ماذا يعني فوز ترامب بالنسبة للشرق الأوسط وأوكرانيا والصين؟
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
عندما تنتخب الولايات المتحدة رئيسا، فإن العالم بأسره يراقب ويتابع، لأن هذا الحدث تأثيره عالمي، حيث يتأثر مليارات الأشخاص الذين ليس لديهم حق التصويت بنتيجة الانتخابات.
من شرق أوكرانيا المدمر إلى أنقاض غزة والصراع في مضيق تايوان، إلى الحافلات المكتظة التي تجري في شوارع طهران، والأبراج العالية في بكين والغرف الدافئة ذات الأراضي الخشبية في إدارة الرئاسة بموسكو، يتم طرح السؤال نفسه: من سيفوز ليلة الثلاثاء؟
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جدل على المنصات: هل تصريحات ترامب تهديد مبطن لتشيني بالقتل؟list 2 of 2بسباق الساعات الأخيرة بين هاريس وترامب من يفوز بأصوات الولايات المتأرجحة؟end of list أوكرانيايقول إد أرنولد، من المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إن الجميع في أوكرانيا يدركون جيدا أن بقاء البلاد يعتمد على الولايات المتحدة، صحيح أن كييف لا تعتمد فقط على الأسلحة والمركبات والذخيرة الأميركية، لكن حلفاء أوكرانيا البريطانيين والأوروبيين وغيرهم ليسوا في وضع يسمح لهم بتقديم "أي شيء مماثل" لمستوى الدعم نفسه إذا تقلصت أو اختفت المساهمة الأميركية، لذا، فإن نتيجة الانتخابات الأميركية مسألة وجودية حرفيا.
لكن المرشحين كانوا غامضين جدا بشأن خططهم بشأن أوكرانيا، ولا يوجد توافق بشأن من سيكون أفضل أو الأقل سوءا. وعن هذا يقول وزير الدفاع الأوكراني السابق أندريه زاغورودنيوك "إنهم مثل 4 آراء متنافسة، لا أستطيع أن أجزم أيهم الأكثر شيوعا".
ويضيف "مع كامالا هاريس، فإن النظرة الأكثر تشاؤما، وهي شائعة جدا، هي أنه إذا فازت، فسوف تستمر تقريبا في سياسة جو بايدن، وسنكون في هذه الحرب لفترة طويلة جدا.. بالطبع، يقول بعض الناس "لا، سيكون الأمر مختلفا"، حيث يعتقد بعض المتفائلين أنها ستكون أكثر فعالية بكثير وتنهي الحرب.
وقبل أن ينسحب بايدن من السباق الرئاسي، قال بوتين علنا إن الرئيس الحالي كان الخيار الأفضل لروسيا، حيث كان أكثر توقعا، وأكثر تقليدية في فهمه لفن إدارة الدولة.
لكن هذه التصريحات ينظر إليها على أنها تستهدف إيذاء هاريس ومساعدة منافسها الجمهوري دونالد ترامب.
أما ترامب، فقد كرر في أكثر من مناسبة خلال حملته الانتخابية أنه إذا فاز، سيتحدث مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي لفرض اتفاق سلام، قبل تنصيبه في يناير/كانون الثاني المقبل، لكن لم يوضح كيفية فعل ذلك.
ويقول زاغورودنيوك "بعض الناس يخشون أنه سيبرم صفقة مع بوتين، سنفقد المناطق المحتلة، وسيقول "إذا كنتم تختلفون، لن أرسل أي شيء على الإطلاق".
وما يعزز هذه المخاوف أن جي دي فانس الذي اختاره ترامب نائبا في حملته الانتخابية، سبق أن قال إن من حق روسيا أن تحتفظ بالأراضي التي احتلتها ويجب ألا يسمح لبقية أوكرانيا بالانضمام إلى حلف الناتو أو إلى تحالف أجنبي آخر، وهو ما ينظر إليه على أنه انتصار روسي كبير.
إسرائيليبدو الاهتمام بالانتخابات الأميركية هذا العام مختلفا في إسرائيل عما مضى. ويقول عميت سيجال المعلق السياسي الرئيسي لقناة 12 الإسرائيلية "في الماضي لم يكن هناك بث لأنها كانت تجري في منتصف الليل بالنسبة لنا، لكن هذا العام، سنبثها من الساعة 11 مساء حتى الصباح".
ويوضح أن هذا "ليس لأن الإسرائيليين يعرفون تفاصيل هذا النظام المستحيل للمجتمع الانتخابي، لكنهم على دراية تامة بأهمية النتيجة وتداعياتها عليهم".
وعلى عكس أوكرانيا، ليس هناك كثير من الغموض بشأن من يريده الإسرائيليون أن يكون رئيسا للولايات المتحدة، فإذا كانت إسرائيل هي الولاية الأميركية رقم 51، فإنها ستكون بالتأكيد حمراء للجمهوريين.
