خسائر بالمليارات ورئيس مضرب عن الطعام.. ماذا يحدث في بوليفيا؟
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
في اليوم الثاني من إضرابه عن الطعام، اتهم الرئيس البوليفي السابق إيفو موراليس، الحكومة بتجاهل طلبه إجراء حوار لوضع حد لشهر من الاحتجاجات، التي بلغت ذروتها الجمعة الماضي، باحتجاز 200 جندي.
وأكدت وزارة الخارجية البوليفية، السبت الماضي، أن أنصاراً لموراليس يحتجزون ما لا يقل عن 200 جندي رهائن، في ظل تصاعد المواجهة بينهم وبين السلطات.
وقال موراليس في مقابلة أمس الأحد: "طلبت إجراء حوار فوري وتشكيل لجنتي حوار، وكان رد الحكومة هو اعتقال بعض الرفاق واقتيادهم إلى لاباز".
Bolivia's Foreign Ministry has accused supporters of former President Evo Morales of holding more than 200 soldiers hostage.https://t.co/TANyfZkxmf pic.twitter.com/uch6KUaPdI
— DW News (@dwnews) November 3, 2024وقد بدأ أنصاره إغلاق الطرق الرئيسية في البلاد في 14 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، للتنديد بما يعتبرونه "اضطهاداً قضائياً" لزعيمهم، الذي يستهدفه تحقيق في قضية اغتصاب مزعوم لفتاة تبلغ 15 عاماً. وهم يطالبون الآن أيضاً باستقالة الرئيس لويس آرسي، الذي يتهمونه بالمسؤولية عن انقطاعات الوقود في بوليفيا بسبب نقص العملة الأجنبية.
والجمعة، تمكنت الشرطة بدعم من الجيش من فتح طريق قرب باروتاني (وسط)، وهو محور رئيسي يربط كوتشابامبا، عاصمة المقاطعة التي تحمل الاسم نفسه والمعقل السياسي لموراليس، بالعاصمة الإدارية لاباز. وأصيب 19 شرطياً واعتقل 66 مدنياً خلال العملية، وفق السلطات.
El expresidente de Bolivia, Evo Morales, denunció este domingo que se ha creado “un Plan Cóndor de Lawfare”, mediante el cual le han inventado procesos con fines políticos.https://t.co/4Kj6gaFq3L
— teleSUR TV (@teleSURtv) November 4, 2024وقال موراليس، مزارع الكوكا السابق وأول شخص من السكان الأصليين يحكم بوليفيا (2006-2019)، إن "ما يحصل اضطهاد كامل".
وأعلن أنه بدأ إضراباً عن الطعام للمطالبة بحوار مع حكومة الرئيس آرسي، حتى "تنشئ لجان مناقشة سياسية واقتصادية".
وأكد آرسي في اليوم نفسه، أنه سيواصل العمل "حتى تحرير" مدينة كوتشابامبا، حيث أصبح الوقود نادراً بشكل متزايد وترتفع الأسعار بشكل كبير بسبب إغلاق الطرق. وبعد 21 يوماً من إغلاق الطرق، تقدر الخسائر بـ 2.1 مليار دولار في مختلف القطاعات، بحسب وزارة التنمية الإنتاجية.
وقالت وزيرة الرئاسة ماريا نيلا برادا، في بيان السبت إن "مكتب أمين المظالم يتفاوض بشأن إجراء حوار".
وتولى موراليس (65 عاماً) الرئاسة بين عامي 2006 و2019، عندما استقال وسط شكوك بتزوير الانتخابات. ورغم منعه من الترشح مجدداً، يريد موراليس منافسة حليفه السابق الذي تحول إلى غريمه الرئيس لويس آرسي، على ترشيح حزب اليسار "ماس" في الانتخابات المقررة في أغسطس (آب) المقبل.
وطالب الرئيس آرسي الأربعاء الماضي، بإنهاء إغلاق الطرق "فوراً"، وقال إن "الحكومة ستمارس سلطاتها الدستورية لحماية مصالح الشعب البوليفي، إذا لم يمتثل المتظاهرون".
