لبنان تحت وقع الصدمة بعد عملية كوماندوز إسرائيلية في البترون واختطاف عماد أمهز
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
لا يزال الغموض يلف حادثة اختطاف عماد أمهز، الذي اعتُقل في عملية كوماندوز نفذتها قوة إسرائيلية في بلدة البترون شمال لبنان يوم السبت الماضي.
ورغم المطالبات بالكشف عن التفاصيل، تلتزم الأجهزة الأمنية اللبنانية الصمت حول هذا الموضوع.
عملية على الطريقة "الجيمسبوندية"وصف مستشار قناة "العربية" في بيروت، علي حمادة، هذه العملية بأنها "جيمسبوندية" نسبةً إلى الدقة العالية التي نفذتها بها قوات النخبة الإسرائيلية.
وأوضح حمادة أن 25 عنصراً من وحدة الكوماندوز الإسرائيلية دخلوا مرتدين أزياء مشابهة لقوات الأمن اللبنانية، حيث قاموا بخطف أمهز من شاليه قريب من الشاطئ، وغادروا بزوارق سريعة عبر البحر. ولفت إلى أن هذه العملية التي استغرقت وقتاً طويلاً للكشف عنها، تشير إلى دقة التخطيط وصعوبة اكتشاف الاختطاف مباشرةً.
الشكوك حول دور أمهزتتزايد التساؤلات حول هوية ودور أمهز، وسط تضارب في المعلومات بين نفي والده انتماء ابنه لأي حزب، وبين اتهامات إسرائيلية بأنه عنصر بارز في حزب الله.
وأثارت العثور على جوازات سفر أجنبية وشرائح هاتفية في شقته تكهنات بوجود علاقات استخباراتية قد تكون مرتبطة بنشاطه البحري وتدريبه في معهد العلوم البحرية والتكنولوجيا في لبنان، حيث كان يتابع دراسته للحصول على شهادة قبطان.
ردود فعل رسمية لبنانيةدعا رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، وزارة الخارجية اللبنانية لتقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن، في حين يتولى الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل التحقيق في الحادثة.
ولكن حمادة أشار إلى أن السلطات اللبنانية تفتقر إلى القدرات لمراقبة السواحل الطويلة، ما يعقد الوضع الأمني.
التوترات المتصاعدةيأتي هذا الاختطاف في ظل تصاعد التوترات في لبنان، حيث شهد الجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية لبيروت غارات إسرائيلية أسفرت عن مقتل أكثر من 1900 شخص، وفق وزارة الصحة اللبنانية، فيما قُتل 37 جندياً إسرائيلياً منذ بدء العمليات البرية مطلع أكتوبر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: لبنان البترون كوماندوز إسرائيلية عماد أمهز الأجهزة الأمنية اللبنانية
إقرأ أيضاً:
ماغديبورغ: بين الصدمة والتساؤلات
#ماغديبورغ: بين الصدمة والتساؤلات
دوسلدورف/أحمد سليمان العُمري
في مساء يوم الجمعة، 20 ديسمبر/كانون الأول 2024، شهدت مدينة «ماغديبورغ» الألمانية حادثة مأساوية أودت بحياة خمسة أشخاص، من بينهم طفل، وأدت إلى إصابة 200 شخص، 41 منهم بحالة خطيرة. استهدف الهجوم سوق عيد الميلاد المزدحم، الذي يُعد من أبرز معالم الاحتفالات بالعيد في ألمانيا، حيث اقتحمت سيارة السوق، مُخلِّفة حالة من الفوضى والرعب.
هذه الحادثة لم تكن فقط صدمة للمجتمع الألماني، بل أثارت نقاشات سياسية واجتماعية واسعة حول قضايا التطرف والكراهية.
مقالات ذات صلة جميد بطعم الاملشن 2024/12/24تفاصيل الهجوم ودوافع الجاني
بحسب ما ورد في التقارير الرسمية، كان منفذ الهجوم طبيبا سعودي الجنسية يبلغ من العمر 50 عاما، يُدعى «طالب عبد المحسن». دخل إلى ألمانيا لأول مرة في عام 2006، وكان يعيش في مدينة «برنبورغ» منذ سنوات، حيث حصل على إقامة دائمة، وفي يوليو 2016، تم الاعتراف به كلاجئ من قبل الحكومة الألمانية، وهو ما تم تأكيده عبر تصريحات «تمارا زيشانغ»، وزيرة الداخلية في ولاية «سكسونيا-أنهالت»، التي أفادت أن الجاني كان يعمل في مستشفى «سالوس» في برنبورغ كطبيب متخصص في الطب النفسي والعلاج النفسي، حيث كان قد تم تعيينه في قسم للمرضى المدمنين. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن الجاني كان قد أصبح في الآونة الأخيرة غير قادر على العمل.
ومن المعروف عن الجاني أنه كان معروفا بأفكاره المعادية للإسلام. في السابق، كان ينشط في المجتمع السعودي المغترب في ألمانيا ويُعتبر شخصية بارزة في هذا المجتمع، حيث كان يقدم استشارات للمهاجرين، خصوصا النساء، حول كيفية الهجرة إلى أوروبا. كما أدار موقعا إلكترونيا يخصصه لشرح طرق الهروب من السلطات السعودية، وتقديم استشارات حول النظام اللجوء الألماني. كما كان يُعرف على منصات الإنترنت بمواقفه الصريحة ضد الإسلام، حيث كان يُسمّي نفسه «مسلما سابقا» ويتبنى مواقف متطرّفة ضد المسلمين.
