«معلومات الوزراء» يسلط الضوء في تحليل جديد على النظام الغذائي العالمي وأهداف التنمية المستدامة
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلاً جديداً تناول من خلاله وضع النظام الغذائي العالمي، حيث أشار إلى أن الفترة الراهنة تُعد من الفترات الصعبة التي يشهدها العالم، نتيجة زيادة الحروب، والنزاعات الجيوسياسية، وانتشار عدد من الأوبئة على خلفية ذلك، فضلاً عن التغيرات المناخية الحادة، مما ترتب عليه زيادة نسبة الجوع عالميًّا، وتسبب في تعطيل جهود تقليل هذه النسبة، علماً بأن القضاء على الجوع يمثل الهدف الثاني من أهداف التنمية المُستدامة 2030، والذي ينص على خلق عالم خالٍ من الجوع عن طريق تحقيق الأمن الغذائي والتغذية المحسنة وتعزيز الزراعة المستدامة.
ويُعرف الجوع، استنادًا إلى تعريف الأمم المتحدة، بالفترات التي يعاني فيها الأفراد من الجوع لأيام كاملة دون تناول أي طعام ويعزى ذلك إلى نقص المال أو الوصول للغذاء. فضلًا عن ذلك، عرفت منظمة الصحة العالمية «الجوع الخفي» بسوء وضعف تغذية الفرد، على الرغم من حصوله على كميات من الطعام.
وأوضحت إحصاءات المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، أن حوالي 3 مليارات شخص في مختلف أنحاء العالم لا يستطيعون تحمل تكاليف النظام الغذائي الصحي، ويتركز هؤلاء الأفراد بالأساس في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (875 مليون نسمة)، وكذلك في جنوب آسيا (1283 مليون نسمة).
ووفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة، والمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، فمن المتوقع أن يظل أكثر من ثلث سكان العالم غير قادرين على تحمل تكلفة اتباع نظام غذائي صحي حتى عام 2030.
وسجلت أعداد الجوعى عالمياً في عام 2015 نحو 564 مليون شخص، بينما وصلت أعداد الجوعى في عام 2022 إلى 735.1 مليون شخص، ورغم أنه من المتوقع أن تنخفض نسبة سكان العالم غير القادرين على تحمل تكاليف اتباع النظم الغذائية الصحية من 42% في عام 2021 إلى 36% بحلول عام 2030، فإن هذه النسبة تظل مرتفعة أيضاً للغاية، الأمر الذي يجعل الاهتمام بالنظام الغذائي العالمي أحد أهم القضايا التي يجب تسليط الضوء عليها في الوقت الراهن.
وأضاف مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار أن إنتاج الغذاء العالمي ارتفع بوتيرة سريعة على مدار الستين سنة الماضية، حيث ارتفع نصيب الفرد من الغذاء بنحو 4 أضعاف من عام 1961 إلى 2021، الأمر الذي يرجع إلى نشر تكنولوجيا "الثورة الخضراء" للمحاصيل الأساسية الغنية بالسعرات الحرارية، وخاصة الحبوب، بالإضافة إلى مساهمة مراكز البحوث الزراعية على مستوى العالم في تطوير أصناف زراعية عالية الإنتاجية، وقد لعب هذا دورًا في خفض أسعار المنتجات الغذائية الأساسية، ومن ثم خفض نسب الفقر والجوع في العديد من الدول حول العالم.
وتشير معدلات نمو الرقعة الزراعية بنحو (1.09 ضعف)، مقارنة بمعدلات نمو الإنتاج (3.8 أضعاف)، والنمو السكاني (2.6 ضعف)، إلى احتمالية تدهور التربة الزراعية نتيجة الضغط على التربة لمواكبة متطلبات الطلب على الغذاء، علاوة على ذلك، فمن المتوقع حدوث ضغط إضافي كبير على طلب المنتجات الزراعية بسبب زيادة الطلب على إنتاج الوقود الحيوي.
ومما لا شك فيه أن التغيرات المناخية تؤثر على إنتاجية المحاصيل الزراعية، فوفقًا لتقرير Warmer planet will trigger increased farm losses الصادر عن مركز "Cornell Atkinson Center for Sustainability" في يناير 2024، فإن كل ارتفاع في درجة الحرارة بدرجة مئوية واحدة يقابله انخفاض المحاصيل الزراعية الرئيسية مثل الذرة وفول الصويا والقمح بنسبة تتراوح بين 16٪ و20٪، كما يؤدي كل ارتفاع في درجة الحرارة بدرجة مئوية واحدة إلى انخفاض إجمالي دخل المزرعة بنسبة 7٪، مما قد يتسبب في انخفاض صافي دخل المُزارع بنسبة 66٪.
