ولاية أوكلاهوما.. أعاصير وحرائق وإطلاق نار و«سكون» سياسي!
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
أكرم ألفي (القاهرة)
أخبار ذات صلة الأميركيون يستعدون غداً للإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة هاريس في «حزام الصدأ» وترامب بالولايات الحاسمة انتخابات الرئاسة الأميركية تابع التغطية كاملةفي أوكلاهوما لا صوت يعلو على صوت كرة السلة وفريقها الشهير، وفي الظهيرة يتذكر سكانها الأعاصير السنوية التي تهب على الولاية الجنوبية وحرائق الغابات، هذه الولاية التي كثرت بها حوادث إطلاق النار خلال السنوات الأخيرة لا تعرف إلا الهدوء السياسي.
أوكلاهوما هي ولاية جمهورية بامتياز، تذهب أصواتها الـ7 في المجمع الانتخابي إلى المرشح الجمهوري بفارق تصويت يصل إلى أكثر من 30%.
هي نموذج تقليدي للولايات الجنوبية التي انتقلت من اللون الأزرق إلى اللون الأحمر منذ بداية الخمسينيات مع تأييد الحزب الديمقراطي لحركة الحقوق المدنية وللأميركيين من أصول أفريقية.
هذه الولاية الزراعية بامتياز تضم نحو 4 ملايين نسمة فقط، ولا تزيد سنوياً بأكثر من 30 ألف نسمة بنسبة نمو سكاني لا تتعدى 0.7%، في قصة مكررة لتراجع القوة البشرية في ولايات الجنوب نتيجة الانخفاض المستمر في نسبة الشباب.
ومثل كافة ولايات الجنوب، فإن التركيبة الديموجرافية مازالت تميل لصالح الرجل الأبيض بنسبة تبلغ 74%، بينما ارتفعت نسبة اللاتينيين «الهسبانيك» إلى 11.9%، وذوي الأصول الأفريقية إلى 7% والآسيويين إلى 3.1%، بينما مازال الهنود الحمر «السكان الأصليين» يمثلون نحو 9% من السكان.
ويصوت أغلب الرجال البيض بنسبة تزيد عن 70% لصالح المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية، فهي ولاية محافظة وبها نفوذ قوي للكنيسة الكاثوليكية والبروستانتية.
أما الكتلة من أصحاب الأصول الأفريقية تصوت بأكثر من 90% لصالح الديمقراطيين ولكن أصواتها لا تستطيع أن توقف طوفان التيار المحافظ الأبيض في الولاية التي شهدت في عام 1921 مذبحة تولسا العرقية التي راح ضحيتها 26 شخصاً من ذوي الأصول الأفريقية في هجوم منظم لمجموعات من البيض تتعاطف مع حركة «كو كلوكس كلان» العنصرية على حي غرينوود الذي كانت تقطنه أغلبية من أصحاب الأصول الأفريقية، ودمرت فيها المجموعات العنصرية 35 مبنى سكني.
وينضم لهذا التوجه الديمقراطي داخل الولاية قسم كبيرة من كتلة اللاتنيين الذي يصوت 705 منهم لصالح المرشح الديمقراطي.
وأوكلاهوما لا تضم أعداداً كبيرة من المهاجرين اللاتينيين القادمين من المكسيك وأميركا اللاتينية بسبب كونها إحدى الولايات الأكثر تشدداً في إجراءاتها ضد المهاجرين غير الشرعيين، حيث تبنت الهيئة التشريعية بالولاية قبل سنوات مشروع قانون لتجريم التواجد غير القانوني بها بعقوبة تصل إلى السجن عامين. فمجلس النواب والشيوخ بالولاية يهيمن عليه الجمهوريون المحافظون المعادون للهجرة غير القانونية.
أوكلاهوما هي ولاية إنتاج الغاز الطبيعي والنفط إلى جانب المنتجات الزراعية، ومع تطور قطاع الطيران والاتصالات والتكنولوجيا الحيوية بالولاية، أصبحت مدينتي أوكلاهوما سيتي وتولسا مركز الاقتصاد في الولاية، بحيث أصبح ثلث السكان يقطنون المناطق الحضرية في المدن الرئيسية.
ونجد أن تأثير الاقتصاد وتواجد أعداد كبية من ذوي الأصول الأفريقية والآسيويين في مدينة أوكلاهوما سيتي يجعل الفارق في المدينة الرئيسية بين المرشحين الجمهوري والديمقراطي لا يزيد عن 3% في آخر عمليتي تصويت، بينما يصل في المقاطعات الريفية إلى 70%!
ففي إحدى مقاطعات أوكلاهوما في انتخابات 2020 حصل ترامب على 90% من الأصوات مقابل 5% فقط لبايدن!.
هذه التركيبة الديموجرافية والاجتماعية والتي تظللها ثقافة محافظة وتقليدية ونفوذ كبير لرجال الدين تمنح الهدوء للولاية الجنوبية، وتجعل أصوات أوكلاهوما الـ7 في جعبة دونالد ترامب قبل بدء سباق البيت الأبيض.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أوكلاهوما جي دي فانس تيم والز سباق الرئاسة الأميركية سباق البيت الأبيض الانتخابات الرئاسية الأميركية جو بايدن أميركا كامالا هاريس دونالد ترامب البيت الأبيض انتخابات الرئاسة الأميركية السباق الرئاسي الأميركي الانتخابات الأميركية
إقرأ أيضاً:
ولاية ماساتشوستس.. الديموجرافية وغروب شمس التأثير
أكرم ألفي (القاهرة)
أخبار ذات صلة هاريس في «حزام الصدأ» وترامب بالولايات الحاسمة ولاية فيرمونت.. اللون الأزرق «الداكن» انتخابات الرئاسة الأميركية تابع التغطية كاملةفي عشرينيات القرن الماضي، كانت ولاية ماساتشوستس تمثل حجز الزاوية في الانتخابات الرئاسية الأميركية، عندما كانت تستحوذ على 18 صوتاً في المجمع الانتخابي ضمن الـ10 الكبار من الولايات، ولكن مع تقلص نسبة سكانها من إجمالي قاطني الولايات المتحدة غربت شمسها «سياسياً»، وتقلص عدد أصواتها في المجمع الانتخابي إلى 11 فقط.
