مؤشّراتٌ لتصعيد أمريكي قادم.. صنعاءُ في جهوزية عالية للرد
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
يمانيون – متابعات
تتحَرّكُ الولاياتُ المتحدة بكل ثقلها في المنطقة؛ مِن أجلِ حماية مصالحها أولًا والدفاع عن ربيبتها “إسرائيل” في وقت يحذّر فيه الجميعُ من مغبة توسُّعِ نطاق الحرب لتشملَ المنطقة برمتها.
وفي سياق التحَرّكات الأمريكية، تبرز تحَرّكاتُ العملاء والخونة اليمنيين في الاتّجاه ذاته، من خلال الدفع بالمرتزِقة لتبني مواقفَ مناهضة لصنعاء في موقفها المساند لغزة، كما هو حالُ العميل طارق عفاش الذي يتخذُ من المخاء قاعدةً عسكرية لمواجهة القوات المسلحة اليمنية؛ خدمةً للمحتلّ الإماراتي والأمريكي والإسرائيلي.
وخلال الأيّام الماضية، استبقت صنعاءُ هذه التحَرّكات، بتنفيذِ مناورة عسكرية نوعية “ليسوءوا وجوهكم”، كما خرج الشعب اليمني في مسيرات مليونية حاشدة معلنين جهوزيتَهم الكاملة لمواجهة أي تصعيد أمريكي، وقبل ذلك خرج السيدُ القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظُه الله- في خطابِ له الخميس الماضي حذَّر فيه العدوان السعوديّ الإماراتي من مغبة التصعيد من جديد في اليمن.
غباءُ العدوّ وعملائه:
وفي هذا السياق يؤكّـد أمينُ سر المجلس السياسي الأعلى، الدكتور ياسر الحوري أن “الأمريكي يفكِّرُ بصورة خاطئة تمامًا؛ فهو يعتقد أن تحريك المرتزِقة خُصُوصًا في الساحل الغربي سيرعب صنعاء ويثنيها عن مساندتها لفلسطين”.
ويؤكّـد الحوري أن مثل هذه التصرفات والسلوك العدواني من شأنه “أن يلحق الضرر البالغ بمرتزِقتهم، وسيعفي صنعاء من أي التزام تجاه خفض التصعيد، وسيدفع الحاضنة المجتمعية في كُـلّ الجغرافيا اليمنية بما فيها المناطق المحتلّة في المحافظات الشرقية والجنوبية إلى الوقوف مع صنعاء؛ لأَنَّ المرتزِقة سيتم اعتبارهم مشاركين بوضوح في التعاون مع الكيان الصهيوني؛ بهَدفِ منع عمليات صنعاء في البحار والمحيطات”.
ويوضح أنه “إذَا كانت هذه التحَرّكات مُجَـرّد مشاغلة لصنعاء ومساندة لـ “إسرائيل” فَــإنَّ صنعاء قادرة على إحباطها وكشفها؛ لأَنَّ موقف صنعاء جاد ولا يقبل أي عبث ولا يسمح بتمريره”، مؤكّـدًا أن “كل من لديه ضمير وليس حتى دين وإنسانية من الطبيعي أن يقف ضد مجازر الكيان الصهيوني والأمريكي في غزة وفي لبنان ويدعم الموقف اليمني الحر والإنساني والديني والذي هو موقف كُـلّ الشعب اليمني سوى من باع نفسَه للشيطان وسيكنسُهم شعبنا إلى مزبلة التاريخ”.
ويختتم الحوري حديثه بالتأكيد على أنه “ليس بمقدور أحد أن يضع مسافاتٍ محدّدة للأبعاد التي يمكن أن تتدحرج فيها المواجهات العسكرية إن حدثت، ومن شأن ذلك إضفاء المزيد من التعقيدات على هذه الحرب والمواجهة التي أوشكت أن تكون إقليمية، وستصل شظاياها لإمدَادات الطاقة ومصادر الاقتصاد في المنطقة، وحينئذ سيكتوي بنارها الجميع”.
