كيف دافع رهبان دير سانت كاترين عن مقدسات المسلمين خلال الحروب الصليبية؟
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، أنه لا صحة لما يتداول من إشاعات بخصوص إخلاء دير سانت كاترين وهدمه وطرد الرهبان موضحًا أنها إشاعات تستهدف ضرب أعظم مشروع قومي على أرض سيناء منذ استردادها وهو مشروع التجلي الأعظم بتوجيهات القيادة السياسية ومتابعة مستمرة من رئيس مجلس الوزراء والوزراء والهيئات المعنية ومحافظ جنوب سيناء والمنتظر افتتاح مرحلته الأولى إبريل القادم.
أهمية دينية
وأوضح الدكتور ريحان أن الدير مسجل بالقرار رقم 85 لسنة 1993 كأثر من آثار مصر في العصر البيزنطى وهو الدير المعروف بدير سانت كاترين والخاص بطائفة الروم الأرثوذكس ويتبع قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، وكان الدير بعمارته وتاريخه وأهميته الدينية ودوره الحضارى ضمن المعايير الذي سجلت مدينة سانت كاترين على أساسها تراث عالمى استثنائى باليونسكو 2002.
ونوه الدكتور ريحان لدور الرهبان عبر العصور منذ إنشاء الدير في القرن السادس الميلادى فقد حافظوا على الدير وكل المواقع حوله وكانوا ينتمون للكنيسة اليونانية ولكن اكتسبوا استقلالًا كاملًا داخل الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية منذ عام 1782م وكان بالدير كنائس للطوائف المختلفة للسوريين والأرمينيين والمصريين واللاتينيين لكنهم هجروا كنائسهم وظلت كنيسة اللاتينيين موجودة حتي القرن الـ17 الميلادي وساد الرهبان الأرمن في القرن الثامن والتاسع الميلادي وبعدهم اللاتينيون.
وكان لهم دور بطولي وقت الحروب الصليبية واحتلال الصليبين للقدس حين عزم بلدوين الأول ملك أورشليم على زيارة دير سانت كاترين عام 1117م، وكان يحضر الصليبيون للدير كزوار فقط ولكن الرهبان رفضوا طلب ملك أورشليم خوفًا على شعور الدولة الإسلامية حيث كانوا يعيشون في ظل سماحتها.
وأثناء احتلال سيناء قام مطران دير سانت كاترين الحالي قداسة الأب ديمترى دميانوس بنزع علم سلطة الاحتلال الإسرائيلى الذى وضعته على باب الدير ووضع العلم المصرى، وعندما علمت سلطة الاحتلال بذلك وجاءت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل فى ذلك الوقت وسألته بأى حق تنزع علم إسرائيل؟ فأجاب وأنتم بأى حق تضعون علم إسرائيل هذه أرض مصرية وسيعود إليها المصريون؟ فتم اعتقاله لمدة ثلاثة شهور حتى تدخلت انجلترا للإفراج عنه.
وأردف الدكتور ريحان بأن العلاقات بين الرهبان وأهل سيناء قامت على أساس الجيرة الحسنة والتعاون فيما بينهم حيث يقوم أهل سيناء بأعمال الحراسة وإحضار المؤن للرهبان من الطور ويأخذون أجورهم إما نقدًا أو عينًا، منوهًا بأن التعاون بين أهل سيناء والرهبان مازال قائما حتى الآن فتقوم قبيلة الجبالية بخدمة رهبان الدير داخل الدير وآخرين يقومون بتأجير الإبل للسياح لصعود جبل موسي.
نهضة كبرى
وتابع الدكتور ريحان بأن الدير وكل المواقع الأثرية بمدينة سانت تقع في نطاق منطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية وتشهد نهضة أثرية كبرى والمحافظة على مقتنياته المهمة منذ تسجيله عام 1993 كما ساهمت المنطقة بدور علمي كبير في تسجيل مدينة سانت كاترين تراث عالمى باليونسكو عام 2002 كما تم تسجيل عدد 1043 مقتنى من مقتنيات الدير ومكتبته تشمل كف القديسة كاترين وأوانى كنسية وأيقونات ومخطوطات وتمت أعمال ترميم شاملة بالدير عام 1986 شملت ترميم الكنائس والمسجد الفاطمي، كما قامت بعثة آثار يونانية تحت إشراف المنطقة بأعمال ترميم لبرج القديس جورج بالجدار الشمالي الشرقي عام 2001 وبه قاعة السكيفوفيلاكيون، وهو المكان المخصص لحفظ الأغراض الدينية من أيقونات وأوانٍ مقدسة وثياب مقدسة وتم إعدادها كقاعة عرض دائمة لأيقونات ومقتنيات الدير يطلق عليه متحف الدير يدخله كل زوار الدير.
