تحديات كبرى تعيق أهداف التنمية المستدامة في القضاء على الجوع بحلول 2030
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلاً جديداً تناول من خلاله وضع النظام الغذائي العالمي، حيث أشار إلى أن الفترة الراهنة تُعد من الفترات الصعبة التي يشهدها العالم، نتيجة زيادة الحروب، والنزاعات الجيوسياسية، وانتشار عدد من الأوبئة على خلفية ذلك، فضلاً عن التغيرات المناخية الحادة، مما ترتب عليه زيادة نسبة الجوع عالميًّا، وتسبب في تعطيل جهود تقليل هذه النسبة، علماً بأن القضاء على الجوع يمثل الهدف الثاني من أهداف التنمية المُستدامة 2030، والذي ينص على خلق عالم خالٍ من الجوع عن طريق تحقيق الأمن الغذائي والتغذية المحسنة وتعزيز الزراعة المستدامة.
ويُعرف الجوع، استنادًا إلى تعريف الأمم المتحدة، بالفترات التي يعاني فيها الأفراد من الجوع لأيام كاملة دون تناول أي طعام ويعزى ذلك إلى نقص المال أو الوصول للغذاء. فضلًا عن ذلك، عرفت منظمة الصحة العالمية "الجوع الخفي" بسوء وضعف تغذية الفرد، على الرغم من حصوله على كميات من الطعام.
وقد أوضحت إحصاءات المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية أن حوالي 3 مليارات شخص في مختلف أنحاء العالم لا يستطيعون تحمل تكاليف النظام الغذائي الصحي، ويتركز هؤلاء الأفراد بالأساس في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (875 مليون نسمة)، وكذلك في جنوب آسيا (1283 مليون نسمة).
ووفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة، والمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، فمن المتوقع أن يظل أكثر من ثلث سكان العالم غير قادرين على تحمل تكلفة اتباع نظام غذائي صحي حتى عام 2030.
وسجلت أعداد الجوعى عالمياً في عام 2015 نحو 564 مليون شخص، بينما وصلت أعداد الجوعى في عام 2022 إلى 735.1 مليون شخص، ورغم أنه من المتوقع أن تنخفض نسبة سكان العالم غير القادرين على تحمل تكاليف اتباع النظم الغذائية الصحية من 42% في عام 2021 إلى 36% بحلول عام 2030، فإن هذه النسبة تظل مرتفعة أيضاً للغاية، الأمر الذي يجعل الاهتمام بالنظام الغذائي العالمي أحد أهم القضايا التي يجب تسليط الضوء عليها في الوقت الراهن.
وأضاف مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار أن إنتاج الغذاء العالمي ارتفع بوتيرة سريعة على مدار الستين سنة الماضية، حيث ارتفع نصيب الفرد من الغذاء بنحو 4 أضعاف من عام 1961 إلى 2021، الأمر الذي يرجع إلى نشر تكنولوجيا "الثورة الخضراء" للمحاصيل الأساسية الغنية بالسعرات الحرارية، وخاصة الحبوب، بالإضافة إلى مساهمة مراكز البحوث الزراعية على مستوى العالم في تطوير أصناف زراعية عالية الإنتاجية، وقد لعب هذا دورًا في خفض أسعار المنتجات الغذائية الأساسية، ومن ثم خفض نسب الفقر والجوع في العديد من الدول حول العالم.
وتشير معدلات نمو الرقعة الزراعية بنحو (1.09 ضعف)، مقارنة بمعدلات نمو الإنتاج (3.8 أضعاف)، والنمو السكاني (2.6 ضعف)، إلى احتمالية تدهور التربة الزراعية نتيجة الضغط على التربة لمواكبة متطلبات الطلب على الغذاء، علاوة على ذلك، فمن المتوقع حدوث ضغط إضافي كبير على طلب المنتجات الزراعية بسبب زيادة الطلب على إنتاج الوقود الحيوي.
