين.


ونقلت الصحيفة عن جورجيسكو إن القاعدة العسكرية في كونستانتا في رومانيا، والتي ستصبح أكبر قاعدة عسكرية لحلف الناتو في أوروبا، ستستخدم كنقطة انطلاق لبدء حرب ضد روسيا، وأضاف: "لا يمكننا السماح بذلك"، وأوضح جورجيسكو قبل اعتقاله: "المجتمع الدولي يتظاهر بأنه لا يرى ما يحدث في رومانيا. أو أن هناك مصلحة مباشرة في استخدام رومانيا كصاعق لسابقة خطيرة".

واختتمت الصحيفة التقرير بقولها إنه في الوقت نفسه، يظهر مثال جورجيا أنه يمكن ضمان "التكامل مع الناتو" دون أي نزاعات وصراعات، خاصة في حالة الفهم العميق للعمليات من جانب المسؤولين الروس. 

وأوضح نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف العام الماضي أن فوز حزب "الحلم الجورجي" في الانتخابات في جورجيا ليس "عملية خاصة للكرملين"، بل هو اختيار الشعب الجورجي، بينما تعتبر وزيرة الخارجية ماكا بوتشوراشفيلي، التي تسعى إلى الاندماج في الناتو، إحدى قادة "الحلم الجورجي" الذي هزم خصومه.

مقالات مشابهة

  • ترجيحات باستغلال العقوبات الامريكية لضرب حكومة السوداني قبل الانتخابات - عاجل
  • الإطار:مكونات الإطار ستلتحم بعد الانتخابات تحت نفس العنوان لكونه تشكيل عقائدي سياسي
  • هل حسم الاطار التنسيقي أمره بالدخول بالانتخابات البرلمانية بقائمة واحدة؟
  • هل حسم الاطار التنسيقي أمره بالدخول بالانتخابات البرلمانية بقائمة واحدة؟ - عاجل
  • محمد فاروق: جلسة زوم تحسم مصير بنتايك مع الزمالك
  • ترامب يدفع روسيا للخروج من منطقة البحر الأسود.. كيف يجري ذلك؟
  • اعتبارا من الغد.. البورصة والبنوك يبدآن العمل بالمواعيد الجديدة خلال رمضان
  • المواجهة الحادة بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض تصيب المستثمرين بالتوتر
  • وول ستريت جورنال: بوتين هو الفائز في اجتماع ترامب وزيلينسكي
  • وول ستريت تغلق مرتفعة بعد المشادة بين زيلينسكي وترامب