لهجاتنا” كتاب جديد للباحث الدكتور إبراهيم طلحة
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
الثورة / خليل المعلمي
في حلّته الجميلة، صدر عن منشورات مواعيد بصنعاء كتاب لهجاتنا للدكتور إبراهيم محمد طلحة، وجاء الكتاب في 532 صفحة، توزعت على تمهيد وثلاثة فصول، شملت الحديث عن علم اللسانيات وعلم اللهجاتيات، وتناول المؤلف في كتابه – ومن خلال دراسة لغوية تأصيلية – لهجاتنا العربية واللغة والتاريخ، والمجتمع والحياة، والعلم والمعرفة، واحتوى الكتاب على مباحث نمذجة ومعجمة وجدولة، في ضوء الاشتغالات العلمية ونظرية الحقول الدلالية، كما أفرد المؤلف ملاحق للكتاب تمثّل بحد ذاتها مادة إضافية، مع جداول وأشكال ورسوم وصور وخرائط توضيحية وأمثلة ونماذج تطبيقية، وفهارس متعددة ومتنوعة.
يقول الدكتور صلاح جرار، وزير الثقافة الأردني الأسبق، الذي يقول في تصديره للكتاب: «هذا البحث الذي بين أيدينا يتناول اللهجات في بلدان العرب كافَّة، منذ أقدم العصور إلى يومنا هذا، ويتناول موضوعها من زوايا كثيرة وواسعة؛ وهذا جهد لا ينهض به أو يتصدَّى له إلَّا من كان على اطِّلاعٍ ومعرفةٍ واسعَيْنِ باللهجات العربيةِ القديمةِ (أو ما كان يُعرفُ باللُّغات)، ومن كان على اتّصال مباشرٍ مع المتحَدِّثين باللَّهجات العربيَّة المعاصرة من أبناء الأقطار العربيَّة، وهذه شروط لا تتيسَّر إلَّا لقِلَّةٍ من الباحثين العاكفين على العِلْمِ والتَّنْقِيبِ، والمتَّصفينَ بِالجلَد والجدِّ والانتماءِ الصَّادقِ لرسالةِ العِلْمِ. وأستطيع أن أقول من غير تردُّدٍ: إنَّ من قام بهذا البحث وقدَّمه لنا على هذهِ الصُّورة من الإحكام والإتقانِ والدِّقَّةِ قد امتلَك شروط النُّهوضِ بمثلِ هذا البحثِ، وامتلكَ الأدواتِ اللَّازمةَ لِلْخَوْضِ فيهِ مُنطَلِقًا مِنْ معرفةٍ وثقافةٍ ووضوحِ رؤية».
ويضيف: «لقد أسعدني الصَّديقُ العزيزُ الأستاذُ الجامعي، والأديبُ البارعُ، المتخصّصُ في الدِّراسات اللُّغوية واللِّسانيات الحاسُوبيّة، الدكتور/ إبراهيم طلحة، عندما بعثَ إليَّ بهذا الكتابِ النَّفيس كَيْ أصدّره بكلمة منّي؛ لأنَّهُ أتاحَ لي فُرصَةً ثمينةً بقراءة إنجازٍ عِلْميٍّ مُتَميّزٍ وجُهْدٍ يستحقُّ كلَّ الثَّناء والتَّقدير».
ويستأنف كلامه قائلًا: «ثمَّة شهادَةٌ عِلْمِيَّةٌ على هذا الموقف الموضُوعيِّ للمؤلِّف ودَليلٌ ماثلٌ بين أيدينا، وهو هذه اللُّغة الرفيعة الرصينة الصافية الجامعة بين العِلْميَّة والأدبيَّة للمؤلّف الدكتور/ إبراهيم طلحة في هذا الكتاب. وثمَّة – أيضًا – دليلٌ آخَرُ وهو ما عرفناهُ عن الدكتور طلحة من انشغالٍ بالأدب والشعر خاصَّة، بما أصدره من دواوين شعرية ذات لغةٍ عاليةٍ محلّقة».
ويشير البروفيسور جرار إلى تصنيف طلحة اللغوي اللهجي الذي وصفه بالعالمي، فيقول: «وممَّا يعدُّ إضافة مهمَّة وجديرة بالاهتمام في هذا الكتاب ما اقترحه المؤلّف من تصنيف عربيّ للهجات، وأنا هنا أؤكدُ ضرورةَ نسبته إليه، وأن نُطلِقَ عليه اسمَ: «تصنيف طلحة العربيّ»، وذلك بعد أن عرَض لنا المؤلّفُ تصنيفاتٍ أخرى غير عربيَّة للهجات العربيَّة، وما أحرانا أن يكونَ لنا تصنيفنا العربي ما دام الأمرُ يخصُّ لهجاتِنا العربيَّةَ، وأدعو إلى اعتمادِهِ مرجعًا وتصنيفًا عالميًّا».