ومما لا شك فيه أن التغيرات المناخية تؤثر على إنتاجية المحاصيل الزراعية، فوفقًا لتقرير Warmer planet will trigger increased farm losses الصادر عن مركز "Cornell Atkinson Center for Sustainability" في يناير 2024، فإن كل ارتفاع في درجة الحرارة بدرجة مئوية واحدة يقابله انخفاض المحاصيل الزراعية الرئيسية مثل الذرة وفول الصويا والقمح بنسبة تتراوح بين 16٪ و20٪، كما يؤدي كل ارتفاع في درجة الحرارة بدرجة مئوية واحدة إلى انخفاض إجمالي دخل المزرعة بنسبة 7٪؛ مما قد يتسبب في انخفاض صافي دخل المُزارع بنسبة 66٪.
وعن تحقيق هدف "القضاء على الجوع" بحلول عام 2030، أشار التحليل إلى أنه يجب النظر إلى الأوجه المختلفة التي يحاول الهدف الثاني من أهداف التنمية المُستدامة تحقيقها، والمتمثلة في القضاء على الجوع وجميع أشكال سوء التغذية بحلول عام 2030. ونظرا للتحديات الكبرى التي يواجهها النظام الغذائي العالمي، فإن الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة يبدو هدفًا بعيد المنال.
علاوة على ذلك، فإن الأمن الغذائي يتأثر بالصراعات في العديد من الدول النامية ذات الدخل المنخفض والمتوسط، كما يُعد كل من تفاقم النزاعات السياسية في كثير من الأحيان والتغيرات المناخية الشديدة من العوامل الرئيسة وراء عودة ارتفاع نسب الجوع العالمي مقارنة بعام 2015، كما أن كلا من الصدمات الاقتصادية العالمية الأخيرة، وخاصة تلك الناجمة عن جائحة كوفيد-19، والصدمة التي تعرضت لها أسواق القمح والزيوت النباتية والأسمدة العالمية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، أدوا إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي العالمي، مما أثر على 735.1 مليون شخص على مستوى العالم في عام 2022، مقارنةً بعدد الأشخاص الذين عانوا من الجوع في عام 2015.
وأضاف التحليل وفقًا لتوقعات كل من منظمة الأغذية والزراعة FAO والمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية IFPRI، فإنه حتى وإن تم تحقيق انتعاش اقتصادي عالمي دون أي اضطرابات جديدة كبرى على مستوى العالم حتى عام 2030، فإن هدف القضاء على الجوع سيظل بعيد المنال.
وعن الأجندة المقترحة للأمم المتحدة للحد من أزمة الجوع العالمي، فقد أوضح التحليل أنه تم عمل الأجندة للوصول إلى نسب منخفضة لمعدلات الجوع العالمية بحلول عام 2030. وتشير الأجندة التي تم إعدادها إلى أن التنفيذ الواسع النطاق لهذه البرامج من شأنه أن يولد مكاسب مهمة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة مثل تحقيق أهداف الأمن الغذائي وتخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة الملوثة للبيئة، وتتضمن الإجراءات، على وجه التحديد ما يلي:
أولاً: إجراءات لتحقيق مزيد من العدالة تشمل:1- شبكات الأمان الاجتماعي: حيث يتم تقديم كوبونات غذائية أو تحويلات مالية مخصصة للإنفاق على الغذاء لجميع الفقراء، بحيث يكون متوسط حجم التحويلات كافيا لسد الفجوة بين دخل الفرد في الأسر الفقيرة والتكلفة الأساسية لحياة صحية.
2- برامج التغذية المدرسية: يتم منح جميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و11 سنة إمكانية الوصول إلى برامج التغذية المدرسية لمدة 200 يوم في السنة.
ثانياً: إجراءات لتحقيق خيارات أفضل تشمل:1- إعادة توجيه الإعانات الزراعية لتحفيز إنتاج الأغذية الصحية ومنخفضة الانبعاثات: حيث تتم إعادة تخصيص جميع الإعانات الزراعية للدفع المباشر للمزارعين، بما يتناسب مع إيرادات المزرعة. ويتم حساب معدل الدعم داخليًّا للحفاظ على ثبات الميزانيات المخصصة لدعم المزارع.
2- تقديم الإعانات للمستهلكين لتشجيع شراء الأطعمة الصحية مع وضع إصلاحات وحوافز للمستهلك.
ثالثاً: إجراءات لتحقيق الكفاءة وتشمل:1- زيادة الإنفاق على البحث والتطوير.
