الدكتورة مرام بني مصطفى
الاستشارية النفسية والتربويّة
التنمر الناعم هو من المسميات الأحدث للاضطهاد الوظيفي، ولا يصدر غالبًا إلا من القيادات الضعيفة تجاه المديرين أو الموظفين المتميزين ذوي الكفاءة؛ لأنه يتجنب أي مواجهات تظهر ضعفه، ويعمد إلى استخدام مثل هذه الأساليب الملتوية وغير المهنية وغير الأخلاقية، وقد تؤخر من ترقية الموظف المتنمر عليه.
التنمر: هو الأذى المقصود الذي يقوم به شخص أو مجموعة من الأشخاص تجاه شخص آخر أضعف من المهاجم.
المتنمر: هو الشخص الذي يقوم بالسلوك المؤذي قاصدًا ومتعمدًا إزعاج الضحية، ولا توجد أي معايير لاختيار هذه الضحية، فالهجوم غالبًا يكون دون سبب واضح.
مقالات ذات صلة تحفيز الإبداع والابتكار في الجامعات الأردنية 2024/11/02المتنمر عليه: هو الشخص الذي يتلقى الإزعاج والإهانة، وهو غالبًا ما يكون ضعيفًا وغير قادر على الدفاع عن نفسه.
أسباب التنمر الناعم:
عدم وضوح المسؤوليات والقوانين التي تحمي الموظفين وتصون كرامتهم، وعدم وجود رقابة على إدارة الشركات والمؤسسات من قبل جهة أعلى. عدم معرفة الموظفين بحقوقهم، وعدم الاطلاع على قانون العمل، وغياب الوصف الوظيفي في أغلب المؤسسات والشركات، حيث تجد الموظف ضائعًا لا يعرف واجباته وما عليه فعله. عدم الاهتمام بالجانب النفسي من قبل المؤسسات والشركات من خلال توافر الدعم النفسي، وعدم توفر محاضرات عن الصحة النفسية وكيفية استخدام المهارات الملائمة في التعامل، وأهمية الذكاء الانفعالي. متابعة الموظفين بشكل متواصل من قبل المسؤولين، وعدم السماح بتجاوز الصلاحيات من خلال نقل الأحاديث والمواقف التي تحصل في الحياة اليومية.إنَّ المتنمر إنما يقوم بما يقوم به؛ لأنه شخص قليل الثقة بنفسه وقدراته ومواهبه ومهاراته. كل ما يحاول فعله هو جعلك شمّاعة لتعليق كل نقصه وإخفاقه عليك؛ لذلك لا تكترث أبدًا لكل ما يقوله، ولا تعطه أي وزن.
كيفية التعامل مع التنمر الناعم في الدوام:
المواجهة: واجه المتنمر، ولا تسمح لأي شخص بالتقليل من شأنك أو إحراجك أو جعلك موضعًا للسخرية. ومهما كان سبب التنمر، لا يجب أن تقلل من قيمة نفسك أو تضعف ثقتك بها؛ بل على العكس، أظهر اقتناعك التام بما أنت عليه، ولا تسمح لكلامه وجمله المسيئة بإضعاف ثقتك بذاتك، ولا تكترث أبدًا لشأنه، وتجاهل تعليماته وملاحظاته، والتزم فقط بما يقوله مديرك. الأهم من هذا كله، لا تجاريه أو تضحك على سخريته منك، ولا تتنمر عليه كرد فعل؛ بل تجنب حديثه، وحول أي نقاش بينكما إلى مجال العمل. إن شعرت في حديث ما أن أحدهم بدأ يقلل من قيمتك، انسحب فورًا. وإن تكرر الأمر، كن حازمًا برفضه ولا تتهاون معه؛ فالتهاون لن يردعه أو يخجله، بل سيدفعه إلى مزيد من التنمر والتمادي في إزعاجك. اقطع علاقتك نهائيًا بالشخص المتنمر داخل محيط عملك؛ وإن لم يكن يتنمر عليك، تجاهله وتصرف وكأنه غير موجود. لا تحاول الانتقام منه، وحافظ على هدوئك. حاول دائمًا تعزيز ثقتك بنفسك، واظهر بشكل لائق، وتحدث بأسلوب لطيف وواضح يدل على فهمك وذكائك واتزانك. حاول قدر الإمكان إنجاز مهامك على أكمل وجه، ولا تسمح لأحد بانتقادك. اطلب المساعدة من المدير، أو تحدث مع صاحب العمل واطلب نقلك من مكان العمل هذا.عليك أن تضع في بالك أيضًا أن مواجهة التنمر الوظيفي لا تتعلق بك وحدك؛ وعلى المؤسسة مواجهة التنمر والمتنمرين لأنهم يعطلون سير العمل.
