مرة أخرى تجد إسرائيل نفسها في خصم فضيحة داخلية جديدة ضمن مسلسل الفضائح التي لا تنتهي، والتي بطلها، هذه المرة، مكتب نتانياهو، وإن كان نتانياهو شخصياً يحاول النأي بنفسه عنها منذ اللحظة الأولى، في الوقت الذي لا تزال قيد التحقيق، ونتائجها النهائية لم تتضح بعد.
لكن، لا دخان بلا نار، كما يقال، خصوصاً عندما تصل القضية إلى المحكمة ويصار إلى حظر النشر حول جوهرها مع السماح بنشر بعض جوانبها الإجرائية، كالحديث عن تحقيق واعتقالات في مكتب نتانياهو، وهو ما يشي بأن ثمة أساساً لهذه القضية التي قد تتحول إلى فضيحة تهز المجتمع الإسرائيلي، وفق ما تشير وسائل الإعلام الإسرائيلية.
تتعلق القضية، في الأساس، بقيام أحد مساعدي نتانياهو بتسريب وثائق إلى الإعلام الخارجي، وتحديداً إلى صحيفة بيلد الألمانية و«جويش كرونيكل» البريطانية، بما يمس الأمن القومي الإسرائيلي.
وماهية هذه الوثائق تتمحور حول العثور على وثائق لحركة حماس في قطاع غزة، تشير من بين أمور أخرى إلى أن زعيم الحركة السابق يحيى السنوار كان يريد تهريب بعض الرهائن المحتجزين لدى الحركة عبر محور فيلادلفيا إلى الخارج، ما يبرر لاحقاً إصراره على الاحتفاظ بهذا المحور.
وهناك في بعض الأوساط الإسرائيلية من يثير لغطاً حول قيام مكتب نتانياهو بالتلاعب ببعض الوثائق لصالح ما يدعم وجهة نظر نتانياهو بتحميل مسؤولية الفشل والتقصير الناجم عن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول إلى الأجهزة الأمنية والقضاء والمؤسسة العسكرية، وبالتالي فقد سارع الجيش والأجهزة الأمنية وكذلك أحزاب المعارضة إلى المطالبة بفتح تحقيق كامل في هذه القضية.
وهذه القضية بالذات موضع حساسية بالغة بين المستويين السياسي والعسكري ومعهما المعارضة منذ ما قبل السابع من أكتوبر، عندما حاول نتانياهو الانقلاب على القضاء وإضعافه عبر إخضاعه للسلطة السياسية بما في ذلك المحكمة العليا الإسرائيلية. وتفاقمت هذه الخلافات بعد السابع من أكتوبر مع تبادل الاتهامات بين المستويين السياسي والعسكري بالمسؤولية عن الإخفاق الاستراتيجي، فيما يعتقد أن هذه الفضيحة ستعمق الهوة بين الجانبين، وفقدان الثقة بين الإسرائيليين أنفسهم.
اليوم عندما يحاول نتانياهو التضحية ببعض مساعديه، عبر إنكار صلته بعملية التسريب، وحتى إنكار وجود اعتقالات أو مشتبهين في مكتبه، رغم تأكيد أوساط إسرائيلية متعددة استدعاء اثنين، على الأقل، من كبار طاقم مكتبه، أحدهما كان مقرباً منه ويستطيع الاطلاع على الوثائق السرية، رغم أنه لم يخضع لجهاز كشف الكذب، وفقاً للمعمول به، فإن نتانياهو يحاول الهرب من فضيحة جديدة تضاف إلى سلسلة الفضائح وقضايا الفساد التي يواجهها.
لكن الجواب جاء من أحزاب المعارضة وزعيمها يائير لابيد الذي شدد على أن نتانياهو هو المسؤول الأول والأخير عما يصدر عن مكتبه، فيما تتحدث كبريات الصحف الإسرائيلية عن فضيحة مدوية في طريقها إلى زلزلة إسرائيل في وقت تحارب فيه على جبهات متعددة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
السيد عبدالملك الحوثي: الرهان على مجلس الأمن من أجل القضية الفلسطينية غير مثمر ولا جدوى منه
يمانيون/ خاص
أكد السيد القائد أن الرهان على مجلس الأمن من أجل القضية الفلسطينية غير مثمر ولا جدوى منه.. مشيراً إلى أنه كان هناك أكثر من 50 اجتماع لمجلس الأمن، خلال العدوان على غزة، ولكن الأمريكي كان له الدور الأساسي في افشال أي قرار بوقف إطلاق النار.
ولفت السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في كلمه له، اليوم الخميس، حول آخر التطورات في غزة والمستجدات الإقليمية والدولية، إلى أن الأمريكي استخدم الفيتو خلال فترة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لأربع مرات.. مؤكداً أن مجلس الأمن لم ينصف العرب والفلسطينيين في الصراع مع العدو الإسرائيلي في كل المراحل التاريخية.
وقال قائد الثورة أنه صدر أكثر من 90 قرارا من الأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية دون أن تنفعها رغم أنها قضية عادلة محقة لشعب معتدى عليه ومستباح، وأن القرارات الأممية لم تعيد للفلسطينيين أي من حقوقهم الإنسانية والشرعية ولم تحفظ لهم دماءهم.
وأوضح السيد القائد أن الأمريكي وقف عقبة كؤوداً وعمل لتعطيل وتحجيم أي دور للأمم المتحدة لصالح القضية الفلسطينية، وأنه استخدم حق النقض لما يقارب 48 مرة ضد قرارات تدين العدو الإسرائيلي.
وأشار قائد الثورة إلى أنه في عام 1973 من القرن الماضي عرقل الأمريكي أول قرار يشجب بقوة استمرار احتلال العدو الإسرائيلي في الأراضي العربية، مؤكداً أن الأمريكي مستمر في عرقلة أي قرار يقضي بوقف إطلاق النار وتسهيل الوصول الفوري للخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية في غزة.
وتساءل السيد عبدالملك مستغرباً: “على ماذا يراهن البعض في السلطة الفلسطينية عندما يقومون بموقفهم السلبي جداً والعدائي ضد أي عمل مقاوم ومجاهد يتصدى للعدو الإسرائيلي؟.. هل تنتظر السلطة الفلسطينية ترامب الذي يعول الإسرائيليون عليه لأن يضم لهم الضفة أو أكثر الضفة بشكل نهائي؟!”.
لافتاً إلى أنه ليس هناك أي أفق لمسار سياسي أو أي عنوان للسلام في إطار الدور الأمريكي وفي إطار الأمم المتحدة أو مجلس الأمن.
وحذر قائد الثورة من أن الأطماع الإسرائيلية كبيرة وتمتد إلى البلدان العربية الأخرى.. مؤكداً أنه ينبغي أن يكون هناك مساعٍ جادة لوقف اعتداءات السلطة الفلسطينية على أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية.
وأضاف مستغرباً: “كيف يقال عمن يتصدى للعدو الإسرائيلي بأنه خارج عن القانون؟!”.