2- تقديم الحوافز لتشجيع الابتكارات الخضراء في مجال الزراعة: ومن المفترض أن يشمل ذلك ثلاث مكونات تتضمن: (توسيع وتحسين أنظمة الري التي تختلف حسب الاحتياجات لكل المناطق- وتحسين تربية الماشية وتحسين الممارسات من أجل زيادة الإنتاجية وخفض الانبعاثات لكل وحدة من وحدات الإنتاج- وخدمات الإرشاد وتدريب المزارعين لتبني ممارسات محسنة وزيادة إنتاجية المزرعة).
3- الحد من إهدار الطعام: ويستهدف هذا البرنامج تحقيق خفض بنسبة 25% في جميع الدول من خلال الاستثمار في تحسين التعامل مع المنتجات داخل وخارج المزرعة وصولا إلى مستوى البيع بالتجزئة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجوع التنمية التنمية الم ستدامة الامن الغذائي التغذية القضاء على الجوع الغذائی العالمی أهداف التنمیة الأمن الغذائی بحلول عام 2030 فی عام
إقرأ أيضاً:
البروفيسور خوجة لـ"اليوم": السكري والإدمان الإلكتروني والأزمات النفسية تحديات صحية كبرى
تحتفل دول العالم في السابع من أبريل من كل عام بـ يوم الصحة العالمي تخليدًا لذكرى إنشاء منظمة الصحة العالمية في عام 1948، إذ اجتمعت بلدان العالم وأسست منظمة الصحة العالمية لتعزيز الصحة والحفاظ على سلامة العالم وخدمة الضعفاء،
المملكة أنموذج في الاستجابة للأزمات الصحية عالمياً
أخبار متعلقة إطلاق جدول زمني لإتاحة الفرص أمام شاغلي الوظائف التعليميةالعدل: 1,4 مليون عملية عبر ”كتابة العدل الافتراضية“ في 2024 بنمو 60%صحة الأمهات والأطفال ركيزة الأسر والمجتمعات
هناك تحديات صحية عديدة منها الأمراض المزمنة والمعدية
6 مضاعفات خطرة تترتب على داء السكري
الأجهزة الذكية جعلت الأطفال عرضة لإدمان الألعاب الإلكترونية
التدخين الإلكتروني عبر الفيب يدمر الحمض النووي
دخول 7 مستشفيات سعودية في قائمة "براند فاينانس" يعكس التطور
السكري وإدمان الألعاب الإلكترونية وتحديات الصحة النفسية.. أبرز مخاطر تواجه المجتمع في يوم الصحة العالمي
إنشاء المنظمة جاء حتى يتمكن الجميع في كل مكان من بلوغ أعلى مستوى من الصحة والرفاهية، بجانب تحفيز العمل على التصدي للتحديات الصحية التي يتعرض لها كوكب الأرض اليوم أو تلك التي سنتعرض لها غدا.
وبمناسبة اليوم العالمي للصحة التقت ”اليوم“ أمين عام اتحاد المستشفيات العربية أستاذ الصحة العامة استشاري طب الأسرة والمجتمع البروفيسور توفيق أحمد خوجة، لتسليط الضوء على التحديات الصحية التي يواجهها العالم وسبل الوقاية.
وفيما يلي نص الحوار:
بداية.. ما هي الأهمية التي يشكلها اليوم العالمي للصحة؟
يهدف يوم الصحة العالمي، الذي يتم الاحتفال به في 7 أبريل من كل عام إلى رفع مستوى الوعي حول القضايا الصحية الحاسمةالبروفيسور توفيق خوجةتوفيق خوجةوتشجيع التدابير الصحية الاستباقية، كما يعد يوم الصحة العالمي فرصة هامة لتوحيد الجهود العالمية من أجل تحسين صحة الإنسان وبناء مستقبل صحي ومستدام للجميع، ويتم كل عام اختيار موضوع خاص بالصحة العالمية، والتركيز على مجال من المجالات التي تثير القلق، وتحظى بالأولوية في سلم منظمة الصحة العالمية.
