بغداد- أعرب المواطن العراقي أبو وسام عن غضبه بسبب المعاناة التي يعيشها أبناء العاصمة بغداد جراء تكرار ظاهرة غرق الشوارع مع كل موسم أمطار.

وقال أبو وسام، في حديث للجزيرة نت، إنه يشهد عاما بعد عام تكرار السيناريو نفسه، حيث تتحول شوارع بغداد إلى أنهار جارية، مما يعطل الحياة اليومية، ويسبب خسائر في الممتلكات، ويقطع أرزاق العمال، ناهيك عن المخاطر على أرواح التلاميذ بسبب أسلاك الكهرباء المبتلة.

وفي مشهد يتكرر شهدت العاصمة العراقية بغداد، خلال الأيام الماضية، حالة من الفوضى جراء الأمطار الغزيرة التي تسببت في غرق أغلب شوارعها الرئيسية والفرعية، وشل الحركة المرورية بها، وتعطيل الحياة اليومية للمواطنين.

في مشهد يتكرر أغرقت الأمطار شوارع العاصمة بغداد (الجزيرة) مشكلة مزمنة

وأضاف أبو وسام أن غرق الشوارع ليست مجرد مشكلة تقنية، بل مؤشر على الإهمال وسوء التخطيط، حسب تعبيره. وتساءل "كيف لمحافظة بحجم بغداد أن تعجز عن توفير البنية التحتية اللازمة لحماية المواطنين من آثار الأمطار؟".

وطالب الجهات المسؤولة، باتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة لمعالجة هذه المشكلة المزمنة، وذلك عبر صيانة شبكات الصرف الصحي، وتوسعتها، ووضع خطط طوارئ للتعامل مع الأمطار الغزيرة، وتخصيص الميزانيات اللازمة لتنفيذ هذه المشاريع.

وأعلنت بعض المحافظات في بغداد تعطيل الدوام الرسمي فيها، في حين أعلنت أخرى تعطيل دوام المدارس فقط. واستنفرت الجهود العسكرية والخدمية منذ ليلة أمس وحتى الصباح، في الشوارع والأزقة لاحتواء أزمة مياه الأمطار.

وأثار تكرار هذا السيناريو تساؤلات عن جاهزية البنية التحتية في العاصمة وباقي المحافظات لمواجهة مثل هذه الظروف المناخية، حيث طالب مواطنون الجهات المعنية بتحمل مسؤولياتها واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الكوارث.

شوارع بغداد تتحول إلى بحيرات بسبب الأمطار (الجزيرة) تكرار غرق الشوارع

أوضح الخبير البيئي موفق صالح، أهم الأسباب التي تؤدي إلى تكرار غرق الشوارع، والتي تشكل تهديدا كبيرا للبيئة والصحة العامة. وقال، في حديث للجزيرة نت، إن أحد أهم الأسباب الرئيسية لتكرار غرق الشوارع هو تقادم أنظمة التصريف الصحي في الأحياء القديمة.

وأوضح الخبير ذاته أن الأنظمة تعاني من تدهور وترسبات نتيجة لتزايد فعاليات البناء والتوسع العمراني في هذه المناطق، مشددا على أن هذا التدهور يؤدي إلى تعطل الأنظمة وعدم قدرتها على تصريف المياه بكفاءة.

وأضاف أن زيادة الكثافة السكانية في المناطق الحضرية تعد أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في تكرار غرق الشوارع.

وقال إن البيت الذي كان يستوعب عائلة واحدة فقط بمساحة 300 متر مربع، أصبح يحتوي على 4 إلى 6 شقق، مما يزيد من الكثافة السكانية بـ4 أضعاف، مشيرا إلى أن هذا الارتفاع في الكثافة يؤدي إلى زيادة كمية المياه المتدفقة في أنظمة الصرف، مما يزيد من احتمالية تعطلها.

وأكد صالح أن تخريب بعض من سماهم بـ"أصحاب النفوس الضعيفة" لمرفقات الصرف، مثل سرقة أغطية المناهل الصحية وفتحها لاستقبال كافة أنواع النفايات، يعد أحد الأسباب الرئيسية لتعطل هذه الأنظمة.

وأفاد، في السياق نفسه، بأن هذا التخريب يؤدي إلى إغلاق المناهل وعدم قدرتها على تصريف المياه بشكل صحيح، مما يزيد من احتمالية غرق الشوارع.

صعوبة التنقل داخل الأزقة بسبب الأمطار (الجزيرة) تحديات ومشاريع

من جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم أمانة بغداد، عدي كاظم الجنديل، أن فرق العمل التابعة للأمانة تمكنت من السيطرة على تجمع المياه في معظم شوارع المدينة خلال فترة زمنية قياسية، مشددا على قدرة العاصمة على التعامل بفعالية مع الأمطار الغزيرة التي شهدتها مؤخرا.

وعزا الجنديل، في حديث للجزيرة نت، "الإنجاز" لعدة عوامل، منها تفعيل غرفة العمليات المركزية فور بدء هطول الأمطار، والتي عملت على تنسيق الجهود وتوجيه فرق الصيانة والإنقاذ.

وأشار المسؤول ذاته إلى تشغيل جميع محطات الضخ وخطوط الطوارئ بسعتها القصوى لضمان تصريف المياه بشكل "سريع وفعال".

وقال إن أمانة بغداد تعمل على مشاريع "طموحة" لتطوير البنية التحتية للمدينة، وذلك لمواجهة التحديات المستقبلية وتجنب تكرار مثل هذه المشاكل.

