قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن حزب الله استعاد توازنه السياسي بعد أن استعاد قبل أسابيع توازنه التكتيكي والعملياتي على مستوى إدارة المعركة مع إسرائيل، مشيرا إلى توظيف الحزب المزدوج لقوة الصواريخ النوعية أفقيا وعموديا.

وبين الدويري -في حديثه للجزيرة- أن وحدتي "نصر" و"عزيز" -التابعتين لحزب الله- تتوليان مهمة إدارة المعركة الدفاعية بكفاءة عن منطقة جنوب نهر الليطاني.

ويمتد نهر الليطاني على طول 170 كيلومترا من منبعه شرقا إلى مصبه غربا، ويبعد حوالي 30 كيلومترا عن الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

وأوضح الخبير الإستراتيجي أن هذا الحزب أراد من الكشف عن منشأة "عماد 5" "تقديم رؤية معينة بشأن توظيف الصواريخ النوعية" وهو ما اعتبره "ترجمة لاستعادة التوازن".

ونشر الإعلام الحربي لحزب الله، مساء الأحد، مقطعا مصورا يظهر منشأة لإطلاق الصواريخ تحمل اسم "عماد 5" وتضمنت راجمات صواريخ وتجهيزات داخل منشأة عسكرية تحت الأرض.

ونبه الخبير العسكري إلى ما سماه "توظيف حزب الله المزدوج للقوة الصاروخية" إذ يعمد أحيانا إلى استهدافات صاروخية مباشرة، وأحيانا إطلاق صواريخ بهدف خدمة مقاربة عسكرية أخرى.

ويلجأ حزب الله -وفق الدويري- لإطلاق رشقات صاروخية تتزامن أو تسبق بقليل طائراته المسيّرة، حيث تلتقط رادارات القبة الحديدية إشارة الصواريخ وتركز عليها، في حين تدخل المسيّرات عمق إسرائيل، حيث وصلت أحيانا إلى 150 كيلومترا.

وباتت مسيّرات حزب الله هاجسا للجيش الإسرائيلي، وقال الدويري إن الحزب يركز على "وجبة المساء من أجل شل منطقة جغرافية واسعة من إسرائيل وإجبار نحو مليوني شخص على الدخول إلى الملاجئ".

وقد بدأ حزب الله منذ فترة تصعيدا أفقيا قوامه إطلاق 100 صاروخ يوميا، إضافة إلى تصعيد عمودي عبر استخدام صواريخ لم يسبق أن استخدمها، كما قال الخبير العسكري.

وأضاف الدويري أن صواريخ حزب الله النوعية تظهر من خلال مداها ودقتها وإمكانية وصولها إلى الهدف، مشيرا إلى أن الحزب لديه "بنك أهداف يتم ترتيبه وفق أولويات من حيث تأثير هذه الأهداف على مجريات المعركة وإسرائيل".

ولهذه الأسباب، يركز الحزب -حسب الدويري- على القواعد العسكرية الإسرائيلية والمنشآت التي تخدمها مثل الصناعات التقنية والعسكرية ومستودعات الأسلحة، إلى جانب المنشآت الاقتصادية.

ويركز حزب الله الأيام الأخيرة على استهداف قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في ‏ضواحي تل أبيب، وقاعدة بلماخيم الجوية (جنوب تل أبيب).

كما يركز على قاعدتي شراغا وسنط جين اللوجستية شمالي عكا، إلى جانب قاعدة مسغاف (شمال شرق حيفا) وقاعدة ومطار رامات ديفيد (جنوب شرق حيفا) وقاعدة زوفولون للصناعات العسكرية ‏(شمال حيفا).

لكن الخبير العسكري يستدرك بالقول إن "حزب الله حذر جدا، ولا يريد الإفراط كثيرا بسياسة استهداف حيفا مقابل ضاحية بيروت الجنوبية" خشية إفراط إسرائيلي مقابل.

وأوضح الدويري أن حزب الله يقصف أهدافا عسكرية مقابل استهداف إسرائيلي للبنية والحاضنة الاجتماعية للحزب.

