شبكة انباء العراق:
2025-01-30@17:40:04 GMT

عندما يمتزج الانحطاط بقلة الأدب

تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

قديما كان فرسان العرب يتعمدون المبالغة والإغراق في وصف شجاعة خصومهم في المعركة، مثال على ذلك قول عنترة:
ومدجج كره الكماة نزاله لا ممعن هرباً ولا مستسلم
جادت له كفي بعاجل طعنة بمثقف صدق الكعوب مقدم
هكذا كانت اخلاقهم. لا ينتقصون من كرامة اعدائهم، ولا يطعنون باعراضهم، وهكذا كانت بسالة الفرسان وإقدامهم على الموت بلا وجل أو تقهقر، وهكذا كانوا يتلقون الطعنات دفاعا عن قومهم بلا توجع أو شكوى أو تذمر.

.
بينما انقلبت لدينا الآن مفاهيم الرجولة، وتغيرت معايير مكارم الاخلاق، وظهرت علينا شراذم يتحينون الفرص للإساءة إلى ابناء جلدتهم بكلام تقشعر له الابدان. فهل انقرض الفرسان والنبلاء الاوائل، ولم يبق منهم إلا النزر اليسير ؟. وهل أضحى البقاء للأنذال والسفلة وليس للأبطال والنشامى ؟. سؤال نطرحه على العقلاء وقادة الامة. ففي الوقت الذي تقف فيه اخواتنا وبناتنا بثبات وعزيمة صلبة في مواجهة الأشرار، يتلقين الوخزات من المفترين والأفاكين. .
سوف يكتب التاريخ أن نساء غزة هن خنساوات هذا العصر، وهن الصامدات الماجدات، وهن الحافظات لحدود الله حتى النصر المؤزر، رغم ظروف القهر والرعب والحصار. . وهذا ما قالته فيهن الدكتور سعاد الصباح: (سلامٌ عليكنَّ يا سيدات الندى والسماح. . سلامٌ على الشجن المقدسي، وستر العباءات عند الصباح. سلامٌ عليكن، حين يجيء زمان العصافير، أو حين يبدأ عصف الرياح. . سلامٌ عليكن في كل وقتٍ. فقد سقط الفرق بين جمال العيون، وبين جمال السلاح). .
ومع ذلك يظهر علينا ديوث منحط يدعى (منعل النابي) ليطعن في أعراضهن ويشكك في عفافهن. يتهمهن بارتكاب الفواحش، وما إلى ذلك من طعنات وافتراءات يخجل منها العدو قبل الصديق. فنساء غزة لا يخرجن من تحت الأنقاض إلا محتشمات متشبثات بحجابهن، فمهما كتبه ونشره هذا السافل المُنعّل المُنحل، لن يزيدهن إلا سمواً ورفعة. .
اللافت للنظر. وعلى الرغم من الشكاوى التي قدمت ضده الى النائب العام في الكويت، وعلى الرغم من مطالبة الأحرار في كل مكان بوجوب الحجر على هذا الخنزير، ومنعه من النشر والكتابة، مازال يواصل سفالته بكل جرأة ووقاحة. من دون ان يكون للحكومة الكويتية أي دور في ردعه ومنعه ومحاسبته. .
لا شك ان الداعية الكويتي محمد العوضي كان على حق عندما خاطب امراة فلسطينية، فقال لها: (إمنحيني خيطاً من حذائك، لأخيط به أفواهاً نجسة)، ولا بد انه كانت يستهدف (منعل)، ومن كان على شاكلته من الذين إذا مسَّ النعالُ وجوههم شكت النعال بأي ذنب تُصفعُ. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

وهب رومية.. رحيل ناقد أثرى الأدب العربي

سعد عبد الراضي (أبوظبي)
رحل عن عالمنا أمس الدكتور وهب رومية، عضو لجنة تحكيم برنامج «أمير الشعراء» في موسمه الحادي عشر، عن عمر ناهز 81 عاماً، بعد رحلة طويلة من الإبداع والعطاء في خدمة الأدب العربي، حيث كان الراحل قامة أدبية وفكرية بارزة وأحد أعلام النقد الأدبي، وأثرى المكتبة العربية بالعديد من الدراسات النقدية والإسهامات الأدبية القيّمة.