غزة كاشفةٌ للحقائق:
من جانبها، تقول الإعلامية والناشطة السياسية، أمة الملك الخاشب: إن “التحَرّكات الأمريكية ومن خلفها الإسرائيلية هدفها واضح جِـدًّا، ولا يمكن لأي متابع للمشهد أَو إنسان يمتلك رؤيةً وقدرة على قراءة المشهد إلا أن يرى هذه التحَرّكات؛ فهدفها إشعال حرب أهلية؛ لإشغال صنعاء عن مواقفها المشرِّفة في إسناد المقاومة الفلسطينية؛ نصرةً للشعب الفلسطيني المظلوم والمحاصر، والذي تُرتكَبُ بحقه أبشعُ الجرائم الوحشية منذ أكثر من عام”.
وحول موقف اليمن البطولي في إسناد القضية الفلسطينية توضح الخاشب في تصريحها لـ “المسيرة” أن “العالَمَ بكله شهد أن اليمن ليست صامتة؛ فقد كسرت قيودَ الجغرافيا، وقامت بإعلان حظر مرور السفن الصهيونية أَو المرتبطة بالكيان الصهيوني من البحر الأحمر ثم من البحر العربي والمحيط الهندي، على عدة مراحلَ حتى تم إعلان إفلاس ميناء ما يسمى إيلات تمامًا”.
وتشير إلى أن “أمريكا حاولت أن تحميَ سفنَ الكيان وحولت نفسها إلى “كلب حراسة” لسفن الكيان وأعلنت عن تحالفات دولية بمزاعم تأمين الملاحة الدولية، وهي بالتحديد تقصدُ الملاحة الإسرائيلية”، مؤكّـدةً أنه تم إفشال هذا التحالف، واستمرت قوات اليمن المسلحة في منع السفن الإسرائيلية والأمريكية من العبور بأمان.
وتؤكّـد الخاشب أن “غزة أصبحت في الحقيقة كما قال الشهيد السنوار هي الفاضحة لكل العملاء والمطبِّعين من زعماء العرب وأدواتهم، ومن يقف اليوم ضد صنعاء هو يقف بالمفتوح خدمةً لتأمين الملاحة الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية”، مبينةً أن “الشعب أصبح أكثر وعيًا بعد (طُـوفَان الأقصى) واتضحت المواقف والكثير من خصوم أنصار الله في المحافظات الجنوبية ممن كانوا ضحايا للدعايات والشائعات المضللة اتضحت لهم الصورة واستطاعوا التمييزَ بين من يقف مع اليهود ومن يقف ضدهم”.
وأوضحت أن “المعركة أصبحت بين محورِ الصهاينة وأذنابهم ومحور الجهاد والمقاومة وحلفائهم، وكُــــلٌّ يضعُ نفسَه حَيثُ يشاء، والتاريخ لن يرحم، وعقابُ الله وسخطه على المشاركين في دماء الفلسطينيين واللبنانيين سيحل قريبًا ولا عذر للجميع أمام الله”، مستكملةً: “والجميعُ سيقفُ ليُسأَلَ عن موقفه مما يحصل من جرائمَ يهتز لها عرش الرحمن وتبكي لهولها السماوات، وقلوب هؤلاء القوم غلف؛ حتى جعلوا من أنفسهم مطايا وأدواتٍ رخيصةً لأعداء الله وأعداء رسوله وأعداء البشرية جمعاء”.
القدرات اليمنية في مراحل التفوق:
وفي السياق العسكري، يشير الخبير العسكري العميد الركن عابد الثور إلى أن التحَرّكات الأمريكية وبالتعاون مع المرتزِقة في الساحل الغربي تأتي في ظل استمرار عمليات الجمهورية اليمنية الإسنادية لغزة.
ويؤكّـد أن “القوات المسلحة اليوم وصلت إلى مرحلة من مراحل التفوق في قدراتها العسكرية على منظومات العدوّ، والعدوّ الأمريكي يريد فتح جبهات أُخرى؛ ليُعيقَ إسنادنا لغزة ولبنان”، موضحًا أن “العدوّ يعتقد إذَا فتح جبهة بأنه سيُعيقُنا ويُعيقُ استمرار اليمن في إسناد غزة ولبنان، ولكنه واهمٌ بهذا التخطيط”.
ويشير العميد الثور إلى أن القوات المسلحة اليمنية حدّدت مسارها وحدّدت ارتباطَها بالقضية وأن الجيش اليمني اليوم وبكل فصاحة ربطَ مصيرَه بمصير فلسطين ولبنان، مؤكّـدًا أن “اليمن -شعبًا وجيشًا وقيادةً سياسية وثورية- أعلنت مسبقًا أنها دخلت المواجهة العسكرية المباشرة مع الكيان الصهيوني وأمريكا وبريطانيا بتأييدٍ شعبي لم يسبق أن حصل في تاريخ اليمن مثل هذا التأييد”.
