الإدارةُ الأمريكية ولُعبةُ وقف النار
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
د/ عبد الرحمن المختار
رَوَّجت القوى الاستعماريةُ الغربيةُ -وعلى رأسها الإدارةُ الأمريكية- ولا تزالُ تروِّجُ لجهود كبيرة يبذُلُها موفَدوها إلى المنطقة، تنصَّبُ تلك الجهودُ الوهمية الزائفة والمخادعة -حسبَ زعم الإدارة الأمريكية- إلى وقف إطلاق النار على طول الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلّة.
كما رَوَّجت الإدارة الأمريكية أن هناك تقدُّمًا كبيرًا في مفاوضات وقف النار وأن اتّفاقًا بهذا الشأن بات وشيكًا بين لبنان و”إسرائيل”، وهذا الترويج الزائف المخادع لا يختلف أبدًا عما سبق لهذه الإدارة أن رَوَّجت له خلال الجولات السابقة لموفديها بشأن وقف إطلاق النار وإنهاء ما يحلو لها تسميته (حالة الحرب) في قطاع غزة، والإدارة الأمريكية مُستمرّة في لعبة هذه الأدوار القذرة في لبنان، كما كانت تفعل تمامًا منذ أكثر من عام بالنسبة لقطاع غزة، وهي تعتمد أساليبَ زائفةً ومخادعة للإيهام بوجود فرص حقيقية لوقف إطلاق النار، وتعمد على رفع سقف التوقعات والآمال عند بداية كُـلّ جولة لموفديها في المنطقة وتتبخّر هذه الآمال شيئًا فشيئًا، لتنتهي بإعلان فشل الجهود التي سبق لها الترويج لها بأن نتائجَها إيجابية بعد أن تطرح الإدارة الأمريكية خيارات مذلة ومهينة، وتجعل من رفضها من جانب فصائل المقاومة ذريعةً وسببًا لانهيار جهود الوسطاء الوهمية، وظل الحال هكذا وعلى مدى أكثر من عام تجاوزت خلالها زيارات وزير خارجيتها عدد أشهر العام تحت عناوين جولات المفاوضات بمشاركة الوسيطَينِ القطري والمصري.
وكل جولة من جولات المفاوضات الوهمية تبدأ بشَدِّ الانتباه إلى ما اعتادت الإدارةُ الأمريكية على إطلاقه من مزاعمَ بهذا الشأن تحت عناوينَ براقة منها (حان الوقتُ لوقف إطلاق النار في غزة) و(الفرصة مواتية لإنجاز صفقة تبادل) و(تخفيف معاناة المدنيين في غزة) و(لا بديلَ عن إنهاء الحرب في غزة) وغيرها من العناوين الخادعة والزائفة والمضللة، لتنتهي الجولة التفاوضية بإعلان فشل الجهود التي بذلها الوسطاء، وهكذا دائمًا كُـلّ جولة، وتحمّل المقاومة مسؤولية فشل تلك الجهود، وفي حالات متعددة حمّلت المجاهد القائد الشهيد يحيى السنور مسؤولية إفشال ما سمّته جهود الوسطاء!؛ بسَببِ تصلب مواقفه، حسب زعمها! وبعد استشهاده لم تعدم الإدارة الأمريكية وغيرها من القوى الاستعمارية -الشريكة في جريمة الإبادة الجماعية- الوسيلةَ للخداع والتضليل والإيهامِ بوجود فرص حقيقية لوقف إطلاق النار ثم تعلن تحميل المقاومة مسؤوليةَ فشل جهود الوسطاء!