ماساتشوستس لا تشهد معركة حامية في سباق البيت الأبيض، فهي ولاية «زرقاء» ستمنح أصواتها الـ11 لكاملا هاريس بنسبة تتجاوز 65% من أصوات ناخبيها (بحسب الاستطلاعات)، وهي ولاية ديمقراطية منذ انتخابات 1928 باستثناء التصويت مرتين لكل من داويت ايزنهاور، ورونالد ريجان عندما كان الموج «الأحمر» عاتياً في كل الولايات الأميركية.
وكانت الولاية هي الوحيدة تقريباً التي انحازت للمرشح الديمقراطي جورج ماكغفرن في هزيمته الساحقة أمام ريتشارد نيسكون في انتخابات 1972. ففي هذه الانتخابات حصل ماكغفرن على 17 صوتاً بالمجمع الانتخابي، 14 من ماساتشوستس و3 من مقاطعة كولومبيا «العاصمة واشنطن».
ولاية ماساتشوستس هي ولاية ساهمت في تأسيس الاتحاد ضمن 13 «مستعمرة» في فبراير 1788، وبالتالي شاركت في جميع الانتخابات الرئاسية الـ59 السابقة، وهي ولاية تشهد غروباً ديموجرافياً منذ 100 عام. فعدد سكانها اليوم يبلغ نحو 6.9 مليون نسمة بنسبة 7.4% من سكان الولايات المتحدة مقابل 20% قبل قرن من الزمان.
تراجع حصة ماساتشوستس من سكان الولايات المتحدة ترافق مع زيادة نسبة التنوع العرقي في الولاية، حيث أصبح البيض يشكلون 69% من السكان مقابل 76% في 2010 و80% في 1990 و95% في 1970.
بالتوازي ارتفاع نسبة السكان اللاتينيين «الهسبانيك» إلى 13.1% من السكان مقابل 9% قبل 14 عاماً فقط، بينما ارتفعت كذلك نسبة السكان من أصول أفريقية إلى 7.5% وهي نفس نسبة الآسيويين في الولاية، فقد ارتفع ما يعرف بمؤشر التنوع بالولاية إلى 61% مقابل 54% في 2010. هذا التنوع في الولاية صاحبة الشهرة العالمية في التعليم الجامعي صاحبه زيادة النفوذ السياسي للحزب الديمقراطي، ولكن جاء التهديد على نفوذ الحزب من ارتفاع نسبة كبار السن «فوق 65 عاماً» إلى 18% من إجمالي السكان، وهي الكتلة التي قد تدفع إلى نجاح عدد من المرشحين الجمهوريين في انتخابات مجلس النواب.
سياسياً، كانت الولاية تشتهر بابنها جون أدامز ثاني رئيس للولايات المتحدة الذي يعد من أشهر من جلسوا على المكتب البيضاوي تاريخياً، ولكن منذ خمسينيات القرن الماضي، أصبحت ترتبط بعائلة كينيدي الشهيرة.
الانتخابات في ماساتشوستس محسومة رئاسياً لصالح هاريس، فترامب يدرك أنه ليس لديه أمل في ولاية التنوع العرقي والشباب المتعلم، ولكن على صعيد انتخابات الكونجرس فالوضع مغاير نسبياً. وهو ما يظهر في ارتفاع نسبة التصويت المبكر في الولاية التي بلغت 31% من إجمالي الناخبين في أول نوفمبر 2024 وقبل الانتخابات بيومين.
في انتخابات الكونجرس، يبرز دور كبار السن، والتي تهدد ميولهم الأكثر محافظة، هيمنة الديمقراطيين على ممثلي الولاية في الكونجرس وعلى المجلس التشريعي للولاية، فالديمقراطيين يحتفظون في الولاية الزرقاء بـ«الثلاثية» من حاكم ديمقراطي وأغلبية قوية في مجلس الشيوخ، ومجلس النواب بالولاية بنسبة تزيد عن 80%.
إن خوف الديمقراطيين من أصوات كبار السن يتمحور في محاولة الجمهوريين النفاذ بأحد أعضاء مجلس النواب عن الولاية الـ9. وهي المحاولة التي يحاول الديمقراطيين وأدها عبر اقتراح تقنين زراعة المخدرات – وفقاً لقيود خاصة. فالديمقراطيون يراهنون على إعادة انتخاب اليزابيث وارين في مجلس الشيوخ والحصول على المقاعد الـ9 في مجلس النواب من ولايتهم المفضلة.
في النهاية، لن تشاهد طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع يوم 5 نوفمبر في مدينة بوسطن أو المدن الأخرى بولاية ماساشوتس، حيث ستكون الأغلبية قد صوتت فعلاً عبر البريد أو التصويت المبكر، ولن تنتظر نتائج مختلفة عن حصول هاريس على أصوات الولاية في المجمع الانتخابي وفوز الديمقراطيين بالمقعد في الشيوخ الذي يجرى عليه التصويت، ولو ظهرت النتيجة بفوز الديمقراطيين بمقاعد مجلس النواب، فاعرف أن رياح التغيير لم تهب على الولاية العتيقة.