وعن تحقيق هدف "القضاء على الجوع" بحلول عام 2030، أشار التحليل إلى أنه يجب النظر إلى الأوجه المختلفة التي يحاول الهدف الثاني من أهداف التنمية المُستدامة تحقيقها، والمتمثلة في القضاء على الجوع وجميع أشكال سوء التغذية بحلول عام 2030. ونظرا للتحديات الكبرى التي يواجهها النظام الغذائي العالمي، فإن الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة يبدو هدفًا بعيد المنال.
علاوة على ذلك، فإن الأمن الغذائي يتأثر بالصراعات في العديد من الدول النامية ذات الدخل المنخفض والمتوسط، كما يُعد كل من تفاقم النزاعات السياسية في كثير من الأحيان والتغيرات المناخية الشديدة من العوامل الرئيسة وراء عودة ارتفاع نسب الجوع العالمي مقارنة بعام 2015، كما أن كلا من الصدمات الاقتصادية العالمية الأخيرة، وخاصة تلك الناجمة عن جائحة كوفيد-19، والصدمة التي تعرضت لها أسواق القمح والزيوت النباتية والأسمدة العالمية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، أدوا إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي العالمي، مما أثر على 735.1 مليون شخص على مستوى العالم في عام 2022، مقارنةً بعدد الأشخاص الذين عانوا من الجوع في عام 2015.
وأضاف التحليل وفقًا لتوقعات كل من منظمة الأغذية والزراعة FAO والمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية IFPRI، فإنه حتى وإن تم تحقيق انتعاش اقتصادي عالمي دون أي اضطرابات جديدة كبرى على مستوى العالم حتى عام 2030، فإن هدف القضاء على الجوع سيظل بعيد المنال.
وعن الأجندة المقترحة للأمم المتحدة للحد من أزمة الجوع العالمي، فقد أوضح التحليل أنه تم عمل الأجندة للوصول إلى نسب منخفضة لمعدلات الجوع العالمية بحلول عام 2030. وتشير الأجندة التي تم إعدادها إلى أن التنفيذ الواسع النطاق لهذه البرامج من شأنه أن يولد مكاسب مهمة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة مثل تحقيق أهداف الأمن الغذائي وتخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة الملوثة للبيئة، وتتضمن الإجراءات، على وجه التحديد ما يلي:
أولاً: إجراءات لتحقيق مزيد من العدالة تشمل:
1- شبكات الأمان الاجتماعي: حيث يتم تقديم كوبونات غذائية أو تحويلات مالية مخصصة للإنفاق على الغذاء لجميع الفقراء، بحيث يكون متوسط حجم التحويلات كافيا لسد الفجوة بين دخل الفرد في الأسر الفقيرة والتكلفة الأساسية لحياة صحية.
2- برامج التغذية المدرسية: يتم منح جميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و11 سنة إمكانية الوصول إلى برامج التغذية المدرسية لمدة 200 يوم في السنة.
ثانياً: إجراءات لتحقيق خيارات أفضل تشمل:
1- إعادة توجيه الإعانات الزراعية لتحفيز إنتاج الأغذية الصحية ومنخفضة الانبعاثات: حيث تتم إعادة تخصيص جميع الإعانات الزراعية للدفع المباشر للمزارعين، بما يتناسب مع إيرادات المزرعة. ويتم حساب معدل الدعم داخليًّا للحفاظ على ثبات الميزانيات المخصصة لدعم المزارع.
2- تقديم الإعانات للمستهلكين لتشجيع شراء الأطعمة الصحية مع وضع إصلاحات وحوافز للمستهلك.
ثالثاً: إجراءات لتحقيق الكفاءة وتشمل:
1- زيادة الإنفاق على البحث والتطوير.
2- تقديم الحوافز لتشجيع الابتكارات الخضراء في مجال الزراعة: ومن المفترض أن يشمل ذلك ثلاث مكونات تتضمن: (توسيع وتحسين أنظمة الري التي تختلف حسب الاحتياجات لكل المناطق- وتحسين تربية الماشية وتحسين الممارسات من أجل زيادة الإنتاجية وخفض الانبعاثات لكل وحدة من وحدات الإنتاج- وخدمات الإرشاد وتدريب المزارعين لتبني ممارسات محسنة وزيادة إنتاجية المزرعة).
