سواليف:
2024-11-21@15:34:19 GMT

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. الشتاء “مهنتي”..

تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT

#الشتاء_مهنتي

من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر يوم الثلاثاء 26 / 1 / 2016
أعرف نفسي جيّداً، فمنذ ان تخرجت من الجامعة وأنا أرفع راية الاستسلام البيضاء للمهن كافة …فتنازلت عن السبع صنايع وتمسّكت في البخت الضايع وحسب. .لقد تعلّمت بحكم التجربة، أن أي عمل يستدعي مهارة خاصة، أو حرفة يدوية ، أو جهود دقيقة في التصليح.

.يجب أرفع يدي عنها. .ثم أمدّ سجادة الصلاة وأصلي لربي ركعتي شكر أن فتح لي باب رزقٍ من الكتابة لا من غيرها…
تخيلوا أن تثبيت مسمار في خشب الدُّرج على سبيل المثال يحتاج مني إلى نصف نهار على الأقل ..كلما طرقته طار إلى صدر الغرفة ، وبعد أن أستعيده بهمّة الأبناء يطير من جديد، وإذا ما قررت غرسه جيداً واضعاً إياه بين إصبعي الإبهام والسبابة وأحاول ضربه بالمطرقة ينزلق رأس القدّوم عن المسمار ويصيب الظفر ، فاترك التصليح وأبدأ بمص الإصبع المصاب حتى يبرد ويخفّ نبضه ، والنتيجة ؛ تمل العائلة من جهودي في التصليح ويحملون عدة النجارة من أمامي قبل أن أخرج بعاهة مستدامة…
تخيّلوا لو أني احترفت النجارة كمهنة وكمصدر رزق..أعدكم أني سأفقد أصابعي التالية :الأوسط ،السبابة ،الإبهام والخنصر عند أول استخدام للمنشار الكهربائي ..ولبقيت أسلم على الناس وأحك شعري وأردّ التحية وابعث مسجات “الواتساب” بالبنصر فقط..
أنا لا مهنة لي في حضرة الشتاء …الشتاء “مهنتي”..فمنذ أن قالت مصادر التنبؤات الجوية أن هذا الأسبوع حافل بفعاليات جوية ومطرية ،وأن الغيوم تخبئ الثلوج في جيوبها كما تخبئ الأمهات “الملبّس والفيصلية”..وأنا ألغي كل مواعيدي المرتبة مسبقاً..اتصلت بهم واحداً واحداً…وأخبرتهم : أنه “في عندنا عطوة” هذا الأسبوع وأنا كفيل الدفا والوفا…وهذا يستوجب حضوري ثم أسرد لهم تفاصيل لحادثة وهمية من الخيال وكيف “دخلوا فيّه الجماعة” فأحصل على تعاطف غير مسبوق من صاحب الموعد، وبعد ان أنجح في الإلغاء أعود لفرشتي ..في الحقيقة انا لم أكذب فأنا وكيل الدفا حقاً..اللقاءات يمكن ان تعقد في أي وقت..لكن المنخفضات لا تعترف بالأجندة ..هذا موسمي ..والشتاء مصدر رزقي الأدبي..
أنا كائن مخلوق من حبر وورق ودفء وأرق..”الشتاء “مهنتي” الوحيدة، والكتابة طقسي الجميل..أتحرى الغيوم الثقيلة كما يتحرّى العاشق حبيبته، أحاول أن استثمر كل الوقت في الرسم على بخار النافذة ، ومراقبة أغصان السرو عندما تشتبك بشجرة التوت الشقيقة ، وأتابع جيداً مسار تحرّك كرتونة “مستر شيبس” الفارغة بفعل الريح …فوق وسادتي “اعمال الماغوط” واحمد مطر وغادة السمان “الأبدية لحظة حب” ..بينما محمد عبد الوهاب يغني “يا وابور قلي رايح على فين”، كلما أنهاها عدتها من جديد …بين الحين والآخر أتحرّش بالنار .. ..أحرك رأس “الفوجيكا” أنفخ على القبة الملتهبة فيتطاير ريحها،يا لرائحة السناج كم يذكرني ببيتنا الغربي ، بعتمة القصيب ، بنقاط الدلف، بالطين المبتل، بذراع الشباك الشمالي ، بالزجاج المهتزّ، برائحة صوف الفراش المعتّق بالرطوبة ، ورسومات اللحف القديمة..وأشقائي الذي كانوا يحتّلون أماكن إستراتيجية قرب الصوبة…وأبي الذي يسبح كلما سمع صوتا للرعد ..وأمي التي تنفخ على “طاسة العدس” التي تنضج على مهل…
الشتاء “مهنتي”..أقص من زجاج الوقت غيمة مهاجرة، اهندس لها بروازاً من تعابير الدفء..ثم أعلقها على جدار الذكرى لشتاء قادم…ثم تعود لي أصابعي سالمة…
دعوني أؤجل كل المواعيد..
فالمطر بعض من قدر..مواعيده لا تؤجل..