محاولةُ فصل جبهة لبنان عن غزة:
وفيما يتعلق بامتداد جريمة الإبادة الجماعية إلى لبنان وكل ما ارتبط بها من أفعال إجرامية، ابتداءً بتفجير أجهزة البيجر والأجهزة اللاسلكية وجريمة اغتيال أمين عام حزب الله سماحة السيد/ حسن نصر الله –رضوان الله عليه- وجريمة اغتيال رئيس المكتب التنفيذي للحزب السيد الشهيد هاشم صفي الدين، وعدد من القيادات الجهادية -رضوان الله عليهم أجمعين- وما ألحقته آلة الحرب الصهيوغربية من دمار شمل ببنية وبنيان الضاحية الجنوبية ومناطق الجنوب اللبناني واستهداف آلاف المواطنين في مساكنهم، وكل ذلك؛ بسَببِ موقف المقاومة الإسلامية اللبنانية المساند لمظلومية أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وقد رفعت الإدارة الأمريكية سقف توقعاتها التي رَوَّجت لها على نطاق واسع بقرب التوصل لاتّفاق لوقف إطلاق النار على طول الحدود بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلّة ووقف عمليات القصف المتبادل بين كيان الاحتلال الوظيفي الصهيوني والمقاومة اللبنانية، وصدر الإعلان الأمريكي الفرنسي المشترك حول وقف إطلاق النار في لبنان، وبالتزامن معه صدر إعلان عن تشكيل تحالف دولي عربي أُورُوبي لحل القضية الفلسطينية، وتردّدت في وسائل الإعلام أصداء هذا التوجّـه الذي يحمل في ظاهره إيجابياتٍ كبيرةً لكن باطنه يحمل المزيد من الإجرام الصهيوغربي الذي فاق في وحشيته وهمجيته ما سبق خلال عام في قطاع غزة!
وأوفدت الإدارة الأمريكية لهذه المهمة عاموس هوكستين ووزير خارجيتها اليهودي الصهيوني المجرم بلينكن، وساهمت وسائل إعلام الأنظمة الوظيفية العربية ووسائل إعلام كيان الاحتلال الوظيفي الصهيوني في الترويج بشكل واسع لاتّفاق وقف إطلاق النار الوشيك على طول الحدود بين لبنان والأراضي المحتلّة، وبحيث يتم وقف إطلاق النار في لبنان أولًا ثم يصار إلى بحث الأمر في قطاع غزة، ولينتهي ذلك الترويج الزائف كما هو حال سابقه بإعلان فشل جهود موفد الإدارة الأمريكية، وقد عمدت الإدارة الأمريكية في ترويجها لوقف إطلاق النار إلى الربط بينه وبين ما سمَّته بفصل جبهة لبنان عن جبهة غزة، وأن حزب الله قد وافق متأخرًا على ذلك، حسب ما روَّجت له أَيْـضًا وبشكل واسع قنواتُ الحدث والعربية وإم بي سي؛ ولتتخذ الإدارة الأمريكية مما أسمته رفض حزب الله لمبدأ فصل الجبهات ذريعة لإعلان فشل جهود وقف إطلاق النار.
والحقيقة الواضحة والجلية أن الإدارة الأمريكية ومنذ أكثر من عام تستخدم ما تطلق عليه بجهود الوساطة لتوفير المزيد من المساحات الزمنية لكيانها الوظيفي الصهيوني لتنفيذ المزيد من أفعال جريمة الإبادة الجماعية والدمار الشامل، لتفرض من خلال ذلك خيارات استسلامية على المقاومة عبر الوسيطين المصري والقطري بالنسبة لقطاع غزة، وعبر الحكومة اللبنانية بالنسبة لحزب الله، الذي سبق لأمينه العام المنتخب سماحة الشيخ نعيم قاسم التأكيد عقب انتخابه أمينًا عامًّا للحزب أنه لا قيمة لما يجري من حراك سياسي؛ باعتبَار أن ذلك الحراك لا يعدو عن كونه مظهرًا من مظاهر الزيف والخداع والتضليل الذي اعتادت الإدارةُ الأمريكية على الترويج له وتفنَّنت فيه على مدى أكثر من عام وأكثر من إحدى عشرةَ جولة وهمية تفاوضية تروِّجُ في بدايتها لآمال كبيرة ثم تعلنُ انهيارَها في نهاية المطاف.