3- الحد من إهدار الطعام: ويستهدف هذا البرنامج تحقيق خفض بنسبة 25% في جميع الدول من خلال الاستثمار في تحسين التعامل مع المنتجات داخل وخارج المزرعة وصولا إلى مستوى البيع بالتجزئة.
اقرأ أيضاًاليونيسف تطالب بحماية أطفال غزة بعد مقتل أكثر من 50 طفلا في جباليا على أيدي القوات الإسرائيلية
خبير اقتصادي: مصر تستهدف الشرائح الأولى بالرعاية وتطوير برنامج الحماية الاجتماعية (فيديو)
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: التنمية التنمية المستدامة مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء التنمية الاقتصادية أهداف التنمية المستدامة تنمية خطة التنمية المستدامة أهداف اهداف التنمية الاقتصادية المستدامة المستدامة مستدامة أهداف التنمية البيئة والتنمية المستدامة النظام الغذائي العالمي القضاء على الجوع أهداف التنمیة الأمن الغذائی بحلول عام 2030 فی عام
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء يشيد بالدور المحورى للإيكاو فى تسهيل النقل الجوى والتنمية تماشياً مع رؤية «مصر 2030»
«مدبولى»: مصر تلعب دوراً محورياً فى الشرق الأوسط وأفريقيا كمركز للطيران الدولىاستمرار الدعم المصرى واستضافة المقر الإقليمى منذ 1953 يعكس عمق العلاقات مع المنظمة الأممية«الحفنى»: زيارة رئيس المنظمة قوة موجهة لتشكيل مستقبل النقل الجوىافتتاح المكتب الإقليمى للإيكاو بالقاهرة بعد الانتهاء من أعمال تجديده«سلفاتورى»: مصر داعم رئيسي لأمن وسلامة الطيران بالشرق الأوسط.. وتجديد المقر يعكس الالتزام بدعم المنظمات الدولية«سالازار»: خطة استراتيجية بأهداف مبتكرة ومعاييرمحدثة لضمان تطور الصناعة المرحلة المقبلة
استقبل الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، كلاً من «سالفاتورى شاكيتانو»، رئيس مجلس مُنظمة الطيران المدنى الدولى (إيكاو)، وخوان كارلوس سالازار، الأمين العام للمنظمة، وذلك بحضور الدكتور سامح الحفنى، وزير الطيران المدنى، ومحمد رحمة، رئيس قطاع النقل الجوى ومحمد أبوبكر فارع المدير الإقليمى لمكتب المنظمة بالقاهرة.. وقدم الدكتور مدبولى لمسئولى المنظمة التهنئة بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثمانين لتوقيع اتفاقية منظمة الطيران المدنى الدولى (الإيكاو) فى شيكاغو منذ السابع من ديسمبر 1944.. وأشاد رئيس الوزراء بزيارة مسئولى «إيكاو» الحالية لمصر للمشاركة فى حفل افتتاح المقر الإقليمى للمنظمة بمنطقة الشرق الأوسط فى مصر بعد الانتهاء من تجديده.
أكد الدكتور مصطفى مدبولى استمرار الدعم المصرى لمنظمة الإيكاو وللعمل المتعدد الأطراف بصفة عامة، قائلاً إن استضافة مصر للمقر الإقليمى للمنظمة، والذى يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1953 يعكس عمق ومتانة علاقات مصر مع المنظمة الأممية.. وأشاد رئيس الوزراء بالدور المحورى الذى تلعبه المنظمة فى تسهيل النقل الجوى ودفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة فى جميع أنحاء العالم من خلال التحسين المستمر لسلامة وأمن الطيران المدنى الدولى، وهو ما يتماشى مع رؤية الدولة المصرية 2030.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولى إلى الدور البناء الذى تلعبه مصر فى تطوير الطيران المدنى فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا كمركز للطيران الدولى ومحور إقليمى بالغ الأهمية، مُسلطاً الضوء على موقع مصر الاستراتيجى كحلقة وصل بين 3 قارات.
