سيكون مقالي اليوم ذا أربع نوافذ، تطلّ على أربعة موضوعات هامة:النافذة الأولى تطلّ على أكثر من ستة ملايين طالب وطالبة من أبنائنا وبناتنا، بدأوا بالأمس الأحد، الاختبارات النهائية للفصل الأول، والتي استعدت لها إدارات التعليم، بتهيئة الأجواء المناسبة، لإدائها بيسر وطمأنينة، وليس لدينا شك في ذلك. فمن المعروف سابقاً، وحالياً، أن المدارس، بدعم التعليم، وبجهود كوادرها الإدارية، والتعليمية، تجنِّد كل إمكاناتها، لتوفير الأجواء الصحية، والنفسية، المريحة للطلبة، والطالبات.
وما يخالف ذلك، فهو حالة شاذة لا يعتدّ بها، ويبقى الدور المهم جداً على الأهل، إذ لا تكفي الأجواء السليمة في المدرسة فقط، من المهم جداً الاهتمام بالأبناء، وتهيئة الأجواء الصحية، والتغذية السليمة، والهدوء النفسي، والاطمئنان الروحي، بين أفراد العائلة، وبالذات الوالدين، حتى لو كانوا منفصلين، لأن الأبناء ثروة، وضياعها، أو تأرجح نفسياتهم، أو اهتزازها، خسارة قد لا تعوض.
فحبذا لو يدرك الأهل، أهمية فترة الاختبارات، ودورهم الكبير في نجاح أبنائهم، وتفوقهم، وليحرص الوالدان على التفاهم فيما بينهما بود ورحمة، من أجل أبنائهم، ومن أجل صلاحهم، وفلاحهم، وليتذكروا:( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته )، مع أمنياتنا بالتوفيق للجميع.
أمّا النافذة الثانية، فهي تطلّ على اهتمام الدفاع المدني بالمواطنين، والتحذير من الخروج لمناطق السيول، ووقت الأمطار الغزيرة، رحمةً بأنفسهم، وبذويهم، وبرجال الدفاع المدني، وفرق الإنقاذ. فالله عزّ وجلّ يقول:( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)، فإذا عرف الإنسان العاقل، أن الأجواء تنذر بمطر غزير، واستلم رسائل التحذير، فليكتفي بمتابعة ذلك عبر نافذة بيته، أو شُرفته ، أو أي مساحة، تضمن له الاستمتاع بالمطر. المهم، يلتزم بعدم الخروج، ويلزم بذلك أهل بيته. الاستمتاع بالمطر، لا يعني تعّريض النفس للخطر، وإنما هو فرصة، للتسبيح، والدعاء، والتأمل في صنع الله. فالدعاء بإذن الله يستجاب وقت المطر. -حفظكم الله جميعاً-.
أمّا النافذة الثالثة، فهي مطلّة على فئة من الناس، تبذل قصارى جهودها في خطبة فتاة معزّزة مكرّمة في بيت أهلها، ثم يوم زواجها، تبدأ سلسلة الاستهانة بالعروس، وأهلها. مثل هؤلاء الناس، حقيقي يستحقون العقاب، لاستهانتهم بكرامة الفتاة.
الزواج مؤسسة أخلاقية، اهتم بها القرآن، ووضع قواعدها وأُسسها، لذلك، الشاب الذي لا يعرف كيف يصون المرأة، التي وافق على الزواج بها، أجدر به أن يكون إنساناً، فلا يقدم على خطوة غير مؤهل لها.
والله، لو كنت صاحبة قرار في مثل هذه الأمور، لتتم معاقبة أي طرف، يستهين بالطرف الآخر، ويتلاعب به، حتى تتم معاقبة الأم والأب، اللذيْن يتقدمان خاطبيْن لأبنائهما، ثم تتورط فتاة لا ذنب لها. ولذلك، تزداد حالات الطلاق، وعدم الاستقرار، وقد ينتج عن زواجات لا مودة فيها، ولا رحمة، أطفال هم الضحية. في النهاية، أمراض نفسية، وانحرافات، وشخصيات
مشوَّهة (وقفوهم إنهم مسؤولون).الرسول عليه الصلاة والسلام، يصف الزوج الرجل: (إذا أحبها أكرمها، وإذا كرهها لم يهنها).
النافذة الرابعة، فتطلّ على الانتخابات الأمريكية، التي أتابعها، ليس شغفاً بها، بقدر ما هو حب استطلاع، فيوم غد، يوم حاسم في السباق الأمريكي المحموم، للوصول للبيت الأبيض، بين المرشحيْن: الجمهوري رونالد ترامب، ومرشحة الحزب الديمقراطي كامالا
هاريس.ومنذ بدء فعاليات التسابق في الانتخابات، ورغبة التأثير في المجتمع الأمريكي، والتنقل بين الولايات، لكسب الأصوات، والتأييد على قدم وساق. سباق اتسم بالاتهامات، والتراشق بالألفاظ غيراللائقة. يسمونها ديمقراطية، وأسميها فوضى، وغوغائية، وعدم احترام، لكنها -للأسف-، الدولة العظمى، والتي تكيل القضايا السياسية بمكياليْن، خاصة قضايا الشرق الأوسط. ولكل مرشح منهما، أجندته التي يَعِد فيها الناخبين داخل أمريكا، وتلك بدون شك، مختلفة عن أجندته خارجها.