ومع إدراك الإدارةِ الأمريكية أن حزبَ الله لا يمكن أن يوقفَ إسنادَ غزة، لكنها مع ذلك روَّجت لحَــلٍّ يؤدِّي لوقف إطلاق النار قائمٍ على الفصل بين الجبهات وتم الترويج لذلك بشكل واسع كما ذكرنا آنفًا من قبل وسائل الأنظمة الوظيفية العربية إلى جانب وسائل إعلام كيان الاحتلال الوظيفي الصهيوني، والإدارة الأمريكية وهي تصر على طلبها فصلَ الجبهات كأَسَاس لاتّفاق وقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية؛ بمعنى أن يتخلى حزب الله عن إسناد غزة، كانت هذه الإدارة المجرمة هي ذاتها وقبل دخول جبهات محور المقاومة على خط الإسناد قد عملت على حشد قواتها وقوات غيرها من القوى الاستعمارية الغربية إلى شرق البحر المتوسط؛ لإسناد كيانها الوظيفي الإجرامي الصهيوني؛ فالإدارة الأمريكية شكلت جبهة واسعة في مواجهة حركة المقاومة الإسلامية حماس بمفردها، وفي المقابل لا تقبل هذه الإدارة المجرمة بإسناد أبناء الشعب الفلسطيني في مواجهة حشود قوى الإجرام الصهيوغربية! ولو أن القوى الاستعمارية تركت كيان الاحتلال الصهيوني لمواجهة حركة حماس بمفرده لَما كان هناك تمدُّدٌ لجبهات الإسناد، وكانت جبهة غزة كفيلة بمواجهة هذا الكيان المجرم؛ لكن ولأنه لا يمثل دولة وإنما هو كيان وظيفي للقوى الاستعمارية الصهيوغربية؛ لذلك فقد سارعت هذه القوى لحماية كيانها الوظيفي، ومن المعلوم أن الدولة المستقلة ذات السيادة الأصل أن تملك كافة المقومات اللازمة لحماية مواطنيها وأمنها من أية مخاطرَ، وَإذَا لم تتوافر لها هذه الإمْكَانيةُ فَــإنَّه لا ينطبقُ عليها وصفُ الدولة، وَإذَا كانت تحتاج إلى حماية دول أُخرى فهي ليست دولة!
كيانٌ وظيفي جزءٌ من القوى الاستعمارية:
ويؤكّـد هذه الحقيقة إعلانُ الإدارة الأمريكية وغيرها من القوى الاستعمارية الغربية بشكل متكرّر الالتزامَ بأمن ما يسمى (دولة إسرائيل) فكيف يمكن وصفُها بأنها دولة طالما وهي تحتاج لحماية أمنها من جانب دول أُخرى؟؛ ولأن هذا الكيان المجرم جزء لا يتجزأ من القوى الاستعمارية الغربية وفرعٌ لها في المنطقة العربية، فَــإنَّ هذه القوى قد استشعرت الألم الذي تسببت به لها عملية السابع من أُكتوبر من العام الماضي بشكل مباشر؛ ولذلك حشدت جحافلَ جيوشها لتثأر لسُمعتها التي مرَّغتها المقاومة الإسلامية في وحل غزة، وسبيلُ هذه القوى الإجرامية في الانتقام تجسد في اقترافها جريمةَ إبادة جماعية تتابعت أفعالُها واستمرت على مدى أكثر من عام، وامتدت أفعالُ هذه الجريمة إلى الضفة الغربية والضاحية الجنوبية بل وكل لبنان، وارتبط بها دمار شامل للبنية والبنيان، ومع كُـلّ ذلك لم تفلح هذه القوى الإجرامية بكل همجيتها ووحشيتها في فرض خياراتها الانهزامية الاستسلامية على المقاومة الإسلامية، فتلجأ عقب كُـلّ إخفاق من إخفاقاتها إلى إعلان جولات تفاوضية لإيجاد حلول سلمية، وهي بذلك تتقمص أدوارًا مكشوفة ومفضوحة، لكنها لا تقيم وزنًا لذلك؛ بسَببِ سقوطها القيمي وانحطاطها الأخلاقي والإنساني.
ورغم انكشاف وانفضاح هذه القوى الإجرامية؛ فهي مع ذلك تستمر في استخفافها بشعوب الأُمَّــة العربية والإسلامية حين تتبجح بالمطالبة بوقف إسناد أبناء الشعب الفلسطيني، والمطالبة بفصل الجبهات ليتسنى لها الاستفراد بغزة أولًا ثم لبنان ثانيًا وهكذا، وتصر الإدارة الأمريكية على تمرير زيفها وخداعها وتضليلها حين تقدم نفسها وسيطًا يجتهد بالبحث عن حلول لوقف النار، وهي بكل وضوح من عمل ويعمل على إشعالها وتأجيجها، وبلعبها أدوار متعددة ومكشوفة إنما تستخفُّ وتسخرُ من الشعوب العربية، ومثلما تفنَّنت القوى الاستعمارية الصهيوغربية -وعلى رأسها الإدارة الأمريكية- في أساليب الإبادة الجماعية للصغار والكبار للنساء والرجال، تفنَّنت كذلك في لعب أدوار متعددة في مسرح الجريمة وخارجه؛ فعندما امتدت جريمة كيانها الوظيفي الإجرامي إلى نطاقات جغرافية خارج مسرح الجريمة ارتدت هذه القوى ثوبَ الناصحين وطلبت من الآخرين عدمَ الرد على عدوانها وإجرامها؛ تجنُّبًا للتصعيد وتجنُّبًا للحرب الإقليمية الشاملة في المنطقة، لكنها في المقابل لا تنصح نفسها أَو كيانها الوظيفي الإجرامي بعدم الرد على استخدام الآخرين لحقهم في الدفاع عن النفس!
