شاهد.. الطفلة جميلة تحكي للجزيرة معاناتها في مراكز الإيواء
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
في مشهد عفوي وببراءة الطفولة طلبت الطفلة خديجة من مراسل الجزيرة مباشر حسام شبام أن يتحدث إليها لتوصل رسالتها للعالم، وذلك خلال قيامه بجولة في مخيم اليرموك بمدينة غزة.
وقالت خديجة إنها خرجت من منزلها في شمال قطاع غزة بسبب الصواريخ الإسرائيلية، ولم تتمكن مع عائلتها من أخذ أي شيء من المنزل، وإنها دبرت 30 شيكلا حتى تتمكن من شراء الملابس التي ترتديها.
وتضيف: "أريد أكلا وشربا وملابس، فأنا لا أملك بطانيات أو فراشا وأنام على الأرض في البرد وأتغطى ببرنص أمي".
جميلة اختصرت معاناتها واصرت ان توصل صوتها لكم من خلالنا pic.twitter.com/mMXfq9c1hn
— حسام شبات (@HossamShabat) November 2, 2024
وتحت وطأة حرب الإبادة الجماعية والخوف والجوع والدمار، اضطر آلاف المواطنين من بيت لاهيا، وجباليا، وبيت حانون في شمال غزة لترك منازلهم والتوجه لمدينة غزة.
وافترش آلاف النازحين الأرض في ملعب اليرموك وسط مدينة غزة، ليصبح أول مخيم للنازحين من شمال القطاع، ويعيشون من دون توفر أدنى مقومات الحياة كالماء والطعام والملابس ووسائل التدفئة.
وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عمليات قصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة شمالي القطاع، قبل أن يجتاحها في اليوم التالي بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها"، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل بدعم أميركي مطلق حربا على غزة، أسفرت لحدود الساعة عن أكثر من 144 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أم روابة .. عودة الروح في مواسم الأفراح ..!!
يرويها : صديق السيد البشير
Siddigelbashir3@gmail.com
(1)
بصبر ويقين ونشاط ملحوظ، كانت الفرق الفنية بولاية النيل الأبيض، تمضي نحو تجهيز الأغذية والأدوية وغيرها، تمهيدا لنقلها إلى مدينة روابة بولاية شمال كردفان، المدينة التي حررتها القوات المسلحة من قبضة قوات الدعم السريع، بعد أن فقد الناس هناك، الأموال الأنفس والثمرات، وبدأوا في هجرات قسرية إلى أماكن آمنة، هربا من أزيز المدافع التي تركت بصمتها قاتمة السواد على أرض المدينة، التي كانت تنتج المحصولات الغذائية النقدية، ولم يتمكن السكان من حصاد الثمار، التي أصبحت أثرا بعد عين.
(2)
مع بزوغ فجر الأحد، الثاني من شهر فبراير عام ألفين وخمسة وعشرين ميلادية، بدأت عشرات السيارات الحكومية والخاصة في تشغيل المحركات، لتنطلق_ضمن قافلة _إلى شمال كردفان (غربي السودان)، ليمم الجميع وجوههم شطر تلك الديار، في رحلة، باطنها الرحمة وظاهرها المحبة، محبة التسامح والتراحم والمودة للأرض، وعلى هذه الأرض ما يستحق الاحتفاء، إحتفاء بعودة الروح في موسم الأفراح، أفراح التحرير لمدينة أم روابة، الغنية بالموارد البشرية والطبيعية، لتعود الحياة إلى طبيعتها في بادية كردفان (الغرة).