تزامنًا مع اليوم.. تطلق منظمة الصحة العالمية حملة تستمر لمدة عام كامل بشأن صحة الأمهات والمواليد، تحت عنوان ”بداية صحية لمستقبل واعد“، كيف ترون أهمية هذه الحملة؟
صحة الأمهات والأطفال هي ركيزة الأسر والمجتمعات الصحية، مما يساعد على ضمان مستقبل مفعم بالأمل للجميع، وتحتاج النساء والأسر في كل مكان إلى رعاية عالية الجودة تدعمهن جسديا وعاطفيا، قبل الولادة وأثناءها وبعدها، فأهمية الحملة كبيرة كونها تسهم في تعزيز صحة الأمهات وأطفالهن، وتوفير الرعاية الصحية لهن وفق الجودة الصحية العالية، وتوفير المعلومات الصحية المفيدة للحوامل تتعلق بالحمل والولادة وفترة ما بعد الولادة، بالإضافة إلى ذلك فالحملة تحقق بعض الأهداف عالميًا منها ضمان الحصول على خدمات ورعاية صحية تعزز النهوض بصحة المرأة، الاهتمام بالاحتياجات الصحية للمرأة في المناطق النائية، تعزيز وتقوية برامج التثقيف والتوعية الصحية الموجهة للمرأة في مراحل الحمل، وضع آليات وبرامج تعزز الصحة النفسية للمرأة في مرحلة الحمل والولادة. .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } صحة الأمهات والأطفال هي ركيزة الأسر والمجتمعات الصحية
أبرز تحديات الصحة في العالم
بصفتكم خبيرًا صحيًا، ما هي أبرز التحديات الصحية التي تواجه مجتمعات العالم؟
هناك تحديات صحية عديدة فيما يتعلق في جانب الصحة العامة ومنها الأمراض المزمنة والمعدية، إذ يشهد العالم زيادة ملحوظة في انتشار الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب والسرطان، بالإضافة إلى الأمراض المعدية ومنها الأمراض المنقولة جنسياً.
هذه الأمراض تشكل تحدياً كبيراً للسلطات الصحية في التصدي لها والحد من انتشارها، وهناك الصحة النفسية، فمع زيادة الضغوطات والتحديات النفسية في الحياة اليومية، يواجه العديد من الأشخاص في مجتمعات العالم مشاكل في الصحة النفسية مثل الاكتئاب والقلق، وهذا بلا شك يتطلب توفير خدمات صحية نفسية فعالة وتوعية المجتمعات بأهمية العناية بالصحة النفسية.
وبجانب ذلك هناك تحديات زيادة معدلات السمنة وسوء التغذية، وترتب على ذلك زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة والمشاكل الصحية المرتبطة بها، لذا من الضروري تبني سياسات صحية تشجع على نمط حياة صحي وتعزز التغذية السليمة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } هناك تحديات زيادة معدلات السمنة وسوء التغذية
وبجانب ما سبق أيضًا هناك التحديات الصحية العابرة للحدود، إذ تشكل الأوبئة والأمراض الوبائية التي تظهر فجأة تحدياً دولياً يتطلب من الجميع التعاون الدولي والتنسيق لمواجهتها والحد من انتشارها، ولا ننسى في هذا الجانب كوفيد - 19 الذي شغل جميع دول العالم وتسبب في حدوث الملايين من الوفيات إلى أن ظهرت بفضل الله وكرمه التطعيمات المخصصة لمواجهة الفايروس المسبب والتي ساهمت في حماية البشرية من المرض ومضاعفاته، والدروس المستفادة من كورونا كانت كبيرة وساهمت في تفعيل جميع الأنظمة الصحية وتعزيز الجهود العالمية في التصدي للأمراض.