ومن أبرز المشاريع التي ذكرها الجنديل:

مشروع قناة الشرطة: يهدف هذا المشروع إلى زيادة قدرة المدينة على تصريف مياه الأمطار ومياه الصرف الصحي، مما يساهم في الحد من الفيضانات والتشويهات التي تتعرض لها بعض المناطق. مشروع شمال الكاظمية: يهدف هذا المشروع إلى تحسين البنية التحتية لـ17 منطقة سكنية في شمال الكاظمية، مما يساهم في رفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد المتحدث ذاته أن هذه المشاريع، التي يتم تنفيذها بالتعاون مع شركات عالمية متخصصة، ستساهم بشكل كبير في تحسين جودة الحياة في بغداد وتقليل المعاناة التي يتعرض لها المواطنون نتيجة الأمطار الغزيرة.

تأثيرات بيئية

وأشار الخبير البيئي صالح إلى أن تكرار غرق الشوارع له تأثيرات بيئية خطيرة، من أبرزها:

انتشار الأمراض المعدية: نتيجة لتلوث المياه بمخلفات المجاري والمياه الثقيلة، مما يزيد من انتشار الأمراض المعدية ويشكل خطرا على الصحة العامة. ضرر النباتات والحدائق: يؤدي غرق الشوارع إلى تغيير بيئة النباتات وخصائص التربة، مما يؤدي إلى موت النباتات الحساسة وتعريض الحدائق لأضرار جسيمة. انتشار الروائح الكريهة: يزيد غرق الشوارع من انتشار الروائح الكريهة التي تزيد من شدة أمراض الجهاز التنفسي.

وأكد صالح أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع لمواجهة هذه التحديات. معتبرا أن المواطنين معنيون بحماية مناطقهم من التجاوزات، وتبليغ البلدية ذات الاختصاص لإصلاح الخلل، وعلى دوائر البلديات تسيير دوريات مراقبة وفحص بانتظام وتصحيح أي خلل في منظومات المجاري دون تأجيل.

في حين أكد أبو وسام ضرورة أن يكون هناك محاسبة للمسؤولين عما سماه "الإهمال المتكرر"، وأن يتم اتخاذ إجراءات رادعة لمنع تكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الأمطار الغزیرة البنیة التحتیة مما یزید من أبو وسام یؤدی إلى مثل هذه

إقرأ أيضاً:

تركيب أكثر من 250 جهاز إنارة بالطاقة الشمسية في شوارع المكلا

شمسان بوست / المكلا:

اكد مدير مكتب الأشغال العامة والطرق بساحل حضرموت، المهندس صالح العمري، تركيب أكثر من 250 جهاز إنارة بالطاقة الشمسية في شوارع مدينك المكلا، منذ بداية العام الجاري 2025م.


واضح المهندس العمري لوكالة الانباء اليمنية (سبأ)، إن المشروع يأتي تنفيذاً لتوجيهات محافظ حضرموت  مبخوت بن ماضي، لإنارة الشوارع العامة بأعمدة الإنارة بالطاقة الشمسية، وضمن جهود الاستجابة لتجاوز التحديات المرتبطة بانقطاع الكهرباءو وارتفاع تكاليف الطاقة التقليدية، والاستفادة من الطاقة التقليدية لخدمة المواطنين، إلى جانب السعي لتقليل الانبعاثات الكربونية. 

واشار، الى انه سيتم استكمال بقية الشوارع حول الخور والمدخل الشرقي للمدينة بتركيب نقاط ضوئية تعمل بالطاقة الشمسية على طول الشارع العام بالمكلا من دوار الدلة بحي الشهيد خالد وحتي جولة شبام، وحول خور المكلا والمدخلين الشرقي والغربي.

وجرى استخدام ألواح شمسية متطورة لتشغيل إنارة الشوارع على مدار الليل، مع بطاريات تخزين تعمل خلال الأيام الغائمة، وذلك لترشيد النفقات بتوفير طاقة الكهرباء بالأنظمة التقليدية. 

ويأتي المشروع الذي ينفذه مكتب الأشغال العامة والطرق، لتحسين الخدمات العامة بتعزيز إضاءة المناطق الحيوية والميادين الرئيسة، مما ينعكس إيجاباً على حركة المرور.

كما جرى تزويد بعض تقاطعات مدينة المكلا عاصمة المحافظة، بإشارات مرور تعمل بالطاقة البديلة لتنظيم حركة المرور وتجاوز أزمة الكهرباء.

ويبرز المشروع، دور الحلول التكنولوجية في معالجة تحديات الطاقة، ويُظهر أهمية الطاقة المتجددة كركيزةً للتنمية في الظروف الصعبة والاستثنائية.   

مقالات مشابهة

  • العدو يدمر البنية التحتية في بلدة قباطية جنوب جنين
  • جامعة أسيوط ترفع كفاءة البنية التحتية التكنولوجية وتطور قاعات الاستذكار الهادئ
  • برلمانية: مشروعات البنية التحتية والطرق تعكس التزام الدولة بدعم صعيد مصر
  • مجلس مدينة حماة ينفذ أعمالاً عدة لتحسين البنية التحتية والخدمات العامة
  • بغداد تتحدى الأمطار.. جهود استثنائية تصفّر الشوارع من الغرق
  • شوارع بغداد تغرق.. سنوات من الوعود لا حساب ولا نتيجة تُذكر
  • شوارع بغداد تغرق.. سنوات من الوعود لا حساب ولا نتيجة تُذكر - عاجل
  • تركيب أكثر من 250 جهاز إنارة بالطاقة الشمسية في شوارع المكلا
  • الرئيس السيسي يوجه بتكثيف الجهود لتعظيم الاستفادة من البنية التحتية المتطورة للدولة
  • السيسي يوجه بتعظيم الاستفادة من البنية التحتية المتطورة