(3)
بالهتاف والنشيد، هكذا كانت الجماهير تستقبل القافلة، بزغاريد النساء، ومارشات الجيش وأغنيات الحماسة، المستوحاة من بيئة محلية سودانية خالصة وخالدة في الأسماع والأبصار والعقول، عقول حصيفة ومدركة لضرورات الأمن والسلام والتعايش بمحبة، لوطن ينشد الحرية الريادة والإستقرار في قادم السنوات، لم تتمكن القافلة من الوصول إلى أم روابة في زمن وجيز، بسبب أن الأهل في مدينة تندلتي كانوا في الموعد، ألزموا الوفد على التزود بالنصائح والغذاء، وتسابقوا في إكرام الضيوف العابرين بوجبة في بيت عمدة تندلتي مالك بخاري، ثم تمضي القافلة، لتطوي السيارات المسافات طيا في طريق مرصوف، تآكلت طبقته الأسفلتية، بفعل الحرب في تلك المناطق، من منازل ومتاجر ومزارع، مزارع لم تحصد ثمارها، تناثرت حبيبات السمسم على الأرض بدون حصاد، وكذا الحال بالنسبة لمزارع الكركدي، وغيرها، إنها الحرب التي قضت على الأخضر واليابس.
(4)
بهدف تقديم الدعم والسند للقوات المسلحة، كانت القافلة التي سيرتها ولاية النيل الأبيض، بدعم من الغرفة التجارية والأمانة العامة لديوان الزكاة ومحليات كوستي وربك وقلي والسلام وغيرها من رجال المال والأعمال بولاية الخير والعطاء والإحسان، وتحتوي على أغذية وأدوية ومعينات أخرى، لتحمل رسائل التلاحم والتراحم ونصرة المستضعفين، بما يسهم في التخفيف من وطأة الحرب على الناس هناك، وتضميدا للجراحات، في وطن يسعى إلى الاستشفاء من نكبات القتال، والصراع الدولي على موارده، لينشد السلام والإستقرار في قادم الأيام.
(5)
أنجزت الجماهير الهادرة التي احتشدت في ميدان المولد بمدينة أم روابة، لوحة التلاحم والمؤازرة والفرح النبيل بعودة الروح إلى جسد المدينة المنهك، لمواطن يحتفي بالعودة إلى الديار الراسخة في ذاكرة السودانيين، تاريخا وجغرافيا، الإحتفال بالقافلة في ميدان المولد شمل كلمات موجزة، بأسلوب ما قل ودل، ليطلق اللواء عاصم عبدالله قائد السيطرة بمتحرك الصياد على القافلة (محمل الكرامة)، تشبيها بمحمل القائد العظيم السلطان على دينار، المحمل الذي قدمه لأرض الحرمين الشريفين قبل أكثر من قرن وبضع سنوات، المحفوظ في ذاكرة التاريخ السوداني في بعديه، المحلي والكوني.
(6)
يأتي (محمل الكرامة)، بعد بطاقات الشكر والعرفان والتقدير التي أهداها والي شمال كردفان عبدالخالق عبداللطيف لولاية النيل الأبيض، حكومة وشعبا، مشيرا إلى أن المحمل، يسهم مستقبلا في إسناد القوات المسلحة وتحقيق انتصارات في أسماها (معركة الكرامة) على قوات الدعم السريع، وصولا إلى ولاية ووطن خال من التمرد، تمهيدا للبدء في مشروعات البناء والإعمار، في سودان يسعى للتمتع بموارده، وإحداث نقلة نوعية في قطاعات المختلفة، تصديرا وحصائل، واستشرافا لغد مشرق بأضواء الريادة والتميز.
يأتي ذلك، تحت ظلال بشريات يطلقها والي النيل الأبيض عمر الخليفة، بقرب تحرير شمال الولاية من قوات الدعم السريع، وصولاً إلى ولاية وسودان خال من التمرد والمليشيا على حد قوله.
(7)
في ام روابة كان الناس ينشدون الأمن والأمان والاستقرار، خاصة مع عودة الحياة إلى طبيعتها، مع بدء مشروعات الإعمار لما دمرته الحرب، وكأن لسان حالهم يقول (هذه الأرض لنا)، وعلى هذه الأرض ما يستحق الاحتفاء، إحتفاء بعودة الروح إلى جسد منهك.
*صحافي سوداني