ويعتبر التجربة التي خاضتها القوات المسلحة على مدى تسعة أعوام في مواجهة مُستمرّة مع العدوّ السعوديّ والإماراتي والسوداني وقوات من أكثر من 17 جنسية حاولوا أن يؤثروا على قواتنا وأن يسيطروا على موانئنا وسواحلنا وبلادنا ولكن بفضل الله عز وجل وسياسة القائد والسياسة الاستراتيجية العسكرية المتقدمة والمتطورة كان لها السبق والتفوق على سياسة العدوّ، مؤكّـدًا أن “العالم كله يسمع باستراتيجيتنا العسكرية ويعتبرونها مدرسة عسكرية لم يسبق في تاريخ الأُمَّــة العربية أن وصلت دولة عربية في المنطقة إلى هذا المستوى من التحدي والصمود”.
ويوضح العميد الثور أن “القوات المسلحة بتحييدها لأسلحةِ العدوّ الأمريكي في البحر الأحمر والعربي أكبرُ دليل على أننا حقّقنا ما لم تحقِّقه دولةٌ عربية، وعندما نقول إننا وصلنا بطائراتنا وصواريخنا إلى حيفا وعسقلان وتل أبيب معنى ذلك أننا لم نتجاوز فقط الفضاء الفلسطيني المحتلّ بل تجاوزنا فضاءَ السعوديّة والبحر الأحمر والسودان ومصر والأردن”، معتبرًا تورطَ هذه الدول “دفاعًا متقدمًا عن “إسرائيل” والمنظومات المتواجدة فيها هي تخدم “إسرائيل” وأمريكا”.
ويلفت إلى أن “وصول الطائرات المسيَّرة والصواريخ اليمنية هو نعمة من الله أننا فعلًا تجاوزنا هذا الفضاء الكبير وأن مسرح العمليات كله اليوم أصبحت اليمن تشكّل قوة ضاربة فيه”، مُشيرًا إلى أن “العدوّ اليوم أصبح يئن ويشتكي وجنرالات الجيش الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي من فترة لأُخرى يصرّحون ويؤكّـدون أن الأسلحةَ اليمنية من الصواريخ ومن الطائرات باتت تشكِّلُ لهم العائِقَ الكبير”.
ويرى العميد الثور أن “البوابةَ الجنوبية للأُمَّـة العربية محميةٌ بالقوات المسلحة اليمنية وبإرادَة الشعب اليمني العظيم الحُر الذي يخرج كُـلّ أسبوع بتلك المسيرات المليونية ليؤيدَ قرارَ القائد ويؤيدَ ما تقومُ به القوات المسلحة ويسانِدَ الجيشَ ويساندَ القائد ويعلنَ رسميًّا استعدادَه للتحَرّك إلى الحرب والمواجهة المباشرة ضدَّ العدوّ الصهيوني وغيره في أي مكان”.
———————————————-
المسيرة – أصيل نايف حيدان
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الکیان الصهیونی القوات المسلحة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الرئيس المشاط يهنئ قائد الثورة والشعب اليمني والقوات المسلحة والأمن بمناسبة عيد الفطر المبارك
الثورة نت/..
توجه فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وإلى كافة أبناء الشعب اليمني في كل ربوع الوطن والمغتربين منهم بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك.
وعبر الرئيس المشاط في خطابه مساء اليوم بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، عن التهاني للمرابطين في كل الجبهات من أبناء القوات المسلحة والأمن بكافة تشكيلاتها، القابضين على الزناد والساهرين على أمن ومنعة وحماية شعبنا اليمني العظيم، وهم في أشرف معركة دفاعاً عن شعبهم وإسناداً ونصرة لإخوانهم في غزة العزة، والجرحى الصابرين والأسرى الأوفياء وأسر الشهداء والجرحى وأهالي المرابطين والأسرى.