التحدي الصحي في المملكة
أشرتم إلى خطورة انتشار داء السكري عالميًا، من وجهة نظركم هل ما زال المرض إلى الآن يشكل تحديًا في بلادنا الغالية؟
نعم.. ما زال داء السكري في بلادنا يشكل تحديًا كبيرًا، وأقصد هنا النوع الثاني، وحتى تكون الصورة واضحة فإن السكري من النوع الثاني هو أحد أنواع مرض السكري الذي يؤدي إلى ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم، ويحدث نتيجة حدوث مقاومة في خلايا الجسم لهرمون الإنسولين أو عدم كفاية كمية الإنسولين المنتجة في البنكرياس، نتيجة لعدة عوامل أهمها زيادة الوزن وغياب ممارسة الرياضة،
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } 6 مضاعفات خطرة تترتب على داء السكري
والحقيقة المرتبطة بالسكري أن مخاطره لا تتوقف على المرض فقط بل هناك مضاعفات خطرة تترتب عليه ومنها هذه الستة وهي:
⁃ تلف الأعصاب «الاعتلال العصبي» فنتيجة الارتفاع المستمر في نسبة الجلوكوز في الدم، يؤدى إلى تلف جدران الشعيرات الدموية التي تغذي العصب، مما يتسبب في تلف الأعصاب، الذي يسمى الاعتلال العصبي السكري «اعتلال الأعصاب السكري».
⁃ تلف الكلى، فعندما يصاب الشخص بالسكري وارتفاع ضغط الدم، يصبح المريض أكثر عرضة لتلف الكلى، حيث يرتبط القصور الكلوي لدى مرضى السكري أيضا بالاعتلال العصبي أو تلف الأعصاب.
⁃ تلف العين «اعتلال الشبكية»، إذ يمكن لمرضى السكري أن يصابوا بمضاعفات فى الرؤية والعين، من خلال الإصابة باعتلال الشبكية أو إعتام عدسة العين، نتيجة ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم، وزيادة الضغط في مقلة العين ما يؤدي إلى تلف العصب البصري.
⁃ أمراض القلب التاجية، فداء السكري يتلف جدار الأوعية الدموية الذي يتسبب في تراكم الدهون في الجدران ويتلف ويضيق الأوعية الدموية. ونتيجة لذلك، تقل إمدادات الدم إلى عضلة القلب ويزداد ضغط الدم، مما يؤدي إلى حدوث النوبات القلبية المفاجئة.
⁃ السكتة الدماغية، يمكن أن تكون مضاعفات مرض السكري من النوع 2 أيضا السكتة الدماغية التى تحدث نتيجة ارتفاع مستويات السكر في الدم.
⁃ ارتفاع ضغط الدم، إذ يؤدى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني إلى ارتفاع ضغط الدم الذى يؤدى للإصابة بتلف العين الشديد أو تلف الكلى.
الإنترنت.. تحدي صحي
كشف مجلس شؤون الأسرة، أن أكثر من 98% من الأطفال في عمر ”10 - 14“ سنة، وأن أكثر من 99% من الأطفال اليافعين في عمر ”15 - 19“ سنة يستخدمون الإنترنت بكثرة، ما رأيكم؟
التكنولوجيا لعبت دورًا مهمًا في بناء شخصية الأطفال واليافعين، إذ شكلت التقنيات والأجهزة الذكية في حياتهم أهمية كبيرة، وجعلتهم عرضة لإدمان الألعاب الإلكترونية وعدم القدرة على التخلي عنها، وترتب على ذلك إصابة وتعرض الأطفال للعديد من الأمراض ومنها الأنانية والعدوانية، والتأثير السلبي في نوم الطفل، والانعزال عن الآخرين، والعنف والتنمر، والاضطرابات النفسية المزمنة والعصبية المفرطة، وعدم القدرة على التواصل مع الآخرين، وخطر الاضطرابات التي ترتبط بالسمنة وأمراض القلب، إضافة إلى آلام الظهر والمعصم، وإجهاد العين، والصداع.
كما أن بعض الباحثين لاحظوا وجود تأثيرات سلبية على سلوك الأطفال والمراهقين من حيث انعكاس أساليب العنف والسلوكيات السلبية التي لا تنتمي إلى قيمنا الإسلامية العظيمة وعاداتنا وتقاليدنا العربية الأصيلة مما استوجب وجود دراسات أكاديمية مستفيضة حول هذه الظاهرة التي تستحق المتابعة والتحليل والنقد والتفسير للآثار النفسية والسلوكية على الطفل والمراهق.