وهي بذلك وكما أرادت من الآخرين أن يكونوا مُجَـرّدَ متابعين ومتفرجين لوحشيتها وهمجيتها وإجرامها بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، هي كذلك تريدُ الآخرين أن يكونوا متلقِّين فقط لضربات كيانها الصهيوني الإجرامي ودون أن يكونَ لهم استخدامُ حق الدفاع عن النفس ورد عدوانها بمثله، كما سبق لها أن أصَّلت وروَّجت لذلك عقب عملية السابع من أُكتوبر، بل إنها تطلُبُ بكل بجاحة إذَا كان لا بد من الرد أن يكونَ غيرَ مؤثر وفي مناطقَ مفتوحة!
وما كان لجريمة الكيان الوظيفي الصهيوغربي أن تمتدَّ لكل هذا الزمن، وما كان لها أن تمتدَّ جغرافيًّا خارج مسرحها في قطاع غزة، بل ما كان لها أن تبدأَ لولا كُـلُّ ذلك التحشيد غير المسبوق للقوات العسكرية لقوى الاستعمار الصهيوغربية، كُـلُّ تلك الحشود التي لا تتناسب بحال من الأحوال مع عملية السابع من أُكتوبر، وهو ما يؤكّـدُ أن لهذه القوى مشاريعَ استعماريةً يتطلب تنفيذُها القضاءَ على أيةِ قوى مناهِضة لهذه المشاريع، وما جرائمُ الإبادة الجماعية والتدمير الشامل الذي اقترفته وتقترفُه هذه القوى في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان كل لبنان، إلَّا دليل قاطع على إصرارها على تنفيذ مشاريعها بالدمار والدم؛ لإزالة كافة العوائق التي تحول دون تنفيذ تلك المشاريع على أرض الواقع.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: أبناء الشعب الفلسطینی المقاومة الإسلامیة الإدارة الأمریکیة الإبادة الجماعیة لوقف إطلاق النار وقف إطلاق النار کیان الاحتلال أکثر من عام فی قطاع غزة هذه القوى حزب الله ما کان
إقرأ أيضاً:
حقائق-ما مدى تضرر الوكالات الأمريكية من تسريح ترامب وماسك للموظفين؟
(رويترز) – ينفذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك حملة شاملة لتقليص حجم القوة العاملة المدنية الاتحادية التي قوامها 2.3 مليون موظف، وسرحا أو أحالا إلى المعاش المبكر حتى الآن أكثر من 100 ألف موظف.
واستهدف التسريح حتى الآن أساسا العاملين الذين قضوا في وظائفهم الحالية أقل من عام ويتمتعون بحماية وظيفية أقل من الموظفين الذين قضوا فترة طويلة في الخدمة. لكن موجة جديدة من التسريح تستهدف موظفي الحكومة المعينين بدأت، وستشتد بعد أن أمر ترامب الوكالات الاتحادية في 26 فبراير شباط بتقديم خطط لعمليات تسريح واسعة النطاق بحلول 13 مارس آذار.
ولم تعلن إدارة ترامب حتى الآن عن العدد الإجمالي لمن تم تسريحهم.
وفيما يلي تفاصيل بعض عمليات التسريح في الوزارات والوكالات الاتحادية التي جمعها مراسلو رويترز حتى الآن.
* شؤون قدامى المحاربين
تقول مذكرة داخلية اطلعت عليها رويترز إن وزارة شؤون قدامى المحاربين تخطط لتسريح أكثر من 80 ألف عامل.
وأرسل كريستوفر سيريك، كبير موظفي وزارة شؤون قدامى المحاربين، المذكرة إلى كبار مسؤولي المؤسسة مُبلغا إياهم بأن الهدف هو إعادة الوزارة إلى مستويات التوظيف التي كانت عليها في عام 2019، والتي كانت أقل بقليل من 400 ألف موظف. وهذا يعني تسريح نحو 82 ألف موظف.