ويفسر سيجال ذلك بأنه بسبب الحرب "والأكثر من ذلك، هو بسبب تطور رؤية في إسرائيل أن الحزب الديمقراطي واليسار العالمي بشكل عام ليسا صديقين لإسرائيل، بل أعداء".
ويقول إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استغل "بلا رحمة" خوف بايدن من أن الخلاف مع الحكومة الإسرائيلية قد ينفر الناخبين المؤيدين لإسرائيل، فأقدم على عمليتين مثيرتين للجدل، غزو لبنان في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والمجازر التي ارتكبها في جباليا بشمال غزة بعدها بأيام، معتبرا أن هذه الأحداث ربما لم تكن قد مضت بهذه السهولة لو لم تكن الانتخابات الأميركية تلوح في الأفق.
ويعتقد العديد من الإسرائيليين أن فوز هاريس سيعطي إيران وحماس وحزب الله سببا للأمل في انقسام أميركي إسرائيلي، وبالتالي دافعا لمواصلة القتال. ولكن فوز ترامب سيطفئ هذا الأمل ويجبرهم على إنهاء الحرب متعددة الجبهات.
وقد يعد ذلك ظلما لبايدن، الذي رغم التوترات مع نتنياهو، قدم الكثير من الدعم السياسي والعسكري لإسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
إيرانيقول آراش عزيزي، مؤلف كتاب "ماذا يريد الإيرانيون"، إن "المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ربما يفضل رئيسا مختلفا عن ترامب.. بشكل عام، يبدو أن النظام الإيراني يريد فوز هاريس".
ويضيف أنه على مدى العام الماضي كان الخوف من عودة ترامب موجودا في جميع وسائل الإعلام الإيرانية، لا سيما أن لديهم تجربة سابقة من رئاسة ترامب السابقة، من حيث عدم توقعه، وسياسته القائمة على الضغط الأقصى، وتقاربه مع نتنياهو.
لكن هذا الرأي ليس عاما في إيران، حيث هناك فصيل في طهران يعتقد أن ترامب "العملي" سيتعامل بوضوح أكثر من الديمقراطيين "المزاجيين"، الذين يلوحون بإمكانية التوصل إلى تسوية، لكنهم دائما ينتهون بدعم إسرائيل على أي حال، حسبما يقول عزيزي.
وترى الدكتورة سانام وكيل، نائبة مدير "برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" في معهد "تشاتام هاوس" أن طهران لا تريد أن تبدأ مع الرئيس الأميركي القادم -أيا كان- بموقف أسوأ مما هو عليه الوضع الآن.
ولفتت إلى أنه خلال الأيام القليلة الماضية ألمح مستشار الزعيم الإيراني الأعلى إلى أن هناك براغماتية في العلاقات المستقبلية مع واشنطن، وهذا تطور مثير جدا للاهتمام في ظل الأزمة الحالية، معتبرة أن "الآفاق الاقتصادية قاتمة للغاية. وتخفيف العقوبات هو هدف الرئيس الجديد".
الصينفي الصين، كما في أماكن أخرى، التغطية والنقاش حول الانتخابات الأميركية يغمران وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية.
تركز كثير من التقارير مؤخرا على الاضطرابات المحتملة داخل الولايات المتحدة حول الانتخابات، مستشهدة بالتقارير الأميركية الداخلية حول احتمال وقوع عنف سياسي.
ومع ذلك، لا يوجد تفضيل واضح لأحد المرشحين على الآخر. ذلك لأن بكين لم تر فرقا كبيرا، ففي في ولايته أشعل ترامب حربا تجارية، وألقى باللوم على الصين في فيروس (كوفيد- 19)، وأطلق حملة مثيرة للجدل بقيادة مكتب التحقيقات الفدرالي ضد التجسس الاقتصادي الصيني، كما وعد بتوسيع كبير للتعريفات الجمركية على منتجات الصين إذا عاد إلى البيت الأبيض.
ولكن، بينما خفف بايدن من حدة الخطاب، فإنه لم يغير المسار فعليا: فقد حافظ على بعض تعريفات ترامب وفي بعض الحالات شددها، والأهم من ذلك، أنه تعهد صراحة بالدخول في حرب للدفاع عن تايوان إذا ما تعرضت للهجوم.
وخلال حديثه مع جو روغان الأسبوع الماضي، اتهم ترامب تايوان بـ"سرقة" صناعة الرقائق الأميركية، وألمح إلى أنها يجب أن تدفع مقابل الحماية، وهي مواضيع أثارها في مقابلات سابقة.
وعن هذه التصريحات، تقول تشو فنغ ليان، المتحدثة باسم مكتب شؤون تايوان بمجلس الدولة الصيني، إن هذه التصريحات تشكك في التزام ترامب تجاه الجزيرة.