ويقدّم في تصديره لمحة عن اشتغال المؤلف في الكتاب، قائلًا: «ممَّا يسجّلُ لِهذا الكتابِ أنَّه يَقُوْمُ على منهجٍ وصفيٍّ تحليليٍّ مَشْفُوعٍ بملامح من المنهجِ التقابُليِّ والمنهجِ المقارنِ والمنهجِ الإحصائيِّ، في بناءٍ محكَمٍ، وهندسةٍ دقيقةٍ تخدمُ موضوعَ الدراسةِ وأهدافَها ونتائجَها. كما تتميَّزُ هذه الدِّراسةُ بِدِقَّةِ اسْتِخدامِ المصطلحات، والتَّفريق بينَ دلالاتها، كالتفريق بين اللسان واللُّغة والكلام، والتفريق بين اللَّهجة واللكنة، وغير ذلك. ويُشكَرُ للمؤلِّفِ ما بَذَلهُ من جُهْدٍ في إعدادِ جداولَ لمعْجَمةٍ لُغَوِيَّةٍ دلاليَّةٍ مقاربة، وما ألحقَ بِهِ كِتابَهُ مِنْ فهارسَ تحليليَّةٍ متنوّعةٍ، تُيسِّرُ على الباحثِ والقارئِ الوصولَ إلى مبتغاهُما. أمَّا مصادِرُ هذا الكتابِ ومراجعُه فَهِيَ غَنِّيَّةٌ ومتنوِّعةٌ، وتُواكِبُ الدّراساتِ الحديثةَ، ولا تُغْفِلُ الدِّراساتِ والأبحاثَ العربيَّةَ والأجنبيَّةَ، وتدلُّ على جُهدٍ بالغٍ، واستقصاءٍ واسع، وجاءتِ التَّوثيقاتُ والإحالاتُ دقيقةً ومفيدةً».
ويختتم البروفيسور صلاح جرار تصديره بالقول: «بأنَّ كتاب «لهجاتنا»، تأليف الدكتور/ إبراهيم طلحة، يمثّل إضافة نوعيَّةً متميّزةً في حقْلِ الدِّراساتِ اللُّغَويَّةِ واللِّسانية، وفي موضوعِ اللهجات على وجه الخصوص».
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية تنظّم حفل توقيع كتاب “الهُويّة الوطنيّة” لجمال السويدي
نظّمت جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية في أبوظبي، اليوم الثلاثاء، ندوة “قراءة في كتاب.. الهُويّة الوطنيّة في دولة الإمارات العربية المتحدة.. بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير” لمؤلفه معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
وحضر الندوة التي عُقدت في مسرح الجامعة، سعادة الدكتور خليفة الظاهري مدير الجامعة وعدد من الأكاديميين وأساتذة الجامعة، وجمهور غفير من طلبة الجامعة والقرّاء، ووقّع معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي على نُسخ من كتابه، الصادر عن الأرشيف والمكتبة الوطنية، والذي يستعرض التجربة الفريدة لدولة الإمارات العربية المتحدة في بناء هويتها الوطنية، التي تقوم على دعائم عديدة أبرزها التسامح والتعايش السلمي.
وقدّم الدكتور جمال السويدي الشكر إلى منظمي الحفل والحضور، معرباً عن سعادته البالغة لإقبال الجمهور والقرّاء على الحفل واقتناء الكتاب، قائلاً: إن كتابه محاولة بحثية جادة تهدف إلى إثراء النقاش حول الهوية الوطنية، والجدل الدائر حولها، في ظل التحولات العالمية والتحديات المحلية والإقليمية، كما يسلّط الضوء على كيفية تفاعل دولة الإمارات العربية المتحدة مع تلك التحولات، دون المساس بملامحها الثقافية والاجتماعية المميزة.