وقال” يعز علينا أن نحتفل بعيد الفطر المبارك، وإخواننا في غزة يذبحون بآلة التوحش الصهيونية، وإن مما يُهَــونُ علينا أن شعبنا اليمني العظيم لم يترك غزة وحدها، وشرفه الله بالاستمرار في إسناد ونصرة أبناء الشعب الفلسطيني على كل المستويات، وعبر عن هذا الموقف الديني والإنساني والأخلاقي بالعمليات العسكرية وحظر الملاحة للعدو الإسرائيلي في البحرين الأحمر وخليج عدن”.
وأشار الرئيس المشاط إلى أن الخروج المليوني والاستثنائي لشعبنا اليمني العظيم في يوم القدس العالمي يؤكد مجدداً على موقف المساندة لإخواننا في فلسطين وغزة والضفة والقدس.
وأضاف” إننا نقف بإجلال وإكبار لهذا الخروج المليوني في صنعاء والمحافظات في أكثر من 500 ساحة، في المدن الرئيسية والمديريات والعزل، ونحيي كل الشرفاء الذين شاركوا فيها، رجالاً ونساءً وصغاراً وكباراً، وهو أقل ما يمكن التعبير به عن عظيم التضامن وصادق المواقف، من شعب الايمان والحكمة، في وقت توارت فيه أنظمة عربية إما بالخنوع أو بالعمالة والتواطؤ مع العدو الصهيوني”.
وثمن الرئيس المشاط الجهود الخيرية والإنسانية التي قامت بها الجهات الرسمية والشعبية في مشاريع التكافل والتراحم، والتي لم تأل جهداً في التخفيف عن شريحة الفقراء والمحتاجين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، لمواجهة الظروف القاسية الناتجة عن العدوان والحصار المستمر على بلدنا طوال عشر سنوات.
وجدد التأكيد على موقف الجمهورية اليمنية الديني والإنساني الثابت والمبدئي في حق الشعب الفلسطيني في نيل حريته من هذا الاحتلال البغيض وتحرير مقدساته وأرضه حتى آخر شبر وإيقاف المجازر المرتكبة بحقه ورفع الحصار الجائر المفروض عليه، ولن يتوانى اليمن عن تقديم كافة أشكال الدعم والإسناد والعون والتضامن للشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة بكل ما يقدر عليه وبأعلى سقف متاح على المستوى العسكري والسياسي والمادي والإعلامي شعبياً ورسمياً حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.
وحذر فخامة الرئيس دول العالم كافة وبالأخص الأنظمة العربية والإسلامية من استمرار الجرائم الصهيونية بحق شعب بأكمله أمام أنظار العالم، كما حذر من مغبة التداعيات المترتبة على الصمت والتخاذل أمام الله والتاريخ والشعوب.
وقال” من ظن أن في الصمت والتجاهل والتماهي والتواطؤ سلامة له أو نجاة فهو مخطئ فالجميع بات يعلم بحقيقة أطماع الكيان الصهيوني ومن ورائه أمريكا، بل إنهم باتوا يتحدثون علناً عن ما يسمى التغيير الاستراتيجي في الشرق الأوسط الجديد” والذي ليس سوى احتلال أراضينا وبلداننا العربية”.
وأشار إلى أن العدوان الأمريكي الغاشم والظالم والمستمر ضد شعبنا هو عدوان فاشل وعاجز وسيبوء أصحابه بالخيبة حين ينكسر على أسوار اليمن المنيعة، والذي لم يأت إلا نصرة ودعماً لجرائم العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتحويل المنطقة العربية إلى مسرح للاستباحة والهيمنة الصهيونية.
وأكد أن هذا العدوان لن يثني اليمني عن القيام بواجبه ولن يفت من عضد وإرادة الشعب اليمني، بل سيؤدي حتماً الى تطوير قدرات اليمن العسكرية وكسر الهيمنة والغطرسة الأمريكية.
وأضاف” فلدينا بفضل الله وعونه التجربة الكبيرة والإرادة اللازمة لتلقين العدو الدرس الذي لم يتعلمه من حروبه السابقة والمستمرة على اليمن، بل إن عدوانه يزيد من إصرار شعبنا وعزمه بالتوكل على الله لمواجهة كل التهديدات”.
كما أكد أن العدوان الأمريكي لم ولن يحصد غير الفشل والخسران فهو من غارته الأولى وحتى اليوم لم يحقق إلا قتل الأطفال والنساء والمدنيين الآمنين واستهداف الأعيان المدنية والمستشفيات والمصانع في إجرام وقح غير مستغرب من أمريكا راعية الجريمة الأولى في العالم.