كما أشار إلى أن الحكومة المصرية تبذل جهوداً حثيثة لتحسين منظومة أمن وسلامة الطيران من خلال تطوير الأنظمة واللوائح المتعلقة بسلامة الطيران، وتفعيل مختلف التوصيات الصادرة عن منظمة الطيران المدنى الدولى بهذا الشأن، بالإضافة إلى جهودنا المستمرة لتطوير البنية التحتية للطيران، بما فى ذلك تجديد وتطوير المطارات المدنية المختلفة.
وأعرب عن تطلع مصر لتعزيز التعاون المثمر القائم بالفعل مع المنظمة لتحقيق الأهداف المشتركة فى الارتقاء بقطاع الطيران المدنى وتعزيز الاستدامة والسلامة، مشيراً إلى جهود مصر فى تدريب وتأهيل الكوادر البشرية فى قطاع الطيران وأبرزها الأكاديمية المصرية لعلوم الطيران، ومعرباً عن تطلع مصر لتعزيز التعاون مع منظمة الطيران المدنى الدولى لمواصلة تطوير برامج التدريب المشتركة.
دور محورى
وأعرب الدكتور سامح الحفنى، وزير الطيران المدنى، عن تقديره لهذه الزيارة المُهمة لرئيس مجلس مُنظمة الطيران المدنى الدولى، والأمين العام للمنظمة.
وقال «الحفنى» إن مصر تعتز باستضافة المكتب الإقليمى للإيكاو على مدار أكثر من سبعة عقود، مشيراً إلى أن مصر تثمن الدور الحيوى الذى تلعبه المنظمة فى دعم شتى مجالات النقل الجوى، مشيداً بالجهود الملموسة والبارزة التى تقدمها منظمة الإيكاو، وكذا المبادرات الفعالة التى تتبناها من أجل تقديم أفضل السُبل والمُمارسات فى تطوير صناعة الطيران المدنى الدولى بما يساهم فى تعزيز السلامة الجوية، وتطوير الربط الجوى، وخلق النمو المستدام لهذه الصناعة حول العالم، وبما يحقق التعاون الإقليمى والدولى.. وأكد الوزير أن قطاع الطيران المدنى المصرى لا يدخر جهداً فى توفير مختلف سُبل الدعم لمكتب الإيكاو بما يُساهم فى تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمنظمة ويخدم مصالح جميع الدول الأعضاء ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها.
أمن وسلامة الطيران
بدروهم، أكد مسئولو منظمة «إيكاو» سعادتهم لزيارتهم الحالية إلى مصر، لافتتاح المكتب الإقليمى للمنظمة فى مصر، مُعربين عن تقديرهم للدعم الكبير الذى تُقدمه الدولة المصرية للمنظمة منذ افتتاح مكتبها فى مصر، مضيفين: فخورون بوجود مكتبنا الإقليمى هنا فى القاهرة. وأشار مسئولو المنظمة إلى أن مصر تلعب دوراً رئيسياً فيما تقوم به «إيكاو» من جهود تستهدف تحقيق أمن وسلامة الطيران المدنى فى منطقة الشرق الأوسط وسط كم كبير من التحديات واجهتها المنظمة على مدار الفترة الماضية.. وفى غضون ذلك تطرق مسئولو المنظمة إلى جهودهم المبذولة لتقليل مستويات الانبعاثات الكربونية من قطاع الطيران المدنى عالمياً، مُعربين عن تطلعهم إلى مزيد من التعاون مع الحكومة المصرية فى هذا الصدد.
افتتاح مكتب الإيكاو بالقاهرة
وافتتح الدكتور سامح الحفنى وزير الطيران المدنى وسلفاتورى شاكيتانو رئيس (إيكاو)، و«خوان كارلوس سالازار» الأمين العام للمنظمة المكتب الإقليمى لمنطقة الشرق الأوسط بالقاهرة وذلك بعد الانتهاء من أعمال تجديده.
