سينشئ المغرب، بالتعاون مع فرنسا، مركزا مشتركا للبحوث، هو الأول من نوعه في إفريقيا، لدعم الابتكار العلمي والتكنولوجي من أجل التنمية المستدامة في المنطقة. وفي 28 أكتوبر، تم التوقيع على اتفاق بين المغرب وفرنسا لإنشاء المركز، خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب. ويعد إطلاق المركز واحدا من عدة مبادرات أفريقية فرنسية تم الإعلان عنها في الآونة الأخيرة، مما يشير إلى الدبلوماسية العلمية كجزء من جهود مواجهة بعض المشاعر المعادية لفرنسا، ولا سيما في غرب أفريقيا.

■ مركز دولي للبحث والابتكار ويهدف المركز إلى أن يكون مركزا دوليا رائدا للبحث والابتكار في إفريقيا. وقالت ناتالي دراش تمام، رئيسة جامعة السوربون، لبوابة “جامعات العالم اليوم “، “من خلال تعزيز تبادل المعرفة وتطوير برامج أكاديمية مشتركة وتشجيع تنقل الطلاب ومرشحي الدكتوراه والباحثين، سيساهم [المركز] في تنمية رأس المال البشري والتقدم التكنولوجي في كل من المغرب وفرنسا”. فرنسا هي الوجهة الأولى للطلاب العرب، حيث تستقبل 29٪ منهم، لا سيما من دول شمال إفريقيا مثل المغرب والجزائر وتونس، وفقا للتدفق العالمي لطلاب المستوى العالي، وهي خريطة تفاعلية نشرها معهد اليونسكو للإحصاء ومقره كندا. وأضافت رئيسة السوربون: “يعالج هذا المركز التحديات المجتمعية من خلال التركيز على مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والعلوم الاجتماعية والإنسانية”. ■ المركز يجمع مؤسسات مرموقة من جهته، قال عبد الناصر ناجي، رئيس معهد أماكن، وهو مركز أبحاث تعليمي في المغرب، إن إنشاء مركز البحث الفرنسي المغربي سيجمع بين الباحثين الفرنسيين والمغاربة في المجالات العلمية والتكنولوجية المتطورة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة. الأمن السيبراني والطاقة المتجددة والهيدروجين [البحوث] وكذلك العلوم الإنسانية والاجتماعية”. وقال ناجي “[علاوة على ذلك] سيجمع هذا المركز مؤسسات مرموقة مثل المركز وجامعة لورين وجامعة فرانش كونتيه وجامعة السوربون والجامعة الدولية بالرباط وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية وجامعة محمد الخامس وجامعة ابن طفيل”. وأضاف “إن إنشائها يندرج في إطار الدينامية الجديدة للشراكة الاستراتيجية التي وقع اتفاقها الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي تشمل أيضا شراكات بين الجامعات الفرنسية والمغربية”. ويركز هذا التعاون على إجراءات تشمل دعم الشراكات في التدريب الجامعي، وتعزيز التعاون العلمي في المجالات ذات الأولوية من خلال تعزيز العلاقة مع الشركات، ودعم التعاون في حوكمة النظام البيئي للتعليم العالي والبحث والابتكار من خلال تعزيز القدرات المؤسسية، وفقا لـ “الناجي. وأشار ناجي، إلى أن “البحث العلمي سيخدم الشراكة الفرنسية المغربية، سواء من حيث تعزيز العلاقات الثنائية من خلال دعم الاستثمار. المشاريع بين البلدين، أو من حيث الاستثمار المشترك في إفريقيا، بالنظر إلى أن فرنسا تفقد سمعتها في القارة الأفريقية، والمغرب، من ناحية أخرى، يتمتع باعتراف أفريقي قوي بشكل متزايد”. وأضاف ناجي: “من المؤكد أن ركيزة البحث العلمي سيكون لها تأثير كبير على هذا المنظور لأنها تخدم مصالح البلدين”. ويدعم وجهة نظر ناجي تقرير صدر في غشت 2017 بعنوان “استراتيجية جديدة لفرنسا في عالم عربي جديد”. أشار التقرير إلى أن القوة الناعمة لفرنسا في شمال أفريقيا آخذة في الانخفاض، ودعا إلى تعزيزها من خلال نشر اللغة والثقافة في بلدان المغرب العربي، وهي الجزائر والمغرب وتونس. وعلى الرغم من أن الدراسة أجريت منذ عدة سنوات ، يبدو أن هذا الوضع لا يزال قائما. ■ 21 من القادة الدوليين تلقوا تعليمهم في فرنسا صنف مؤشر القوة الناعمة العالمي (GSPI) في عام 2023 الذي قيم القوة الناعمة بناء على قدرات التعليم العالي والعلوم، من بين مؤشرات أخرى، فرنسا في المرتبة السادسة من بين 193 دولة حول العالم. مع 21 من القادة الدوليين الذين تلقوا تعليمهم على أراضيها، والذين يشملون 10 رؤساء حاليين و9 رؤساء وزراء وملكين، تحتل فرنسا المرتبة الثالثة التي تتمتع بأقوى نفوذ في العالم بعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ، وفقا لمؤشر القوة الناعمة السنوي لعام 2023 التي نشرها معهد سياسة التعليم العالي ومقره المملكة المتحدة . ومن بين الملوك ملك المغرب، محمد السادس، الحاصل على درجة الدكتوراه في القانون مع مرتبة الشرف في جامعة المغرب، من نيس صوفيا أنتيبوليس في عام

