الدويري: هكذا يدير حزب الله معركته الصاروخية بعد استعادة التوازن
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن حزب الله استعاد توازنه السياسي بعد أن استعاد قبل أسابيع توازنه التكتيكي والعملياتي على مستوى إدارة المعركة مع إسرائيل، مشيرا إلى توظيف الحزب المزدوج لقوة الصواريخ النوعية أفقيا وعموديا.
وبين الدويري -في حديثه للجزيرة- أن وحدتي "نصر" و"عزيز" -التابعتين لحزب الله- تتوليان مهمة إدارة المعركة الدفاعية بكفاءة عن منطقة جنوب نهر الليطاني.
ويمتد نهر الليطاني على طول 170 كيلومترا من منبعه شرقا إلى مصبه غربا، ويبعد حوالي 30 كيلومترا عن الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وأوضح الخبير الإستراتيجي أن هذا الحزب أراد من الكشف عن منشأة "عماد 5" "تقديم رؤية معينة بشأن توظيف الصواريخ النوعية" وهو ما اعتبره "ترجمة لاستعادة التوازن".
ونشر الإعلام الحربي لحزب الله، مساء الأحد، مقطعا مصورا يظهر منشأة لإطلاق الصواريخ تحمل اسم "عماد 5" وتضمنت راجمات صواريخ وتجهيزات داخل منشأة عسكرية تحت الأرض.
ونبه الخبير العسكري إلى ما سماه "توظيف حزب الله المزدوج للقوة الصاروخية" إذ يعمد أحيانا إلى استهدافات صاروخية مباشرة، وأحيانا إطلاق صواريخ بهدف خدمة مقاربة عسكرية أخرى.
ويلجأ حزب الله -وفق الدويري- لإطلاق رشقات صاروخية تتزامن أو تسبق بقليل طائراته المسيّرة، حيث تلتقط رادارات القبة الحديدية إشارة الصواريخ وتركز عليها، في حين تدخل المسيّرات عمق إسرائيل، حيث وصلت أحيانا إلى 150 كيلومترا.
وباتت مسيّرات حزب الله هاجسا للجيش الإسرائيلي، وقال الدويري إن الحزب يركز على "وجبة المساء من أجل شل منطقة جغرافية واسعة من إسرائيل وإجبار نحو مليوني شخص على الدخول إلى الملاجئ".
وقد بدأ حزب الله منذ فترة تصعيدا أفقيا قوامه إطلاق 100 صاروخ يوميا، إضافة إلى تصعيد عمودي عبر استخدام صواريخ لم يسبق أن استخدمها، كما قال الخبير العسكري.
وأضاف الدويري أن صواريخ حزب الله النوعية تظهر من خلال مداها ودقتها وإمكانية وصولها إلى الهدف، مشيرا إلى أن الحزب لديه "بنك أهداف يتم ترتيبه وفق أولويات من حيث تأثير هذه الأهداف على مجريات المعركة وإسرائيل".
ولهذه الأسباب، يركز الحزب -حسب الدويري- على القواعد العسكرية الإسرائيلية والمنشآت التي تخدمها مثل الصناعات التقنية والعسكرية ومستودعات الأسلحة، إلى جانب المنشآت الاقتصادية.
ويركز حزب الله الأيام الأخيرة على استهداف قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في ضواحي تل أبيب، وقاعدة بلماخيم الجوية (جنوب تل أبيب).
كما يركز على قاعدتي شراغا وسنط جين اللوجستية شمالي عكا، إلى جانب قاعدة مسغاف (شمال شرق حيفا) وقاعدة ومطار رامات ديفيد (جنوب شرق حيفا) وقاعدة زوفولون للصناعات العسكرية (شمال حيفا).
لكن الخبير العسكري يستدرك بالقول إن "حزب الله حذر جدا، ولا يريد الإفراط كثيرا بسياسة استهداف حيفا مقابل ضاحية بيروت الجنوبية" خشية إفراط إسرائيلي مقابل.
وأوضح الدويري أن حزب الله يقصف أهدافا عسكرية مقابل استهداف إسرائيلي للبنية والحاضنة الاجتماعية للحزب.