ومنذ بداية إغلاق الطرق، أسفرت الاشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين عن إصابة 90 شخصاً على الأقل، معظمهم من عناصر الشرطة، وفقاً لأحدث الأرقام الرسمية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الخارجية البوليفية بوليفيا إغلاق الطرق
إقرأ أيضاً:
ما الذي سيفعله الرئيس الشرع لمواجهة إسرائيل؟
خطا الرئيس السوري أحمد الشرع ثلاث خطوات مُهمة نحو إعادة توحيد سوريا، ومواجهة مشاريع تقسيمها. الأولى، إفشال التمرد المُسلّح الذي قادته خلايا النظام المخلوع في مناطق الساحل بهدف إسقاط الدولة الجديدة وإشعال حرب أهلية. والثانية، إبرام اتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لدمجها في الدولة الجديدة، والثالثة، الاتفاق مع أهالي ووجهاء محافظة السويداء الجنوبية على دمجها الكامل في مؤسسات الدولة.
مع ذلك، تبقى مُعضلة الجنوب السوري إشكالية ضاغطة على سوريا؛ بسبب التحركات التي بدأتها إسرائيل منذ الإطاحة بنظام الأسد واحتلالها أجزاء جديدة من الأراضي السورية ومحاولتها تأليب دروز الجنوب على إدارة الرئيس الشرع.
على الرغم من أن إسرائيل سعت في البداية إلى تسويق تحرّكاتها العدوانية في سوريا في إطار مواجهة مخاطر أمنية مزعومة تُهددها، فإن النهج الإسرائيلي أصبح بعد ذلك أكثر وضوحًا، خصوصًا بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 23 فبراير/ شباط الماضي عن نوايا إسرائيل الإستراتيجية في سوريا. وتتضمن هذه النوايا تحقيق أربعة أهداف متوسطة وبعيدة المدى.
أولًا، تكريس احتلال المنطقة العازلة في الجولان وقمة جبل الشيخ الإستراتيجية كأمر واقع من خلال ربط التواجد الإسرائيلي فيهما بالتهديدات المزعومة بعيدة المدى التي تواجه إسرائيل من سوريا، وليس القريبة المدى. وبالنظر إلى أن المناطق المُحتلة الجديدة ليست كبيرة من حيث الحجم، فإن إسرائيل قادرة على الاحتفاظ بها، إما بهدف ضمها لها بشكل نهائي، أو بهدف تعزيز موقفها في أي مفاوضات مستقبلية مُحتملة مع النظام الجديد في سوريا.
ثانيًا، محاولة إحداث شرخ كبير بين الدروز في جنوب سوريا والإدارة الجديدة كبوابة لتأسيس كيان درزي كمنطقة عازلة بينها وبين سوريا. ولا تقتصر وسائل إسرائيل بهذا الخصوص على تشجيع النزعة الانفصالية بين الدروز، وتقديم نفسها كحامٍ لهم، بل تشمل كذلك طرح مطلب تحويل جنوب سوريا إلى منطقة منزوعة السلاح وعدم انتشار الجيش السوري الجديد فيها، فضلًا عن اعتزام السماح للدروز بالعمل داخل إسرائيل.
ثالثًا، تدمير ما تبقى من الأصول العسكرية التي أصبحت ملكًا للدولة السورية بعد الإطاحة بنظام الأسد من أجل إضعاف القدرات العسكرية لهذه الدولة، وتقويض قدرتها على امتلاك عناصر القوة لبسط سيطرتها على كافة أراضيها وللتعامل مع التحديات الأمنية الداخلية التي تواجهها، خصوصًا مع الأطراف: (قسد، خلايا النظام في الساحل، والتشكيلات المسلحة في الجنوب). وتندرج هذه الإستراتيجية ضمن أهداف إسرائيل في تشجيع النزعات الانفصالية على الأطراف لإضعاف السلطة المركزية في دمشق.
رابعًا، تقويض قدرة تركيا على الاستفادة من التحول السوري لتعزيز دورها في سوريا، وفي المنافسة الجيوسياسية مع إسرائيل في الشرق الأوسط. ولهذه الغاية، تعمل إسرائيل على مسارات مُتعددة، ليس فقط محاولة إيجاد موطئ قدم لها بين الدروز في الجنوب، بل أيضًا شيطنة الإدارة السورية الجديدة للتأثير على القبول الدولي بها، والضغط على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعدم الاعتراف بالرئيس الشرع، وإبقاء العقوبات على سوريا كسيف مُصلت عليها لتحقيق مصالح إسرائيل، والضغط كذلك على واشنطن لإقناعها بالحاجة إلى بقاء الوجود العسكري الروسي في سوريا كضرورة لمواجهة نفوذ تركيا.