وهنا أشدد على أهمية دور الأسرة في التوجيه السليم والمساهمة المناسبة في التوعية ضد الأضرار السلبية الناتجة عن استخدام الألعاب الإلكترونية لفترات طويلة وتأثيرها الواضح على سلوكيات الطفل والمراهق والتي يمكن استبدالها بالتعليم والترفيه الإلكتروني المفيد والمناسب لبناء جيل صالح يمكن الاعتماد عليه لتنفيذ رؤى وتطلعات وآمال مجتمع مميز مستقبلًا.
خطر السجائر الإلكترونية «الفيب»
رغم كوارث السجائر الإلكترونية «الفيب» إلا أن بعض أفراد المجتمع يقللون من المخاطر مقارنة بالسجائر العادية؟
جميع أنواع السجائر ومنها الإلكترونية «الفيب» تشكل خطورة كبيرة على صحة الإنسان، ولا يقتصر تأثير ذلك على المدخن، بل يشمل المحيطين به، فهم يستنشقون دخان السجائر، وهو ما يسمى ”التدخين السلبي“، وتزداد الخطورة أكثر على الأطفال والمصابين بالربو وحساسية الصدر.
وكشفت دراسة أن التدخين الإلكتروني عبر ال Vape يدمر الحمض النووي لمستخدميه بطريقة مماثلة للمدخنين الذين يصابون بالسرطان، ووجد الباحثون في جامعة لندن كوليدج أن مستخدمي السجائر الإلكترونية ومدخني السجائر لديهم تغيرات مماثلة في الحمض النووي. للخلايا في أفواههم، مع ربط هذه التغييرات بالتطور المستقبلي لسرطان الرئة لدى المدخنين، ومن هنا يتضح لنا أن مخاطر السجائر الإلكترونية أو العادية كبيرة وخطيرة على الجسم.
إنجاز المستشفيات السعودية
ما تعليقكم حول دخول 7 مستشفيات سعودية ضمن قائمة ”براند فاينانس“ لأفضل 250 مستشفى عالمياً لعام 2025؟
هذا الإنجاز ولله الحمد يعكس التطور السريع في البنية التحتية الصحية، والتقنيات الطبية المتقدمة، والبحث العلمي، وذلك تحقيقاً لمستهدفات رؤية 2030 في بناء منظومة صحية تنافسية عالمية، وبلادنا الغالية تواصل - بفضل الله - تحقيق إنجازاتها العالمية في القطاع الصحي، إذ اهتم برنامج تحول القطاع الصحي بالصحة العامة بكافة مكوناتها، وعمل على تسهيل الوصول للخدمات الصحية والرفع من جودتها، عبر تطوير وتحسين المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية والخدمات الإسعافية وتعزيز التحول الرقمي الصحي، مع التركيز على الوقاية قبل العلاج، والحفاظ على صحة الإنسان داخل وخارج المستشفيات.
كما أن النجاحات الصحية التي حققتها المملكة جعلتها مقصداً لطالبي العلاج من الخارج، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على نجاح المستشفيات السعودية في الوصول إلى المستويات العالمية في الخدمة والعناية ونتائج المرضى، فكل ما تحقق جاء بفضل الله واهتمام ولاة الأمر ومتابعة المسؤولين وجميع الكوادر الصحية التي تعمل بكل همة ونشاط.
جهود المملكة الصحية تجاه ضيوف الرحمن
تتوافد أعداد كبيرة تصل إلى الملايين خلال موسمي رمضان والعمرة والحج، كيف تنظرون إلى الجهود التي تبذلها المملكة لخدمتهم؟
الجهود التي تبذلها حكومة المملكة طوال العام في خدمة ضيوف الرحمن وليس في موسمي العمرة والحج فقط لا ينكرها إلا جاحد، فجميع القطاعات الصحية في المملكة تقوم بعمل ضخم وكبير جدًا في تقديم الخدمات الصحية لضيوف الرحمن طوال العام، إذ إن ما تقوم به المملكة في المجال الصحي لخدمة ضيوف الرحمن صحيًا، والخبرة التي كوّنتها في هذا المجال يستحقان استخلاص الدروس والاستفادة منه.