ويبين أن الحزب لا يمكنه الانتصار على الجيش الإسرائيلي في حرب تقليدية، ولكن "مجرد بقائه وقدرته على الصمود، ومنع إسرائيل من تحقيق أهدافها وردعها فإنه يعتبر في هذه الحالة منتصرا".

وقد وسّعت إسرائيل، منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، حربها على حزب الله لتشمل جل مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة، كما بدأت توغلا بريا جنوبه معتمدة على 5 فرق عسكرية تعمل على طول الحدود مع لبنان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الخبیر العسکری حزب الله

إقرأ أيضاً:

العمال الكردستاني يؤكد "استحالة" حل الحزب في الوقت الحالي

قال حزب العمال الكردستاني الذي دعا زعيمه عبد الله أوجلان إلى إلقاء السلاح، إنه "يستحيل" في الوقت الحالي عقد مؤتمر لإعلان حله، حسب ما صرح مسؤول كبير في التنظيم.

وأكد جميل بيك، أحد قادة حزب العمال الكردستاني لقناة تلفزيونية كردية: "كل يوم، تحلق طائرات استطلاع (تركية)، كل يوم يقصفون، كل يوم يهاجمون"، مؤكداً أن "عقد مؤتمر في هذه الظروف مستحيل وخطير".

وأكد وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء قريبة من الحزب أن هذا المؤتمر سيعقد "إذا تم استيفاء الشروط".

ورد حزب العمال الكردستاني الذي تتحصن قيادته في الجبال شمالي العراق، إيجاباً في الأول من مارس (أذار) على دعوة زعيمه التاريخي عبد الله أوجلان المعتقل منذ 26 عاماً، لحل الحركة ووضع حد لأربعين عاماً من القتال ضد سلطات أنقرة أودت بحياة ما لا يقل عن 40 ألف شخص.

في غياب الضامنين..دعوة أوجلان لنزع السلاح تذهب أدراج الرياح - موقع 24دعا عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني، المصنف من جانب تركيا وحلفائها الغربيين منظمة إرهابية، الحزب إلى إلقاء السلاح وحل نفسه.

وأعلن حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربين "منظمة إرهابية" وقف إطلاق النار بأثر فوري، لكنه يطالب بأن يترأس عبدالله أوجلان المعتقل في جزيرة قبالة إسطنبول، "شخصياً" المؤتمر الذي سيؤدي إلى حله.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن دعوة عبدالله أوجلان في إطار الحوار الذي أطلقته أنقرة خلال الخريف، "فرصة تاريخية" للأتراك والأكراد الذين يمثلون وفق بعض التقديرات 20% من سكان تركيا البالغ عددهم 85 مليون نسمة.

وأدى الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني إلى مقتل عشرات الآلاف، منذ بدأ عام 1984، ويعتبر وقف إطلاق النار أول مؤشر على وقف الصراع، منذ انهيار محادثات السلام بين أنقرة والحزب في صيف عام 2015 .

مقالات مشابهة

  • العقل والشهوة.. طبيب يؤكد ضرورة مقاومة النفس لتحقيق التوازن النفسي
  • العمال الكردستاني يؤكد "استحالة" حل الحزب في الوقت الحالي
  • معركة أخرى تنتظر حزب الله
  • لبنان يرفض تبادل أراضٍ مع إسرائيل ويراهن على استعادة حقوقه بالدبلوماسية
  • "CNN": تكليف البنتاجون بوضع خيارات عسكرية لتأمين وصول الولايات المتحدة إلى قناة بنما
  • أسامة الجندي: مفهوم التوبة في الإسلام يرتكز على التوازن بين صفات الجمال والجلال لله
  • انتهت وظيفة السلاح اللاشرعي
  • وقائعُ المعركة وحقيقةُ حزب الله
  • هذه خطة حزب الله للعودة.. تقريرٌ أميركي يكشفها
  • أردوغان يرحب بلقاء وفد الحزب الكردي!