تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

فى شارع الكوربة بمصر الجديدة، حيث يلتقى صخب المدينة بعبق تاريخى قديم، جرت حادثة مأساوية هزت القلوب وأبكت العيون، كان ضحيتها الشاب الأربعينى "محمد عبد الرازق"، المعروف بـ"حمص أبو آسيا"، شريك بأحد المقاهى “قهوة أسوان”.

ورغم أنه كان معروفًا بطيبته، إلا أن قدره حمل له نهاية مأساوية، فالمتهم، "ناصر- صاحب محل عصائر"، لم يكتفِ بخصومته القانونية معه، بل انتزع حياته فى مشهد يملؤه الغدر.


صراع وتراكم الخلافات
بدأت القصة منذ سنوات بين ملاك مقهى أسوان وهما: الضحية "حمص" وشريكه "هادي" من جهة، وملاك محل العصائر وهما: المتهم "ناصر" وشريكه شخص آخر من جهة أخرى، وكان الصراع حول ملكية العقارات ومحلات تجارية بموجب عقود شرعية وقضائية.


حكم قضائي
وفى شهر سبتمبر ٢٠٢٤ ، حصل ملاك المقهى (حمص وهادي)  بموجب قرار قضائى على حكم طرد،  ضد "ناصر" - مالك محل العصائر، وانتظر المالكان حتى يوم ٢٧ أكتوبر من الشهر المنصرم، أى لمدة ٤٠ يومًا، لاستخراج شهادة بعدم حدوث استئناف، بمقتضاها يتم تنفيذ حكم طرد "ناصر" صاحب محل العصائر.


هذا النزاع القانوني، الذى امتد لسنوات طويلة، وصل إلى ذروته بعد إصدار الحكم القضائى لصالح أصحاب المقهى، مما أشعل نار العداوة بين الطرفين.


المواجهة الأخيرة
فى اليوم المشئوم، وبينما كان "حمص" يمارس عمله المعتاد فى المقهى ، اقترب "ناصر" بصمت مشحون بالانتقام، ولم يدرِ الضحية أن تلك اللحظة ستكون آخر لحظاته.


بدأ الشجار بتبادل كلمات قاسية، وسرعان ما تطور إلى عنفٍ مفاجئ، أخرج "ناصر" مطواة من طيات ملابسه، ولم يتردد فى غرسها فى جسد "حمص"، طعنة تلو الأخرى.


رغم المقاومة الشديدة من "حمص" الذى كان يعانى من إعاقة، إلا أن الضربات كانت أسرع وأقوى من أى محاولة للهروب أو الدفاع، كان الدم يسيل بسرعة، والنظرات الممتلئة بالرعب تعكس وجوه المارة الذين وقفوا مصدومين أمام مشهد الجريمة المروع.


صرخات "حمص" الضعيفة لم تجد صدى فى قلوب من كانوا حوله، سوى صديقه الذى وقف عاجزًا على الجانب الآخر، يشاهد صديقه يُقتل بلا رحمة.


نهاية مأساوية
بعد أن أجهز عليه بطعناته، ذبح "ناصر" الضحية بوحشية أمام الملأ، ملوثًا الشارع بدمائه، ومضى من المكان كأنه لم يرتكب فعلًا شنيعًا، حاولت مجموعة من الشباب نقل "حمص" إلى مستشفى هليوبوليس، إلا أن الجروح كانت قاتلة.


صرخات مطالبة بالقصاص
أسرة "حمص"، التى فقدت معيلها الوحيد، وقفت أمام ثلاجة الموتى وهى تملأ المكان بنحيبها، تردد: "نريد القصاص.. الإعدام لا يشفى غليلنا"، فيما ألقت الشرطة القبض على المتهم "ناصر"، ليواجه الآن عقوبة تنتظره من خلف قضبان السجن. من جانبها؛ رأت أجهزة الأمن ملابسات تداول مقطع فيديو على عدد من المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعى يتضمن قيام أحد الأشخاص بالتعدى على آخر بسلاح أبيض بمنطقة مصر الجديدة بالقاهرة مما أدى إلى وفاته. 

بالفحص تبين أنه بتاريخ ٣٠ أكتوبر الماضى نشبت مشاجرة بدائرة قسم شرطة مصر الجديدة بين كل من طرف أول (مالك محل عصائر بأحد العقارات بدائرة القسم ) طرف ثان (شريك بمقهى بذات العقار "متوفى")، وذلك بسبب خلافات بينهما حول رغبة المتوفى فى طرد الأول من المحل المشار إليه بدعوة ملكيته لحصة بالعقار وشرائه الشقة التى تعلو المحل الخاص به، قام على إثرها الأول بالتعدى عليه بسلاح أبيض محدثاً إصابته التى أدت إلى وفاته.


تم ضبط مرتكب الواقعة فى حينه وعرضه على النيابة العامة التى قررت حبسه على ذمة التحقيقات.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مصر الجديدة محل العصائر

إقرأ أيضاً:

لغز بلا أدلة.. لعنة القصر العريق.. مقتل وريثتى باشا الوفد فى جريمة غامضة

بعض الجرائم تُكشف خيوطها سريعًا، وبعضها يظل معلقًا لسنوات، لكن الأخطر هو تلك الجرائم التى وقعت أمام الجميع، ولم تترك وراءها أى دليل يقود إلى الجاني.