وتضيف "سواء كانت الولايات المتحدة تحاول حماية تايون أو إيذاءها، أعتقد أن معظم زملائنا التايوانيين قد قاموا بالفعل بحكم عقلاني، ويعرفون بوضوح شديد أن ما تسعى إليه الولايات المتحدة هو دائما "أميركا أولا"، يعرف شعب تايوان أن تايوان في أي وقت يمكن أن تتحول من بيدق إلى طفل مهمل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات الانتخابات الأمیرکیة الولایات المتحدة إلى أن
إقرأ أيضاً:
بايدن يوقع على مشروع قانون التمويل ويجنب إغلاق الحكومة الأميركية
ديسمبر 22, 2024آخر تحديث: ديسمبر 22, 2024
المستقلة/- وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن على مشروع قانون تمويل ثنائي الحزبية يتجنب إغلاق الحكومة، بعد أيام من دخول الكونجرس في حالة من الاضطراب بعد رفض الرئيس المنتخب دونالد ترامب لاتفاق أولي.
وأعلن البيت الأبيض يوم السبت أن بايدن وقع على التشريع، الذي يمول الحكومة حتى منتصف مارس.
وقال بايدن في بيان: “يمثل هذا الاتفاق تسوية، مما يعني أن أيًا من الجانبين لم يحصل على كل ما يريده. لكنه يرفض المسار السريع لخفض الضرائب للمليارديرات الذي سعى إليه الجمهوريون، ويضمن قدرة الحكومة على الاستمرار في العمل بكامل طاقتها”.
“هذه أخبار جيدة للشعب الأمريكي، خاصة مع تجمع العائلات للاحتفال بموسم الأعياد هذا”.
أقر مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، بأغلبية 85 صوتًا مقابل 11 صوتًا، مشروع القانون لمواصلة تمويل الحكومة بعد 38 دقيقة من انتهاء صلاحيته في منتصف الليل (05:00 بتوقيت جرينتش) في واشنطن العاصمة يوم السبت.
أقر مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون مشروع قانون الميزانية في وقت سابق من مساء الجمعة بدعم من الحزبين.
يختتم التوقيع يوم السبت أسبوعًا مضطربًا في الكونجرس الأمريكي بعد أن أثار ترامب، الذي يتولى منصبه في يناير، ومستشاره، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك، معارضة الاتفاق الحزبي الأولي.
أصر ترامب على أن تتضمن الصفقة زيادة في حد اقتراض الحكومة. وقال إنه إذا لم يكن الأمر كذلك، فلندع إغلاق الحكومة “يبدأ الآن”.
أمضى المشرعون عدة أيام في محاولة التوصل إلى اتفاق آخر، مع التهديد بتوقف هائل للخدمات الحكومية خلال موسم العطلات في نهاية العام.
كان الإغلاق يعني إغلاق العمليات غير الأساسية، مع إجازة ما يصل إلى 875000 عامل وإجبار ما يصل إلى 1.4 مليون آخرين على العمل بدون أجر.
تمول النسخة النهائية من التشريع الحكومة بالمستويات الحالية حتى 14 مارس. كما يوفر 100 مليار دولار من مساعدات الكوارث بالإضافة إلى 10 مليارات دولار من المساعدات للمزارعين.
لكن الصفقة جردت بعض الأحكام التي دافع عنها الديمقراطيون، الذين اتهموا الجمهوريين بالاستسلام للضغوط من الملياردير ماسك.
صوت بعض الجمهوريين ضد الحزمة لأنها لم تخفض الإنفاق.
قال رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون إن الحزب سيكون له نفوذ أكبر العام المقبل، عندما يكون له الأغلبية في مجلسي الكونجرس وسيكون ترامب في البيت الأبيض.
وقال للصحفيين بعد تصويت مجلس النواب: “كانت هذه خطوة ضرورية لسد الفجوة، لوضعنا في تلك اللحظة حيث يمكننا وضع بصماتنا على القرارات النهائية بشأن الإنفاق”، مضيفًا أن ترامب أيد الصفقة.
وأضاف جونسون أن التسوية كانت “نتيجة جيدة للبلاد”.
ومع ذلك، تثير الحلقة تساؤلات حول ما إذا كان جونسون سيكون قادرًا على الاحتفاظ بوظيفته في مواجهة زملائه الجمهوريين الغاضبين.
ومن المقرر أن ينتخب مجلس النواب الرئيس القادم في 3 يناير/كانون الثاني، عندما ينعقد الكونجرس الجديد.
من المتوقع أن يحصل الجمهوريون على أغلبية ضئيلة، 220-215، وهو ما يترك لجونسون هامشًا ضئيلًا للخطأ بينما يحاول الفوز برئاسة مجلس النواب مرة أخرى.