الوطن:
2025-03-26@07:14:48 GMT

أزهري: التوبة أولى مراحل العودة إلى الله

تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT

أزهري: التوبة أولى مراحل العودة إلى الله

قال الدكتور أحمد تركي، أحد علماء الأزهر الشريف، إن مفهوم التوبة لا يقتصر على الندم والإقلاع عن الذنب فقط؛ بل يتعدى ذلك ليعكس حبا عميقا لله، ويكشف عن درجات من العودة الصادقة إلى الله تعالى، يختلف فيها التائب والمنيب والأوّاب، مشيرا إلى أن هذه الدرجات تعبر عن حالات متنوعة للنفس البشرية الساعية للارتقاء بروحها.

شروط التوبة إلى الله 

وأوضح في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن التوبة تمثل أولى مراحل العودة إلى الله؛ فهي ليست مجرد شعور بالندم على فعل الذنب بل تتطلب العزم على عدم العودة إليه مطلقًا، مؤكدا أن الإسلام شدد على أهمية رد الحقوق لأصحابها، إذ تكون التوبة ناقصة إذا تعلّقت بذنب يتعدى حدود الإنسان.

واستشهد بآية من القرآن الكريم تُبرز عظمة الله في قبوله التوبة وتبديله السيئات إلى حسنات: «إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا»، مشيرًا إلى أن التائب يوم القيامة سيكون مع النبي محمد في موكب النور.

الإنابة خطوة أعمق من التوبة

وأكد تركي، أن الإنابة خطوة أعمق من التوبة؛ فهي استجابة لله بدافع من الشعور بجلال الله وخوفه، وتمثل أرقى درجات التوبة؛ فهي تعكس عودة خالصة إلى الله بدافع الحب، وليس الخوف أو الندم، إذ أن الأواب يتوب حبًا لله دون مقابل أو خوف، ويمثل ذلك درجة روحية عالية تعكس علاقة عميقة بين الإنسان وخالقه، كحال سيدنا داود الذي كانت الجبال تردد معه التسابيح حبًا لله، وتجلّت أيضًا هذه الصفة في سيدنا سليمان عليه السلام، الذي وصفه الله بأنه «نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ».

وتابع العالم الأزهري، أن الإسلام يعرض سبل العودة إلى الله لكل من أخطأ، فيفتح باب التوبة والإنابة والأوبة أمامهم بكل جمال ورحمة وترغيب، ما يحيي القلوب ويزرع فيها الأمل والثبات على طريق الهداية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: شروط التوبة إلى الله التوبة إلى الله

إقرأ أيضاً:

الصيام طريق لتحقيق التقوى 

لا يمكن التحرر من هذه الأخلاق البغيضة إلا في أوقات الصوم

إن أسرع الطرق إلى الله للحصول على ثمرة الصوم "لعلكم تتقون"، الصيام يرفعك إلى منزلة ترتقي بأخلاق المتّقين، حتى نأخذ أعلى درجات الإتقان للصيام، والغاية عبادة الصوم في تزكية النفس، فالتقوى تعني  تطهير النفس من أمراضها القلبية وأخلاقها السيئة. إذن لا بد للإنسان من أن يتعرف على أمراض القلب وعلى أسبابها ويعلم أنها موجودة لديه حتى يمكنه التخلص منها، فإن  لم يشعر بالمرض ويتعرف على أسبابه، فلن يتمكن من علاجه، ورمضان أتى لهذا المغزى. قال تعالى(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)، قد أفلح من زكى نفسه أي بطاعة الله والتوبة والإقلاع عن سائر الذنوب والمعاصي، ومَن لم يُفلِح في تغيير عاداته السيِّئة في رمضان فهو في غير رمضان أَوْلَى.
 الصيام يرفعك إلى منزلة ترتقي بأخلاق المتَّقين، والعمل الصالح مرهون ٌبالسريرة الصالحة من خلال النية الصالحة في تغيير الإنسان لنفسه. وممّا سـبق يتبيّن لنا عظمَ شأن القلب والسريرة، حيثُ إنَّها محطُّ نظر الله عز وجل، وعليها، ومـدارُ القبـول عنده سبحانه، وحسب صلاحها وفسادها يكون حسـنُ الخاتمة وسوؤها، لهذا استخدم القرآنُ لفظ القلب في تحديد المسؤولية عن العمل من خلال ما تعمدَّت به القلوب، أو ما كسبت قلوبكم، أو في حالة الذي آثمٌ قلبُه.. إلخ.
دعونا نستحضر ما ذهب إليه جمهورٌ من العلماء بأن يلزم كل واحدٍ أن يتعلم أمراض القلب، وكيفية تطهيرها، إلى أنه ليس عين إلا في حق من تحقق أو ظن وجود مرض من الأمراض فيه، فيلزمه حينئذ تعلم سبل علاج ذلك المرض، وقالوا إن تعلم أمراض القلوب فرض كفاية على الأمّة عامّة وليس فرض عين على كلّ أحد، وقد استندوا في ذلك إلى أن الأصل عنده في الإنسان هو وجود هذه الأمراض وليس السلامة منها، واستدل على ذلك بأنّ النبي صلى الله عليه وسلم وهو أفضل البشر، قد شق الله صدره مرتين وأخرج منه المضغة السوداء التي هي محلّ هذه الأمراض في الإنسان، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم احتاج إلى ذلك فغيره من باب أولى، واستدل الجمهور بأنّ الأصل في الإنسان السلامة من هذه الأمراض لقول الله تعالى: "فطرة الله التي فطر الناس عليها" وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كلّ مولود يولد على الفطرة). 
وفي المقابل، وبالأخلاق يستطيع الإنسان الانتصار على نفسه، فإذا لم يشعر الصائم بالمرض الأخلاقي الذي فيه ويتعرف على أسبابه، والكيفية المثلى للتخلص منه فإنه لا يمكنه علاجه، ولا بد للصائم أن يتعرف على تلك الأخلاق الذميمة المفطرة لصيامه، وعلى أسبابها.
والبعض يرتكبون أعمالا ًفي غير رمضان يأباها خلق الإسلام، ولا ترتقي إلى الإيمان الحق، والصوم هو الاوقات الثمينة التي تُظهر الحرص والاهتمام على تجنبها في المجتمع، وهكذا الصوم جعله الله أداة للارتقاء بالمسلمين نحو التقويم، وتصحيح المسار لحياته، والابتعاد عن العادات السيّئة المتأصلة فيه، لا يتقبل الصوم إلا بالتحلي بالأخلاق الحسنة والتخلي عن كل الأخلاق الذميمة.
إذا أردنا أن نخرج من رمضان بذنبٍ مغفورٍ وزادٍ وفيرٍ من الخير، وعتقٍ من النيران، والفوز بالمغفرة والرضوان، فعلينا تدريبَ الجوارح في أن تصوم عن الخطايا، ومن ثمّ المجاهدة للتخلق بالأخلاق الفاضلة، لتصبح مسألة تزكية النفس مستمرة لا تتوقف ولا تنقطع، وجعل شرط قبول الصوم والقيام والعبادة، بالابتعاد عن قول الزور والعمل به، واللغو والرفث، وإن امرؤٌ جهل عليه فلا يشتمه ولا يسبّه.
 لا يمكن التحرر من هذه الأخلاق البغيضة إلا في أوقات الصوم، ولهذا جعل لنا أوقاتاً في رمضان للاعتكاف والعبادة والتوبة، ويزداد هذا الاجتهاد عند اقتراب مواسم الطاعات، والمسلم يحاول أن يجاهد نفسه بالتعوّد، والتمرن، والترغيب للسير في طريق الاستقامة، ويبعدها عن طريق الغواية، لهذا السبب جعل الله مقام حسنِ الخلق درجةَ الصائم  : “إن المؤمن ليدرك بحسنِ خلقه درجة َالصائم القائم".

مقالات مشابهة

  • ليه ربنا أرسل سيدنا محمد آخر الأنبياء مش الأول؟ علي جمعة يجيب
  • علي جمعة: النبي محمد كان يتعبد في غار حراء على دين سيدنا إبراهيم .. فيديو
  • هل يمكن إدراك ثواب ليلة القدر لمن فاته قيامها وذكرها ليلاً ؟.. أزهري يجيب
  • الصيام طريق لتحقيق التقوى 
  • صواريخ مجهولة ترفع وتيرة التصعيد.. هل تريد إسرائيل العودة للحرب؟!
  • التوبة في الصوم الكبير.. طريق العودة إلى الله
  • رحلة الصوم الكبير.. كيف ترشدنا قراءات الكنيسة نحو التوبة والقيامة؟
  • أسامة فخري الجندي: التوبة باب مفتوح ورحمة إلهية لا تغلق
  • دمشق.. أولى عواصم الإسلام
  • أزهري: الصيام يقوي عزيمة العبد ويجعله يتشبه بالملائكة في طاعة الله