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com


#126يوما

مقالات ذات صلة جدعون ليفي: أي نضال أعدل من نضال الفلسطينيين ضد الاحتلال؟ 2024/11/04

#أحمد_حسن_الزعبي

#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن

#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي

#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الحرية لأحمد حسن الزعبي أحمد حسن الزعبی

إقرأ أيضاً:

 الزعبي يستمر رئيسا للرمثا

#سواليف

جددت الهيئة العامة لنادي #الرمثا الأردني ، الإثنين، الثقة في رئيس النادي #خالد_الزعبي، لقيادة دفة العمل لدورة أخرى، خلال الانتخابات التي أقيمت في مقر النادي.

ونال الزعبي 196 صوتا، وفاز في عضوية مجلس الإدارة كل من بكر الداود ونال 192 صوتا، علي محمد شريف الزعبي (180)، أنس ذيابات (159)، مظفر الحفناوي (150)، محمود الشناينة (134)، هاني الحمزة (133)، محمد الخزاعلة (129)، وهاني العزايزة (128).

وسيكون أمام مجلس الإدارة المنتخب حديثا تحديات عديدة أهمها إنهاء القضايا المالية العالقة كافة إلى جانب تعزيز صفوف فريق كرة القدم بعدد من اللاعبين.

مقالات ذات صلة تشكيلة منتخب “النشامى” أمام نظيرهم الكويتي (أسماء) 2024/11/18

ويحتل الرمثا المركز الثاني على سلم ترتيب أندية المحترفين برصيد 17 نقطة بفارق 5 نقاط عن الحسين إربد المتصدر والذي لعب مباراة أقل.

وكان الرمثا قد ودع بطولة درع الاتحاد من دورها الأول، وهو ما يزيد الضغوطات على الجهاز الفني واللاعبين المطالبين على الدوام من جماهيرهم بالعودة من جديد إلى منصات التتويج.

مقالات مشابهة

  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. أبو عيون حُمر
  • رزق الشبول يكتب .. عن عُمير غرايبة و احمد حسن الزعبي وسجن الصحفيين
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. سوق الوجوه!
  • خبير صناعة السيارات: خفض معدل البطالة وتعافي الاقتصاد كلما زاد التصنيع
  • رغم منع الزيارة .. أصدقاء الكاتب الزعبي مستمرون بالذهاب إلى سجن أم اللولو
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. فيروز التي ببالي
  •  الزعبي يستمر رئيسا للرمثا
  • «كنت مبهورة».. ركين سعد تعرب عن سعادتها بمشاهدة «موعد مع الماضي»
  • في «العين للكتاب».. أرشيف الإذاعات الشعرية يستعيد ألقه في قلعة الجاهلي
  • الكاتب الزعبي في رسالة جديدة للأردنيين : عودوا الى أرضكم .. الاكتفاء الذاتي هو ( ألف باء )الاستقلال