أمير الشعراء
في برنامج «أمير الشعراء»، الذي انضم إليه في أكتوبر 2024، ترك الدكتور وهب رومية بصمة خاصة، حيث قدم رؤى نقدية عميقة شكلت مزيجاً من الحكمة والمعرفة، مما ساهم في توجيه الشعراء وإثراء ملكاتهم ونصوصهم الشعرية، فلم يكن مجرد ناقد، بل كان نموذجاً للعالم الملتزم بقضايا الأدب والثقافة، مؤمناً بدور الشعر في التعبير عن القيم الإنسانية السامية.

رحلة مضيئة

وُلد الراحل الكبير في اللاذقية عام 1944، وحصل على الإجازة في اللغة العربية وآدابها من جامعة دمشق عام 1967، ثم نال درجة الماجستير في الدراسات الأدبية من جامعة القاهرة عام 1974، وتبعها بدكتوراه الدولة في الآداب من الجامعة ذاتها عام 1977 بمرتبة الشرف الأولى. كما شغل مناصب أكاديمية عدة، منها عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة دمشق، وعضوية مجمع اللغة العربية بدمشق. كما عمل أستاذاً في جامعات عدة، منها جامعة قسنطينة في الجزائر، وجامعة صنعاء في اليمن، ومعهد اللغات الأول في بكين.

أخبار ذات صلة "أمير الشعراء" يختتم المرحلة الثانية من موسمه الـ 11 الإماراتي عبدالرحمن الحميري إلى المرحلة الثالثة من «أمير الشعراء»

إصدارات مهمة
تميّزت مؤلفاته بالعمق والجدية، ومن أبرزها: «قصيدة المدح حتى نهاية العصر الأموي» (1981)، و«الرحلة في القصيدة الجاهلية» (1982)، و«بنية القصيدة العربية» (1994)، و«شعرنا القديم والنقد الجديد» (1996)، و«الشعر والناقد: من التشكيل إلى الرؤيا» (2006)، كما حاز العديد من الجوائز المهمة خلال رحلته الأكاديمية والنقدية.
برحيل الدكتور وهب رومية، تفقد الساحة الثقافية العربية علماً من أعلام النقد الأدبي، تاركاً إرثاً علمياً سيظل مرجعاً للباحثين والمهتمين باللغة العربية وآدابها.


سلطان العميمي: رحيله خسارة كبيرة للساحة الأدبية، إذ أنه ترك بصمة كبيرة وفارقة في النقد العربي


في تصريح خاص لـ «الاتحاد»، قال الدكتور سلطان العميمي، المدير التنفيذي لقطاع الشعر والموروث بالإنابة في هيئة أبوظبي للتراث: أتقدم بخالص العزاء والمواساة في رحيل الناقد الكبير د. وهب الرومية الذي يعد رحيله خسارة كبيرة للساحة الأدبية، إذ أنه ترك بصمة كبيرة وفارقة في النقد العربي، من خلال مؤلفاته التي أثرت الساحة النقدية، حيث كان الفقيد الراحل صاحب مدرسة نقدية يشار إليها بالبنان.

 

مقالات مشابهة

  • تجليات ندوة "واقع صناعة النشر في سلطنة عمان" بمعرض الكتاب
  • «حوار الثقافات عبر الأدب».. في مكتبة محمد بن راشد
  • حوار الثقافات عبر الأدب في مكتبة محمد بن راشد
  • «حكاية إفريقيا» في الشارقة تجتذب 10 آلاف زائر
  • وفاة الأديب محمد جبريل عن عمر يناهر 87 عاما
  • رادكا دنماركوفا في معرض الكتاب: الأدب يجب أن يكون فأسًا تكسر البحر المتجمد
  • وهب رومية.. رحيل ناقد أثرى الأدب العربي
  • عندما تسحرك الطبيعة فتعيش أجوائها
  • من كانت تقاتل إسرائيل في غزة؟
  • هل المزاح مع الزميلات في العمل جائز شرعًا؟ الإفتاء توضح