المصدر: مملكة بريس

كلمات دلالية: القوة الناعمة من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

سفيرة الألب نحلة غامضة تربط بين العراق وتركيا وفرنسا

خلال عمليات جرد روتينية للنباتات والحيوانات في حديقة ميركانتور الوطنية في المنطقة الجنوبية الغربية من سلسلة جبال الألب الفرنسية رأى الباحثون مخلوقا صغيرا طنانا يطل من خشب شجرة ميتة، وبعد الفحص وجدوا أنهم أمام نحلة برية صغيرة مخططة لها زائدة ضخمة معلقة من مقدمة جسمها، وكانت عبارة عن خرطوم فريد في طوله، وبعد مزيد من الفحص وجدوا أنه لم يتم تسجيل العثور على هذا النوع في مكان آخر بفرنسا.

وكانت المفاجأة التي اكتشفها الباحثون لاحقا وتم تسجيلها في دورية علم الحشرات الجبلية "ألبين إنتومولوجي" أنه عند إجراء المقارنة الشكلية مع عينات نوع غير موصوف من جنوب تركيا وشمال العراق وجدوا توافقا تاما جعلهم يطرحون تساؤلات مهمة بشأن التوزيع الجغرافي غير الطبيعي لهذه النحلة الغامضة التي بدت كسفير بيولوجي يعمل كحلقة وصل بين مناطق جغرافية مختلفة.

والنحلة المكتشفة من جنس يسمى "هوبليتيس" الذي ينتمي إلى فصيلة فرعية من النحل الانفرادي تسمى "الأوزمين"، وتعتمد في غذائها على نباتات مضيفة محددة للحصول على حبوب اللقاح والرحيق هي "أونوسما"، وبسببها أطلق عليها الباحثون اسم "هوبليتيس أونوسمايفاي".

النمط الأنثوي لنحلة "هوبليتيس أونوسمايفاي" (ألبين إنتومولوجي) لغز بيولوجي يحتاج لحل

ويُعد اكتشاف نحلة "هوبليتيس أونوسمايفاي" إضافة مهمة إلى جنس"هوبليتيس"، وهو مجموعة من النحل الانفرادي المعروف بسلوكه الفريد في بناء الأعشاش.

وبينما تم اكتشاف النحلة الجديدة في فرنسا -وهي منطقة معروفة بتنوع نظمها البيئية وحمايتها القانونية- تم اكتشاف تجمعاتها الأخرى في المناطق الجبلية النائية بتركيا وشمال العراق، وهي مناطق تختلف تضاريسها وظروفها البيئية عن تلك الموجودة في جبال الألب الفرنسية.

واعتبر الباحثون أن التوزيع الجغرافي غير الطبيعي للنحلة يمثل لغزا بيولوجيا، حيث يفصل بين تجمعاتها أكثر من ألفي كيلومتر، ويرى أستاذ النحل البري في جامعة قناة السويس المصرية الدكتور محمد شبل أن حل هذا اللغز ليس صعبا.

ويقول شبل في تصريحات خاصة للجزيرة نت "صحيح أن الانفصال الجغرافي بين أماكن العثور على النحلة يثير أسئلة مهمة بشأن كيفية انتشار هذا النوع وتكيفه مع بيئات مختلفة لكن الإجابة ليست صعبة، ويمكن بمزيد من العمل الحقلي العثور على النحلة في أماكن أخرى، بما يمكّن الباحثين لاحقا من تقديم خريطة جغرافية محدثة لأماكن وجودها".

سلوك بيئي فريد

وإلى أن يحسم الباحثون حل هذا اللغز تبدو نحلة "هوبليتيس أونوسمايفاي" مثيرة للاهتمام من جوانب أخرى.