ويبين أن الحزب لا يمكنه الانتصار على الجيش الإسرائيلي في حرب تقليدية، ولكن "مجرد بقائه وقدرته على الصمود، ومنع إسرائيل من تحقيق أهدافها وردعها فإنه يعتبر في هذه الحالة منتصرا".
وقد وسّعت إسرائيل، منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، حربها على حزب الله لتشمل جل مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة، كما بدأت توغلا بريا جنوبه معتمدة على 5 فرق عسكرية تعمل على طول الحدود مع لبنان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الخبیر العسکری حزب الله
إقرأ أيضاً:
حزب الله يبارك انتصار المقاومة في غزة.. تتويج للصمود الأسطوري
بارك حزب الله اللبناني، اليوم الاثنين، ما وصفه "الانتصار السياسي والعسكري للمقاومة في قطاع غزة"، مؤكدا أنه جاء تتويجا للصمود الأسطوري والتاريخي على مدار أكثر من 15 شهرا من بدء "ملحمة طوفان الأقصى".
وقال حزب الله في بيان، إن "اتفاق غزة يدل على أن الاحتلال لم يستطع تحقيق أيّ من أهدافه بالقوة أو كسر إرادة وصمود الشعب الفلسطيني"، مضيفا أننا "نبارك للشعب الفلسطيني العظيم ومقاومته الباسلة ولكل قوى المقاومة التي ساندت غزة وللأمة العربية والإسلامية ولأحرار العالم هذا الانتصار الكبير".
وتابع الحزب قائلا: ""هذا الانتصار جاء تتويجًا للصمود الأسطوري والتاريخي على مدار أكثر من 15 شهرًا من بدء ملحمة طوفان الأقصى الذي شكّل مثالًا يُحتذى به في مواجهة العدوان الإسرائيلي الأمريكي على أمتنا ومنطقتنا".
ورأى أن "هذا الانتصار التاريخي يؤكّد من جديد أنّ خيار المقاومة هو الخيار الوحيد القادر على ردع الاحتلال ودحر مخططاته العدوانية، ويمثّل هزيمةً استراتيجيةً جديدةً للعدو الإسرائيلي وداعميه".
وأكد أنّ "زمن فرض الإملاءات قد ولّى، وإرادة الشعوب الحرّة عصيّة على الانكسار وأقوى من كل آلات الحرب والإرهاب الإسرائيلي والأميركي"، وفق تعبير البيان.
ورأى الحزب أن "المقاومة الفلسطينية أثبتت خلال هذه المعركة أنها قوية وقادرة على كسر عنجهية وجبروت العدو الصهيوني، رغم كل جرائمه وعدوانه الوحشي"، مشيرا إلى أن المقاومة أكدت أن "هذا الكيان المؤقت كيان هش لا قدرة له على البقاء والاستمرار، ولن ينعم بأمن أو استقرار طالما استمر في عدوانه على شعبنا وأرضنا ومقدساتها".
وشدد الحزب على أنّ "الولايات المتحدة الأمريكية هي شريكة كاملة في الجرائم والإبادة الجماعية التي ارتكبها العدو بحق الشعب الفلسطيني"، منوها إلى أنه يبارك جهود قوى جبهات الإسناد، وأبرزها الحزب جنوب لبنان وجماعة الحوثي في اليمن.
ووجه حزب الله التحية إلى إيران، مؤكدا أنها "شكّلت عمودًا أساسيًا في صمود المقاومة وتحمّلت كل الضغوطات والمخاطر لأجل فلسطين"، معربا عن "فخره واعتزازه بهذا الانتصار المبارك للشعب الفلسطيني ومقاومته والذي كان شريكا في تحقيقه من خلال صمود وثبات وتضحيات المقاومة وشعبها في لبنان".
ولفت إلى أن المقاومة في لبنان المتمثلة في "حزب الله" قدّمت في سبيل الانتصار "أغلى ما تملك"، أمينها العام الراحل حسن نصرالله، وهاشم صفي الدين (كان يتوقع أن يخلف نصر الله)، وعدد كبير من القادة والمقاتلين.