أقولها بصدق، وثقة، وأنا أتابع الأحداث في العالم، وما تعانيه بعض الدول الإسلامية العربية، لست قلقة ممّن سينجح في انتخابات أمريكا الدولة العظمى، فليكن من يكون، ولتكن أجندته كما تكون، فالسعودية تنعم -ولله الحمد- بالأمن، والاستقرار، وبشجاعة قيادتها، وستكون يوماً قريباً -بإذن الله-، الدولة العظمى دون منازع، لكنني تمنيت، كما تمنى كثيرون: (ليت محمد بن سلمان يتكرر في كل الشرق الأوسط، والعالم)، الذي قال:(أتمنى ألا أموت إلا والشرق الأوسط في مقدمة الدول)، وجعل هدفه، تقدم، وازدهار، وأمان السعودية، وماحولها، -حفظه الله- عمراً مديداً، وحقَّق له ما يتمنى. ودمتم (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).
@almethag
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
علم الإمارات.. سيادة وعزة وانتماء
علم الإمارات.. سيادة وعزة وانتماء
بهامات مرفوعة وعيون ترمق العلا بكل كبرياء وشموخ وإباء، وقلوب تنبض بالعزة والكرامة وتفخر بما تحفل به الذاكرة من محطات خالدة في وجدان شعب الإمارات، وزهو بحاضر مجيد وثقة تامة بقادم الأيام والسنين.. يتم التأكيد على المعاني العظيمة لـ”يوم العلم”، فهو يوم الوطن بدلالاته المجسدة لقوة الارتباط، والجذور التي تضرب عميقاً في أرض أعزها الله لتكون واحة الحياة الأجمل والأرقى والأكثر تقدماً وازدهاراً، والتعبير عن الاعتزاز به بوقفة جامعة تعكس قوة اتحادنا الشامخ وتلاحمه ووحدة أبنائه في ظل القيادة الرشيدة، ويرفع فيها الجميع على قلب واحد علم الإمارات الذي سيبقى خفاقاً في أعلى القمم بعزيمة المخلصين والمجتهدين والأوفياء للوطن الأكرم وطموحاته كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، خلال رفع سموه علم الدولة في أبوظبي احتفاء بالمناسبة العظيمة بمشاركة عدد من أبنائه الطلبة المتفوقين من مختلف إمارات الدولة بقول سموه: “احتفاءً بيوم العلم، رفعنا بكل فخر واعتزاز علم الإمارات في قصر الحصن بصحبة عدد من الطلبة المتفوقين، متفائلون بأبنائنا المتميزين وبإذن الله تعالى ستظل رايتنا دائماً عالية بعزيمتهم وإخلاصهم وتفوقهم في كل المجالات”.
علم الإمارات رمز سيادتنا وعنوان رفعتنا، ونؤمن بما يمثله لكل منا من قدسية وشرف وهوية كما بيّن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، بقول سموه: “علمنا .. رمز اتحادنا .. ووحدتنا .. وقوتنا .. راية عزنا .. ومجدنا .. ورمز دولتنا .. حفظك الله عالياً خفاقاً في سماء المجد .. ترفرف عالياً .. تعلو معك إنجازاتنا .. وتستمر مسيرتنا .. وتتوحد قلوبنا وجهودنا لخدمة شعبنا ووطننا … حفظ الله دولة الإمارات العربية المتحدة وأدام عزها وخيرها ومجدها “، وذلك في تأكيد لمعاني هذا اليوم الوطني والتي عبر عنها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، خلال رفع سموه علم الدولة على سارية قصر الوطن، بالقول: “إن يوم العلم يمثل مناسبة وطنية غالية على قلوب الجميع، يتم فيها تجديد العهد والولاء للوطن، ورفع العلم عالياً في سماء الوطن”، ومبيناً سموه “أن هذا اليوم يتجاوز كونه مجرد احتفال، فهو تعبير عن وحدة الصف وروح الانتماء التي تجمع أبناء الإمارات”.
في يوم العلم تجديد للعهد بالولاء للقيادة والوفاء لراية تحققت تحت ألوانها أعظم الإنجازات، واستعادت الإنسانية الثقة بنفسها في أصعب الأوقات، وبها بزغ فجر جديد يبشر بالسلام العالمي، وترسخت القيم كجسور تجمع الأمم، لتؤكد الإمارات مكانتها كقطب عالمي استثنائي بثقلها ونهضتها ودورها.