ووفقا للدراسة، فمن المعروف أن النحل الآخر في عائلة "هوبليتيس" يبني أعشاشه في منخفضات الصخور أو التجاويف، ويستخدم أحيانا الرمل والحصى الصغيرة مواد للتعشيش، ولكن النحلة المكتشفة حديثا لها سلوك بيئي فريد، إذ تعتمد بشكل حصري على الأخشاب الميتة لبناء أعشاشها، وتُعد هذه السمة غير شائعة بين أنواع النحل، مما يشير إلى أن توفر الأخشاب الميتة هو عامل حاسم لبقاء هذا النوع.

وبالإضافة إلى سلوكها في بناء الأعشاش تتميز بأطول خرطوم لجمع الغذاء، حيث يوجد بين أنواع النحل 4 فقط ذات خرطوم أطول يصل طولها إلى نحو نصف طول جسم النحلة، ولكن النحلة الجديدة تمتلك خرطوما أطول يبلغ طوله تقريبا مثل طول الجسم، وهو تكيف يمكنها من الوصول إلى الرحيق في أعماق أزهار"أونوسما"، وهي نباتات ذات أزهار أنبوبية طويلة.

وقال الباحثون "إن الإناث تجمع حبوب اللقاح بمساعدة الطنين، وهو سلوك نادر أيضا لدى النحل المنفرد"، ويعني ذلك أن النحل يصدر صوت طنين عن طريق اهتزاز أجنحته بسرعة أثناء وجوده بالقرب من الأزهار، ويساعد هذا السلوك على إطلاق المزيد من حبوب اللقاح من أزهار نبات "أونوسما"، مما يسهل على النحل جمعها.

مخاوف بشأن الانقراض

وبينما تعتمد النحلة بشكل أساسي على نبات "أونوسما" لتوفير كل من حبوب اللقاح والرحيق مما يجعلها ملقحا أساسيا له فإن هذا الاعتماد يجعلها عرضة لأي تقلبات في أعداد النبات، وفي حال تدهورت تجمعاته نتيجة فقدان الموائل أو التغيرات البيئية فقد يصبح النحل في خطر كبير كما أوضحت الدراسة.

ويقول الباحثون إنه "على الرغم من أن الحديقة الوطنية ميركانتور توفر بعض الحماية فإن التوزيع المحدود لنحلة "هوبليتيس أونوسمايفاي" في فرنسا ووجودها في منطقتين صغيرتين فقط خارج أوروبا في جنوب تركيا وشمال العراق يثيران مخاوف بشأن انقراضها".

ويؤكد الباحثون أن التوزيع المحدود للنحلة في فرنسا قد يكون مرتبطا بتخصصها البيئي المناخي الضيق.

وتوجد النحلة في جبال الألب الفرنسية على ارتفاعات تتراوح بين 1900 وألفي متر، حيث يسود مناخ يتسم بشتاء بارد ورطب وصيف حار وجاف، وتعيش في تركيا والعراق في ارتفاعات تتراوح بين 1075 و2350 مترا.

وتشير هذه الارتفاعات المتفاوتة إلى أن النحل يحتاج إلى ظروف مناخية محددة جدا ليتمكن من البقاء، مما يجعله عرضة للتغيرات البيئية، خاصة تلك الناجمة عن التغيرات المناخية.

وتشكل التغيرات المناخية تهديدا كبيرا لبقاء النحلة، فمع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة التقلبات الجوية قد يتقلص الموطن المناسب لهذا النوع، مما يترك له مساحات أقل لبناء أعشاشه والبحث عن الغذاء.

وإضافة إلى ذلك فإن الأنشطة البشرية مثل تغيير استخدام الأراضي والتوسع الزراعي قد تقلل توفر نباتات "أونوسما" والخشب الميت، وهما عنصران أساسيان لدورة حياة النحل.

وشهدت منطقة جبال الألب حيث تم اكتشاف النحلة في فرنسا قرونا من إزالة الغابات وتغيير استخدام الأراضي، مما غيّر خصائصها البيئية، وبدأ تدمير الغابات في هذه المنطقة منذ نحو ألفي عام قبل الميلاد، ومن المحتمل أن يكون ذلك قد قلل توفر الخشب الميت الذي يعد ضروريا لبناء أعشاش النحل.

وإلى جانب إزالة الغابات يشكل الرعي الجائر في حديقة ميركانتور الوطنية تهديدا إضافيا للنحل، فبينما يمكن للرعي أن يساعد في الحفاظ على الموائل المفتوحة ومنع زحف الغابات فإن الرعي المفرط قد يتسبب في تدهور تجمعات نبات "أونوسما"، وقد تؤدي الضغوط المرتبطة بالرعي إلى جانب التغيرات المناخية مثل فترات الجفاف الطويلة إلى تهديد التجمعات المحدودة بالفعل لنحل "هوبليتيس أونوسمايفاي".