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: حزب الله يقوم بمناورات ذكية وهجماته تربك إسرائيل
أكد الخبير العسكري والإستراتيجي العميد حسن جوني، في تحليل للمشهد العسكري في لبنان، أن الهجمات الصاروخية وبالمسيّرات التي يشنها حزب الله اللبناني تحدث إرباكا كبيرا في إسرائيل، وهي رسائل على التعنت الإسرائيلي في موضوع المفاوضات.
وأعلن حزب الله أنه قصف اليوم السبت قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في ضواحي تل أبيب برشقة صاروخية نوعية. وجاء ذلك بعد ساعات من إصابة 19 شخصا في قصف صاروخي على بلدة الطيرة وسط إسرائيل.
كذلك هاجم حزب الله بالمسيّرات أهدافا في الجليل، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن إحدى المسيرات أصابت مصنعا في شمال مدينة نهاريا.
وبحسب العميد جوني، فقد أحدثت هجمات حزب الله الصاروخية وبالمسيّرات إرباكا على مستوى جهاز الجو الإسرائيلي، إذ استنفر وقام بمناورات لكنها كانت عبثية، لأنه غير مهيّأ لها، وأُنذر السكان وأدخلوا إلى الملاجئ بالملايين.
وأشار إلى عجز الجيش الإسرائيلي عن التصدي للمسيّرات التي يطلقها حزب الله، بسبب نوعيتها، إذ إنها صغيرة الحجم وتحمل متفجرات ولها تأثير ودقة استهداف، وهي مخزنة في مناطق آمنة جدا في باطن الجبال.
وحزب الله لديه إمكانات لتصنيع المسيّرات، ولا يحتاج إلى استيرادها أو أي إمداد من الخارج بشأنها.
رسائل الميدانوتركز المقاومة اللبنانية حاليا -حسب العميد جوني- على الميدان مجددا؛ بعد تعثر الجهود الدبلوماسية نتيجة التعنت الإسرائيلي، حيث يبعث حزب الله والمقاومة برسائل إلى إسرائيل التي قال العميد جوني إنها تريد إخضاع لبنان من خلال الموافقة على إجراءات وتعديلات في القرار 1701.
وفي ضوء التعنت الإسرائيلي، يسعى حزب الله إلى إبقاء السماء الإسرائيلية مخترقة بالصواريخ والمسيّرات، وإبقاء التهديد المستمر لكامل الأهداف الإسرائيلية، حتى يقتنع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن تحقيق الأمن لشعبه لن يأتي إلا بعملية سياسية، كما يقول الخبير العسكري.
ومن جهة أخرى، تحدث العميد جوني عن تغير نمطي في عمل المقاومة اللبنانية، وقال إنها تقوم بما سماها "مناورات ذكية بالصواريخ والمسيّرات في سماء إسرائيل، سعيا وراء المفاجأة الدائمة ولكسر النمطية التي لا تصلح في العمليات العسكرية".
ويذكر أن إسرائيل بدأت في أواخر سبتمبر/أيلول الماضي هجوما جويا واسعا على لبنان أعقبته عملية برية لا تزال مستمرة.
وأوقع القصف الإسرائيلي آلاف القتلى والجرحى في لبنان، في حين قتل عشرات الإسرائيليين بنيران حزب الله.