وأضاف السويدي أن الكتاب يتضمن رؤية مستقبلية للهُوية الوطنية في مرحلة ما بعد النفط، مشيداً بالجهود التي يبذلها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بالتعاون مع إخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات، في بناء مجتمع متماسك، يتجاوز الولاءات القَبَلية والعائلية، ويصون الهوية الوطنية للبلاد، ويجمعهم حول إرثهم الوطني وتاريخهم ومكتسباتهم في بوتقة الوطن الإماراتي الموحّد، لافتاً إلى أن الكتاب يستعرض نظريات الهوية، ويبرز الخصوصية الثقافية والاجتماعية لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويناقش كيفية استجابة الدولة للتحديات الحديثة، عبر تهيئة الأجيال للمواطنة الإيجابية في مجتمع رقمي آمن.
وألقى الدكتور رضوان السيد، عميد كلية الدراسات العليا والبحث العلمي في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، كلمة تعريفية عن الكتاب والمؤلف، أشاد خلالها بموضوع الكتاب وفكرته، وأثنى على المسيرة البحثية والعملية للسويدي، ووصفه بالمفكر الموسوعي، مشيراً إلى أن الكتاب يوثّق التجربة الفريدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، في بناء هويتها الوطنية، التي تقوم على دعائم عديدة أبرزها التسامح والتعايش السلمي.
وقال عبد الهادي الأحبابي، الذي أدار جلسة القراءة في الكتاب، إن معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نجح من خلال كتابه في سرد جهود القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، في تعزيز مفهوم المواطَنة، التي ترتكز على عدد من الأُسس هي: الهُويّة الوطنيّة، والوحدة، والسيادة، والاستقلال، والعدالة.
وتحدثت الدكتورة فاطمة الدهماني، رئيس قسم التسامح والتعايش، عضو هيئة التدريس، بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، عن دور الكتاب في برامج الجامعة، مؤكدةً أن الكتاب سوف يثري المكتبات الجامعية، لأنه يتناول مسألة في منتهى الأهمية، وهي مسألة الهوية الوطنية، ويوضح أن المواطَنة في دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر من أهم التجارب العربية، ويستند في ذلك إلى عمق فكرة المواطَنة ورسوخها لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تفوق العديد من الدول التي سبقتها في التأسيس بعقود عديدة.
وناقشت الدكتورة مريم الزيدي، رئيس قسم الفلسفة والأخلاق، الأستاذ المساعد بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، قيمة الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، موضحةً دور الهوية الوطنية في دعم وتقوية التماسك المجتمعي، مضيفة أن المؤلف كشف مراحل تشكيل الهوية الإماراتية على مدار مئات السنين، كهوية مشتركة لأبناء هذه المنطقة، بحكم الجغرافيا والدين والعادات والتقاليد والتاريخ المشترك، مشيرة إلى أن الكتاب يوثّق كيف أن تلك الهوية استقرّت بشكل تام، وتبلورت بصورة واضحة مع إقامة اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أصبح هناك وطن يضم الجميع، تشكّلت معه وبه هوية وطنية واحدة، يؤمن بها كل أبناء الإمارات، ويدركون من خلالها أنهم شعب واحد، ومصيرهم واحد.
فيما تحدّث الأستاذ سعيد الكتبي عن مضمون الكتاب، مشيراً إلى أن الكتاب يتناول بحيادية وموضوعية دور القيادة الرشيدة في ترسيخ ركائز الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، مضيفاً أن الكتاب يسعى إلى إبانة مدى انسجام نموذج الهُويّة الوطنيّة في دولة الإمارات العربية المتحدة، من حيث الحقوق المدنيّة والسياسية والاجتماعية، مع مسارات التطور التي مرّت بها المفاهيم التقليدية والقانونية للمواطنة في التاريخ الحديث.
وتناول الأستاذ عبدالمعين المنصوري باحث في الدراسات الإسلامية في جامعة محمد بن زايد، التعريف بالمؤلف معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، وأهم مؤلفاته، فيما تحدثت الطالبة فاطمة المالود عن أهمية الكتاب، أما الطالبة بيّنة الكربي فتناولت آفاق الكتاب العملية والثقافية.
وفي ختام الندوة، أجمع الحضور على أن كتاب “الهُويّة الوطنيّة في دولة الإمارات العربية المتحدة.. بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير” يقدم تأصيلاً تاريخياً لنموذج الهويّة الوطنية الإماراتية، ويسعى إلى إعادة بناء مفهومها، بهدف استيعاب التطورات العالمية والتكنولوجية والاجتماعية، بشكل متزامن ومتوازن في ظل التحديات الجديدة، وهو ما قد يمكّن المجتمعات الخليجية من الاستفادة بالخبرات والمقومات، التي تمتاز بها تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة، لتعزيز الثقافة المشتركة والتلاحم الاجتماعي.