رعاية الشباب .. ضرورة ملحة
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
بقلم : عامر جاسم العيداني ..
تُعتبر فئة الشباب من أهم شرائح المجتمع وأكثرها تأثيراً في تشكيل مستقبله وتوجيه مساره نحو التطور والتقدم. الشباب هم عماد الأمة وركيزتها الأساسية، فهم يمتلكون الطاقة والحيوية والقدرة على التغيير، ولذلك فإن رعايتهم والاهتمام بهم يعدّان ضرورة ملحة. إن رعاية الشباب ليست ترفاً بل هي واجب وطني واستثمار طويل الأجل من أجل بناء مستقبل مشرق.
تأتي أهمية رعاية الشباب من كونهم القوة الدافعة نحو التغيير والتنمية، فمن خلال توفير البيئة المناسبة لهم، يمكنهم تحقيق إمكانياتهم الكاملة وتطوير مهاراتهم وخبراتهم. إن دعم الشباب يساعد في تجنب الكثير من المشاكل الاجتماعية، مثل البطالة والتطرف والانحراف، ويعزز من مستوى الوعي الثقافي والاجتماعي لديهم، مما ينعكس إيجاباً على المجتمع بأسره.
إن رعاية الشباب تحتاج إلى وسائل عديدة تشمل جوانب عدة تحتاج إلى اهتمام وتطوير. أولاً، التعليم يعدّ الأساس الذي يبني عليه الشباب مستقبلهم، لذا يجب تحسين جودة التعليم وتطوير المناهج بما يتماشى مع احتياجات التنمية التي يحتاجها البلد، بالإضافة إلى مواكبة التطور العلمي والثقافي والحضاري. كما أن التدريب المهني يعد ضرورياً لتزويد الشباب بالمهارات التي يحتاجونها في سوق العمل.
ثانياً، الرعاية الصحية من أهم جوانب رعاية الشباب، حيث يجب توفير خدمات صحية شاملة لهم تساعدهم في الحفاظ على صحتهم الجسدية والنفسية. كما يجب تعزيز الوعي الصحي بينهم وتوفير فرص لممارسة الرياضة والأنشطة البدنية.
ثالثاً، الاهتمام بالجانب الثقافي والترفيهي للشباب يعد جزءاً أساسياً من رعايتهم، حيث يجب توفير المساحات والبرامج التي تمكنهم من التعبير عن أنفسهم واكتشاف مواهبهم وتنميتها. كما أن الأنشطة الثقافية تسهم في تنمية الوعي الاجتماعي وتعزيز الانتماء الوطني.
تلعب المؤسسات الحكومية والأهلية دوراً كبيراً في رعاية الشباب، فالحكومات يجب أن تسنّ القوانين وتوفر الميزانيات اللازمة لتطوير البرامج والمشاريع التي تهتم بالشباب، وهذا يتطلب إنشاء مراكز للشباب تتوفر فيها كافة الأنشطة الثقافية والعلمية والرياضية بالإضافة إلى وسائل التسلية، بحيث يقضون أوقات فراغهم في أمور مهمة تبعدهم عن مخاطر الشارع، مثل التسكع في المقاهي وتعاطي الدخان والمخدرات، كما يجب بناء مراكز للتدريب والتأهيل العلمي وزجهم فيها ليكونوا قادرين على الدخول في سوق العمل. كذلك، يمكن للقطاع الخاص أن يسهم في هذا المجال من خلال دعم المبادرات الشبابية وتوفير فرص عمل وتدريب للشباب.
أما المؤسسات الأهلية، فهي قادرة على الوصول إلى الشباب بشكل مباشر، إذ تقدم العديد من البرامج والمبادرات التي تهدف إلى تنمية مهاراتهم ورفع وعيهم. ويجب أن يتم التعاون بين كافة الأطراف لضمان تقديم الرعاية المتكاملة التي يحتاجها الشباب.
في الختام، لا يمكن أن ننكر أن رعاية الشباب هي ضرورة ملحة لضمان بناء مجتمع متوازن ومستقر ومتقدم. ومن خلال تضافر الجهود بين مختلف الجهات وتوفير البيئة الداعمة للشباب، يمكننا تمكين هذه الفئة الهامة من تحقيق إمكانياتها والمساهمة في تطوير المجتمع والنهوض به. إن الاستثمار في الشباب هو استثمار في مستقبل الأمة، ويجب أن نحرص جميعاً على دعمه وتحقيقه بكل الطرق الممكنة.
عامر جاسم العيدانيالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات رعایة الشباب
إقرأ أيضاً:
المشهداني والقانون يؤكدان ضرورة دعم التشريعات التي تحقق الاستقرار السياسي والاقتصادي
بغداد اليوم- بغداد
أكد رئيس مجلس النواب، محمود المشهداني وكتلة دولة القانون النيابية، اليوم الأحد، (3 تشرين الثاني 2024)، ضرورة دعم التشريعات التي تحقق الاستقرار السياسي والاقتصادي.
وذكر بيان لكتلة القانون، تلقته "بغداد اليوم"، ان رئيس ونواب كتلة دولة القانون النيابية، ياسر المالكي، استقبلوا رئيس مجلس النواب، وبحثوا "الملفات الحيوية على الصعيد الوطني والسياسي وتركزت المحادثات حول ضرورة دعم التشريعات التي تحقق الاستقرار السياسي والاقتصادي وتخدم مصالح الشعب العراقي، وبحث السبل الكفيلة بتعزيز التعاون بين مختلف الكتل السياسية لتحقيق التوافق حول القضايا التشريعية المهمة داخل مجلس النواب".
كما أكد نواب كتلة دولة القانون، بحسب البيان "على التزام الكتلة بمواقفها الوطنية الثابتة في دعم مسيرة بناء دولة المؤسسات وتفعيل دور البرلمان في مواجهة التحديات الراهنة وبما ينسجم مع تطلعات الشعب العراقي".
من جانبه أعرب المالكي "عن شكره وتقديره للمشهداني على جهوده في تقريب وجهات النظر بين الكتل النيابية ودعم العمل التشريعي" مؤكداً على "أهمية استمرار التنسيق والعمل المشترك لدفع العملية السياسية نحو مزيد من الاستقرار والتطور".