وبناء على تعريفه الذاتي بأنه «مسلم سابق»، لا يمكن اعتبار الجاني مسلما حاليا، وبالتالي لا يجوز تحميل الإسلام أو المسلمين مسؤولية الجريمة التي ارتكبها، لأن هذا يتعارض مع تصريحه الواضح بأنه ليس مسلما. ورغم أنه يحمل الجنسية السعودية، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أنه مسلم، حيث أن الهوية الدينية لا تحددها الجنسية.
إعلان السلطات عن دوافع الهجوم
رغم أن التحقيقات لم تُنتهِ بعد، فإن الادعاء العام الألماني أشار إلى بعض الدوافع المحتملة التي قد تكون وراء الهجوم. وفقا لتصريحات «هورست نوبنس»، المدعي العام المسؤول، فإن «الاستياء من التعامل مع اللاجئين السعوديين» قد يكون السبب المحتمل للهجوم. وذكر أن الجاني كان يُعد من الناشطين الإسلاموفوبيين المعروفين في ألمانيا، وأنه كان مرتبطا بمجموعات متطرّفة تُناهض الإسلام.
ورغم أنه لا يوجد دليل على تورّطه في أعمال إرهابية منظمة، فإن الشرطة الألمانية قد أكّدت على ضرورة عدم استبعاد أي تفاصيل خلال التحقيقات الجارية.
تفاصيل الهجوم وتطورات التحقيقات
فيما يتعلّق بكيفية تنفيذ الهجوم، كان الجاني قد استأجر السيارة التي استخدمها في الهجوم قبل وقوعه بوقت قصير. تشير التقارير إلى أنه كان يقود السيارة بسرعة عالية لمسافة تصل إلى 400 متر، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، من بينهم طفل، وإصابة 200 آخرين، منهم 41 بحالة خطيرة. وبعد أن ارتكب الجريمة، تم توقيفه من قبل الشرطة المحلية، التي أكّدت عدم وجود أي مشتبه بهم آخرين في الحادث.
وأظهرت بعض التقارير الإعلامية أن الجاني ربما كان تحت تأثير المواد المخدرة خلال تنفيذ الهجوم، حيث أظهرت نتائج اختبار المخدرات الأولية أنه كان إيجابيا. هذا يشير إلى أن الحوافز النفسية قد لعبت دورا كبيرا في تصرّفاته، حيث كان يعاني من اضطرابات نفسية حادة.
استغلال الحادثة سياسيا وإعلاميا
رغم أن التحقيقات تشير إلى أن الجاني كان معاديا للإسلام، إلا أن بعض الأطراف السياسية والإعلامية سعت إلى استغلال الحادثة لتوجيه اتهامات جماعية ضد المسلمين. في هذا السياق، حاول البعض ربط الحادثة بأيديولوجيات متطرّفة وتقديمها كدليل على تهديد «الإسلام» في ألمانيا، وهو ما تم رفضه من قبل العديد من الشخصيات العامة. كما أشارت صحيفة «فرانكفورتر ألغيماين» إلى أن مثل هذه التصريحات قد تؤدي إلى زيادة الانقسامات في المجتمع الألماني وإلى تصاعد خطاب الكراهية ضد المسلمين.
وقد أكدت وزيرة الداخلية الألمانية، «نانسي فيزر»، في تصريحاتها بعد الحادثة، أنه يجب تجنب تحميل المسؤولية لأفراد أو مجموعات عرقية ودينية بأكملها. وقالت: «من المهم أن نترك التحقيقات تكشف عن الحقيقة وعدم اتهام أي طرف بلا دليل».
كما أكدت أن «الحكومة الألمانية ستعمل على تعزيز الإجراءات الأمنية لمواجهة أي تهديدات قد تنجم عن التطرّف والعنف».
انعكاسات الحادثة على المجتمع الألماني
إن حادثة ماغديبورغ تُظهر حجم التحديات التي تواجهها ألمانيا في معالجة قضايا التطرّف، سواء الديني أو الإيديولوجي، بينما تُعد الحادثة صادمة بشكل كبير، إلا أنها تمثل أيضا فرصة لتحليل كيفية مواجهة خطاب الكراهية الذي يزداد تأثيره في أوروبا. ففي وقت يزداد فيه الجدل حول قضايا اللجوء والهجرة، وخاصّة في سياق حملة التحريض على المسلمين في بعض الأوساط السياسية والإعلامية، يجب على ألمانيا أن تتعامل مع هذه القضية بحذر وتوازن.
وقد أكّدت العديد من المنظمات الحقوقية والإسلامية في ألمانيا على أهمية الوقوف ضد نشر الكراهية في الإعلام والسياسة، وأكّدت على ضرورة دعم المجتمع المسلم في ألمانيا والتأكيد على التعايش السلمي بين جميع الأديان والجماعات العرقية.
الخلاصة
حادثة ماغديبورغ تظل حدثا مؤلما للجميع. إنّ التطرف والكراهية لا يرتبطان بأي دين أو ثقافة معينة، بل هما نتاج لفشل في فهم الآخر وتقبل الاختلاف، لذا، يجب أن يكون الرد على هذه الحادثة متمثلا في تعزيز قيم التسامح والوحدة الوطنية، والنأي عن أي خطاب يعزّز الانقسامات ويزيد من مشاعر العداء بين شرائح وأطياف وأعراق المجتمع المختلفة.
Ahmad.omari11@yahoo.de