وفى هذا السياق، أعرب الدكتور سامح الحفنى خلال كلمته عن اعتزاز مصر باستضافة المكتب الإقليمى منذ عام 1953، قائلاً: «أنه يُعد مصدر فخر لنا استمرار المكتب بمصر كمركز إقليمى يلعب دوراً محورياً أساسياً فى تطوير قطاع الطيران المدنى بالمنطقة، والذى يؤكد على المكانة التى توليها منظمة الإيكاو لمصر، فضلاً عن اهتمامها البالغ بتقديم كافة أوجه الدعم اللازم فى قطاع الطيران المدنى كعامل رئيسى يدعم مسار التنمية الاقتصادية، والتعاون الدولى بين جميع الدول الأعضاء»، مؤكداً أن مصر ستظل ملتزمة تماماً بتعزيز دورها فى مجتمع الطيران العالمى، مشيراً إلى أن الإيكاو تعد قوة موجهة فى تشكيل مستقبل النقل الجوى على مستوى العالم.. كما أوضح وزير الطيران أن زيارة رئيس مجلس الإيكاو لمصر تأتى تأكيداً على أهمية الدور المصرى فى قطاع الطيران المدنى العالمى، خاصة فى الوقت الذى يشهد فيه العالم تطورات متسارعة فى مجال صناعة النقل الجوى، مما يتطلب تكاتف الجهود الدولية والإقليمية لمواجهة كافة التحديات وتعزيز الاستدامة فى هذا القطاع الحيوى.
التزام الدولة المصرية
ومن جانبه، أعرب رئيس منظمة الإيكاو عن سعادته وفخره بالوجود فى مصر لحضور مراسم افتتاح المكتب الإقليمى للمنظمة بعد تجديده. وأشاد بالدور البارز الذى تضطلع به مصر منذ تأسيس المكتب فى دعم كافة الجهود والمساعى المشتركة مع المنظمة، موجهاً الشكر للحكومة المصرية ولقادة قطاع الطيران المدنى المصرى على الدعم المستمر والخبرات الواسعة التى يقدمونها، مما يسهم فى تحقيق الأهداف والمصالح المشتركة للمنظمة.
كما أعرب عن تقديره لوزارة الطيران المدنى على جهودها فى تجديد المكتب الإقليمى، مؤكداً أن هذا الإنجاز يعكس التزام الدولة المصرية بدعم المنظمات الدولية. وأشاد بوجود المكتب الإقليمى للإيكاو داخل مقر وزارة الطيران المدنى، وهو ما يُبرز حرص مصر على تقديم كافة أوجه الدعم والتيسيرات اللازمة للمنظمة، لا سيما فى ظل النمو المتسارع الذى تشهده صناعة الطيران المدنى والتطورات المتلاحقة التى تواجهها، بالإضافة إلى التحديات الراهنة التى تتعرض لها صناعة النقل الجوى على المستوى العالمى.
استراتيجية جديدة
وأعرب أمين عام منظمة الإيكاو، خلال كلمته التى ألقاها فى هذه المناسبة، عن تقديره البالغ للمشاركة فى هذا الحدث الهام. وأشار إلى الاهتمام الكبير الذى يوليه مجلس المنظمة لأهمية وجود المكاتب الإقليمية ودورها فى تقديم الدعم اللازم والتنسيق المستمر بين جميع الدول الأعضاء.. مؤكدا أن الاحتفال ليس فقط بمثابة إحياء للتاريخ، ولكنه يمثل أيضاً تطلعاً نحو مستقبل أفضل لقطاع الطيران. وأعلن أن المرحلة المقبلة ستشهد إطلاق خطة استراتيجية جديدة تتضمن أهدافاً مبتكرة وإعادة تنظيم داخلى للمنظمة، بالإضافة إلى وضع معايير محدثة تلتزم بها جميع الدول الأعضاء، بما يضمن تحقيق مزيد من التطور والارتقاء بهذه الصناعة الحيوية.. كما تضمنت مراسم الافتتاح قيام وزير الطيران المدنى ورئيس الإيكاو والأمين العام للمنظمة والوفد المرافق لهم بتفقد مبنى الإيكاو بالقاهرة.
تكريم العاملين
وعلى هامش الافتتاح، شهد وزير الطيران المدنى تكريم عدد من العاملين بالمكتب الإقليمى للإيكاو بالقاهرة من جانب رئيس المنظمة والأمين العام والمدير الإقليمى للمكتب، وذلك لأدائهم المتميز ودورهم الهام فى تحقيق التنسيق الدائم والتعاون الفعال بين مصر والمنظمة، فضلاً عن جهودهم المبذولة فى دعم أوجه التعاون المشترك مع جميع الدول الأعضاء، كما تضمنت مراسم الافتتاح تقديم فيلم دعائى عن احتفال مصر بمناسبة مرور ٨٠ عاما على إنشاء منظمة الطيران المدنى الدولى وتوقيع اتفاقية شيكاغو فى السابع من ديسمبر عام 1944.