ولا يفوتني أن أنوه بدور القيادة الحكيمة في هذا البلد المعطاء التي تنتهج سياسة مستنيرة أسهمت وتسهم طوال العام في نجاح مواسم رمضان والعمرة والحج والتي تحظى بأولوية مطلقة لدى هذا البلد الكريم المعطاء من أجل توفير أقصى درجات الراحة والحماية والأمان لضيوف الرحمن، فالمملكة وعلى مدى العقود الماضية لها نجاحات كبيرة في تقديم الخدمات الصحية وضمان خلو مواسم رمضان والعمرة والحج من الأمراض الوبائية.
الصحة والذكاء الاصطناعي
كيف تنظرون إلى منظومة ”الذكاء الاصطناعي“ في المجال الصحي، وهل صحيح ما يتردد أنه سيلغي دور معظم الأطباء؟
في ظل التطور الكبير الذي يشهده المجال الصحي في العالم، أصبح من الملحوظ الاهتمام الكبير بدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي كأداة فعالة وريادية في المنظومة الصحية، وهو ما يساعد الأطباء كثيرًا في أداء مهامهم بشكل أفضل وأقوى وأسرع، فالذكاء الاصطناعي وسيلة مساعدة ولن تلغي دور الأطباء، وفوائدها عديدة في سرعة إنجاز المهام ودقة الوصول إلى المعلومات المطلوبة، وضمان أقصى مستويات الكفاءة وتقديم رعاية متميزة لجميع المرضى.
قد تستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي في تحليل الصور الطبية كالأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، وتساعد هذه الأدوات في تشخيص حالات طبية مختلفة مثل الأورام السرطانية وأمراض الشبكية والالتهاب الرئوي وغيرها، بجانب تشخيص أمراض القلب، حيث تستخدم خوارزميات التعلم العميق لتشخيص النوبات القلبية بالطريقة نفسها التي يستخدمها أطباء القلب، بالإضافة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الواردة من المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل: مرض السكري أو أمراض القلب، للتنبؤ بكيفية تطور حالتهم، وأيضًا دور الروبوتات الجراحية المجهزة بقدرات الذكاء الاصطناعي والتي تساعد الجراحين في إجراء العمليات بدقة أكبر، كما توفر خيارات التدخل الجراحي البسيط، بالإضافة إلى أن هناك جانب استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال صناعة الدواء.
تجنب الأمراض المكتسبة
بصفتكم مختصًا في الصحة العامة.. كيف يمكن تجنب الأمراض المكتسبة والمزمنة التي باتت تهدد الإنسان؟
يتحقق ذلك بتبني أنماط حياة صحية، فذلك يعد الخطوة الأولى نحو تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة وتحسين جودة الحياة، ويشمل ذلك تناول غذاء صحي متوازن غني بالخضراوات والفواكه، ممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على وزن صحي، وتجنب العادات الضارة مثل التدخين والإفراط في تناول السكريات، أيضًا الحرص على الفحص الدوري والكشف المبكر وخصوصًا في حال وجود تاريخ مرضي داخل محيط العائلة، فذلك يزيد ويسهم في تحسين فرص العلاج وتقليل المضاعفات الناتجة عن الأمراض المزمنة وغيرها، إذ يمكن لهذه الفحوصات أن تكشف عن المشكلات الصحية قبل تفاقمها، مما يسهم في تقليل العبء المالي والطبي على النظام الصحي.
أخيرًا.. رغم البرامج التوعوية إلا أن دائرة بعض الأمراض كالسكري والسمنة ما زالت تتوسع، فأين يكمن الخلل؟
المشكلة ليست في البرامج التوعوية، إنما في غياب التقيد بالتوعية، فمثلاً الشخص الذي يدرك مخاطر زيادة الوزن ويمارس الرياضة ونظامه الغذائي موزون حتما سيكون محميًا من السمنة، ولكن في حال تجاهله النمط الصحي للحياة ويصل تدريجيًا إلى السمنة مع إهمال زيادة الوزن فهنا يكون معرضًا لمرحلة مقاومة الانسولين أي مرحلة مقدمات السكري، وفي حال عدم تصحيح هذه المرحلة أيضًا فتزداد لديه فرص الإصابة بداء السكري النمط الثاني، فباختصار المشكلة ليست في البرامج التوعوية وإنما في عدم التقيد بارشاداتها ونصائحها الموجهة، لذا من المهم جدًا أن يتفاعل الفرد مع جميع البرامج التوعوية الصحية.