* وزارة الدفاع
أعلن البنتاجون أنه سيلغى 5400 وظيفة. وهذا التقلص قسط طفيف من خسارة 50 ألف وظيفة التي توقعها البعض، لكنها قد لا تكون الأخيرة. وصرح دارين سيلنيك، المسؤول البارز في البنتاجون، أن الوزارة ستوقف التوظيف وقد تخفض في نهاية المطاف قوتها العاملة المدنية التي قوامها 950 ألف موظف، بنسبة تتراوح بين خمسة بالمئة وثمانية بالمئة.
* الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية
قالت الوكالة التي تشرف على تقديم المساعدات الإنسانية الأمريكية إن جميع الموظفين المباشرين باستثناء العمال الأساسيين سيتم منحهم إجازة مع خفض عدد موظفي الوكالة في الولايات المتحدة بنحو 1600 موظف.
* دائرة الإيرادات الداخلية
بدأت دائرة الإيرادات الداخلية تسريح نحو 12 ألف موظف، مما أضر كثيرا بمن عينوا في عهد إدارة جو بايدن كجزء من مسعى لمكافحة التهرب بين دافعي الضرائب الأثرياء. وعارض الجمهوريون هذا التوسع محتجين بأنه سيؤدي إلى مضايقة الأمريكيين العاديين.
وإجمالي عدد موظفي الدائرة المعنية بتحصيل الضرائب نحو 100 ألف موظف.
وقالت مصادر مطلعة لرويترز إن التخفيضات التي يبلغ عددها 12 ألف وظيفة تشمل نحو سبعة آلاف موظف تحت الاختبار وخمسة آلاف عامل قبلوا تسوية المعاش المبكر.
* وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.أيه)
قال ثلاثة مصادر إن الوكالة فصلت عددا كبيرا من الموظفين الجدد، في تخفيضات حذر مسؤولون حاليون وسابقون في الاستخبارات من أنها قد تُلحق الضرر بالأمن القومي الأمريكي. ولم يتسن لرويترز تحديد العدد الدقيق.
* وزارة العدل
خمسة وسبعون على الأقل من المحامين والمسؤولين بمكتب التحقيقات الاتحادي بوزارة العدل إما استقالوا أو فصلوا أو تم تجريدهم من مناصبهم في الأسابيع الأولى من إدارة ترامب رغم أنهم عادة ما يحتفظون بمناصبهم من إدارة إلى أخرى.
* وزارة الداخلية
قالت مصادر إنه تم تسريح نحو 2300 عامل من وزارة الداخلية، من بينهم نحو 800 شخص من مكتب إدارة الأراضي الذي يدير ملايين الأفدنة المملوكة للحكومة الاتحادية لاستخدامات تتراوح من تطوير النفط والغاز إلى قطع الأخشاب والترفيه والحفاظ على الإرث الحضاري.
وتوظف الإدارة عموما أكثر من 70 ألف شخص وتشرف على 500 مليون فدان من الأراضي العامة، منها عشرات من المحميات الوطنية.
* وزارة الزراعة
قالت مصادر مطلعة إن دائرة الغابات الأمريكية التابعة لوزارة الزراعة والتي تدير ملايين الأفدنة من الغابات الوطنية والمراعي، ستسرح 3400 موظف تحت الاختبار، أي 10 بالمئة من قوتها العاملة.
وأوضحت وزارة الزراعة أنها فصلت عن طريق الخطأ عددا من الموظفين العاملين في استجابة الحكومة الاتحادية لتفشي إنفلونزا الطيور إتش5إن1، وأنها تسعى إلى إلغاء عمليات التسريح هذه.
وقالت مصادر إن عاملين فصلوا أيضا من المعهد الوطني للأغذية والزراعة الذي يدعم أبحاث العلوم والتكنولوجيا الزراعية، ودائرة البحوث الاقتصادية التي تنتج التقارير والبيانات حول الاقتصاد الزراعي.
ولم يتضح بعد نطاق عمليات التسريح في وزارة الزراعة التي توظف نحو 100 ألف شخص.