وجدد التأكيد على أن القوات المسلحة مازالت في اشتباك نوعي ومؤثر مع مصادر العدوان على بلادنا من حاملات الطائرات الأمريكية وبوارج وغيرها، وقد أفشلت عدداً من مخططات وهجمات العدو ولا زالت مستمرة في التصدي له حتى النصر المظفر إن شاء الله تعالى.
وفيما يلي نص الخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين، وارضَ اللهم عن صحابته الأخيار المنتجبين.
قال تعالى (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) صدق الله العظيم.
يا أبناء الشعب اليمني العزيز في الداخل والخارج:
باسمي ونيابة عن زملائي في المجلس السياسي الأعلى أتقدم بأسمى آيات التهاني وأطيب التبريكات إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- وإلى كافة أبناء شعبنا اليمني العزيز في كافة ربوع الوطن، وللمغتربين منهم خارج الوطن، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، وأخص بالتهنئة أبطال شعبنا المجاهدين المرابطين في كل الجبهات من أبناء القوات المسلحة والأمن بكافة تشكيلاتها، القابضين على الزناد والساهرين على أمن ومنعة وحماية شعبنا اليمني العظيم، وهم في أشرف معركة دفاعاً عن شعبهم وإسناداً ونصرة لإخوانهم في غزة العزة، والجرحى الأعزاء الصابرين والأسرى الأوفياء، وأسر الشهداء والجرحى، وأهالي المرابطين والأسرى.
سائلاً من الله -سبحانه وتعالى- أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وتلاوة القرآن، وأن يجعلنا ممن فاز بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، وأن يكون شهر رمضان المبارك قد ترك أثراً في تزكية النفوس، وأن يجعلنا ممن يحافظ على ما اكتسب فيه من التقوى طوال عامه لتكون لنا دافعاً للتحرك وفق توجيهات الله، ودرعاً واقياً دون مخالفة أوامره ونواهيه.
شعبنا اليمني العزيز في الداخل والخارج:
يعز علينا أن نحتفل بعيد الفطر المبارك، وإخواننا في غزة يذبحون بآلة التوحش الصهيونية، وإنّ مما يُهَــونُ علينا أن شعبنا اليمني العظيم لم يترك غزة وحدها، وشرَّفه الله بالاستمرار في إسناد ونصرة أبناء الشعب الفلسطيني على كل المستويات، وعبَّر عن هذا الموقف الديني والإنساني والأخلاقي بالعمليات العسكرية وحظر الملاحة للعدو الإسرائيلي في البحرين الأحمر وخليج عدن.
وها هو الخروج المليوني والاستثنائي لشعبنا اليمني العظيم، في يوم القدس العالمي، يؤكد مجدداً على موقف المساندة لإخواننا في فلسطين وغزة والضفة والقدس، وإننا نقف بإجلال وإكبار لهذا الخروج المليوني في صنعاء والمحافظات في أكثر من 500 ساحة، في المدن الرئيسية والمديريات والعُزل، ونحيي كل الشرفاء الذين شاركوا فيها، رجالاً ونساءً وصغاراً وكباراً، وهو أقلّ ما يمكن التعبير به عن عظيم التضامن وصادق المواقف، من شعب الإيمان والحكمة، في وقت توارت فيه أنظمة عربية إما بالخنوع أو بالعمالة والتواطؤ مع العدو الصهيوني، ليبقى موقفكم يا شعب الإيمان والحكمة دليلاً على وعيكم ويقظة الضمير وعميق الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه، وهو الموقف الذي يعبِّر عن الاستفادة من الشهر الكريم، شهر رمضان شهر التقوى، فلا تقوى بلا مناصرة فلسطين، ولا تقوى بدون مواجهة قوى الاستكبار الشيطانية (أمريكا و”الكيان الصهيوني”).