حتى في الوقت الذي يبدو فيه تقسيم سوريا أو فَدْرلتها أو تحويل الجنوب إلى منطقة منزوعة السلاح (عدم وجود الجيش السوري فيها)، غير مُمكن وغير واقعي، فإنه من المرجح أن تحتفظ إسرائيل باحتلال المنطقة العازلة وقمة جبل الشيخ الإستراتيجية لفترة طويلة.
كما ستسعى لاستثمار الفترة الطويلة التي ستستغرقها عملية بناء الدولة الجديدة ومؤسساتها العسكرية والأمنية من أجل مواصلة شن ضربات على امتداد الأراضي السورية؛ بذريعة مواجهة تهديدات مُحتملة، أو خطر وقوع مثل هذه الأسلحة في أيدي جماعات تُشكل تهديدًا لإسرائيل.
إن هذا النهج الإسرائيلي المُحتمل ينطوي على مخاطر كبيرة على سوريا وإدارتها الجديدة، لأنه سيُقوض من قدرتها على تحقيق استقرار داخلي كامل وبناء مؤسسة عسكرية قوية. ولا تبدو احتمالية الدخول في حرب مع إسرائيل واردة على الإطلاق على جدول أعمال الرئيس الشرع، خصوصًا في هذه المرحلة التي تفرض عليه تركيز أولوياته على إنجاح المرحلة الانتقالية، وإعادة بناء الدولة، وبناء علاقات جيدة مع الغرب من أجل رفع العقوبات المفروضة على سوريا وإطلاق عملية إعادة الإعمار.
لقد شدد الشرع في القمة العربية الطارئة، التي عُقدت في القاهرة، على ضرورة العودة إلى اتفاقية فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل لعام 1974، بما في ذلك انسحاب إسرائيل من الأراضي الجديدة التي احتلتها بعد سقوط نظام الأسد. ويعمل الشرع على ثلاثة سياقات لمواجهة التحدي الإسرائيلي.
التأكيد على التزامه باتفاقية فض الاشتباك لإظهار رغبته في تجنب أي صدام عسكري مع إسرائيل.
تقويض قدرة إسرائيل على استثمار الانقسامات الطائفية والمجتمعية والعرقية في سوريا من خلال السعي لدمج الحالات على الأطراف: (الشمال الشرقي، الساحل، الجنوب) في الدولة الجديدة.
تعزيز القبول الدولي به لإقناع القوى الفاعلة في المجتمعين: الإقليمي والدولي بالضغط على إسرائيل للحد من اندفاعتها في سوريا، والعودة إلى الوضع الذي كان قائمًا في الجنوب قبل سقوط نظام بشار الأسد.
علاوة على ذلك، يُحاول الشرع توسيع هامش المناورة لديه في مواجهة التحدي الإسرائيلي من خلال تعميق الشراكة الجديدة لسوريا مع تركيا.
على الرغم من وجود مشروع لاتفاقية دفاع مشترك بين تركيا وسوريا، فإن الشرع لا يزال متريثًا في الإقدام على هذه الخطوة لاعتبارات مُتعددة. لكنه في حال تصاعد خطر التحدي الإسرائيلي على استقرار سوريا ووحدتها، فإنه قد يلجأ إلى هذه الاتفاقية للحصول على دعم تركي في تسليح الجيش السوري الجديد، وتعزيز قدرته على مواجهة هذا التحدي.
والخلاصة أن التحدي الإسرائيلي يُوجد عقبات كبيرة أمام نجاح التحول في سوريا، لكنه يُوجد في المقابل فرصًا للشرع لبلورة إستراتيجية متكاملة للتعامل مع هذا التحدي، وتعزيز القبول الدولي به كضمان لمنع اندلاع حرب بين سوريا وإسرائيل في المستقبل.