* وزارة الخارجية
طلبت إدارة ترامب من البعثات الأمريكية في أنحاء العالم الاستعداد لخفض أعداد الموظفين في إطار إصلاح شامل للسلك الدبلوماسي الأمريكي. ويقول ترامب إنه يريد قوة عمل لا تتردد في تطبيق سياساته.
وتلقت بعض السفارات طلبات للنظر في خفض أعداد كل من الموظفين الأمريكيين والموظفين المحليين 10 بالمئة. وتم بالفعل تسريح عشرات المتعاقدين الذين يعملون في مكاتب مختلفة تابعة لوزارة الخارجية.
* وزارة الصحة والخدمات الإنسانية
أفادت وكالة أسوشيتد برس بتسريح ما يقرب من 1300 من موظفي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أي ما يعادل 10 بالمئة من قوتها العاملة.
وفي معاهد الصحة الوطنية، أفادت رسالة بريد إلكتروني داخلية اطلعت عليها رويترز بتسريح 1165 معظمهم موظفون تحت الاختبار.
وتخطط إدارة الغذاء والدواء، المسؤولة عن التدقيق بشأن الأدوية وسلامة الغذاء والأجهزة الطبية والتبغ، لإعادة توظيف نحو 300 شخص يمثلون ما يقرب من ثلث عدد موظفيها الذين تم تسريحهم في إطار التخفيضات الحكومية، والبالغ عددهم ألفا. ويبلغ إجمالي عدد موظفي الإدارة نحو 20 ألف موظف.
وهناك أكثر من 80 ألف موظف يتبعون وزارة الصحة والخدمات الإنسانية التي تشرف على مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ومعاهد الصحة الوطنية وإدارة الغذاء والدواء، بالإضافة إلى برنامجي الخدمات الطبية ميديكير وميديكيد. وذكرت ستات نيوز أن نحو 5200 فقدوا وظائفهم.
* إدارة الضمان الاجتماعي
تخطط إدارة الضمان الاجتماعي، وهي الجهة المعنية بتقديم إعانات لعشرات الملايين من كبار السن وذوي الإعاقة، لتسريح سبعة آلاف موظف، مما يقلل من قوة العمل بها بأكثر من 12 بالمئة.
* الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي
تعتزم الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، وهي الوكالة التي تُقدم خدمات توقعات الطقس، لتسريح 1029 موظفا في ثاني جولة من تقليص حجم العمالة.
كانت الإدارة قد سرحت بالفعل 1300 موظف في موجة تسريح جماعي للموظفين تحت الاختبار وبرنامج للاستقالات الطوعية.
وبالإضافة إلى التنبؤات اليومية، تقدم الإدارة معلومات مهمة لمساعدة الأمريكيين على النجاة من حالات الطوارئ الجوية. وتضم الإدارة هيئة الأرصاد الجوية الوطنية والمركز الوطني للأعاصير ومركزين للتحذير من تسونامي.
* وزارة الطاقة
أعلنت وزارة الطاقة تسريح نحو 700 من موظفيها. وقالت مصادر لرويترز إنه تم إبلاغ ما يصل إلى ألفي موظف بأنه من المقرر تسريحهم، وطُلب من المديرين تقديم أدلة تُبرر إعادة توظيف بعضهم.
وفي 14 فبراير شباط، أفادت مصادر بأنه تم إخطار 325 موظفا بتسريحهم من الإدارة الوطنية للأمن النووي، وهي تابعة لوزارة الطاقة وتدير ترسانة الأسلحة النووية الأمريكية وتؤمّن المواد النووية الخطيرة في أنحاء العالم.
لكن بعد حالة من الغضب العام وجهود الإدارة لإعادة توظيف بعض هؤلاء الموظفين، قالت الوزارة إنه تم تسريح أقل من 50 موظفا في النهاية.
وفي المجمل، تضم وزارة الطاقة نحو 14 ألف موظف و95 ألف متعاقد.
* وكالة حماية البيئة
سرحت وكالة حماية البيئة، المسؤولة عن إنفاذ قوانين مثل قانون الهواء النظيف وتعمل على حماية البيئة، 388 موظفا تحت الاختبار. كما منحت الوكالة إجازات لما يقرب من 200 موظف يعملون في برامج العدالة البيئية. ويقول البيت الأبيض إن الوكالة تعتزم خفض إنفاقها 65 بالمئة.