سرقات جريئة، اغتيالات غامضة، جرائم نفذت بإحكام، ومع ذلك، بقيت بلا حل رغم التحقيقات والاتهامات. كيف تختفى لوحة فنية لا تُقدر بثمن دون أن يراها أحد؟ كيف يُقتل عالم بارز وسط إجراءات أمنية مشددة دون أن يُعرف الفاعل؟ ولماذا تظل بعض القضايا غارقة فى الغموض رغم مرور العقود ووتحول إلى لغز بلا أدلة؟.


فى هذه السلسلة، نعيد فتح الملفات الأكثر إثارة للجدل، ونسلط الضوء على القضايا التى هزت العالم لكنها بقيت بلا أدلة.. وبلا إجابات!


الحلقة الثالثة عشر..مقتل وريثتى القصر فى جريمة غامضة

فى مدينة الأقصر، وعلى ضفاف النيل، وقف قصر شامخ تجاوز عمره مئة عام، كان شاهدًا على تاريخ سياسى حافل، ومأوى لأسرتين من أعرق عائلات الصعيد.

داخل هذا القصر، عاشت صوفى ولودى، ابنتا السياسى البارز توفيق باشا أندراوس، أحد أقطاب الوفد، وصديق سعد زغلول، الذى احتضن زعيم الأمة فى هذا القصر خلال ثورة 1919.

رفضت الشقيقتان الزواج، وفضلتا العيش فى عزلة، محتفظتين بذكريات العائلة وأمجاد الماضي.

وعلى مدار عقود، كانتا تعيشان حياة هادئة، لم تخرجا عن نمطها المألوف، ولم يعرف عنهما إلا القليل. لكن تلك العزلة تحولت إلى مشهد دامى فى إحدى ليالى يناير 2013، حين استيقظت مدينة الأقصر على فاجعة.. العثور على الشقيقتين مقتولتين داخل القصر، فى واحدة من أكثر الجرائم غموضًا.

المشهد داخل القصر كان صادمًا..

تم العثور على الجثتين داخل إحدى الغرف، وقد تعرضتا لاعتداء وحشى باستخدام آلة حادة.

لم يكن هناك أى أثر لكسر أبواب القصر أو نوافذه، ما يعنى أن القاتل دخل بطريقة طبيعية، ربما بمعرفة الضحيتين أو باستخدام مفتاح.

زاد الغموض أن بعض محتويات القصر كانت مفقودة، فيما تحدثت تقارير عن وجود آثار بحث وتنقيب داخل القصر وكأنه كان هدفا للصوص يبحثون عن كنز مدفون.

لكن ما الذى جعل وريثتى الباشا هدفًا للقتل؟

كثرت الأقاويل حول الدوافع وراء الجريمة، فقيل إنهما راحتا ضحية هوس البحث عن كنوز الفراعنة، حيث أشيع أن القصر يخبئ مقتنيات أثرية نادرة.

بينما رأت مصادر أخرى أن القتل كان بدافع السرقة والطمع، حيث تناقلت الأحاديث أن الشقيقتين كانتا تمتلكان كميات من الذهب والمجوهرات، إلى جانب ثروة مالية ضخمة وأراضٍ زراعية تتجاوز 100 فدان.

البعض قال أن وراء الجريمة صراعًا على ميراث العائلة، بينما ذهب آخرون إلى أن الجريمة ربما تكون انتقامًا قديمًا لأسباب غير معروفة.

ورغم التحقيقات المكثفة، لم يُكشف عن القاتل حتى اليوم.

أجهزة البحث الجنائى بمحافظة الأقصر أجرت تحقيقات موسعة، واستجوبت العشرات، لكن القضية بقيت دون حل.

لم يتم التوصل إلى أى دليل حاسم، ولم يتم ضبط أى متهم.

القصر الذى شهد تاريخًا سياسيًا حافلًا أصبح يحمل لغزًا داميًا لم يُحل..

12 عامًا مرت على الجريمة، ولا تزال القصة غارقة فى الغموض..

بقى القاتل مجهولًا، وملف القضية فى طى الكتمان، ليتحول القصر من معلم تاريخى إلى مسرح لجريمة لم يفك طلاسمها أحد وتُقيد القضية ضد مجهول.







مشاركة

مقالات مشابهة

  • جرائم بطلها السوشيال ميديا.. خط ساحل سليم من الضحية المزعومة للمجرم الحقيقى
  • لغز بلا أدلة.. لعنة القصر العريق.. مقتل وريثتى باشا الوفد فى جريمة غامضة
  • سيارة جماعة مركونة أمام مقهى شيشا تثير الجدل بأكادير
  • خان يونس: الشرطة تُوقف المشتبه به في جريمة مقتل أحد المواطنين
  • محافظ أسوان يتفقد معدات النظافة بجراج الوحدة المحلية
  • محافظ أسوان يوجه بالإسراع بتشغيل محطة رفع الصرف الصحى بالكاجوج
  • محافظ أسوان يتفقد وحدة طب أسرة الكاجوج بكوم أمبو
  • خيط جريمة.. خلافات الجيرة تقود النيابة لكشف نجار قتل سائق بسكين فى القاهرة
  • محافظ أسوان: مواصلة التكاتف لتحقيق معدلات إنجاز بملف التصالح في مخالفات البناء
  • وكيل تعليم أسوان وقنصل السودان يناقشان أوضاع الطلاب الوافدين