إلى جانب إزالة الغابات يشكل الرعي الجائر تهديدا إضافيا للنحل (شترستوك) إجراءات فورية للحفظ

وفي ضوء هذه التحديات يدعو الباحثون إلى اتخاذ إجراءات فورية لحفظ النحلة وموائلها.

ويقترح الباحثون إجراءات حفظ رئيسية، منها إدارة الرعي بشكل منضبط في المناطق التي تُعرف بوجود النحل فيها، فمن خلال الحد من الرعي المفرط يمكن حماية تجمعات نبات "أونوسما"، مما يضمن استمرار توفر مصدر غذائي للنحل، كما ينبغي بذل الجهود للحفاظ على الخشب الميت في موائل النحل، إذ يُعد ضروريا لبناء الأعشاش.

كما يؤكد الباحثون على الحاجة إلى مراقبة مستمرة لتجمعات النحل، خاصة في ضوء التغيرات المناخية، وسيكون من الضروري مراقبة تأثيرات تغير درجات الحرارة وأنماط هطول الأمطار على موائلها لفهم كيفية تأثير التغير المناخي على توزيعها وبقائها.

لماذا كل هذا الاهتمام؟

ورغم أن هذه النحلة المكتشفة ليست من نحل العسل الذي يتم تربيته بشكل تجاري فإن اهتمام الباحثين بها يرجع لأسباب عدة، بعضها اقتصادي والآخر بيئي، حسب الدكتور شبل.

ويوجد نحو 21 ألف نوع من النحل مقسمة بين نحل العسل والنحل البري، وتوجد اختلافات عدة بين الاثنين، أهمها أن نحل العسل يعيش في مستعمرات كبيرة منظمة، غالبا في خلايا يصنعها النحالون أو في تجاويف طبيعية، وكل خلية تحتوي على ملكة واحدة وآلاف عدة من النحل العامل.

أما النحل البري فيعيش غالبا منفردا أو في مستعمرات صغيرة، ولا يشكل معظمه خلايا معقدة مثل نحل العسل، ويعيش في تجاويف طبيعية بالأرض أو الخشب الميت أو حتى في جذوع الأشجار.

ويقول شبل "كثيرا ما يتم سؤالنا عن أسباب الاهتمام بالنحل البري رغم أنه لا يقوم بتخزين العسل بكميات كبيرة مثل نحل العسل، لذلك ليس غريبا أن يطرح السؤال نفسه مع سياق هذا الاكتشاف الجديد".

ويوضح أن النحل البري ملقح فعال، وفي بعض الأحيان يكون أكثر كفاءة من نحل العسل في تلقيح بعض النباتات، وهذا أمر مهم، ليس فقط لزيادة إنتاجية النبات، ولكن لزيادة جودة المنتج، ومن الناحية البيئة فإن وجوده مهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي.

ويضيف أنه في حالة النحلة الجديدة فإنها تعتمد على نبات "الأونوسما"، وهو جزء من النظام البيئي، واستمراره يساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي، ووجود النحلة يساعد على تحقيق ذلك، لأنها تلعب دورا في تلقيح النبات، وهذا يضمن استمرار عملية تكاثره طبيعيا، وبالتالي استمرار وجوده في البيئات التي يعيش فيها.

ويشير شبل إلى أن لاستمرار النبات قيمة اقتصادية، إذ تُستخدم بعض أنواع "الأونوسما" كنباتات زينة، وفي بعض الثقافات يستخدم في الطب التقليدي لعلاج مجموعة من الحالات الصحية.

مقالات مشابهة

  • استشهاد ناجي البابا لاعب نادي حلحول برصاص الاحتلال
  • صفحة جديدة في العلاقات المغربية الفرنسية
  • الجانب الإنساني في شعر عقيل بن ناجي المسكين
  • مساع لإنشاء مركز للمساعدات الإنسانية في منطقة غزة الصناعية
  • نقل المنتج محمد البطران زوج مروة ناجي إلى المستشفى بعد تعرضه لوعكة صحية
  • سفيرة الألب نحلة غامضة تربط بين العراق وتركيا وفرنسا
  • بمشاركة 300 طالب وطالبة.. مركز التطوير المهني بجامعة سوهاج يقيم احتفالية «قطار المركز»
  • هزم فرنسا بابتسامته وعاد للأضواء بعد 67 سنة.. من هو الجزائري العربي بن مهيدي؟
  • الاستثمار النيابية:توجه حكومي لإنشاء العاصمة الإدارية في بغداد