يا أبناء شعبنا اليمني العزيز في الداخل والخارج:
إن العدوان الأمريكي الغاشم والظالم والمستمر ضد شعبنا هو عدوان فاشل وعاجز، وسيبوء أصحابه بالخيبة حين ينكسر على أسوار اليمن المنيعة، الذي لم يأتِ إلا نصرة ودعماً لجرائم العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتحويل منطقتنا العربية إلى مسرح للاستباحة والهيمنة الصهيونية، ولكنه لن يثنينا عن القيام بواجبنا، ولن يفت من عضد وإرادة شعبنا العزيز، بل سيؤدي حتماً الى تطوير قدراتنا العسكرية، وكسر الهيمنة والغطرسة الأمريكية فلدينا -بفضل الله وعونه- التجربة الكبيرة والإرادة اللازمة لتلقين العدو الدرس الذي لم يتعلمه من حروبه السابقة والمستمرة على اليمن، بل إن عدوانه يزيد من إصرار شعبنا وعزمه بالتوكل على الله لمواجهة كل التهديدات.
إن العدوان الأمريكي لم ولن يحصد غير الفشل والخسران فهو من غارته الأولى وحتى اليوم لم يحقق إلا قتل الأطفال والنساء والمدنيين الآمنين واستهداف الأعيان المدنية والمستشفيات والمصانع في إجرام وقح غير مستغرب من أمريكا راعية الجريمة الأولى في العالم، وبعون الله فإن قواتنا المسلحة مازالت في اشتباك نوعي ومؤثر مع مصادر العدوان على بلادنا من حاملات الطائرات الأمريكية، وبوارج وغيرها، وقد أفشلت عدداً من مخططات وهجمات العدو ولا زالت مستمرة في التصدي له حتى النصر المظفر -إن شاء الله تعالى- انطلاقاً من توجيه المولى عز وجل: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)، والله خير الناصرين، وقاصم المتجبرين.
ونعبّر عن عظيم الشكر وبالغ الفخر والاعتزاز للشعب اليمني على صموده الأسطوري وثباته الراسخ في مواجهة العدوان الأمريكي المتجدد، كما نتقدم بأحر التعازي والمواساة لأسر الضحايا من الشهداء والجرحى نتيجة الغارات العدوانية الأخيرة على بلدنا، سائلاً الله العظيم أن يرحم الشهداء بواسع رحمته، وأن يشفي الجرحى أنه سميع مجيب.
وفي الختام، نؤكد على بعض النقاط:
أولاً: نثمن الجهود الخيرية والإنسانية التي قامت بها الجهات الرسمية والشعبية في مشاريع التكافل والتراحم، والتي لم تألُ جهداً في التخفيف عن شريحة الفقراء والمحتاجين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، لمواجهة الظروف القاسية الناتجة عن العدوان والحصار المستمر على بلدنا طوال عشر سنوات، وقد عكس هذا التكافل واحداً من أهداف الصيام وغاياته الإسلامية الراقية، وعلى رأسها هيئة الزكاة والأوقاف والجمعيات وكل الخيرين من أصحاب المال والأعمال.
ثانياً: نجدد التأكيد على موقف الجمهورية اليمنية الديني والإنساني الثابت والمبدئي في حق الشعب الفلسطيني في نيل حريته من هذا الاحتلال البغيض، وتحرير مقدساته وأرضه حتى آخر شبر، وإيقاف المجازر المرتكبة بحقة ورفع الحصار الجائر المفروض عليه، ولن تتوانى اليمن عن تقديم كافة أشكال الدعم والإسناد والعون والتضامن للشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة بكل ما تقدّر عليه، وبأعلى سقف متاح على المستوى العسكري والسياسي والمادي والإعلامي شعبياً ورسمياً حتى وقف العدوان، ورفع الحصار عن قطاع غزة.
ثالثاً: نحذِّر دول العالم كافة، وبالأخص الأنظمة العربية والإسلامية، من استمرار الجرائم الصهيونية بحق شعب بأكمله أمام أنظار العالم، ونحذّر من مغبة التداعيات المترتبة على الصمت والتخاذل أمام الله والتاريخ والشعوب، ومن ظن أن في الصمت والتجاهل والتماهي والتواطؤ سلامة له أو نجاة فهو مخطئ، فالجميع بات يعلم بحقيقة أطماع الكيان الصهيوني، ومن ورائه أمريكا، بل إنهم باتوا يتحدثون علناً عن ما يسمى التغيير الإستراتيجي في “الشرق الأوسط الجديد”، الذي ليس سوى احتلال أراضينا وبلداننا العربية.
الرحمةُ للشهداءِ، والشفاءُ العاجلُ للجرحى، والحريةُ للأسرى.
والنصرُ والعزةُ والتمكينُ لشعبِنا اليمنيِّ العظيمِ.