* إدارة الطيران الاتحادية
صرح وزير النقل شون دافي عبر منصة إكس بأن إدارة الطيران الاتحادية سرّحت أكثر من 300 موظف من أصل 45 ألفا، وسط تزايد التساؤلات حول سلامة الملاحة الجوية في ظل سلسلة حوادث الطيران في الآونة الأخيرة.
* وزارة التعليم
أعلنت وزارة التعليم الأمريكية في 11 مارس آذار أنها ستسرّح ما يقرب من نصف موظفيها.
وبعد عمليات التسريح سيبقى في الوزارة 2183 موظفا من أصل 4133 عندما تولى ترامب منصبه في يناير كانون الثاني.
ودعا ترامب إلى حل الوزارة بأكملها، على الرغم من أن ذلك يتطلب موافقة الكونجرس.
وفي حين أن الحكومات المحلية وحكومات الولايات تُسيطر على معظم الشؤون التعليمية في الولايات المتحدة، تُقدّم الوزارة الاتحادية مليارات الدولارات في شكل قروض ومنح طلابية للتعليم الجامعي، بالإضافة إلى تكلفة تعليم الطلاب ذوي الإعاقة والطلاب المتعثرين ماليا. كما تُطبّق الوزارة قوانين الحقوق المدنية.
* مراقب العملة
أبلغ مكتب مراقب العملة، الجهة التنظيمية المسؤولة عن مراقبة البنوك الوطنية الكبرى، موظفيه بأنه بصدد تسريح 76 من الموظفين تحت الاختبار.
وفي عام 2024 أعلن المكتب عبر موقعه الإلكتروني أن لديه 3630 موظفا بدوام كامل.
* مكتب حماية المستهلك المالي
مكتب حماية المستهلك المالي المستقل هو المسؤول عن حماية العملاء من البنوك ومحصلي الديون والمؤسسات الأخرى في القطاع المالي، وتم إغلاقه إلى حد كبير بعد أن أمرته إدارة ترامب بوقف جميع أنشطته.
وقالت مصادر مطلعة إنه تم تسريح ما يقرب من 140 إلى 200 موظف من موظفي المكتب تحت الاختبار وما يُسمى بالموظفين المؤقتين.
* إدارة الخدمات العامة
بدأ الموظفون المعينون في إدارة الخدمات العامة في تلقي إشعارات بإنهاء الخدمة، ومن المتوقع أن تُغلق الإدارة العديد من مكاتبها الإقليمية.
أبلغ مسؤولو إدارة الخدمات العامة موظفيها بأن من المتوقع خفض إجمالي الإنفاق في جميع البرامج بنحو 50 بالمئة، وفقا لرسالة بريد إلكتروني اطلعت عليها رويترز.
ويعمل في هذه الوكالة المستقلة، التي تدير محفظة العقارات الحكومية وتشرف على معظم العقود الحكومية، أكثر من 12 ألف موظف.
* مكتب إدارة شؤون الموظفين
أفادت مصادر بأنه تم فصل جميع العاملين تحت الاختبار في المكتب المسؤول عن إدارة الموارد البشرية للحكومة الأمريكية، في مكالمة جماعية ضمت حوالي 100 شخص.
وقال مصدران مطلعان إن المكتب بدأ أيضا في تسريح الموظفين المعينين وتخلص من فريق المشتريات بالكامل وفريق يشرف على التعامل مع بيانات الموظفين الحساسة داخل المكتب.
* الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة
صرح متحدث باسم الإدارة بأنه تم تسريح أربعة بالمئة من الموظفين.
ونمت الإدارة بنسبة 30 بالمئة في عهد الرئيس السابق جو بايدن، ولا تزال كبيرة حتى بعد خفض عدد العاملين.
وكان عدد الموظفين حوالي 800 قبل التسريح.
* إدارة الأعمال الصغيرة
فصلت الإدارة 45 على الأقل من العاملين تحت الاختبار في رسالة اطلعت عليها رويترز. وتقدم الإدارة، التي توظف عدة آلاف من الأشخاص، الدعم للشركات الصغيرة ورواد الأعمال.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق عربي ودولياتحداك تجيب لنا قصيدة واحدة فقط له ياعبده عريف.... هيا نفذ...
هل يوجد قيادة محترمة قوية مؤهلة للقيام بمهمة استعادة الدولة...
ضرب مبرح او لا اسمه عنف و في اوقات تقولون يعني الاضراب سئمنا...
ذهب غالي جدا...
نعم يؤثر...