مشروع التجلي الأعظم
كما تمت أعمال ترميم فسيفساء التجلي بواسطة بعثة إيطالية وهى من أقدم وأجمل لوحة فسيفساء في العالم، وأعمال حفائر جنوب شرق الدير بواسطة بعثة آثار منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية كشفت عن مساكن حراس الدير الذين أرسلهم جستنيان في القرن السادس الميلادي وأسلموا بعد ذلك، كما تم السماح بمعارض خارجية لأيقونات ومخطوطات ومقتنيات الدير لعدة دول شملت اليونان وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وإسبانيا، كما تم ترميم الجزء الشرقى من مكتبة الدير ثانى مكتبة على مستوى العالم من حيث أهمية مخطوطاتها بعد مكتبة الفاتيكان
وتستمر أعمال ترميم وتطوير الدير ضمن مشروع التجلى الأعظم تشمل ترميم الجزء الغربى من المكتبة وكنيسة القديس اسطفانوس وأعمال أغلفة حماية من الفولاذ لمخطوطات الدير الهامة وعمل نظام إنذار مبكر للحريق وإطفاء تلقائى وكاميرات مراقبة بمحيط الدير وتطوير وادى الدير وعمل مسار نبى الله موسى من وادى الراحة إلى جبل موسى وفى مواجهته يقع جبل التجلى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دير سانت كاترين عالم أثار الحروب الصليبية دیر سانت کاترین الدکتور ریحان
إقرأ أيضاً:
"سانت ريجيس الموج مسقط" يقدم للزوار تجربة رمضانية استثنائية
مسقط- الرؤية استقبل سانت ريجيس الموج مسقط شهر رمضان بأصالة الضيافة العربية، حيث تكتسي قاعة احتفالاته "مرجانة" بحلة تعكس روح الشهر الفضيل ليعيش الزوار تجربة رمضانية خالدة. ومن إفطار غني بنكهات متنوعة إلى أجواء تكتمل بعزف الموسيقى؛ يستمتع الزوار بأجواء فريدة من نوعها تجمع بين الذوق الرفيع ودفء اللقاءات. وفي أجواء مستوحاة من جمال شواطئ عمان وكنوزها البحرية النادرة؛ تزخر موائد الإفطار بأشهى المأكولات التي تمزج بين مختلف نكهات العالم، حيث يمكن للضيوف الاستمتاع بتجارب طهي حية، من خبز الصاج الطازج والأطباق اللبنانية المعدة بأيدي "الشيف حليمة"، إلى الشاورما والإسكندر التركية، يتم تحضير كل طبق وفق أعلى المعايير، لتكتمل التجربة بنكهات أصيلة ولمسات راقية، فضلًا على توفر مساحات مخصصة للعائلات والأصدقاء، لجلسة تجمع بين الخصوصية والراحة.
وقال وسيم دعجة المدير العام لمنتجع سانت ريجيس الموج مسقط: "نسعى في مرجانة لتقديم تجربة رمضانية تجمع بين الدفء والتميز، فقد أولينا اهتمامًا خاصًا بكل التفاصيل، من التصاميم إلى النكهات. كل تجربة تجسد التقاليد بروح معاصرة، مع لمسة من الأناقة والضيافة التي تتميز بها علامة سانت ريجيس."
ومن ناحيةٍ أخرى، يقدم المنتجع خيارات منوعة وغنية للإفطار ترضي جميع الأذواق، حيث يمكن للضيوف الاختيار بين النكهات البيروفية العصرية في مطعم "كويا"، أو التمتع بمذاق شرقي فاخر في مطعم "أم شريف" الذي يقدم مأكولات مختارة للإفطار والسحور، أما لمحبي السهرات المسائية، فإنَّ جلسات "لوبي لاونج" المطلة على المسبح هي المكان الأمثل للاستمتاع بسحور.
ويُعد منتجع سانت ريجيس الموج مسقط الوجهة المثالية لمن يريدون الاسترخاء وإعادة نشاطهم خلال أيام الشهر الفضيل، حيث يمكن للنزلاء الاستمتاع بلحظات هادئة على الشاطئ الخاص أو التمتع بتجربة طعام غنية في مطعم 'زوربا' الذي يقدم أطباقًا متنوعة لهم طوال اليوم.